خطفت العداءة المصرية بسنت حميدة لاعبة منتخب ألعاب القوى، الأنظار بشدة خلال الأيام الماضية بعدما توجت بذهبيتي دورة ألعاب البحر المتوسط المقامة حاليًا بمدينة وهران بالجزائر، في سباقي 100 و200 متر، كما كسرت الرقم القياسي المسجل في الدورات السابقة، لتدخل التاريخ من الباب الكبير، وتحقق لمصر إنجاز غير مسبوق ونادر في تاريخنا بألعاب القوى.

وفازت حميدة بذهبية سباق 100 متر بعد أن أنهت السباق في زمن قدره 11.10 ثانية، واستطاعت اقتناص الميدالية الذهبية الثانية لها في منافسات 200 متر عدو، بعد أن حققت زمنًا قدره 22.47 ثانية، لتحطم الرقم القياسي السابق في سباق 200 متر عدو بدورة ألعاب البحر المتوسط، الذي كان مسجلًا باسم الفرنسية كريستين ارون في عام 1997 بمدينة باري الإيطالية.

اقرأ أيضًا.. صلاح الأعلى أجرًا.. سوبر مو يصنع تاريخًا جديدًا في ليفربول

انتصار للمرأة المصرية في الرياضة

انتصرت بسنت للمرأة المصرية في الرياضة بشكل عام، بعد ما عانته من تجاهل وتقليل لقدراتها في هذا المجال بشدة طوال العقود الماضية، على الرغم من أن الإنجازات الفردية سواء في الألعاب الأولمبية المختلفة ودوراتها كل 4 سنوات أو باقي المحافل والبطولات القارية ثم بطولة البحر المتوسط الحالية أو بطولات العالم، يكون للمرأة المصرية نصيب كبير من الميداليات والإنجازات المهمة للفراعنة.

وتعاني المرأة المصرية من تهميش وتجاهل واضح داخل المجتمع المصري خاصة في الرياضة، ويتم عن عمد التقليل من قدراتهن وتشويه صورتهن بشكل ممنهج ودائم حتى مع تحقيقهن لألقاب وإنجازات غير عادية، حيث هناك حالة رفض من الغالبية لتفوق المرأة بالرياضة والميل أكثر للرجال، كما أن الاهتمام الأكبر بكرة القدم يبخس حق باقي الألعاب خاصة الفردية ولاسيما التي تكون بها المرأة هي البطل.

بسنت ترفع علم مصر

من هي بسنت حميدة؟

تعد بسنت من مواليد عام 1996 وتبلغ من العمر 26 عامًا ومقيمة في مدينة الإسكندرية، ولديها شقيقها باسم حميدة بطل العالم في ألعاب القوى ولكنه مجنس ويلعب باسم دولة غير مصر.

بسنت متزوجة من مدربها محمد عباس وتخرجت في كلية الهندسة وتعمل معيدة بالجامعة، وشاركت في أول بطولة دولية عام 2013، كما توجت بعدة بطولات على رأسها البطولة العربية، ووصلت لنصف نهائي بطولة العالم 2019.

ولكنها تعرضت للإصابة قبل أولمبياد طوكيو الماضية، وهو ما حرمها من المشاركة بالحدث العالمي الكبير، ثم شاركت في بطولة التشيك الدولية وتوجت بميداليتين، وانسحبت من بطولة أفريقيا يونيو الماضي بسبب الإصابة كذلك، قبل أن تحقق كل المجد ببطولة البحر المتوسط الحالية في وهران، وكسرت الرقم المحقق في النسخة الأولى من دورات البحر المتوسط عبر العصور.

تقدير رسمي ووفاء نادر

كشف محمد فوزي المتحدث الرسمي باسم وزارة الشباب والرياضة، أن فوز البطلة بسنت حميدة بثاني ذهبية في دورة ألعاب البحر المتوسط يعد إنجازًا كبيرًا يحسب لتلك البطلة، التي ترعاها وزارة الشباب والرياضة بشكل كبير، حيث كانت تتدرب في المركز الأولمبي بالمعادي.

وأضاف أن أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، وفر لها كل الدعم حتى تستطيع التدرب جيدًا استعدادًا لمشاركتها المقبلة عام 2024 في أولمبياد باريس.

وتعد بسنت من أسرة رياضية بالكامل، فوالدتها بطلة أفريقيا في الجمباز، كما أن شقيقها باسم حميدة ثاني العالم في سباق 400 متر حواجز، وسيف بطلًا رياضيًا أيضًا.

أما عن زوجها فقالت: “زوجي ضحى من أجلي ويستحق التكريم فهو رجل “شالني فوق رأسه”، ودعمني كثيرًا حتى وصلت لما فيه الآن”. يذكر أنها تزوجت منذ 3 سنوات ويواصل زوجها مساندتها ودعمها طوال الوقت.

بينما تقول بسنت عن فخر مصر والعرب محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، إنه أصبح قدوة للجميع، وإنها تربت منذ نعومة أظافرها على مواصلة النجاح وأن تقلد الناجحين مثله وتتمنى أن تحقق كل المجد مثله في لعبتها.

استقبال رائع لبسنت وإشادة واسعة

استقبلت القوات المسلحة اللاعبة بسنت حميدة، ابنة المؤسسة الرياضية العسكرية فور وصولها إلى أرض الوطن، عقب مشاركتها بدورة ألعاب البحر المتوسط «وهران 2022» بالجزائر وتحقيقها إنجازًا تاريخيًا في رياضة ألعاب القوى.

يأتي ذلك نتيجة لحرص القيادة العامة للقوات المسلحة على توفير المناخ الملائم لإعداد وتأهيل كوادر رياضية، من خيرة أبناء وبنات الشعب المصري لرفع العلم المصري بمختلف المحافل الرياضية.

كما استقبل أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، لاعبة المنتخب الوطني بسنت حميدة بعد تتويجها بميداليتين ذهبيتين في منافسات ألعاب القوى، ومعها بطل رمي الرمح إيهاب عبد الرحمن بعد حصوله على الميدالية الفضية بدورة ألعاب البحر المتوسط التي تستضيفها الجزائر في نسختها رقم 19.

ومن جانبه، أثنى وزير الرياضة على إنجاز بسنت التاريخي، وأكد أن هذا الإنجاز هو الأول من نوعه في تاريخ منافسات ألعاب القوى المصرية، أن تدخل مصر العديد من المنافسات التي لم تتواجد بها من قبل، وأن ننافس عليها ونتفوق بها وهو أمر يستحق الفخر.

وأكد أن الدولة المصرية تساند جميع أبطالها الرياضيين وتقف خلفهم في سبيل تحقيق أفضل النتائج والفوز بالميداليات في البطولات المختلفة، مضيفًا أن دورة ألعاب البحر المتوسط تعتبر استعدادًا قويًا للمنافسة بقوة في الأولمبياد المقبلة، مشيرًا إلى أن الوزارة تساهم في تخريج جيل جديد من الرياضيين ليكونوا قوام المنتخب في المستقبل من خلال المشروع القومي للموهبة والبطل الأوليمبي.