يبدو أن اتحاد الكرة المصري قد وجد طريقه الصحيح أخيرًا بعد شهور ماضية من الفشل والتخبط الإداري والفني وأخطاء بالجملة كلفت المنتخب الكثير وضياع حقوقه وسمعة الكرة المصرية اهتزت بشدة. خاصة بعد رحيل البرتغالي كارلوس كيروش ثم التعاقد مع إيهاب جلال لخلافته قبل أن يقال هو الآخر بعد ٣ مباريات فقط أدار خلالها الفراعنة من على الخطوط.
تفاصيل التعاقد مع فيتوريا مدربا للمنتخب
وذلك بعدما أتم اتحاد الكرة المصري اتفاقه مع البرتغالي المتمرس روي فيتوريا لتدريب منتخب مصر خلفًا لإيهاب جلال صباح اليوم الثلاثاء وأعلن عنه بشكل رسمي بعقد يمتد لأربع سنوات قادمة. وبجهاز كامل به 4 مساعدين وبراتب سنوي يبلغ مليونين و400 ألف يورو.
وأعلن اتحاد الكرة عن تعاقده مع فيتوريا عبر فيديو ظهر خلاله المدرب الجديد وقال: “مرحبا. أنا روي فيتوريا مدرب منتخب مصر للأعوام الأربعة المقبلة”.
وكان فيتوريا في وقت سابق من الشهر الحالي أكد عبر وكيله أن المفاوضات مع اتحاد الكرة المصري متقدمة للغاية وفي طريقهم للاتفاق النهائي. وأنه منح موافقته لاتحاد الكرة على تدريب منتخب مصر.
يذكر أن المدرب البرتغالي كان ضمن المرشحين لتدريب الأهلي خلفا لبيتسو موسيماني. لكن وكيله نديم محمود أفزال أكد عدم التوصل لاتفاق مع المارد الأحمر بسبب العرض غير المقنع للمدرب البرتغالي. حيث كان يرغب في الحصول على راتب 4 ملايين دولار شاملة المساعدين. والأهلي كان يريد تخفيض المبلغ قبل أن يتعاقد الأحمر بعدها مع مواطنه ريكاردو سواريش.
السبب المادي نفسه كان وراء فشل مفاوضات فيتوريا مع فلامنجو قبل أيام. ليتجه النادي البرازيلي للتعاقد مع دوريفال جونيور في ولاية ثالثة. وأيضًا فيتوريا كان قد اتفق مع الجزيرة الإماراتي بالفعل لتولي قيادته لكن تغيير الإدارة تسبب في تعثُر المفاوضات.
فيتوريا.. مدرب من العيار الثقيل في منتخب مصر
هو مدرب لامع وناجح وصاحب مسيرة تدريبية رائعة وبها عديد الألقاب أهمها مع بنفيكا البرتغالي. وكانت آخر تجارب فيتوريا مع سبارتاك موسكو الروسي. قبل فسخ التعاقد بالتراضي في شهر ديسمبر الماضي لسوء النتائج.
وسبق للمدرب صاحب الـ52 عاما خوض تجربة في الوطن العربي. حينما أشرف على تدريب النصر السعودي في 2019 وقاده للتتويج بلقبي الدوري وكأس السوبر السعودي بعد 4 سنوات من الغياب.
ولد فيتوريا في البرتغال يوم السادس عشر من إبريل لعام 1970. وبدأت مسيرته كلاعب منذ عام 1988 حتى 2003. ولكنه قرر الاعتزال وهو في سن 32. بعدما أدرك أنه لن يشارك مع أي من الفرق الكبيرة التي يطمح في ارتداء قمصانها.
وبعد اعتزاله بدأ فيتوريا مسيرته التدريبية سريعًا عندما تولى تدريب فريق فيلافرانكينسي. ولكن بدايته لم تكن الأفضل على الإطلاق. إذ تلقى خبر وفاة والديه في حادث سير. ولكن المدرب البرتغالي تماسك وباشر عمله مع فريق فيلافرانكينسي لمدة موسم. قبل أن يتولى تدريب فريق بنفيكا للشباب.
وفي عام 2006 انضم فيتوريا لتدريب فريق فاتيما. والذي نجح في قيادته إلى الدرجة الثانية في البرتغال للمرة الأولى في تاريخه. واستمر مع الفريق أربع سنوات. وانتقل بعدها إلى فريق باسوش دي فيريرا الذي نجح في الوصول معه إلى نهائي كأس رابطة البرتغال في موسم 2010-11. وبنهاية هذا الموسم انضم فيتوريا لتدريب جيماريش.
وشهدت فترة فيتوريا مع جيماريش النجاح الأول للمدرب البرتغالي. وتحقيق أول لقب له في مسيرته التدريبية. قبل أن ينتقل لتدريب بنفيكا والذي تألق معه بشكل كبير وسيطر على البطولات في الفترة من 2015-2019.
وفي عام 2019 تغيرت مسيرة فيتوريا بشكل كبير برحلة جديدة إلى المنطقة العربية. ليتولى مهمة تدريب نادي النصر السعودي قبل أن ينتقل إلى سبارتاك موسكو في عام 2021.
إنجازات مهمة لـ”فيتوربا”
كما ذكرنا أن أولى بطولات فيتوريا كانت مع فريق جيماريش. والذي حقق معه بطولة كأس رابطة البرتغال في موسم 2012-13. ولكن النجاح الحقيقي للمدرب المخضرم كان مع بنفيكا. والذي حقق معه بطولة الدوري مرتين على التوالي في موسمين 2015-16، 2016-17. بالإضافة إلى لقبي كأس البرتغال وكأس الرابطة والسوبر البرتغالي.
وبعد انتقاله إلى النصر نجح فيتوريا مع العالمي في تحقيق بطولة الدوري السعودي في موسم 2018-19 للمرة الأولى بعد غياب أربعة مواسم. بالإضافة إلى السوبر السعودي لعام 2019. وحقق جائزة أفضل مدرب في الدوري البرتغالي في موسم 2015 و كذلك في موسم 2016.
أفكار وسمات فنية وأسلوب تكتيكي
هو مدرب يميل إلى التوزان بشكل كبير. يهتم بالهجوم بشكل جيد ولكنه شديد الحرص على التنظيم الدفاعي. وتشاهد معه خط الوسط يلتزم بالمساندة الدفاعية. أي إنه يحتاج إلى محاور وسط بجودة عالية وقادرين تمامًا على ربط خط الوسط بالدفاع وظهيري الجنب.
كما أنه يطبق أسلوب الضغط الهجومي المكثف في أول 30-40 دقيقة محاولاً تسجيل هدف أو هدفين. ثم يعود إلى التراجع ويقلل من مستوى الضغط ويبدأ الفريق يضيق الخطوط ويركز أساسا على الشكل الدفاعي.
وخلال هذه المرحلة من مجريات المباراة يكون تركيز فيتوريا على اللاعبين السريعين الذين يلعبون على الأطراف (الأجنحة ) لقيادة التحولات الهجومية السريعة ومحاولة تسجيل مزيد من الأهداف،. الأسلوب هذا يطبقه تماما خورخي خيسوس مدرب بنفيكا السابق والهلال السعودي كذلك.
فيتوريا في الحقيقة دائمًا يؤكد أن الفوز على الأندية الصغيرة هو مفتاح الدوري. لذلك هو يرى فيها أهمية أعلى من الديربيات ولقاءات الكلاسيكو مثلاً. كما حول أسلوب فيتوريا الأسلوب المتوازن الذي يركز على جودة الدفاع مع قدرة هجومية. وهنا نتذكر جزئيات من ذلك ذكرها المدرب الإسباني الأشهر بيب جوارديولا عنه عندما واجهه مع بايرن ميونيخ الألماني.
ويصف جوارديولا فريق فيتوريا حينها بأنه الفريق صاحب التنظيم الدفاعي الأفضل في أوروبا بالوقت الحالي. لكنه ليس فريقًا دفاعيًا مع ذلك. على العكس تمامًا. ويقول إن هذا يذكره تمامًا بالفرق التي دربها أريجو ساكي أسطورة التدريب بإيطاليا. حيث كانت تملك تنظيما دفاعيا رائعا ويخيل لك أنها تملك أسلوبا دفاعيا لكنها على العكس لها قدرة هجومية كبيرة في الوقت نفسه.
أخيرًا وبعيدًا عن النواحي التكتيكية فإن فيتوريا رجل هادئ فعلاً ولا يقوم باستخدام المؤتمرات الصحفية للإثارة مثل جوزيه مورينيو أو خورخي خيسوس على سبيل المثال. وفي نواحي اكتشاف المواهب و تطويرها يملك الشيء الكثير. حيث أسهم في تطوير نجوم شابة كثر مثل: جيديش نجم فالنسيا وريناتو سانشيز ونيلسون سيميدو وجريمالدو ظهير أيسر بنفيكا وكلهم أصبحوا لاعبين كبارا في أوروبا حاليًا.