نجح نادي بيراميدز في تحقيق فوز ثمين للغاية على ضيفه الأهلي بثنائية دون رد في الجولة رقم 25 من بطولة الدوري المصري الممتاز مساء أمس السبت على ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة. ليشعل المسابقة المحلية بشدة خاصة على الصدارة قبل 9 جولات فقط من نهاية الدوري.
الأهلي تلقى الهزيمة بعد أيام قليلة من فوزه العريض على حساب فيوتشر برباعية نظيفة في الجولة الماضية من الدوري. لتكون صدمة الجماهير الحمراء مضاعفة. أولاً من الشكل والأداء الباهت الذي ظهر عليه الفريق وكان غير متوقع تمامًا. وثانيًا من الخسارة نفسها التي أدت لضعف موقفه في صراع الصدارة على لقب الدوري الذي خسره الموسم الماضي في الأمتار الأخيرة لصالح غريمه التقليدي الزمالك.
الأهلي يتوه أمام بيراميدز
جاء المردود الفني للمارد الأحمر أمام بيراميدز على عكس المتوقع. بعد العرض الكبير الذي قدمه اللاعبون أمام فيوتشر. ليظهر الفريق وكأنه خارج الخدمة دون أنياب في مواجهة السماوي.
وتحدث ريكاردو سواريش -المدير الفني لفريق الأهلي- بالمؤتمر الصحفي عن التراجع في مستوى اللاعبين. ورد ذلك لحالة الإرهاق العامة التي تنال من لاعبيه بالإضافة للغيابات المؤثرة بصفوفه والتي أحدثت نقصًا كبيرًا.
بالإضافة لضيق الوقت وعدم القدرة على الإعداد بشكل كافٍ قبل مواجهة بيراميدز. الذي هنأه على فوزه المستحق وأكد أنه سيعمل على الظهور بفريقه بشكل مغاير تمامًا الخميس المقبل أمام الزمالك في نهائي كأس مصر نسخة عام 2021 والمؤجل من الموسم الماضي.
وحملت مواجهة بيراميدز العديد من الاستهدافات من جانب الأهلي. ويأتي في مقدمتها المنافسة على لقب الدوري الممتاز مع الغريم التقليدي الزمالك. فضلًا عن استمرار النتائج الإيجابية. علاوة على تحفيز الجماهير بعد العرض القوي أمام فيوتشر.
لكن الأهلي ظهر بمستوى هزيل في مواجهة بيراميدز ليخسر المباراة بهدفين دون رد. ويُعقد موقفه في المنافسة على لقب الدوري الممتاز.
أسباب سقوط الأهلي أمام بيراميدز
السبب الأول تكتيكي إلى حد كبير. فوضح جليًا قراءة اليوناني تاكيس جونياس مدرب بيراميدز للأهلي بشكل أفضل من سواريش مدرب الأحمر. وقد استفاد جونياس كثيرًا من خسارته أمام الأهلي قبل فترة قصيرة بكأس مصر. وأعد فريقه جيدًا لهذه المواجهة وكانت له الأفضلية تمامًا منذ البداية ونجح تكتيكيًا بضغط الأهلي من الأمام. ما تسبب في أخطاء ساذجة من مدافعيه محمد عبد المنعم وعلي معلول أدت لهدفي بيراميدز بالمباراة.
بالإضافة لعزله خط وسط الأهلي عن هجومه. ما أدى لقلة حيلة لاعبي الأحمر وقلة فرصهم على مرمى أحمد الشناوي. وظهورهم كأنهم جزر منعزلة تمامًا عن بعضها.
هذا التفوق التكتيكي لجونياس على سواريش استمر بالتغييرات فكانت إيجابية كثيرًا لبيراميدز وأدت للهدف الثاني عن طريق البديل إريك تراوري. وسلبية ومتأخرة ولم تقدم أي إضافة للأهلي من سواريش.
كما نجحت حيلة اليوناني الفنية في إقحام فخر الدين بن يوسف من مركز الجناح الأيمن للعب كمهاجم ثان قادم من الخلف دون رقابة بجوار مهاجمه الأساسي فخري لاكاي في صنع الفارق. وتحديدًا في كرتين خطيرتين الأولى تصدت لها العارضة من النجم التونسي والثانية أحرز منها الهدف الأول. مستغلاً المساحة الكبيرة وراء مواطنه علي معلول ظهير الأهلي الأيسر وعدم تغطيته دفاعيًا بشكل جيد. وجاء الهدف الثاني من خطأ ساذج كذلك من اللاعب نفسه.
جدية وروح أكثر
غاب التركيز عن غالبية لاعبي الأهلي وظهروا بعيدين عن مستواهم منذ انطلاق المباراة. لتتحول دوافع الفوز على فيوتشر إلى ثقة زائدة منحت بيراميدز أفضلية مبكرة على الأحمر.
كما أن استمرار سلسلة ارتكاب الأخطاء الساذجة من لاعبي الأهلي في مباريات بيراميدز بخطأ علي معلول وقبله محمد عبد المنعم يوضح مدى التأثر العصبي للاعبين بهذه المباراة. وهو أمر يحتاج إلى تدخل وعلاج سريع من قبل الجهاز الفني للفريق.
بالإضافة لجدية وحدة لاعبي بيراميدز منذ انطلاق المباراة وروحهم العالية وإصرارهم على الفوز والخروج بنقاط المباراة والثأر من هزيمتي الدوري والكأس على يد الأهلي هذا الموسم. وهو الأمر الذي لم يوجد في لاعبي الأحمر وهو ما ميزهم بلقاء فيوتشر الأخير.
إرهاق شديد وغيابات مؤثرة
لا يمكن أن نغفل حالة الإرهاق العامة الواضحة على أغلب نجوم الأهلي. سواء بدنيًا أو ذهنيًا حتى. جراء تلاحم المباريات والبطولات طوال المواسم الماضية. وظهر ذلك بوضوح في الكرات المشتركة مع لاعبي بيراميدز.
وهو الأمر الذي أكده سواريش بالمؤتمر الصحفي عقب المباراة قائلا أن اللاعبين مرهقون. والوقت كان ضيقًا منذ المباراة الأخيرة للإعداد والاستشفاء جيدًا لمواجهة بيراميدز ما أدى لتفاقم هذا الأمر.
ولكنه وعد بتغيير الصورة تمامًا أمام الزمالك عقب 4 أيام من الآن. لأن تلك المدة ستكون كافية لعمله هو وجهازه على حل هذا الأمر إلى حد كبير وإحداث استشفاء لأغلب النجوم بنسبة مئوية كبيرة تسمح لهم بدخول القمة في حالة جيدة على المستويين البدني والذهني والفوز باللقب لمصالحة الجماهير الحمراء.
فيما لا يمكن إغفال كذلك غياب 8 لاعبين من القوام الأساسي للفريق الأحمر أمام بيراميدز. ما صنع الفارق بكل تأكيد. خاصة في مركز الجناح الأيمن وصانع الألعاب والجناح الأيسر، فقد غاب كل الأجنحة تقريبًا مثل بيرسي تاو وحسين الشحات وطاهر محمد طاهر ولويس ميكيسوني. بالإضافة لثنائي الظهير الأيمن محمد هاني وأكرم توفيق منذ شهور عديدة وأيضًا محمود وحيد وعمار حمدي.
صراع الصدارة يبتعد عن المارد الأحمر
الفوز الذي حققه بيراميدز على الأهلي بهدفين نظيفين رفع رصيد السماوي إلى النقطة 53. بينما تجمّد رصيد الأهلي عند النقطة 48 ولكن بمباراتين أقل عن الزمالك وبيراميدز. فيما قدم النادي السماوي هدية ثمينة للزمالك بعد فوزه على الأهلي. ليوسع الفارس الأبيض الفارق منفردًا بصدارة الدوري الممتاز بفارق 9 نقاط، ولا يزال يتبقى للمارد الأحمر مباراتان مؤجلتان أمام “المقاولون العرب” والإسماعيلي. إذا نجح بالفوز بهما يرفع رصيده للنقطة 54 بفارق 3 نقاط عن الزمالك -57 نقطة- بالمركز الأول.