ماذا فعلت المرأة هذا الأسبوع؟ المرأة الإيرانية تطلق حملة “لا للحجاب” في تحديها أسبوع “العفة والحجاب” وتخلع غطاء الرأس أمام الكاميرات، وجريدة “واشنطن بوست” الأمريكية تُعرفنا بالباحثة العراقية ديانا السندي ودورها في وكالة “ناسا” وتطوير التليسكوبات العملاقة، وأب يقتل ابنته في الأقصر وآخر يطعن طليقته في بورسعيد، وتصريحات من المطربة شيرين عبد الوهاب تثير الجدل كالمعتاد.
اقرأ أيضًا.. المرأة في أسبوع| مايا غزلان تظهر مع توم كروز.. ونيرة أشرف ضحية تناول إعلامي “غريب” يبحث عن الترند
14 يوليو/تموز
تزامنًا مع يوم “العفة والحجاب” الحكومي في إيران، انتشر وسم “حجاب.. لا حجاب” في الشبكات الاجتماعية باللغة الفارسية، كما تم إطلاق حملة ميدانية بنفس الاسم في بعض الأماكن العامة من البلاد.
يسمى يوم 12 تموز (يوليو) بيوم “الحجاب والعفة” في تقويم إيران، ويفترض أن تروّج المؤسسات والهيئات الحكومية لهذه القضية لمدة أسبوع.
وبث التلفزيون الحكومي الإيراني فيديو احتفالي بهذه المناسبة، سخر منه في الغالب على مواقع التواصل الاجتماعي وقوبل بسخرية من المستخدمين.
ومنذ يوم 13 يوليو الجاري بدأت حملات لنشطاء حقوق المرأة ونشطاء الحقوق المدنية والإنسانية طالبوا فيها المواطنين الإيرانيين من الذكور والإناث بإظهار معارضتهم للحجاب الإلزامي في البلاد في هذا اليوم بالذات، وبالفعل انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو والصور، والتي تظهر فيها بعض النساء والفتيات في الشوارع والمواصلات العامة والمتاجر بدون حجاب.. وفي بعض مقاطع الفيديو، يعارض الرجال مع نساء عائلاتهم الحجاب الإلزامي بل ويتركون الأوشحة والشالات في الشارع ويلقون بها بعيدًا.
من المعروف أنه تم فرض إلزامية الحجاب عام 1983 بعد 5 سنوات من الثورة الإسلامية، وحينها اعترض الكثيرين على هذا القانون لأنه يتنافى مع مباديء الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني والذي وعد بمنح الشعب الإيراني حريته ولكن البرلمان حينها فرض القانون والذي بموجبه تعاقب المرأة بالسجن التي تظهر بدون حجاب.. ومؤخرًا شددت السلطات على منع دخول غير المحجبات إلى الدوائر الحكومية والمصارف والخدمات الإدارية.
16 يوليو/ تموز
وحيث كان أول أسبوعين من يوليو/ تموز هما أسبوعي التفوق الرياضي للمرأة العربية مواكبة لدورة ألعاب البحر المتوسط وبطولة ويمبلدون وفازت سيدات كثيرات بميداليات ذهبية لبلادها العربية، وصعدت اُنس جابر إلى نهائي ويمبلدون، أثبتت المرأة العربية حضورها في تخصص آخر محدود ومغلق، وهو علوم الفضاء والهندسة الكيماوية، خاصة مع انتشار صور الفضاء العميق بالغة الدقة لمع اسم ديانا السندي.
عقب نشر الصور التي نقلها تليسكوب جيمس ويب العملاق، والتي رسمت واحدة من أعظم اللحظات في عالم معرفة الكون، وفيما كان يتابع العالم هذا الحدث منبهرًا أمام صور الفضاء عالية الدقة وتحليل أهميته، كانت هناك باحثات في مركز جودارد لرحلات الفضاء يقمن بشرح الصور بتوكيل من ناسا، وقالت صحيفة واشنطن بوست عنهن: “اللحظة شكلت لديهن حدثًا عاطفيًا خاصًا، بعد أن واكبن رحلة تصنيع التليسكوب الذي قطع مليون ميل ليبث تلك الصور”.
ووسط أسماء تلك الباحثات، أبرزت “واشنطن بوست” اسم ديانا السندي، المتدربة في وكالة “ناسا” التي درست الهندسة الكيميائية في جامعة كاليفورنيا بسان دييجو، والتي واكبت رحلة التسلكوب العملاق منذ أن كان لا يزال قيد الإنشاء.
المفاجأة التي كشفتها “واشنطن بوست”، بالنسبة إلى متابعي الحدث، بخاصة من العالم العربي، كانت هي السندي، العراقية التي هاجرت موطنها في سن المراهقة. مفاجأة جعلت عددًا كبيرًا من العراقيين والناشطين العرب يحتفون بالمرأة التي ظهرت في مقاطع عدة، تشرح الصور التي رصدها جيمس ويب بإسهاب، وبشرح مفصل.
وولدت ديانا في العاصمة بغداد، وانتقلت للعيش في مدينة لوس أنجلوس عام 2008، وحصلت على شهادة البكالوريوس بالهندسة الكيمياوية عام 2017، ثم بدأت أول عمل لها في مجال تصنيع الصواريخ لاستكشاف الفضاء ومحركات الأقمار الاصطناعية. وفي مارس/ آذار الماضي أعلنت انضمامها إلى مشروع بلو أورجين الفضائي.
وتملك ديانا على منصة انستجرام، أكثر من 145 ألف متابع، وخصصت صفحتها بحسب ما أعلنت “أريد أن أجعل العلم سهلًا ومتاحًا للجميع”.
في نفس اليوم انتشر خبر صادم بتعدي طفل جنسيًا على طفلة في منطقة ملاهي وألعاب في محافظة أسيوط، الصادم أن المعتدي طفل لم يتجاوز 13 عامًا والطفلة الضحية عمرها لم يتجاوز 5 سنوات، تم إيداع الطفل –للأسف– في إحدى دور الرعاية، وتوقيع الكشف الطبي على الطفلة، وبعدها بيومين ظهر تقرير الطب الشرعي والذي أكد أنه لم يحدث أغتصاب، وأنما هو هتك عرض تسبب في جروح ولم يحدث أي تهتك لغشاء البكارة.
أهمية تقرير الطب الشرعي في تحديد التهمة، هل هي أغتصاب أم هتك عرض أم تحرش، ولكن احتفاء أهل الطفلة وتنهدات الراحة التي طافت بصفحات التواصل الاجتماعي عقب إعلان سلامة بكارة الطفلة تؤكد أن هذا الجزء من جسد الفتاة أكثر أهمية من سلامتها النفسية، فالطفلة بعدما تعرضت لموقف صعب سيتحول لتروما ستلازمها العمر كله وتم توقيع عليها كشف عذرية.
19 يوليو/تموز
في النصف الثاني من الأسبوع بدأت تتحول الأخبار حول المرأة إلى أخبار حوادث وعنف، ففي بورسعيد طعن رجل طليقته بمطواة ولكن تم إسعافها حمدًا لله.
يقول الخبر: كشفت أجهزة الأمن ملابسات ما تبلغ لقسم شرطة الزهور بمديرية أمن بورسعيد، بوصول إحدى السيدات (ممرضة – مقيمة بدائرة القسم) مصابة بجرح طعني، وتم إسعافها واستقرار حالتها الصحية.
بالانتقال وسؤال المصابة، اتهمت (“طليقها” عاطل – له معلومات جناية – مقيم بدائرة القسم)، بالاعتداء عليها بالضرب وإحداث إصابتها بسلاح أبيض حال سيرها بدائرة القسم عقب انتهاء عملها، بسبب وجود خلافات سابقة بينهما على إثر طلاقهما.
تم ضبطه والسلاح المستخدم فى الواقعة، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
20 يوليو/ تموز
لقيت فتاة تبلغ من العمر 15 سنة مصرعها بضربة شومة على رأسها من والدها الذي اعتاد ضربها وتعذيبها خلال الفترة الماضية في قرية حاجر العديسات بمدينة الطود شرق الأقصر، وقام الأب بعد وفاة ابنته بدفنها داخل المنزل حتى ظهرت رائحة الجثة، وأبلغ الأهالي رجال الشرطة عنه، وتم استخراج جثمان المتوفية ونقلها لمشرحة مستشفى الكرنك الدولي، وضبط الأب المتهم للتحقيق معه فى الواقعة.
البداية كانت بتلقي مديرية أمن الأقصر، إخطارًا من مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ لمأمور مركز الأقصر، بالعثور على جثة فتاة بعد اختفائها لعدة أيام بقرية حاجر العديسات قبلي، وتم العثور على جثمان الفتاة مقتولة ومدفونة داخل المنزل حيث تبين قيام والدها بالتخلص من نجلته بضربها بشومة على رأسها أودت بحياتها على الفور داخل مسكنهما بالقرية وقرر دفنها فى المنزل.
مجددًا سنقول إن حوادث العنف ضد المرأة ليست فقط جرائم قتل زوج لزوجته أو أخ لأخته بل العنف هو ضرب أو عنف نفسي أو أغتصاب زوجي، والأرقام تتزايد والضحايا تعاني، ففي عام 2020 تم تسجيل 415 جريمة عنف قائمة على النوع الاجتماعي معلن عنها في السجلات الرسمية، ما بين قتل وشروع في قتل واغتصاب وضرب مبرح وابتزاز، وفقاً لما رصدته مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة.
وصلت جرائم قتل النساء والفتيات إلى 296 جريمة في عام 2021 بنسبة 36.4% من إجمالي الجرائم، حيث وقع 214 جريمة منها جريمة قتل نتيجة للعنف الأسري على يدي الزوج.
جرائم القتل التي استهدفت النساء والفتيات خلال النصف الأول من العام التي وصلت حتى الآن إلى 72 جريمة منها 54 جريمة تمت على يد أحد من الأسرة، 12 جريمة على يد شخص غريب، والعثور على 6 جثث مجهولة تظهر عليها آثار تعذيب وخنق.. وأب يقتل بمنتهى القسوة طفلته ورجل يطعن طليقته بكل غضب، والنتيجة فتاة تنتهي حياتها قبل أن تبدأ وامرأة طُعنت لمجرد أنها طلبت الطلاق وحصلت عليه.
وبالطبع وكالمعتاد ينتهي الأسبوع بشكل غريب، فلم تحرمنا الأحداث من تصريحات المطربة شيرين عبد الوهاب في مداخلة على الهواء مباشرة مع الإعلامية لميس الحديدي وتحدثت فيه عن طليقها الفنان حسام حبيب، وبالطبع أثارت تصريحاتها ومفرداتها الكثير من التعليقات حول أحقيتها في التعبير عن غضبها وإحساسها بالظلم والتعنيف من علاقة سامة، وأيضا أفترض الكثيرين عدم اتزانها النفسي واحتياجها لتأهيل نفسي ومدير أعمال يرشدها كيف تتعامل وتتحدث إلى الإعلام.. وبشكل عام فلا يجب أن يتحدث الفنان كثيرًا بل يعمل ويُبدع أكثر، فالفن هو طريق التعافي المؤكد وطريق السلامة من الانتقادات التي تطال الفنان حين يتحدث بلا بوعي، غني يا شيرين وبس.