دخل نادي باريس سان جيرمان الفرنسي مرحلة جديدة في تاريخه حيث قرر تغيير جلده وسياسته هذا الصيف، وهي السياسة القائمة على تجميع نجوم العالم وتحقيق جانب الإبهار والتسويق والتشويق الكروي على أمل احتكار البطولات، وما ينتج عن هذه السياسة من تدليل هؤلاء النجوم بشكل مبالغ فيه لم يصل بالنادي لمراده في الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا. إلى سياسة جديدة محورها صنع مشروع كروي جيد على أحدث الأسس والبرامج العلمية والكروية الحديثة، لبناء فريق قوي منظم مترابط يتسم بالصرامة ويطبق العدل على الجميع أيًا كانت نجوميتهم، بهدف الوصول لأهدافه والتتويج بذات الأذنين بعد الإخفاقات التي لا تتناسب مع ما يمتلكه الفريق من إمكانيات.

اقرأ ايضًا.. رغم المؤشرات الإيجابية.. مصاعب تعترض طريق تين هاج لبناء يونايتد جديد

ولتحقيق ذلك تعاقد الفريق مع المدرب الفرنسي المتمرس كريستوف جالتيه، وهو اسم مغمور عالميًا لكنه صاحب بصمة ونجاحات عديدة بفرنسا، بعقد مدته موسمين، خلفًا للأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، كما حل البرتغالي لويس كامبوس صاحب المشاريع الناجحة من قبل مع “ليل” الفرنسي في الإدارة الرياضية بدلًا من البرازيلي ليوناردو الذي لم يقدم أي نجاح يذكر طوال السنوات الماضية.

كذلك تغيرت لهجة القطري ناصر الخليفي رئيس النادي الباريسي، وأكد أنه بصدد تغيير شعار النادي وهو ما اتفق معه جالتيه بالقول إن “باريس فوق الجميع”.

سياسة متشددة مع النجوم

الشيخ ناصر الخليفي رئيس ومالك باريس سان جيرمان

يتبع جالتيه منذ توليه المسئولية سياسة متشددة مدعومًا من لويس كامبوس، وناصر الخليفي، ما يضع نجوم الفريق تحت تهديد شديد في الموسم الجديد. وكشف المدير الفني الجديد لسان جيرمان عن ملامح مشروعه الرياضي في المؤتمر الصحفي لتقديمه، الذي يرتكز على ضرورة تقليص قائمة الفريق.

وأشار جالتيه قائلاً: “أحتاج 21 لاعبًا إضافة إلى 3 حراس مرمى، هذه خطوة ناجحة لأي ناد كبير، يريد المنافسة على الألقاب”. هذا القرار دفع النادي الباريسي للتضحية مقدمًا بالنجم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا بعدم تجديد عقده، ولحقه أيضًا اللاعب الشاب تشافي سيمونز.

وتشمل قائمة المهددين 11 لاعبًا، تناقلت الصحف الفرنسية أسمائهم منهم نجوم بارزين مثل فينالدوم وماورو إيكاردي وأندير هيريرا، ووصل الأمر لتلميحات وإشاعات تخص النجم البرازيلي نيمار جونيور.

إلا أن نيمار من جانبه تمسك بالبقاء داخل صفوف “بي إس جي” كما أكد جالتيه في مؤتمر تقديمه: “أي مدرب يتمنى لاعبًا بمواصفات نيمار في فريقه”.

قواعد صارمة في التدريبات

 

المدرب الفرنسي وضع قواعد صارمة بشأن العودة للتدريبات، حيث قطع إجازة اللاعبين وشمل ذلك نجوم بوزن ميسي ونيمار وباريديس وراموس حيث انضموا للتدريبات ي مواعيد سابقة عن المواعيد المحددة لهم.

وكان تمييز نجوم أمريكا الجنوبية بسان جيرمان أحد القضايا التي فجرتها الصحف الفرنسية، والتي رأت أنها كانت سببا في شرخ داخل غرفة ملابس الفريق الباريسي.

ومن المنتظر أن يمتثل كافة النجوم لهذه السياسة الجديدة شديدة الانضباطية، حيث لن يكون هناك مدللون مثلما حدث من قبل وتحديدًا البرازيلي نيمار الذي كان يسافر لبلاده كل فترة بداعي الإصابة، ويشاهد هناك في حفلات صاخبة مع عائلته وأصدقائه تاركًا فريقه في لحظات صعبة من الموسم.

نهاية المداورة في مركز حارس المرمى

كيلور نافاس

من اللحظة الأولى كان كريستوف جالتيه واضحًا في سياسته بشأن ملف حراسة المرمى، قائلا عند التعاقد معه: “أتعامل دائمًا بأنه هناك حارس أساسي وآخر احتياطي”.

وبعد المباراة الثانية لسان جيرمان في جولته الآسيوية، أعلن جالتيه: “أعلم أن كيلور نافاس سيكون منزعجًا من هذا القرار، ولكني أثق به كثيرًا ليكون الحارس الثاني للفريق”.

هذا الملف، فشل في إدارته المدرب السابق بوكيتينو، وظل يتعامل بمبدأ التصريحات الوردية طوال الموسم الماضي، ولجأ لتبادل إشراك كيلور نافاس مع زميله دوناروما، وفي النهاية لم يرض الحارسان بهذه السياسة.

مبابي الاستثاء

مبابي

أما كيليان مبابي فيبقى بمثابة المدلل أو الناجي الوحيد من السياسة الصارمة لكريستوف جالتيه والإدارة الجديدة، وورد اسمه في سياق مفعم بالإيجابية والتشجيع.

وأكد المدرب: “مبابي يعلم تمامًا كم الضغوط والتوقعات عليه، ولكن لا يمكن أن نحمله مسئولية الفريق بمفرده بل علينا اتباع سياسة التدوير بشكل جيد، ليكون كل اللاعبين في حالة فنية وبدنية متساوية”.

وتحرك جالتيه في ملف دعم الهجوم بصفقة التعاقد مع هوجو إيكيتيكي مهاجم ريمس، ويحاول إبرام صفقة أخرى بضم جيانلوكا ساكاماكا هداف ساسولو الإيطالي، رغم المنافسة الشديدة من وست هام.