يعيش النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي، فترة صعبة في مسيرته الكروية، فصاحب الـ37 عامًا يريد مغادرة ناديه وتخلف عن السفر مع فريقه في فترة الإعداد للموسم الجديد، بهدف الرحيل. لكن “الدون” اصطدم بواقع مرير إذ لا يرغب أيًا من أندية أوروبا الكبرى في ضمه هذا الصيف رغم مسيرته وإنجازاته، لأسباب عديدة أهمها تقدمه في العمر وراتبه الضخم وعدم ملائمته فنيًا لخططهم بالموسم الجديد.

فهل بات رونالدو منتهيًا بالفعل كما كان يسخر منه جمهور برشلونة وقت لعبه وتألقه مع ريال مدريد غريمهم التقليدي؟، أم أنها مجرد ظروف معاكسة تواجهه سرعان ما تنتهي ويعود لكامل توهجه ويتألق مع نادٍ جديد، يثبت من خلاله أنه ما زال قادرًا على العطاء وتقديم نفس مستواه المعهود؟!

اقرأ أيضًا.. طلب تشافي ورغبة لابورتا.. هل يعود ميسي لبرشلونة؟

الدون يتمرد على يونايتد ويقرر الرحيل

كريستيانو رونالدو

بعد أن تغيب عدة مرات عن التدريب مع فريقه مانشستر يونايتد، يبدو أن رونالدو قد حسم أمره وقرر المغادرة، لكن ما هو النادي الذي يتمتع بالإمكانيات المالية للترحيب بلاعب يبلغ 37 عامًا ويتقاضى 580 ألف يورو أسبوعياً؟

وأين ستكون الوجهة المقبلة للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو؟ سؤال تردّد كثيراً في الآونة الأخيرة بعدما بدا جليًا أن الدون لا يريد البقاء في يونايتد، كما أن غيابه عن تدريبات فريقه الإنجليزي أشبه بدعوة الأندية التي تشارك في مسابقة دوري أبطال أوروبا للتعاقد معه، لكن لا يبدو أن أيًا منها لديه الإمكانات أو الرغبة في جذب نجم الساحرة المستديرة.

صحيفة “دياريو دي نوتيسياس” البرتغالية اليومية عنونت مازحة “أغلى لاعب في الثلاثينيات من عمره في تاريخ كرة القدم” غير أن رونالدو لا يجيد المزاح، فرغم ارتباطه بعقد لمدة عام مع “الشياطين الحمر” في سن الـ 37 عامًا، إلاّ انه غاب عن تدريبات فريقه في مركز التدريب في كارينجتون، ثم الجولة الاستعدادية لانطلاق الموسم الجديد في آسيا وأستراليا.

وقال عن ذلك مواطنه وزميله في يونايتد برونو فرنانديز: “كان يعاني من مشاكل عائلية، لذلك علينا أن نوفر له مساحة وهذا كل شيء، لا أعرف ما يدور في رأسه، إذا كان يريد الرحيل، لم أطرح عليه السؤال، الشيء الوحيد الذي سألت عنه كريستيانو، عندما لم يأتِ (عند استئناف التمارين)، كان إذا كان كل شيء على ما يرام مع عائلته، أخبرني بما يجري وهذا كل شيء، لا يوجد شيء آخر، علينا احترام قراره”.

وضمن السياق ذاته، أكد مدرب يونايتد الجديد الهولندي إريك تين هاج، أن الوضع هو نفسه كالأسبوع الماضي، وبانتظار عودة لاعب يوفنتوس الإيطالي السابق (2018-2021) من عدمها، ويستعد تبن هاج للموسم الجديد من دونه، لذا تابع قائلاً: “أركز على اللاعبين الموجودين هنا والذين يقومون بعمل جيد، نحن في حالة جيدة. لا أطيق الانتظار حتى يأتي، وحينها سنقوم بدمجه معنا”.

جماهير يونايتد ترحب برحيل رونالدو

يقول الصحفي أندي ميتن الذي يعمل في مجلة “فانزين” الخاصة بجماهير نادي مان يونايتد: “سيشعر الناس في كارينجتون بالارتياح لرحيله، ولا يرون أن رونالدو هو مستقبل يونايتد، كما تشعر الكثير من الجماهير بهذا الاحساس”.

حيث فاجأت رغبة رونالدو في الرحيل الكثيرين في يونايتد، صاحب المركز السادس في الدوري الموسم الماضي والذي فشل في حجز بطاقته للمسابقة القارية الأم التي يرغب البرتغالي في خوض غمارها.

كما أثار توقيت تسريب خبر رغبة رونالدو بالرحيل والذي تم تنسيقه مع أحد الصحفيين المقربين من وكيل اللاعب جورجي منديز، العديد من الأسئلة خاصة في منتصف شهر يوليو.

فمعظم الأندية المنافسة ليونايتد قامت بتعاقدات ضخمة في سوق الانتقالات الصيفية، في حين سيجد يونايتد نفسه في سباق مع الوقت وعدم القدرة على التعويض في حال قرر صاروخ ماديرا الرحيل.

يونايتد يتأقلم على الرحيل

رد يونايتد بالتأقلم على عدم وجود رونالدو، بأفضل طريقة مع أسلوب تين هاج الذي يريد تكريسه في ملعب “أولد ترافورد”، وهو أسلوب يمكن أن يتطور من دون البرتغالي الذي كان يميل إلى تدمير تمريرات الفريق على مدار الموسم الماضي.

وبالفعل فقد أثبت فريق “الشياطين الحمر” نجاعته التهديفية بتسجيله 11 هدفًا في 3 مباريات ودية بفترة الإعداد، كما أظهر الثلاثي ماركوس راشفورد والفرنسي أنتوني مارسيال وجايدون سانشو بعض التكامل سويًا في خط الهجوم الذي كان يعتمد كليًا على الدون بالموسم الماضي.

كبار أندية أوروبا رفضت ضم الدون.. لماذا؟

كبير في السن ومرهق للميزانية، غير أن هناك قلة من الأندية لديها الإمكانات المالية للترحيب بلاعب يبلغ 37 عامًا ويتقاضى 580 ألف يورو أسبوعيًا، حتى لو أعلم وكيل أعماله منديز الأندية التي يتواصل معها أن رونالدو “مستعد لخفض راتبه بنسبة 30 في المئة”، حسب الصحافة البريطانية.

ففي تشيلسي يعتقد المدرب الألماني توماس توخيل أن رونالدو “هو لاعب رائع”، لكنه يصب اهتمامه على الوافد الجديد “هدفنا الرئيسي” رحيم ستيرلنج الذي وقّع على العقد بالفعل وبات أحدث صفقات البلوز، خيث يراه أفضل لمستقبل النادي من رونالدو وأقل تكلفة وأكثر جماعية وإفادة لفريقه.

أما بالنسبة لرئيس بايرن ميونيخ بطل الدوري الالماني في المواسم العشرة الماضية، أوليفر كان رفض ضمه كذلك قائلاً: “بقدر تقديري لكريستيانو رونالدو، أحد أعظم اللاعبين، فإن الانتقال لن يتناسب مع فلسفتنا”، فالبافاري لا يدفع هذه الرواتب الضخمة كمان أنه يضم لاعبين يفيدون مستقبله لسنوات أخرى وليس لموسم واحد مثل حالة الدون، وبالفعل قاموا بذلك عند ضم ساديو ماني من ليفربول ليعوض رحيل هدافهم ليفاندوفسكي صوب برشلونة.

ولا يختلف الأمر في إسبانيا، اذ أقر رئيس برشلونة خوان لابورتا بتناول الغداء مع منديز، لكن الأمر كان لمجرد الحديث عن فترة الانتقالات بشكل عام، وليس على الإطلاق عن احتمال وصول الهداف الدولي التاريخي (117 هدفًا في 189 مباراة دولية).

ليس مجديًا من الناحية الاقتصادية

ووفقًا لصحيفة ماركا اليومية، فإن رونالدو كذلك ليس مجديًا اقتصاديًا لنادي العاصمة الثاني أتلتيكو مدريد، الذي رفضت جماهيره التعاقد معه ونفى كذلك رئيسه ذلك جملة وتفصيلاً، ولا تتصور أيضًا عودة محتملة إلى فريقه الأسبق ريال مدريد حيث قضى المهاجم أفضل سنواته (2009-2018) ويعد الهداف التاريخي للميرينجي.

ورغم أن التلفزيون البرتغالي “تي في آي” صوّر رونالدو على شرفة شقته في لشبونة الأسبوع الماضي، إلاّ انه زعم أن صورة سيارة البرتغالي أمام مقر نادي سبورتينج لشبونة الذي خطا خطواته الأولى معه هي مزيفة، وأنه لا خطط نهائيًا لانضمام الدون لفريق انطلاقته هذا الصيف.

ويبقى في عالم كرة القدم الحالمون، مثل بعض جماهير نادي مارسيليا الفرنسي التي أصدرت هاشتاج على تويتر بعنوان “#رونالدو_مارسيليا”، لتدعوه للانضمام إلى ناديهم وتؤكد للنجم البرتغالي أنه في حال ذهب إلى مارسيليا فسيحصل على فرصة المشاركة في دوري الأبطال وعلى عشق الجماهير.