ماذا فعلت المرأة هذا الأسبوع؟
بدأ الأسبوع بفرقعة خبرية مضللة تقول إن وزيرة التضامن صرحت أن الرجال يتعرضوا للتحرش أكثر من المرأة، وفريق كرة القدم النسائي المغربي يواجه فتاوى تحريم ممارستهم للرياضة من دعاة دينيين، وسواء بغرض الاستكشاف العلمي أو السياحة فقد تم اختيار المهندسة المصرية سارة صبري للسفر ضمن طاقم في رحلة فضائية، وعروس تونسية يتركها عريسها يوم فرحها والسبب شائع، وفي نهاية الأسبوع تريند قائمة منقولات الزواج يعود مجددًا بين مؤيد ومعارض، فهل حقًا ستختفي القائمة مستقبلًا من اتفاقات الزواج؟
اقرأ أيضًا.. المرأة في أسبوع| مايا غزلان تظهر مع توم كروز.. ونيرة أشرف ضحية تناول إعلامي “غريب” يبحث عن الترند
21 يوليو/ تموز
في مؤتمر “تعزيز حماية الحق في الخصوصية في سياق تحديات الذكاء الاصطناعي” لفتت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، إلى أن واحدًا من كل 10 أشخاص مستهدف بجريمة إلكترونية أو تحرش أو ابتزاز، وأن 71% من الرجال معرضون لتلك الجرائم، و70% من النساء معرضات كذلك، وقالت أيضًا إن البيانات الشخصية أصبحت الآن مُتاحة لجميع الجهات والكيانات وعرضه لشركات الإعلانات والاختراقات.
بسبب الفارق الـ1% هذا خرجت عناوين كل المواقع تقول إن الرجال أكثر عرضة للتحرش من النساء، وكما هو واضح فهي تتحدث خلال مؤتمر عن التكنولوجيا والحماية الشخصية وتتحدث عن الابتزاز من خلال صفحات وتطبيقات التواصل الاجتماعي.
كما أنها –الوزيرة- في فاعليات مؤتمر سابق الشهر الماضي بعنوان: “مكافحة التحرش والابتزاز الإلكتروني” أطلقت حملة مخصصة لدعم السيدات في حالات الابتزاز والتهديد وتقديم هذا الدعم تحت عنوان “متخافيش.. اتكلمي” وقالت إنه يجب كسر حواجز الصمت، ودعت المرأة لتقهر خوفها وصمتها ورفض كل أشكال الابتزاز، كما دعت المجتمع أن يهجر جميع الظلم الذي قد يوقعه على المرأة، أو السلبية تجاه هدر حقوقها.
فكيف يكون الخبر أنها تقول إن النسبة أكبر وهي لم تتعد الـ1%؟ وكيف لا تبرز المواقع أنها تتحدث عن التحرش الإلكتروني وليس في الشارع أو أماكن العمل؟ وكيف يغفلون أهتمامها بالمرأة؟ مجرد فرقعة عناوين مضللة.
23 يوليو/ تموز
تحولت مشاهدة مبارايات المنتخب المغربي لكرة القدم – سيدات، والذي لعب مباراة نهائي كأس أفريقيا للأمم أمام منتخب جنوب أفريقيا، إلى سجالات ساخنة بعد فتوى داعية مغربي بشأن تحريم مشاهدة مباريات النساء لكرة القدم، واعتبر الداعية المغربي حمزة الخالدي أن مشاهدة مباريات المنتخب المغربي النسوي معصية، والفرح بفوزهنّ هو فرح بالمعصية ومحاربة لله تعالى، بسبب نوع الملابس التي ترتديها اللاعبات.
وأنضم له الداعية هشام البوعناني الذي شن هجومًا لاذعًا على لاعبات المنتخب المغربي للسيدات، وقال إن ما قمن به لا يعد إنجازا في عرف الدين، وأنهنّ يسئن لصورة المرأة المغربية المسلمة.
وبالطبع وكالمعتاد يتحول أي إنجاز للمرأة في المجال الرياضي إلى هجوم على ملابسها لأنه ببساطة يتم اختزال المرأة في جسدها، وكأن هذه الفتاوى جاهزة يُخرجها الدعاة فورًا للتعليق على أي سيدة أو فريق رياضي، يترك إحرازها لميدالية أو تسجيلها لرقم قياسي جديد ولا يلتفت لأي مشاكل أو أي أمور دينية أخرى تستحق المناقشة والنصح ويبحث عن مقدار ما ظهر من سيقان السيدات ويدقق النظر ثم يخبرنا –جالسا متكئا لا يفعل إي نشاط ولا يقدم أي إنجاز- أنه لا يجوز ممارسة الرياضة.
24 يوليو/ تموز
أصبح الخبر حقيقا ومؤكدا، فأول إنسان مصري سيسافر إلى الفضاء سيكون سيدة، حيث أعلنت شركة بلو أوريجن عن الطاقم الذي سيسافر في مهمتها القادة والذي يضم المهندسة المصرية سارة صبري، والتي تعد أول شخص من مصر يسافر إلى الفضاء إضافة إلى المؤسس المشارك ورجل أعمال برتغالي ومتسلقة جبال أمريكية وقائدة تكنولوجية. هذه الرحلة أو المهمة ستكون السادسة لبرنامج نيو شيبرد والثالثة هذا العام.
سارة حاصلة على درجة البكالوريوس فى الهندسة الميكانيكية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة ودرجة الماجستير فى الهندسة الطبية الحيوية من بوليتيكنيكو دي ميلانو، وتسعى حاليًا للحصول على درجة الدكتوراة في علوم الفضاء مع التركيز على تصميم بدلة الفضاء، وتتحدث سارة اللغات العربية والفرنسية والإنجليزية بطلاقة وتقيم حاليًا في برلين، وخضعت لتدريب محاكاة لرحلة فضاء وتم اختيارها من بين العديد من المتدربين وأصبحت “رائد فضاء تناظري”.
وبعد انتشار خبر اختيارها ضمن الطاقم، تمت مهاجمتها واتهامها بأنها دفعت مقابل مادي حتى تنضم لهذه الرحلة وأخرون هاجموا رحلتها لأنها لا يجوز شرعًا سفرها لوحدها – هذه ليست دعابة- وأخرون قالوا إنها لا تستحق هذه الرحلة وأن الرحلة لدقائق معدودة فما الداعي لكل هذه التدريبات والدعاية؟ وكأنها لا تستحق أن تحلم وأن تطور من مؤهلاتها.
هي لم تدفع أموالًا لكي تذهب إلى الفضاء – بالرغم من أنه ليس عيبًا إن فعلت- ولكنها تم اختيارها من بين عدد كبير جدًا من قبل شركة سبيس فور هيوميونتي، الأمريكية والمسئولة عن تدريبات رواد الفضاء، وكانت في برنامج مخصوص لتدريب المدنيين والذين يخضعوا لتدريبات محاكاة صعبة جدًا تماثل ظروف الفضاء. فبعيدًا عن جواز سفرها شرعًا أو كيف ستسافر بفلوس أو بدون، فهي بالتأكيد ستكون سعيدة وهي هناك في الفضاء بعيدًا عن كل هذا اللغط.
25 يوليو/ تموز
في تونس وبأمر من الأم، شاب يتخلى عن عروسه ليلة زفافهما، خبر أثار انقلابًا في المجتمع التونسي لنكتشف أن هذه المرة تونس تتبع خطى مصر بخبر اجتماعي يصبح تريند يستمر لأيام ويثبت أننا جميعًا في الهم سواء.
الذي حدث أن الخطوبة تمت بدون حضور أم العريس ورأت صورها فقط، ويوم الزفاف انتشر فيديو لها تأمر ابنها بأن يغادر الفرح لأن العروس قبيحة، وبالفعل يغادر العريس الفرح تسحبه أمه من يده، أما العروس فقد لاقت دعمًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي وتصدرت حملة دعمها تويتر، وفي اليوم التالي نشرت العروس مقطع فيديو لها تقول إنها بخير وتشكر الناس المتعاطفة معها وتتمنى الخير، أما العريس “ابن أمه” فقد وصفه العديد من فناني تونس في تغريداتهم أنه “عديم الرجولة”.
أما نحن فنقول للعروس، حمد لله إن الزواج لم يتم، فقد انكشفت لك شخصيته الضعيفة وكنتي ستمرين بصعوبات كثيرة في الحياة معه، وبالتأكيد فأنتي أفضل بدونه حيث إن “ربنا نجدها نوسة” ولا يجب أن تحزن عليه، فهو مثل رجال كثيرين لا يستطيع المواجهة ولا وضع حدود للتعامل مع الأم والزوجة وكذلك هناك بعض الفتيات يسمعن لأمهاتهن في أمور حياتهن الزوجية.
في يوليو 2019 أعلن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية نتائج بحث عن أسباب الطلاق، فجاءت النتائج تقول إن تدخل الأهل هو السبب الرئيسي في الانهيار المبكر للأسر، يليه الأسباب الاقتصادية، ثم المشكلات الجنسية وتأخر الإنجاب، واتضح من خلال النتائج أن الأسرة المنتهية بالطلاق كانت تعيش قريبة من منزل العائلة أو أسرة التوجيه بواقع 38% من الحالات، في حين أن هناك 22% من الحالات يعيشون في منزل العائلة.
فمتى يكف الأهل عن التدخل في حياة أبنائهم؟ فهم ليسوا ملكية ولا أدوات يحركونها متى شاؤوا، آباء وأمهات يفسدون حياة بناتهم وأبنائهم بدعوى الحب والحرص، وأنهم عارفين أكتر منهم. حسنًا، أنتم بالفعل تعرفون أكثر، ولكن آخر حدودكم هو تقديم النصيحة لا التحريض على العنف، لا التواطؤ مع الأذى، لا التدخل في طريقة الحياة بين الزوجين وفي اختيار الفتاة لشريك حياتها أو تراجع شاب عن إتمام الزواج بفتاة ليلة فرحتها.
27 يوليو/ تموز
هل تذكرون سارة خالد طبيبة الأسنان التي لقت مصرعها بعد سقوطها من بلكونة منزلها؟ بعد قرابة شهر ونصف من التحقيقات في واقعة وفاتها، بيَّن تقرير الطب الشرعي أنها تعرضت لعنف بدني قبل وفاتها نتج عنه بعض الكدمات في أنحاء متفرقة في جسدها، وعبر منشور عبر حسابها على “فيسبوك” قالت نسمة الخطيب إن التحقيقات انتهت إلى أن الوفاة طبيعية ولا تشوبها واقعة جنائية، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه جرى ضبط والديها بتهمة الضرب وأخلي سبيلهما لاحقًا.
ورأت “الخطيب” مؤسِسة مبادرة “سند” للدعم القانوني للنساء، أن الضرب وقع على المتوفاة قبل وفاتها بساعات والذي أسفر عن كدمات وهو “ما أسفر عن وقوعها من شرفة منزلها، وناشدت المحامية النيابة العامة بإجراء تحقيق تكميلي للواقعة في ضوء التحريات وتقرير الطب الشرعي.
رحمة الله عليكِ يا سارة وكل من تعرض لعنف أسري سواء بالقتل أو بالضرب أو التعذيب.
لم يأخذ هذا الخبر حقه فقد أختتم الأسبوع بتريند قديم أحياه بعض الشباب على سبيل الهزار، ولكن سرعان ما تحولت صفحات فيسبوك وتويتر لمنشورات متتابعة تؤيد وتعارض، مجددًا يعود تريند قائمة منقولات الزواج، يعود بكل ما يحمله من تعنت ورفض وتمسك وتبادل اتهامات وفتح قضايا حقوق المراة وقانون تعديل الأحوال الشخصية مجددًا وأحلام كثيرات بقانون زواج مدني، عاد بكل سوءاته الاجتماعية.
بدأ الأمر حين كتب شاب على “جروب” خاص بالرجال بقصد الدعابة: “أنه خلاص تم إلغاء كتابة القايمة” ثم سريعًا خرج النقاش لباقي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.. فتم طرح فكرة أن الشباب لا يريدون كتابة القائمة ويجهزون بيت الزواج كله ولكن بدون أن يسجلوا هذه التجهيزات لتكون من حق الزوجة.
لماذا هناك صراع على قيمة الشبكة، وتأثيث البيت، وقاعة الاحتفال، وقائمة الزواج وما محتواها؟ السؤال الأهم: هل يستحق أيّ هدف من أهداف الزواج أن يتشاحن طرفان وأن يتفاوضان على البنود، في حين أنَّ في أول لقاء يقول طرف مبتسمًا “إحنا بنشتري راجل يا بني” والآخر يجزم في خضوع أنه “أؤمرني.. إيه طلباتك يا عمي”، فيما بعد تختفي هذه المودة المصطنعة، ويحاول كل طرف أن ينهي الاتفاق بأقل خسائر، وفيما بعد يذهب أكثر ما يزيد على 40% من الأزواج للمأذون أو لمحكمة الأسرة للطلاق.. فتنتهي المفاوضات وإجراءات الزواج والعيشة إلى طرح سؤال: هل قيمة مؤخر الصداق أو القيمة الإجمالية لقائمة منقولات الزواج تنفع المطلقة حينها؟ هل كانت تستحق المحاولة منذ البداية أن نضمن حق أو نؤمّن مستقبل الفتاة والأبناء؟ أم أنّ فشل الزواج لا يترك إلا المرارة والحزن لا يمحيها أيّ تأمين للحياة ولو بعفش بسيط وربما متهالك في كثير من الأحيان؟
يقال إنها عادة يهودية، فأقدم قائمة منقولات في التاريخ وفي مصر موجودة في دار جنيزة التابع للمعبد اليهودي بالقاهرة منذ 850 عامًا، ويرجع تاريخها إلى عام 1160 ميلاديًا، مكتوبة فيها تفاصيل جهاز العروس من ملابس ومفروشات، ويقال إن الأسر اليهودية اخترعتها لضمان حق بناتها في حالة زواجها من رجل مسلم؛ لأنه كان يتزوج من يهودية ثم يتركها أو يتزوج عليها فتاة مسلمة لينجب منها، فكان الأب اليهودي يوثق عفش البيت في ورقة ليضمن حق ابنته في حالة الطلاق أو الزواج عليها، وأعجبت الأسر المسلمة المصرية بهذه الفكرة، وصارت تفعل مثل الأسر اليهودية فأصبحت من وقتها عادة مصرية صميمة.. أي أن أسلوب الرجال في الزواج منذ ألف عام لم يتغير، يتزوج من فتاة يهودية وربما أصولها أوربية وربما أسرتها غنية لينعم بجمالها ورغد العيش معها وحين يود أن يطلقها فيفعل بدون أي مسئولية.. أو يبقها على ذمته ويذهب ليتزوج من مسلمة حتى تنجب له الأبناء بينما الزوجة الأولى لا يحق لها الإنجاب، فما كان من الأباء إلا أن يفكروا في كتابة عفش البيت، إكرامًا لبنتهم في حالة طلاقها، كجزء من حقها حين الطلاق، وهو ما يفعله الأباء المسلمون الأن، ولا يجب أن يشعروا بالنبل لو تنازلوا عن هذا الحق ولا أن يشعروا بالسوء او المغالاة لو كتبوا هذه القائمة.
مناقشات كثيرة وأفكار وأحلام ولكن هل سيتغير المجتمع حقًا من مجرد تريند أو منشور؟ أم أننا حقا نريد قانون زواج مدني يتساوى فيه الجميع زوج وزوجة، أب وأم؟