زعم تقرير حديث لشبكة بلومبرج، أن روسيا وجدت وسيلة جديدة لتسويق نفطها مع اقتراب العقوبات الغربية على موسكو. وذلك عبر استخدام إحدى الموانئ المصرية، وهو ميناء الحمرا النفطي.

ولفت التقرير إلى أنه “تم تسليم شحنة تبلغ حوالي 700000 برميل من النفط الروسي. إلى ميناء الحمرا النفطي في مصر، على ساحل البحر الأبيض المتوسط. ​​في وقت مبكر من يوم 24 يوليو/ تموز الماضي”. وبعد بضع ساعات “جمعت سفينة أخرى شحنة من الميناء” -والتي ربما تضمنت بعضًا أو كل البراميل الروسية- وفقًا لبيانات تتبع السفن التي رصدتها بلومبرج.

يقول التقرير، الذي أعده جوليان لي: هذه الخطوة غير العادية تجعل من الصعب تعقب الوجهة النهائية للشحنات. مما يزيد من التعتيم على اتجاه شحنات النفط الروسية بشكل متزايد. منذ أن بدأ المشترون الأوروبيون في تجنبها بعد غزو البلاد لأوكرانيا.

ولفت التقرير إلى ان شركة الحمرا، التي تديرها شركة بترول الصحراء الغربية المصرية. تمتلك ستة صهاريج تخزين، قادرة على استيعاب 1.5 مليون برميل من النفط الخام. ومنشأة واحدة لرسو العوامة للتحميل والتفريغ.

اقرأ أيضا: حرب أوكرانيا وإنتاح أوبك والطلب الأوروبي.. أي مستقبل للنفط الروسي؟

ويؤكد التقرير أنه “تم بناء المحطة للتعامل مع الخام المنتج في الصحراء الغربية لمصر. مما يخلق احتمالات لمزج البراميل الروسية مع الأحجام المحلية”.

ما هو ميناء الحمرا النفطي؟

وفق الموقع الرسمي لشركة بترول الصحراء الغربية، تم إنشاء ميناء الحمراء عام 1968 على ساحل البحر الابيض المتوسط. وعلى بعد 120 كم غرب مدينة الإسكندرية، بغرض استقبال وتخزين وشحن الزيت الخام المنتج من حقل العلمين. كأول اكتشاف تجارى بالصحراء الغربية، وحاليا يتم استقبال انتاج 16شركة عاملة بالصحراء الغربية.

تتم عملية الشحن اما من خلال خط بحري -30بوصة- وشمندورة رباط باستخدام ناقلات الخام للتصدير الخارجي او باستخدام الخط البري الحمرا/كرير 20 بوصة.

ويقدم ميناء الحمرا عدد من التسهيلات البرية. منها 6 مستودعات تخزين ذات سطح عائم بإجمالي سعة تخزينية 1.5 مليون برميل. ومجمع البلوف الرئيسي الذي يمكن التحكم في حركة الزيت الخام في المحطة. كما ان نظام الشحن يتكون من محطتي ضخ، كل محطة تتكون من وحدتين مضخة، بمعدل تدفق حوالي 500،000 برميل / يوم لكل مضخة.

ويضم الميناء كذلك وحدات القياس للتحكم، ومراقبة خط الأنابيب، وإحصاء جميع الكميات المسلمة. ومستودعات مياه زيتية ذات سقف ثابت لتلقي المياه الزيتية المصرفة من صهاريج التخزين. ومعمل كيماوي حاصل على شهادة الأيزو 17025: 2005 المعتمد لمراقبة نوعية الزيت الخام المستلم والشحن. وأيضا، مجمع ورش العمل لتحقيق موثوقية عالية من المعدات. من خلال برامج الصيانة الوقائية الروتينية.

وبالنسبة للتسهيلات البحرية. يحوي الميناء شمندورة رباط بحرية يمكن أن تستوعب ناقلات تصل إلى 100،000 طن. وخط أنابيب الشحن البحري بقطر 30 بوصة، و7 كم الطول الكلي.

كيف خرجت الشحنة؟

يزعم التقرير إنه بعد ساعات قليلة من مغادرة الناقلة الأولى  Crestedلميناء الحمرا ، وصلت ناقلة أخرى Chris.  فيما “تظهر بيانات التتبع أنها كانت موجودًا بالفعل في المحطة لعدة أيام، لكنها خرجت من المرسى للسماح لـ Crested بالرسو”.

تظهر بيانات التتبع أنه عندما غادرت Chrisالحمرا أخيرًا في 28 يوليو/ تموز. كانت خزانات البضائع الخاصة بها ممتلئة تقريبًا. ترسو الآن في ميناء رأس الشخير النفطي على ساحل البحر الأحمر في مصر. وهي محطة ناقلة نفط بحرية تشغلها شركة بترول خليج السويس (جابكو)، تستخدم حوالي 240 سفينة بقدرة 12.800.000 طن من الوزن الثقيل المرافق سنويًا. كما توفر هذه المحطة أيضًا إمكانيات لمزج الخام الروسي مع البراميل المصرية.

اقرأ أيضا: روسيا وإيران.. تحالف تتهدده منافسات مبيعات النفط

طريق العبور

من المقرر أن يدخل حظر الاتحاد الأوروبي على شحنات النفط من موسكو، وعلى توفير التأمين وخدمات الشحن الأخرى. حيز التنفيذ في وقت لاحق من هذا العام، مما يزيد الضغط على روسيا لتحديد واختبار طرق مختلفة لإيصال شحناتها إلى المشترين.

لكن، يشير التقرير الذي أعد لي، بمساعدة سلمى الورداني وشيري سو. إلى أن روسيا تستخدم اللوجستيات المصرية كطريق عبور لزيت الوقود. يقول: ليس من الواضح ما إذا كانت عملية الحمرا كانت لمرة واحدة، أم أنها ستصبح ميناءًا أكثر استخدامًا لتدفقات النفط الروسي.

في السابق، أجرت الناقلات التي تحمل الخام الروسي عمليات نقل البضائع من سفينة إلى أخرى. قبالة مدينة سبتة الإسبانية في شمال أفريقيا. ومؤخراً في وسط المحيط الأطلسي.

يؤكد التقرير أن “هذا موقع غير معتاد لمثل هذه العملية الصعبة. التي يتم تنفيذها -عادةً- في مواقع محمية بالقرب من الشاطئ. أيضا، “يبدو أن نقل شحن خام آخر قد حدث قبالة جوهور -بالقرب من سنغافورة- في يونيو/ حزيران”. وأن المنطقة “أصبحت بالفعل موقعًا لنقل شحنات الخام الإيراني المتجهة إلى الصين”.