قررت الدائرة 27 التابعة لمحكمة استئناف المنصورة، استمرار حبس الناشط والمدوّن “محمد عادل” 45 يوما جديدة على ذمة القضية 4118 لسنة 2018، ليتجاوز عامه الرابع في الحبس الاحتياطي بواقع 49 شهرا كاملة.

“عادل” قضى أكثر من نصف مدة حبسه على ذمة القضية الأولى رقم 5606 إداري أجا/الدقهلية لسنة 2018، والتي اتهم فيها بنشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. ووفق محاميه عمر القاضي، فإن النيابة استدعت “عادل” للتحقيق بعد حبسه بـ10 أيام كاملة في القضية الأولى واتهمته تهما جديدة في قضية أخرى.

ورغم أن “عادل” أنكر كل التهم على الإطلاق ورفض الإجابة على أسئلة النيابة، إلا أنها أمرت بحبسه احتياطيا طوال سنتين كاملتين بدأت بعد انتهاء مدة القضية الأولى.

القاضي قال لـ”مصر 360″ إن “عادل” تجاوز مدة الحبس الاحتياطي في القضية الحالية وينتظر قرارا بالإفراج. لكن في حالة إخلاء سبيله في القضية الحالية لن يرى النور خارج السجن. إذ ينتظر قرارا آخر بالحبس الاحتياطي لمدة عامين جديدين، في قضية ثالثة. وهي القضية رقم 467 لسنة 2020 حصر تحقيق نيابة أمن الدولة العليا، المتهم فيها بالانضمام إلى جماعة إرهابية مع علمه بأغراضها وتمويلها وإمدادها بمعلومات من داخل محبسه. حيث قررت نيابة أمن الدولة حبسه 15 يوما تبدأ حين الإفراج عنه في القضية المحبوس على ذمتها الآن.

اقرأ أيضًا.. 100 يوم في الحبس.. أمجد الجباس يطلب المشاركة في الحوار الوطني: فرصة نسمع بعض

بين سجن في المنصورة وآخر في جمصة

نقل “عادل” قبل ثلاثة أشهر من سجن المنصورة إلى سجن جمصة شديد الحراسة الذي يفتقد إلى أدنى وسائل المعيشة. ووفق زوجته “رفيدة حمدي” فإن الزنازين تعاني من التكدس والزحام خاصة داخل “صناديق الإيرادات”، التي تضم حوالي 40 سجينا في الزنزانة الواحدة.

“رفيدة” أضافت لـ”مصر 360″: “الأوضاع المعيشية داخل سجن جمصة سيئة بسبب غياب وسائل تهوية رغم ارتفاع درجات الحرارة. وأخشى على حياة زوجي”.

يقول والد “محمد” عادل فهمي: “ابني قضى ثلث عمره في السجون أنا جهزت الشقة وفرشتها ومنتظر أعمل له فرح علشان أفرح به كأي أب.. عروسته مستنياه وعمرهم بيضيع أدام عيني ومش عارف أعملهم حاجة”.

والده يستكمل: “ابني قضى عام ونصف في المتابعة بقسم الشرطة.. يبيت على البلاط لمدة 12 ساعة يوميا منذ خروجه في 2016 وبعد ما جهز للفرح كأي شاب اتهم في قضايا جديدة وألقي القبض عليه مجددًا”. “فهمي” يقول إنه اعتبر ابنه مسجونا منذ ذلك الحين ليكمل 9 سنوات كاملة من عمره في السجن.

من هو محمد عادل؟

ولد محمد عادل سنة 1988 بمحافظة الدقهلية، وحصل على بكالوريوس نظم المعلومات، ويجيد تصميم المواقع على الإنترنت، وكان من أوائل المدونين في مصر. دشن مدونة خاصة به أسماها “العميد ميت” في عام 2006 نشر فيها عدة مقالات عن القضية الفلسطينية. أشاد بحكم القضاء المصري عندما أصدر حكما بوقف تصدير الغاز لإسرائيل. كما هاجم منع قوافل الإغاثة من الوصول إلى غزة.

عمل “عادل” بالصحافة الإلكترونية وألقي القبض عليه أثناء تغطية مظاهرات مدنية عن استقلال القضاء عام 2006، كما احتجز لمدة شهرين في سجن طرة وهو في الـ17 من عمره. أعيد القبض عليه في 2008 بتهمة نشر وإشاعة أخبار كاذبة وقضى بالسجن بضعة أشهر قبل إخلاء سبيله.

في 2013 ألقي القبض على “عادل” بتهمة التظاهر بدون تصريح مع عضو حركة “6 أبريل” أحمد ماهر والناشط أحمد دومة وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، و3 آخرين مراقبة وغرامة 50 ألف جنيه.

عقب خروجه خضع “عادل” للمراقبة لمدة عام ونصف في قسم شرطة أجا في محافظة الدقهلية، قبل القبض عليه مجددا أثناء المتابعة على ذمة القضية 5606 إداري أجا 2018. اتهم بنشر أخبار كاذبة على صفحته الشخصية بـ”فيسبوك” قضى على ذمتها سنتين و7 أشهر قبل إخلاء سبيله في 27 يناير 2020 بكفالة 10 آلاف جنيه، بعدها أعيد تدويره على ذمة القضية الحالية.

المدون محمد عادل

وعود بالإفراج

“محمد عادل” قضى مدة الحبس الاحتياطي عامين من يناير 2020 إلى يناير 2022 على ذمة القضية رقم 4067 لكن قرار الإفراج مازال رهن التسويف كما أكدت زوجته: “هناك وعود بالإفراج تقطعها اعتراضات أمنية لا نعلم سببها. لأن هناك من يقول: محمد عادل؟ بعدين”.

بالعودة إلى والده الذي نفى في تصريحات لــ”مصر 360″ جميع التهم الموجه لابنه: “كلها ملفقة ولا توجد أدلة إثبات على صحتها حيث تم إدراج اسم ابني في القضية رقم 9593 بعد 10 أيام من القبض على المتورطين”. “لم يثبت حيازة ابني لأي سلاح أو ارتكاب أي أعمال عنف بل على العكس أسعف أحد الضباط المصابين في الأحداث ونقله إلى المستشفى. ضابط الشرطة شهد بذلك لكن المحكمة لم تأخذ بأقواله ليقضي ابني ثلاث سنوات ونصف في الحبس ظلما”.

زواج مع إيقاف التنفيذ

حال سجن “عادل” من إتمام زواجه ممن اختارها بعد فترة خطوبة طويلة لعدة سنوات، مازال زواجهما على الورق فقط تمنعه جدران الحبس. عقب انقضاء عام ونصف في الحبس، منعت إدارة السجن “رفيدة” من الزيارة لأنها ليست من أقارب الدرجة الأولى، ليقررا رغم الظروف عقد قرانهما من داخل محبسه.

تصف “رفيدة” الأمر بـ”نزيف العمر المستمر”، وغم لوم أقاربها لها، إلا إنها مازالت تتمسك بالأمل الذي يمسك طرفه الأخر زوجها المحبوس احتياطيا.

تحكي رفيدة: “كل شيء سهل يحدث معي بصعوبة. حياتي شبه متوقفة رحلة انتظار لا تنتهي. شغلي مضطرب. نفسيتي ليست بخير في انتظار خروج محمد”.

“عادل” أكد لمحاميه، في أخر جلسة تجديد أنه نقل من صناديق الإيراد إلى عنبر عادي في سجن جمصة، عقب قضاء 50 يوما فيها وسط ظروف غاية في الصعوبة والسوء، كما أضاف أن وضعه الآن أفضل.