لثلاثة أيام شن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا جويا على قطاع غزة، أسفر عن مقتل 43 شخصا، بينهم 15 طفلا و4 نساء. فضلا عن إصابة 311، بعد تدمير ما يقارب 1500 وحدة سكنية. لم يكن العدوان الإسرائيلي مدفوعا هذه المرة بالمواجهة مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وإنما بالمواجهة مع حركة “الجهاد الإسلامي”؛ ثاني أكبر الفصائل الفلسطينية في غزة.

قبل أيام من القصف الصهيوني، اعتقلت سلطات الاحتلال الشيخ بسام السعدي، أحد قادة حركة “الجهاد” في الضفة الغربية. ذلك بعد اشتباك دام لساعات داخل مخيم جنين، وأسفر عن سقوط بعض المقاومين. كان هذا التحرك مدفوعا بنشاط حركة “الجهاد” الكبير في العمليات الفدائية بالضفة خلال الأشهر الأخيرة، وتصاعد المواجهات في كل من نابلس وجنين ومخيمها، الذي يمثل المعقل الأكبر لحركة الجهاد، أو ما تطلق عليه إسرائيل “عاصمة الانتحاريين”.

بعد اعتقال السعدي، استعدت فيما يبدو “سرايا القدس”، الجناح العسكري للجهاد، للرد من قطاع غزة. وهو ما دفع جيش الاحتلال لتحرك استباقي، أسفر عن اغتيال اثنين من أهم قادة “الجهاد” في القطاع؛ تيسير الجعبري، قائد المنطقة الشمالية، وخالد منصور، قائد المنطقة الجنوبية. رغم ذلك ردت “سرايا القدس” بمئات الصواريخ التي تم إطلاقها من القطاع صوب مستوطنات غلاف غزة بل ووصلت تل أبيب والقدس.

دفع ذلك إسرائيل للبحث عن التهدئة سريعا، بعدما صرحت أنها حققت أهدافها بالفعل. وكان يحركها خوفها من تطور المواجهة لتشمل مشاركة “حماس” -التي غابت عن المواجهة هذه المرة-. هنا تدخل الوسيط المصري وتوصل لاتفاق تهدئة من ضمن شروطه الإفراج عن السعدي ونقل القيادي الأسير خليل العواودة إلى المستشفى للعلاج.

دوافع العدوان الإسرائيلي

خلدون البرغوثي، الباحث في الشؤون الإسرائيلية، يلفت إلى أهمية شخصية السعدي. إذ إنه “يشكل شخصية قيادية جامعة لعناصر المقاومة من الفصائل كافة في مخيم جنين. ويشكل اعتقاله محاولة لضرب المقاومة المتوحدة في المخيم. كما أن الحصول على معلومات عبر التحقيق معه قد تساعد المخابرات الإسرائيلية في مواجهة المقاومين في المخيم”.

يرى البرغوثي، أنه في ظل أزمة الحكم التي باتت مزمنة في إسرائيل -مع توجهها لانتخابات خامسة خلال ثلاث سنوات ونصف- يواجه الائتلاف الحكومي الحالي بتركيبته حالة تآكل وانشقاقات وتحالفات جديدة. وتميل بعض مكوناته إلى الانضمام إلى معسكر زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو. وهذا قد يتركه حسب استطلاعات الرأي بما بين 52 – 55 مقعدا في أفضل الأحوال.

ولحرمان نتنياهو من إمكانية الفوز في الانتخابات المقبلة، احتاج رئيس الحكومة الحالي يائير لابيد -القادم من خلفية صحفية ولا خبرة عسكرية لديه- إلى تحقيق إنجاز عسكري فشل منافسه نتنياهو في تحقيقه، بحسب “البرغوثي” في حديثه مع “مصر 360“.

سنحت الفرصة للابيد بالشراكة مع وزير دفاعه بيني جانتس لتنفيذ عملية عسكرية ضد حركة “الجهاد”. كان ذلك بذريعة تهديدات الأخيرة بالرد عسكريا على عملية الاعتقال العنيفة والمهينة للسعدي، عبر استهداف مستوطنات غلاف غزة.

“الجهاد”.. ومستوطنو غلاف غزة

ويشرح البرغوثي أن “مستوطني غلاف غزة” الذين وضعوا تحت حالة من شبه منع التجول بسبب الخوف من تعرضهم لضربة انتقامية من “الجهاد”، سارعوا إلى تكرار الاتهامات التي وجهوها سابقا إلى نتنياهو، إلى لابيد؛ فاتهموه بالعجز عن حمايتهم وبتركهم رهائن لدى الفصائل الفلسطينية، وبأن مستوطنات غزة مهملة، ولا تعامل معاملة تل أبيب.

“هذا الوضع وفر فرصة للابيد وجانتس لتنفيذ العملية العسكرية الحالية، باغتيال قادة الجناح العسكري لحركة الجهاد، والاستفراد بها، مستفيدين من معلومات وتقديرات استخبارية تشير إلى أن حركة حماس لن تنخرط في مواجهة عسكرية في الوقت الحالي”، يقول البرغوثي.

لهذا لاحظنا ضغط حكومة لابيد على الوسطاء لتسريع إنهاء الحرب من جهة، لضمان عدم دخول الجناح العسكري لحركة حماس في المعركة من جهة أخرى -والحديث لا يزال للباحث- لأن إطالة أمد المعركة وارتكاب أخطاء كمجازر بحق المدنيين الفلسطينيين قد تضطر “حماس” لدخول المواجهة.

بذلك، حقق لابيد تحديدا ومعه جانتس، الإنجازات التالية:

إنجاز سياسي بالخروج بأقل الخسائر البشرية والمادية من التصعيد وعجز “الجهاد الإسلامي” عن تحقيق إنجاز عسكري يرد له الاعتبار. بالإضافة إلى إنجاز انتخابي بتحقيق ما عجز عنه نتنياهو. وأيضا إنجاز أمني باغتيال قائدين في “الجهاد”، وإنجاز على مستوى العلاقات العامة بعدم تضرر صورة إسرائيل عالميا.

ووفق البرغوثي “سيستخدم لابيد هذه الإنجازات لمناكفة نتنياهو دعائيا خلال الشهور المقبلة”.

ما هي حركة “الجهاد الإسلامي”؟

تأسست حركة الجهاد الاسلامي في أواخر السبعينيات على يد مجموعة من الطلاب الفلسطينين أثناء تواجدهم في مصر للدراسة الجامعية. وهم: فتحي الشقاقي، رمضان شلح، عبد الله الشامي وعبد العزيز عودة.

وجاء تأسيس حركة الجهاد الإسلامي نتيجة لحوار فكري وتدافع سياسي شهدته الحركة الإسلامية الفلسطينية في تلك الفترة. وكذلك بسبب الحالة التي كانت تعيشها الحركة الإسلامية في ذلك الوقت من إهمال للقضية الفلسطينية كقضية مركزية للعالم الإسلامي، وفق ما تذكره وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا“.

قدمت حركة الجهاد الإسلامي كفكرة وكمشروع في ذهن مؤسسيها حلا لهذا الإشكال. إذ تؤمن الحركة بفكرة “تحرير فلسطين من البحر إلى النهر” وإلى الدعوة إلى الإسلام بعقيدته وشريعته وآدابه. كما تعتمد على “القرآن مبدأ والإسلام هو الحل” إلى جانب الجهاد المسلح ضد العدو الإسرائيلي كحل وحيد لتحرير فلسطين.

هكذا جاء تأسيس الحركة بداية الثمانينات أول محاولة حديثة لإعادة الوحدة بين ما يعرف بـ”الديني والسياسي والوطني” على الساحة الفلسطينية، منذ أن غابت تلك الوحدة عام 1948. وبحسب الباحث عدنان أبو عامر، فإن هناك عدة عوامل تأثرت بها “الجهاد” في نشأتها، منها: المد الإخواني في مصر – الثورة الإيرانية – والحالة الدينية في الخليج – انحسار نفوذ منظمة التحرير بعد حرب لبنان.

سؤال الهوية والواقع الوطني

وعلى خلفية هذه العوامل المشار إليها، تبلور مشروع حركة الجهاد الإسلامي عبر الحوار الموسع الذي دار بين أولئك المؤسسين من الطلبة الفلسطينيين في مصر. وقد انتهوا إلى حل سؤالهم في تحديد هويتهم، والإجابة على سؤال الواقع الوطني في وجود “وطنيين بلا إسلام، وإسلاميين بلا فلسطين”.

وقد انطلقت حركة الجهاد الإسلامي جغرافيا من قطاع غزة، مما يؤكد تأثير النموذج المصري عليها من حيث تقليدها لتنظيم الجهاد المصري، وفق أبو عامر، ودور الطلبة الفلسطينيين في مصر في تأسيسها. وشكلت محافظة الزقازيق حاضنة النواة الأولى للتنظيم، الذي انتقل في سنوات قليلة إلى باقي المحافظات ذات الوجود الطلابي الفلسطيني، وأهمها القاهرة والإسكندرية.

وبعد عودة الشقاقي وعدد من إخوانه إلى فلسطين تم بناء القاعدة التنظيمية لحركة الجهاد الاسلامي، بحسب “وفا”، وبدأ التنظيم خوض غمار التعبئة الشعبية والسياسية في الشارع الفلسطيني. وقد أبعد الاحتلال الشقاقي سنة 1988 لدوره في الانتفاضة.

ولا تؤمن الحركة باتفاقيات السلام التي وقعت ما بين منظمة التحرير وإسرائيل والتي تنص على عودة الأراضي التي احتلت عام 1967، و إقامة دولة فلسطينية عليها.

ونفذت الحركة عدة عمليات عسكرية ضد الاحتلال أثناء الانتفاضة الأولى وخلال انتفاضة الأقصى وعملت على تطوير جناحها العسكري “سرايا القدس”. وبعد أن اغتال الموساد الإسرائيلي مؤسسها الشقاقي في مالطا عام 1995 تولى رمضان عبد الله شلح قيادة الحركة ولعب دورا سياسيا بارزا في وضع الحركة على الخارطة السياسية العربية، وبناء علاقتها ببعض الأنظمة في المنطقة، قبل أن يتنازل عنها لصالح القائد الحالي زياد نخالة عام 2018 نظرا لظروف صحية.

الموقف من الانتخابات

رغم أنّ الحركة لم تشارك سابقا في انتخابات المجلس التشريعي والرئاسة الفلسطينية في العامين 1996 و2006، فإنها أجرت العديد من النقاشات الداخلية والوطنية. وقد أبدت انفتاحا على المشاركة. لكن على أساس إقناع الكل الفلسطيني بتغيير المرجعية السياسية للانتخابات عن “أوسلو” باتجاه برنامج وطني توافقي، كمدخل للشراكة الوطنية التي تنهي الانقسام وتتيح للفلسطيني السبل لمقاومة الاحتلال بشكل موحد.

ويفسر الباحث الفلسطيني حسن لافي أن تعليل حركة “الجهاد” عدم المشاركة في الانتخابات التشريعية والرئاسية بوجوب إلغاء اتفاق “أوسلو” كسقف سياسي للانتخابات، ينبع من إدراكها أنَّ الشعب الفلسطيني ما زال في مرحلة التحرر الوطني، كما تؤكّد أدبيات قادة “الجهاد” وتصريحاتهم.

لذا، على النظام السياسي الفلسطيني أن يكون وسيلة في خدمة تحقيق عملية التحرر الوطني. بحيث تصبح السلطة الفلسطينية المراد انتخاب مجلسها التشريعي خطوة في مسار عملية التحرر الوطني المقاوم للاحتلال، ولا تكون نابعة عن اتفاق تفاهمي (أوسلو) مع الاحتلال.

لذلك، فإن الصورة الأكثر دقةً تتمثل في أن “الجهاد” حركة جماهيرية تنطلق من تأطير الجماهير حول مفهوم المقاومة، مع التأكيد على أن العمل العسكري ينال الاهتمام الأول لديها، لكونه الأساس الذي تبنى عليه جماهيريتها، بحسب تعبير “لافي”.

طبيعة العلاقات مع حماس

في بدايات تأسيس الجهاد الإسلامي وقبل تأسيس حركة حماس -حينما كانت في طور جماعة الإخوان المسلمين- كانت العلاقة فيها نوع من التنافس والنقد المتبادل، وفق ما يذهب إليه الباحث في الفكر الإسلامي الفلسطيني ساري عرابي.

يقول عرابي لـ”مصر 360” إن حركة الجهاد في طور تأسيسها كانت محاولة نقدية لجماعة الإخوان لأنها قامت على مقولتين أساسيتين في نقد جماعة الإخوان. الأولى: جماعة الإخوان متخلفة عن النضال الفعلي والاشتباك مع الاحتلال تاركة ذلك للحركة الوطنية العلمانية ومن ثم كانوا يرون أن القضية الفلسطينية يجب أن تكون القضية المركزية للحركات الإسلامية وعلى الحركة الإسلامية الفلسطينية ألا تنتظر تحسن أوضاع المحيط العربي وإنما يجب أن تنخرط في المقاومة بشكل مباشر.

أما الثانية فهي رؤية “الجهاد” للإخوان باعتبارهم جماعة مهادنة محافظة وتقليدية في علاقتها مع الأنظمة العربية بينما يجب أن تكون ثورية في علاقاتها. وهي المقولة التي “تخلت عنها الجهاد الآن” إذ بات تنظيما محافظا من هذه الناحية وليس له توجه ثوري تجاه الانظمة العربية.

لم تعد هناك فوارق

يشير الباحث الفلسطيني إلى أن الفوارق النظرية والتأسيسية زالت بين الجهاد وحماس باعتبار أن الأخيرة تمثل العمود الأساسي للمقاومة في فلسطين، ولم تعد الحركة الإسلامية الفلسطينية مُرجئة لفكرة المقاومة بل هي رأسها اليوم. وفي نفس الوقت الموقف السياسي البراجماتي متقارب بين الحركتين.

“اليوم يمكن القول إن العلاقة بين حماس والجهاد علاقة تنسيقية باعتبار أنهم شركاء في مشروع المقاومة وأنه لم يكن للجهاد الإسلامي أو أي فصيل آخر أن يمتلك بنية عسكرية قوية وجيدة في غزة إلا بفضل حماس حينما وفرت بيئة اجتماعية وتنظيمية وأمنية مناسبة من أجل تطوير الفصائل لقدراتها ثم تطورت العلاقة بما يسمى الغرفة المشتركة للمقاومة”، يوضح عرابي.

ولكن هناك خلاف بين الحركتين في رؤيتهما للمقاومة من داخل قطاع غزة، فحماس ترى أن طبيعة القطاع بوصفه شريطا ساحليا ضيقا محاصرا مكشوفا وهي من تديره وتتحمل الكُلف والأثمان عن المواجهة مع الاحتلال فهي ترى أنه مطلوب من المقاومة أن تعطي القطاع والفصائل والناس فرصة لالتقاط الأنفاس وتأمين نفسها وتطوير قدراتها بمعنى مراكمة القدرات من أجل التجهز للمعركة تحت عناوين سياسية مجدية. بينما ترى الجهاد أنه يجب مشاغلة الاحتلال على فترات متقاربة وهو ما تخشاه حماس باعتباره قد يستنزف الناس ويفقدها الحاضنة الشعبية.

وقد ساهمت حركة “الجهاد” في توثيق العلاقات بين حماس وحزب الله والجمهورية الإيرانية، وفق المحللة السياسية المقيمة في غزة رهام عودة، بحكم علاقة الجهاد الإسلامي القوية مع حزب الله والحرس الثوري الإيراني و القيادة العليا في إيران.

وتلفت عودة في حديثها مع “مصر 360” إلى أنه خلال التصعيد الأخير بين الجهاد والجيش الإسرائيلي، كان واضحا جدا أن هناك تنسيق عالٍ في الميدان  بين حماس والجهاد في مجال عملية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ضد المدن الإسرائيلية وذلك تحت إطار غرفة عمليات المقاومة المشتركة.

وتستبعد المحللة الفلسطينية أن يكون هناك خلافات كبيرة بين حماس والجهاد حاليا بسبب عدم مشاركة حماس بإطلاق الصواريخ من غزة “يمكن القول إنه لولا موافقة حماس على عملية وحدة الساحات التي أطلقتها الجهاد لكان هناك خلاف كبير وقطيعة كبيرة بين الحركتين، لكن على ما يبدو أن هناك اتفاقا ضمنيا بين الطرفين بأن تتصدر الجهاد المعركة كون إسرائيل وجهت لها التهديد مباشرة، مع دعم جميع الفصائل ومن ضمنهم حماس من وراء الكواليس”.

إطار العلاقة مع إيران

كان لنشأة حركة “الجهاد” تأثرا كبيرا بالثورة الإيرانية التي وضعتها صوب عينيها كتوجه سياسي ومعنوي ثوري إسلامي. وقد ألّف مؤسسها فتحي الشقاقي كتاب “الخميني الحل الإسلامي والبديل” وفيه يقدم تفسيرا لرؤيته القائلة بأن الإسلام هو الحل الوحيد المنسجم مع تطلعات الأمة ويبرر ذلك بأن ثورة الإمام الخميني مثالا على نجاح هذه الفكرة.

يرى الباحث ساري عرابي أن القول بإن حركة “الجهاد” وكيل إيراني قد يكون به بعض الظلم للحركة لأنها في ظروف تأسيسها تأثرت بالثورة الإيرانية وسرعان ما تحول هذا التأثر العاطفي والمعنوي إلى علاقات سياسية وتنظيمية مع إيران. “في واقعها السياسي والتنظيمي هي أكثر الفصائل ارتباطا بإيران وتفاهما وتأييدا لها”.

وقد عرفت علاقاتها مع حماس في فترة من الفترات خلافات بسبب طبيعة العلاقة مع طهران، قبل أن تحسم حماس خياراتها في الفترة الأخيرة ضمن تموضعها في “محور المقاومة”. بينما احتدمت الخلافات بين الجهاد والنظام الإيراني في وقت ما بسبب رفض الأولى دعم جماعة “الحوثي” الشيعية التي تقاتل ضد الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية أو حتى إدانة “عاصفة الحزم” (العملية العسكرية التي قادتها الرياض ضد الحوثيين)، بحسب تقارير متواترة رغم رفض قادة “الجهاد” الحديث علنًا عن هذا الموضوع.

الاتفاق على عداوة إسرائيل

تقول رهام عودة: “علاقة الجهاد الإسلامي بإيران علاقة قوية ومتينة ويمكن اعتبار إيران الدولة الراعية والداعمة لها من الناحية المادية والمعنوية. ولعبت إيران دورا كبيرا في مساعدة الجهاد على تطوير بنيتها العسكرية”.

وتضيف بما أن إسرائيل هي العدو الأكبر لإيران وعدو أيضا للجهاد الإسلامي فهناك اتفاق كبير على عدواة إسرائيل وتحالف قوي لمقاومتها بصفتها دولة احتلال وفي نفس الوقت تهاجم المشروع النووي الإيراني. أما نقاط الاختلاف فربما يكون هناك اختلافات أيدلوجية دينية بسيطة -بحسب عودة- تتعلق بالفروقات بين المذهب السني والشيعي.

يلحظ خلدون البرغوثي الباحث في الشأن الإسرائيلي أنه ربما جاء توافق العدوان على قطاع غزة مع زيارة الأمين العام للجهاد الإسلامي زياد النخالة لطهران، ليعزز إدعاءات إسرائيل بوكالة “الجهاد” لطهران. وتوجيه ضربة قاسية للجهاد الإسلامي تحديدا، وليحمل رسائل مباشرة وغير مباشرة لإيران، ولحزب الله.

لذلك كان حضور إيران واضحا في الخطاب الإسرائيلي ضد الجهاد الإسلامي. “الأمور هنا متشابكة، ومن الصعب الحكم عليها بشكل مطلق بل نسبي. فقد يكون الظرف الموضوعي في الضفة وغزة. هو سبب التصعيد بمعزل عن العلاقة مع إيران، لكن إسرائيل ستستغل ذلك عبر مواصلة التحريض على إيران، من بوابة الفصائل الفلسطينية، خاصة الجهاد”، يختتم البرغوثي.