دخلت منتخبات الكرة المصرية حقبة جديدة مع المدربين الأجانب بعد فشل تام للمدربين المصريين خلال الفترة الأخيرة. سواء المنتخب القومي الأول مع إيهاب جلال والاستعانة بالبرتغالي روي فيتوريا خلفًا له. أو على مستوى المنتخب الأولمبي مع شوقي غريب والاستعانة بالبرازيلي روجيرو ميكالي قبل أيام قليلة خلفًا له.
ومن المنتظر أن تكون الفترة القادمة مختلفة كليًا بعد صرف اتحاد الكرة المصري مبالغ طائلة للتعاقد مع خبراء أجانب ذوي سمعة وكفاءة تدريبية عالية للنهوض بالكرة المصرية. وتحقيق نتائج إيجابية تعويضًا للفشل الكبير بالفترة الماضية في كل البطولات والأحداث الكبرى.
وأعلن الاتحاد المصري لكرة القدم خلال الأيام الماضية تعاقده مع البرازيلي ميكالي لقيادة المنتخب الأولمبي لمدة عامين. خلفًا لشوقي غريب الذي وجه له مجلس الجبلاية الشكر. لترشيد النفقات. ليواجه الجهاز الجديد أمورا صعبة تعترض طريقه.
وضم الجهاز المعاون لميكالي “تياجو كونيا المدرب المساعد. وليوناردو فاجونديس مخطط الأحمال. وجواو بيدرو محلل الأداء”. بالإضافة للثنائي المصري وائل رياض شيتوس مدربًا وعصام الحضري مدربًا للحراس.
إدارة المنتخبات وأزمة الوقت أكبر التحديات
لم يمنح الاتحاد المصري لكرة القدم الوقت الكافي للمدير الفني الجديد للمنتخب الأولمبي. لتجهيز الفراعنة لخوض منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 23 عاما. والمقرر إقامتها في شهر يونيو/حزيران المقبل بالمغرب.
والأزمة هنا تنقسم إلى جزأين: الأول أن المنتخب يتبقى أمامه فترتا توقف دولي فقط للتجمع وإقامة معسكرات قبل بدء منافسات البطولة. على أن يكون التوقف الأول الشهر المقبل والثاني في مارس/آذار 2023.
أما الجزء الثاني للأزمة أن الكاف وضع الأوليمبي المصري ضمن المنتخبات التي تخوض التصفيات المؤهلة للبطولة. مما يضع ضغوطا مضاعفة على ميكالي. الذي بات مطالبا بالتفكير في التأهل أولا إلى أمم أفريقيا قبل محاولة الحصول على أحد المراكز الـ3 الأولى المؤهلة لأولمبياد باريس 2024.
عدم دراية باللاعبين ونظام الكرة المصرية
لا شك أن ميكالي مثل كل المدربين يحتاج إلى الوقت للتعرف على إمكانيات اللاعبين في هذه المرحلة السنية. والوقوف على إمكانياتهم الحقيقية لتحديد العناصر القادرة على تنفيذ فكره كمدير فني.
وهو أمر يجعل ميكالي أمام أزمة كبيرة لأن ضيق الوقت لن يمنحه الفرصة لإقامة معسكرات وتجمعات لعناصر مختلفة في كل المراكز. حتى يستطيع التوصل إلى أفضل توليفة تستطيع تطبيق أفكاره الفنية. وتساعده على تحقيق الأهداف المطلوبة وعلى رأسها التأهل إلى الأولمبياد. ومحاولة المنافسة على ميدالية. خاصة مع الخبرات الكبيرة التي يملكها ميكالي في هذا الجانب. لا سيما أنه سبق وقاد منتخب البرازيل لذهبية أولمبياد ريو دي جانيرو 2014
خبرة قليلة ومشاركة نادرة
أحد أبرز التحديات التي تواجه ميكالي مع المنتخب الأولمبي المصري تتمثل في عدم مشاركة عدد كبير من اللاعبين في هذه المرحلة السنية مع أنديتهم بالدوري الممتاز.
وذلك عكس الوضع مع المنتخب الأوليمبي السابق تحت قيادة شوقي غريب. الذي كان يشارك كل عناصره تقريبا مع فرقهم أبرزهم رمضان صبحي وطاهر محمد طاهر ومصطفى محمد وأكرم توفيق وكريم العراقي وأحمد فتوح وأسامة جلال.
وهو الأمر الذي يجعل المنتخب يواجه أزمة في نقص الخبرة لدى اللاعبين في التعامل مع المباريات والضغوط المتوقعة مع حضور الجماهير. ما يجعل الإعداد الذهني والنفسي للاعبين على رأس أولويات عمل ميكالي مع الفراعنة.