رغم حقبته القصيرة في رئاسة النادي الأهلي والتي بدأت فترتها الأولى عام 2017 الماضي والثانية في 2021 الماضي، إلا أن محمود الخطيب أسطورة القلعة الحمراء كلاعب تاريخي لم يحقق نفس النجاح إداريًا كرئيس للنادي. على مستوى كرة القدم والفريق الأول شهد تقلبات كثيرة وأزمات عديدة وبات أكثر الرؤوساء تغييرًا للمدربين بالقياس للفترة الزمنية التي قضاها على مقعد الرئيس لمجلس الإدارة.

فبعد إعلان الأهلي رسميا مساء الأربعاء رحيل البرتغالي ريكاردو سواريش بعد شهرين فقط من توليه المسؤولية، انضم لقائمة طويلة من المدربين الراحلين عن صفوف القلعة الحمراء منذ تولي الخطيب رئاسة النادي في 2017.

ولم يعرف منصب المدير الفني للأهلي الاستقرار في السنوات الأخيرة، نظرًا لظروف مختلفة بين رغبة الإدارة في التغيير لتراجع النتائج، وطلب بعض المدربين الرحيل أو الخروج بالتراضي.

ومع اقتراب الأهلي من إعلان مدرب جديد خلال أيام قليلة لقيادة الفريق بالموسم الجديد، نرصد لكم كافة المدربين (7 في 5 سنوات) الذين عملوا مع الخطيب كرئيس للنادي وقام بإقالتهم أو رحلوا في فترة رئاسته للنادي وعددهم ضخم مقارنة بالمدة الزمنية القليلة التي جلس بها بيبو على مقعد رئيس مجلس الإدارة.

اقرأ أيضا.. في حالة خلافة “سواريش”.. عوامل تدعم نجاح “كيروش” مع الأهلي

حسام البدري وكارتيرون

حسام البدري

كانت البداية مع حسام البدري الذي عين في منصب المدير الفني للفريق قبل نجاح الخطيب في الانتخابات عام 2017، وكان من المتوقع أن يطيح الخطيب بالبدري فور توليه رئاسة النادي في ظل التوتر بينهما، منذ آخر تجربة للمدرب مع مجلس حسن حمدي الذي كان يشغل فيه الخطيب منصب نائب الرئيس.

حيث رحل البدري عن الأهلي حينها لتدريب أهلي طرابلس الليبي، وهو القرار الذي أغضب إدارة الأهلي حينها، وكان من أسباب إقالة البدري في 2017 مع الخطيب كرئيس نادي وعقب خسارة دوري أبطال أفريقيا بالنهائي لصالح الوداد المغربي.

وعقب رحيل البدري تولى تدريب الأهلي، الفرنسي باتريس كارتيرون في يونيو 2018 ولم يستمر طويلا، بعدما خسر لقب دوري أبطال أفريقيا من الترجي إضافة لوداع البطولة العربية مبكرًا.

واستمرت رحلة كارتيرون مع الأهلي قرابة 5 أشهر فقط، خاض خلالها 17 مباراة: فاز في 11 وتعادل في 3 وخسر مثلهم.

مستر كنتاكي: مارتن لاسارتي

لاسارتي

كما استعان الخطيب بعد ذلك بالمدرب الأوروجواياني مارتن لاسارتي، لكنه لم يستمر طويلا أيضا رغم حصوله على أحد أصعب نسخ الدوري في تاريخ الفريق الأحمر في موسم 2018-2019، حيث تولى لاسارتي المسؤولية في يناير 2019، ورحل في أغسطس من العام نفسه.

ورغم تتويجه بالدوري المحلي، لكن الخسارة القاسية بخماسية نظيفة من صن داونز التي خرج بها من دوري أبطال أفريقيا، ثم إقصاء الفريق من كأس مصر أمام بيراميدز، كتبا كلمة النهاية في مشواره القصير مع الأهلي.

وخاض الأهلي تحت قيادة لاسارتي 31 مباراة، فاز في 22 وتعادل في 3 وخسر 6 مباريات.

الثنائي الأهم: فايلر وموسيماني

فايلر وموسيماني

بعد ذلك تولى تدريب الأهلي السويسري رينيه فايلر في أغسطس 2019 حتى أكتوبر 2020، ونجح خلال فترة زمنية قصيرة أن يترك انطباعا جيدا بعدما حصد لقب السوبر المصري وأيضا الدوري قبل نهايته بـ7 جولات، لكنه قرر عدم استكمال مهمته بسبب جائحة كورونا.

وخاض فايلر مع الأهلي 44 مباراة حقق الفوز في 34 وتعادل في 7 وخسر 3.

وبعد رحيل فايلر بأيام قليلة تولى بيتسو موسيماني المسؤولية، ونجح في حصد 4 ألقاب قارية هي دوري أبطال أفريقيا (مرتان) والسوبر الأفريقي (مرتان)، وبرونزية كأس العالم (مرتان)، بجانب لقب كأس مصر.

واستمر موسيماني مدربا للأهلي 20 شهرًا، لكن بعد خسارة لقب دوري أبطال أفريقيا 2021-2022 أمام الوداد المغربي، تصاعدت الخلافات بينه وإدارة الخطيب حول برامج تدريب الفريق وجهازه المعاون ما أدى لفسخ التعاقد بالتراضي، رغم التجديد في وقت سابق للأحمر لمدة موسمين.

فيما تولى خلال فترة الخطيب منذ 2017 عدد من المدربين المسؤولية بشكل مؤقت بين فترات الأجانب مثل محمد يوسف وأحمد أيوب وسامي قمصان.

الطامة الكبرى: ريكاردو سواريش

سواريش

بعد مفاوضات سريعة مع عدد من الأسماء المعروفة، أبرزها البرتغالي روي فيتوريا الذي تعاقد لاحقا مع منتخب مصر، أعلن الأهلي فجأة عن اختيار خارج التوقعات بالتوقيع مع البرتغالي المغمور ريكاردو سواريش، في نهاية يونيو الماضي.

وأثار التعاقد مع المدرب الشاب التساؤلات والجدل بالنظر إلى سيرته الذاتية كلاعب ومدرب، إذ لم يسبق له خوض أي تجربة في أحد الأندية الكبرى في بلاده، كما لم يدرب إلا أندية مغمورة في الدرجات من الرابعة للثانية في البرتغال، فضلا عن عدة تجارب مع أندية الوسط في الدوري الممتاز.

وخسر سواريش لقب نسخة الموسم الماضي المؤجلة من كأس مصر (2020-2021) أمام الزمالك، كما اختتم الدوري الممتاز في المركز الثالث ثم رحل بخفي حنين عن النادي.

وكل هؤلاء يتم دفع لهم شرط جزائي كبير لإنهاء التفاوض مما كبد خزينة الأهلي خسائر ضخمة، وهز سمعته الكروية كنادي لامع بالقارة السمراء والشرق الأوسط وله صدى عالمي من إنجازاته بمونديال الأندية، بسبب الفشل الإداري والتخبط وسوء الاختيار وعوامل كثيرة تدل على أن أسطورة الملاعب ليس بشرط أن يكون ناجحًا بالإدارة.