ماذا فعلت المرأة هذا الأسبوع؟ شهد الأسبوع الماضي عدة أحداث كان محورها المرأة أبرزها الحكم على مدرس بتهمة التحرش بإحدى تلميذاته في منطقة حدائق الأهرام في الجيزة، وهي القضية التي كانت مثار حديث وسائل التواصل الاجتماعي لعدة أسابيع بعد جدل شديد وتكذيب لوقائع الحادثة مع إصرار والدة التلميذة على المضي قدما في ملاحقة المدرس قضائيا. على الجانب الآخر استغاثت فتاتان فلسطينيتين من والدهما الذي اتهمتاه بتعذيبها، وأحدث هذا النداء صخبا، في حين أدارت ولأول مرة، تدير حكمة سيدة تدعى شاهندة غريب، مباراة في الدوري المصري كحكم ساحة بين فريقي سموحة وفاركو.. كانت هذه أبرز قضايا واستغاثات وأنشطة المرأة خلال الأسبوع المنصرم.

اقرأ أيضا.. المرأة في أسبوع| ثلاث جرائم قتل في مصر والأردن.. وتعليق غير موفق لمبروك عطية “كالمعتاد”

27أغسطس/آب

أصدرت محكمة جنايات الجيزة حكما بالسجن المشدد 6 سنوات على المدرس المتهم بالتحرش وهتك العرض بطالبة في منزلها بحدائق الأهرام.

وكانت وحدة التحليل والرصد بمكتب النائب العام، رصدت مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، من قبل إحدى السيدات تتهم فيه مدرسًا بالتحرش بابنتها أثناء درس خصوصي بمنطقة حدائق الأهرام، وتم القبض على المتهم وإحالته النيابة العامة للمحاكمة الجنائية العاجلة، وأدلى باعترافاته أمام النيابة العامة التي شرعت في سؤاله فأجاب أنه يدعى “خ”، ويبلغ من العمر 40 عاما، ويعمل موظفا في بنك الدم في الفترة الصباحية ومدرسا خصوصيا في الفترة المسائية.

ووجهت النيابة العامة للمتهم ارتكاب جريمة: التحرش بالطالبة المجني عليها “سلمى” وهتك عرضها في 11 أبريل/نيسان الماضي بالقوة، حال كونه من المتولين ملاحظتها وله سلطة عليها، بأن استغل وجود الفتاة حال تلقينها مادة دراسية في مسكنها، وباغتها بأن استطالت يده إلى أماكن من جسدها يدها وساقها، فأخل بذلك بحيائها إخلالًا جسيمًا على النحو المبين بالتحقيقات.

البطل الحقيقي وراء هذا الحكم هو أم الفتاة، فقد واجهت حملات تكذيب وتشهير واتهامات طالت شرفها وتناقل الكثيرين أخبارا كاذبة عنها واتهموها بالافتراء على المدرس.. ولكن في هذا اليوم أثبتت المحكمة صحة كلام الأم وابنتها ذات الـ15 ربيعا.. فهل سيخرج الـ”بلوجرز” الذين ألفوا قصصا عن الأم وأشاعوا كذبا، ليعتذروا ويعترفوا بخطأهم؟

ليس هذا هو المهم حقا الآن ولكن المهم هو أن كل ضحية يجب أن تٌكمل في طريقها دون الرضوخ والخوف والتراجع.. فهذا الحكم هو بمثابة هدية لكل ضحية عنف أو تحرش أو تهديد، هدية تخبرها أن الأصرار حتما سيأتي بحقك، فلا تخافي وتحدثي دوما بدون تراجع ولا ضعف.

29 أغسطس/ آب

وجّهت شابتان فلسطينيتان من قطاع غزّة مناشدة إلى السلطات والجمعيات الحقوقية والإنسانية لحمايتهما من والدهما الذي قالتا إنه “هدد صراحةً بقتلهما” و”دفعهما للانتحار” بعد إساءة معاملة وتعذيب، فيما سعى الأب إلى تصوير الحادثة كـ”قضية وطنية” و”انتقام سياسي” تخلله “التغرير” بابنتيه.

مساء الأحد 28 آب/ أغسطس، كتب الأب، ويدعى عماد العاصي، من رفح، عبر حسابه في فيسبوك: “اختطاف بناتي مع سبق الإصرار والترصد. معلوم لدينا ولدى جميع جهات الاختصاص الخاطفون”. قبل أن يخرج في بث مباشر ويتحدث عن غضبه من أن تدفع ابنتاه “ثمن النضال السياسي لوالدهما”، ملمحا إلى أنه طالما كان معارضا للحكومة وخصما للعديد من الأجهزة الأمنية.

وفي مقطع فيديو عبر حساب إحداهما على فيسبوك، ظهرت الفتاتان، مساء الاثنين 29 آب/ أغسطس، نافيتين مزاعم الأب، وقالتا إنهما هربتا خوفا من تهديداته بالقتل وتجويعه لهما وحبسهما المتكرر.

تحدثت الابنة الكبرى وتدعى وسام، قائلة: “أنا هنا عماد العاصي الطويل، المعروفة بوسام. عمري 23 سنة. محامية مزاولة في نقابة المحاميين الشرعيين. معي أختي فطّوم عماد العاصي الطويل. هاد الفيديو نفي لادعاء والدي بأنه إحنا تم خطفنا. إحنا ما اتعرضنا للاختطاف ولا للخطر بأي شكل من الأشكال من مباشرة ما طلعنا من البيت”.

وأوضحت الشابة الفلسطينية أن والدها حبسها وشقيقتها “ثلاث مرات على التوالي خلال شهر”، لافتةً إلى أنهما لجأتا للشرطة قبل أسبوع تقريبا عقب قيام والدهما بحبسهما للمرة الأولى و”ما تم تقديم أي نوع من المساعدة” لهما.

وتابعت: “والدي هددنا بالقتل بشكل مباشر وصريح. وتم تعريضنا للتجويع، وحثنا على الانتحار بأنبوبة غاز حطها بالغرفة اللي إحنا موجودين فيها”

وناشدت وسام في الختام “كل المنظمات الحقوقية والإنسانية والقانونية، وحكومة غزّة وحكومة الضفّة، وفلسطين كافّة بحمايتنا أنا وأختي بأي شكل من الأشكال”. كما أطلقت حملةً للتضامن معهما عبر وسم #أنقذوا_وسام_وفاطمة..

عقب بثّ مناشدة الفتاتين، روّج والدهما وأفراد عائلته، لمزاعم وجود “مخطط مشبوه” لـ”تشويه عائلة العاصي ونضالها” واستخدام الفتاتين “أداةً” فيه بعد “التغرير بهما” و”غسل دماغهما”.

وشارك الأب الفيديو الذي ظهرت فيه ابنتاه وعلّق عليه: “أتضامن معكم في حقك بالأمن والسلام، ولا ألومكم يا بابا على هذا الفيديو اللي تم إعداده بالأمس تحت تهديد ‘أبوكي بده يقتلكم وإذا ما حكيتوا ما بنقدر نحميكم‘”.

وأدعى الأب أن سيدة إسرائيلية أمريكية تحمل اسم “إيدي كوهين” من جمعية “مساعدة أصدقاء أمريكا” تقف خلف نشر مناشدة ابنتيه، بمساعدة إحدى القريبات. كما أشار إلى مراقبته هاتفي الفتاتين ومعرفته تحركاتهما.

حتى الآن لم تعلق السلطات الأمنية في غزة على هذه القضية، ولا يبدو انها تحركت في أتجاه تحقيق ما، أو محاولة الوصول للفتيات، نناشد التحقيق والبحث عن الحقيقة وحق الفتيات في مكان آمن ومحاسبة المسئول، سواء الذين خطفوهم كما يقول الأب أو كما تقول الفتيات ان يحاسب الأب نفسه على الرغم من تاريخه النضالي الطويل إلا أنه يجب محاسبته إذا ثبت صدق ما قالته الفتيات في الفيديوهات وأنهما لم يكونا مجبرتين على هذه “الإدعاءات”.

من المعروف أن العنف المنزلي هو من أكثر أنواع العنف التي تقع على السيدات والفتيات، وفقا لما رصدته مؤسسة إدراك للتنمية والمساواة فجرائم القتل التي استهدفت النساء والفتيات خلال النصف الأول من العام الحالي وصلت حتى الآن إلى 72 جريمة منها 54 جريمة تمت على يد أحد من الأسرة، 12 جريمة على يد شخص غريب، والعثور على 6 جثث مجهولة تظهر عليها آثار تعذيب وخنق.

30 أغسطس/ آب

في مباراة نادي سموحة وفاركو ضمن مباريات الدوري المصري، خطفت الحكمة شاهندا المغري الأضواء خلال اللقاء بعدما تعرضت لأكثر من اختبار، حيث طالب لاعبو فاركو بركلة جزاء فى الدقيقة 65 بعد تدخل عمر صلاح حارس سموحة مع مها جم فاركو، إلا أن شاهندا أمرت باستمرار اللعب لعدم وجود مخالفة.

وفي الدقيقة 81 سجل سموحة هدفا في مرمى فاركو عن طريق رجب نبيل، إلا أن شاهندا ألغت الهدف بعد تدخل مصطفى الخواجة لاعب سموحة مع حارس فاركو، إلا أن تقنية الفيديو أعادت شاهندا بالعودة لمشاهدة اللقطة مرة أخرى، وعادت لتؤكد قرارها بإلغاء الهدف، لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي.

كانت لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد المصري لكرة القدم، أسندت تحكيم مباراة سموحة وفاركو لطاقم حكام يحتوي على 3 محكمات سيدات لأول مرة فى إطار منافسات الجولة الرابعة والثلاثين والأخيرة من الدوري المصري الممتاز لهذا الموسم.. كما أن شاهندة المغربي تعد أول حكمة ساحة في الدوري الممتاز المصري.

وجاء طاقم التحكيم لمباراة سموحة وفاركو كالتالي: شاهندة المغربي حكم ساحة، منى عطا الله حكم مساعد، محمد شعبان حكم مساعد، صبري العمري حكم رابع، حسني سلطان حكم فيديو، يارا عاطف مساعد حكم فيديو.

وسبق للحكمة الدولية شاهندة المغربي، إدارة مواجهة المصري وإيسترن كومباني في كأس الرابطة كمحكمة رئيسية، بينما في الدوري سيكون لقاء سموحة وفاركو الأول للتحكيم النسائي بالدوري كحكمة ساحة.. كما ستعد يارا عاطف أول حكم مساعد.

الترند

أما عن الـ”تريند” الذي كان مسيطرا على الأجواء طوال الأسبوع –ولايزال- على صفحات فيسبوك والمواقع الإخبارية فقد كان حول ما قالته الدكتورة هبة قطب، استشاري العلاقات الأسرية، “إن هناك رجال يشاركون زوجاتهم فى دخول المطبخ والطهي كمشاركة بين الزوجين”.

وكانت قطب قد قالت خلال حوارها مع الإعلامي عمرو أديب ببرنامج “الحكاية” والمذاع عبر قناة “إم بي سي مصر”: “لا يوجد سند شرعي أو قانوني يجبر المرأة على الالتزام بالطهي لزوجها دون مشاركة أو تبادل للأدوار..مفيش حاجة بتقول إن الست تطبخ والراجل لا، فيه سيدات يشترطن على الرجال الطبخ زيهم تماما”.

وبالرغم من أن ما قالته قطب حقيقي، إلا انها تلقت العديد من الاتهامات التي على رأسها أنها تدعو لإثارة الفتن في البيوت وإفساد الزوجات على أزواجهن مما يزعزع استقرار الأسرة، كما أن خدمة وأعداد الطعام هو عمل إنساني تفعله المرأة بشكل فطري أمومي تلقائي، فلا يجب هز ثوابت الأسرة السعيدة.

حسنا.. تعاني كثيرات من عبء العمل في المنزل، أمهاتنا وجداتنا جميعا عانين من إصابات أسفل الظهر والرقبة ودوالي الساقين، بسبب الوقوف في المطبخ لساعات وبسبب حمل أشياء ثقيلة أثناء التنظيف وحقائب التسوق على رؤوسهن عائدات من الأسواق، كل هذا كان أغلبه بدافع المسئولية تجاه صغارها فإن لم تفعل هي فلن تجد زوجها يفعله، لأنه ترسخ لدينا أن هذه أعمال خاصة بالنساء، ولكن ما تدعو له قطب هو المشاركة في البيت، في وقفة المطبخ وتنظيف الغرف، وحمل الرضيع، والمذاكرة للابناء والذهاب بهم للدروس والتمارين، فالزوجة هي الوحيدة التي تعود من عملها تكمل عمل المنزل وعمل المدرسة الخصوصية والسائقة التي تذهب وتاتي بالأبناء من التمارين والدروس والجلوس بالساعات منتظرات، فهل هذا ما قصده كثيرين بأن الأسرة هي بالفعل سعيدة ومستقرة وما قالته قطب هو الذي سيزعزع هذا الثبات؟ بالطبع لا، فكثيرات متعبات يطلبن المساعدة ولا يجدنها، أو لا يطلبن لأنهن تربين أن هذا عمل المرأة وفطرتهن.. وهو غير حقيقي.. معاناة المرأة في أعمال المنزل وأعباء تربية الأبناء وحدها، هو الذي يؤدي للانفجار ولتفكك الأسرة.. تربية الرجل على أن خدمة الرجل حق وتنميط دور الزوجة في الطبخ والتنظيف هو الذي يؤدي لحالات الانفصال أو على أقل تقدير العيش في جو تعيس.