بعد أن استقر النجم المصري اللامع محمد صلاح مهاجم وهداف ليفربول والدوري الإنجليزي النسخة الماضية، بتجديد عقده الذي حصل بموجبه على أعلى أجر في الفريق، ودخل قائمة الأعلى أجرًا في البريميرليج كاملًا (350 ألف إسترليني أسبوعيًا)، توقع الجميع بداية مثالية من الفرعون في الدوري الممتاز مع فريقه. خاصة مع حصوله على فترة إجازة جيدة بالصيف، واستعداده المثالي للموسم الجديد بفترة الإعداد رفقة الريدز. بينما لم يحدث ذلك إلى الآن. إذ سجل هدفين فقط خلال 6 مباريات لتكون البداية الأقل في تاريخ صلاح بالدوري الإنجليزي، الذي سجل في المرحلة نفسها قبل عام واحد 5 أهداف، وفي موسم 2020-2021 6 أهداف.
الفرعون الذي تقاسم في الموسم الماضي الحذاء الذهبي مع سون هيونج مين بـ23 هدفًا لكل منهما. وكانت هذه المرة الثالثة التي يحصل فيها على الجائزة خلال 5 مواسم، اختفى تمامًا مع بداية هذا الموسم، وترك الساحة كاملة للنرويجي الفتاك إيرلينج هالاند مهاجم مان سيتي، الذي أحرز 10 أهداف في أول 6 مباريات فقط.
صلاح والمركز الجديد
كتبت صحيفة “ذي أثليتيك” الأمريكية، تقريرًا رقميًا مفصلًا تحدثت فيه عن دور محمد صلاح الجديد منذ بداية الموسم. مقدمة تحليلًا فنيًا ذكرت في أسباب تراجع مستوى النجم المصري الكبير. إذ ظهر مساء السبت الماضي كالشبح في جوديسون بارك أمام إيفرتون، وأهدر فرصة الفوز، بعدما تألق حارس التوفيز بيكفورد في صد الكرة بمساعدة القائم في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع، فكانت إحدى الفرص النادرة التي حصل عليها لاعب العام في مناطق مركزية يمكن أن يؤذي من خلالها الخصم.
الملاحظ -وفق الصحيفة الأمريكية- أن صلاح الذي يسجل المزيد من الأهداف ظل متمركزًا على اليمين بشدة وعلى الأطراف. لم تكن المرة الأولى. بل وعلى مدار الشهر الماضي بالكامل في مركز جديد عليه أكثر من الدخول إلى عمق الملعب ومواجهة المرمى كما كان يفعل سابقًا.
هذا ليس انتقادًا لصلاح أو مدربه كلوب الذي نفى تغييره لمركزه وتسببه في البعد عن المنطقة والأهداف، وفكرة أن صاحب الـ30 عامًا يتراجع مستواه مثل أوزيل وأوباميانج بعد زيادة الأجور فهذا ليس هو المقصود.
كذلك ليفربول الذي حصل على 9 نقاط فقط من أصل 18، لا يعمل بشكل فعال كوحدة واحدة والتوازن ليس صحيحًا من الناحية التكتيكية. هم يفشلون في الحصول على أفضل ما لديهم من أسلحتهم الهجومية.
بعد التعادل مع إيفرتون، رفض يورجن كلوب فكرة مطالبة صلاح بالعمل على نطاق أوسع من السابق. قال: “لا، ليس أكثر من مواسم أخرى أو أيًا كان، نريد أن يكون (مو) هناك في هذا المركز، ولكننا نريد أيضًا أن يكون لدينا مو الهداف، ودائمًا ما كان لدينا، وفي كثير من الأحيان في مواقع مركزية أيضًا، اليوم على وجه الخصوص، أردنا استخدام الأولاد بشكل مركزي أكثر قليلًا ولكن لم يكن لدينا الكثير من الوقت للتدريب على ذلك”.
وأشار: “عندما تراجع دياز ومحمد صلاح، بعد تمريرتين أو ثلاث تمريرات، كانوا أحرارًا تمامًا بين الخطوط، لأن داروين نونيز أبعد عنهما المدافعين، لقد كان مو قريبًا من التسجيل في اللحظات الأخيرة”.
صلاح والأرقام
لمس صلاح الكرة أمام إيفرتون 43 مرة فقط، بمتوسط 47.7 مرة لكل 90 دقيقة، في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. وهو أقل من 56 مرة لكل 90 دقيقة في المباريات الـ6 الأولى خلال الموسم الماضي، وأقل 54 مرة لكل مباراة في الموسم قبل الماضي.
في 540 دقيقة من الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، لم يسدد صلاح سوى خمس ركلات إلى المرمى. لقد سدد 2.8 فقط بدون ركلات جزاء لكل 90 دقيقة، مقارنةً بـ 4.3 الموسم الماضي. وتبلغ الأهداف المتوقعة بدون ركلات جزاء لكل مباراة 3.4 هدفًا، مقارنةً بـ 5.6 في الموسم الماضي.
في الواقع، يبلغ معدل أهداف صلاح هدفًا كل 270 دقيقة. بعد أن سجل هدفًا كل 120 دقيقة في 2021-22. بالطبع بعد ست مباريات فقط، تكون العينة صغيرة من منظور البيانات ولكن التباين واضح.
تراجع ليفربول جزء من الأزمة
من المؤكد أن صلاح أعاقه افتقار ليفربول للتحكم والتماسك والتنوع في وسط الملعب. إنهم لا يجدون الكرة في كثير من الأحيان بسرعة كافية. لذلك فهو منعزل للغاية، وبعيد جدًا عن المرمى.
كانت إحدى ميزات 2021-22 هي اقتحام ترينت ألكساندر-أرنولد من الداخل، والربط مع محمد صلاح. لكن ظهير ليفربول الأيمن لم يكن قريبًا من أفضل مستوياته حتى هذا الموسم. وذلك للمرة الثانية في أسبوع، حيث تم استبداله عندما كان ليفربول يبحث عن الفوز.
مع رحيل ساديو ماني، من الواضح أن ليفربول لا يزال يتأقلم مع الصفات المختلفة للغاية التي يتمتع بها نونيز.
في كثير من الأحيان كانت المسافة بين الأوروجواياني وصلاح من جهة ودياز من جهة أخرى كبيرة للغاية، إنه عمل مستمر، يبدو ليفربول كفريق تغيرت هويته وما زال يتعامل مع ذلك.
حلول قادمة لحل أزمة صلاح
ما سيساعد هو عودة تياجو إلى وسط الملعب، وكذلك عودة ديوجو جوتا فإن الأمور بالتأكيد ستتحسن في ليفربول.
الوصول للمرمى لم يكن جيدًا، رغم ضرب العارضة 3 مرات، واختيار جوردان بيكفورد رجل المباراة بسبب مستواه. لكن هناك الكثير من الأمور التي يجب تصحيحها.
يجب أن تكون على رأس القائمة التعديلات التكتيكية المطلوبة، من أجل أن يعود محمد صلاح فتاكًا أمام المرمى مرة أخرى.