لم تقدم وزارة السياحة حتى الآن خططًا لتقديم مصر كدولة ترانزيت على خريطة الطيران العالمية. خاصة لجماهير كرة القدم في مونديال قطر. رغم ضعف الجنيه المصري أمام غالبية عملات العالم، وتقاربه في مستوى أسعار عملات أمريكا اللاتينية العاشقة لكرة القدم.
تستضيف قطر المونديال الأول في الشرق الأوسط في الفترة بين 21 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول 2022 ويأمل منظّموه في استقبال 1.2 مليون زائر خلال فترة إقامته التي تمتد إلى 28 يومًا.
يطالب خبراء، حاليًا، بعروض مخفضة لجمهور كأس العالم واستغلال قرب المسافة بين القاهرة والعاصمة القطرية “الدوحة” التي تتراوح بين 2.3 و3 ساعات بالطائرة “حسب نوعها”، لتكون مصر نقطة انطلاق للجماهير لحضور مباريات فرقها، والعودة في اليوم ذاته.
تقترب الحجوزات للفيلات السياحية والشاليهات من النفاد في فترة مونديال قطر. بينما يصل أسعار بعضها لمستويات قياسية تقترب من 24 مليون جنيه مصري. بما يعادل 1.2 مليون دولار خلال 15 يومًا فقط، وليس طوال فترة المونديال.
المستوى المتوسط لأسعار الفيلات والشاليهات خلال المونديال القطري، يدور في فلك 55 ألف دولار (تزيد عن مليون دولار). وهي تكلفة لا تستطيع الجماهير تحملها. خاصة مع إضافة أعباء الانتقالات الداخلية ووجبات المطاعم.
حتى أماكن الإقامة المشتركة من برنامج السفر المستدام تصل تكلفتها لشخصين ما يعادل 79 ألف جنيه مصري في ليلة افتتاح المونديال. بينما أقل إقامة متاحة في الفنادق القطرية لليلة ذاتها تصل إلى 127 ألف جنيه مصري.
فرص الفنادق المصرية
في المقابل، تتسم الوحدات الفندقية المصرية والشاليهات والفيلات الخاصة برخص أسعار الإقامة الكاملة فيها خلال شهري نوفمبر وديسمبر. وهي لا تتجاوز في متوسطها ألفي دولار طوال فترة المونديال “شهر كامل”. خاصة وأن انعقاده يأتي في فصل الشتاء الذي يمثل الموسم الأفضل للسياحة المصرية.
يسمح اقتراب العملات المصرية من مستوى معظم الدول اللاتينية في رواج مصر كدولة ترانزيت رخيصة. فالجنيه المصري يعادل البيزو المكسيكي تقريبًا (الأخير أعلى من الجنيه بأربعة قروش فقط)، ونحو 7 “بيزو” أرجنتيني، و0.35 بيزو بوليفي، و0.49 سول بيروفي، و0.27 ريال برازيلي.
كذلك هناك خطان للطيران المباشر من شرم الشيخ والإسكندرية إلى قطر. ما يعطي السائح خيارات سهلة للتحرك والمفاضلة بين الأسعار. خاصة وأن برامج الإقامة الكاملة 4 أيام (3 وجبات يوميًا) في فنادق مصر لا تزيد أسعارها عن 70 دولارًا. وهي أرخص بكثير من ليلة واحدة بفندق قطري.
الرحلة من مصر
وقد عادت رحلات شركة “مصر للطيران” إلى العاصمة القطرية الدوحة في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وذلك بعد توقف دام نحو ثلاثة أعوام ونصف العام.
يتم تشغيل رحلة يومية بين القاهرة والدوحة، ورحلة مقابلة. لكن الأمر يتطلب المزيد من الرحلات.
يوجد عدد من الناقلين الجويين، حاليًا، بين مصر وقطر على مستوى عدة مدن. لكن الأكثر كثافة في النقل هما مصر للطيران والقطرية.
اقرأ أيضًا: كورونا وحرب وتضخم.. كيف تأثرت مصر بغياب السياحة الروسية والأوكرانية؟
تصل سعر تذكرة الذهاب من القاهرة إلى قطر 3 آلاف و444 جنيهًا، ومن الإسكندرية 4 آلاف و614 جنيهًا، وسوهاج 6 آلاف و577 جنيهًا، ومن الأقصر 6 آلاف و963 جنيهًا.
يقول عاطف عبداللطيف، رئيس جمعية “مسافرون” عضور شعبة السياحة بجنوب سيناء، إن تحويل مصر إلى دولة ترانزيت يدر عائدا كبيرا بالدولار، كما يحمل داخله تسويقًا للمقصد المصري، وتعتمد عليه عدة دول بالفعل أشهرها في المنطقة الإمارات خاصة دبي.
بلغ عدد مسافري الترانزيت عبر مطارات الإمارات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري نحو 7 ملايين مسافر، بنمو نسبته 203% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بينما تجاوز عدد المسافرين عبر مطاراتها حاجز الـ20 مليون مسافر خلال الفترة ذاتها مقارنة مع 8.6 ملايين مسافر خلال الفترة المقارنة بنسبة ارتفاع بلغت 135%.
الترانزيت.. ماذا عن مصر؟
مصر يمكنها أن تكون دولة ترانزيت مثالية من وإلى أفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية واللاتينية، كما يقول “عبداللطيف”. لكنه أمر يحتاج لوضع خطة شاملة للتسويق، بالتعاون مع جميع أطراف منطومة العاملين بالسياحة. وكذلك يستلزم تطويرًا لفنادق تكون ملحقة بالمطار.
يقدم مطار دبي بركة سباحة ونادي للتمارين الرياضية وجاكوزي، إلى جانب “حدائق زين” ومطاعم ومحلات في أكبر سوق الحرة في العالم. أما مطار شانجي بسنغافورة فيوفر 24 صالة سينما مجانية، وبركة سباحة، ومجموعة فنية. إلى جانب الحدائق. ويقدم مطار كوالا لامبور ممشى مفتوح داخل غابات ماليزيا الشهيرة.
ووفق رئيس جمعية “مسافرون”، فإن الترانزيت يتضمن ترويجًا لبضائع السوق الحرة. فضلًا عن إمكانية تقديم برامج سياحية خاصة لليلة واحدة أو يوم كامل.
كما يمكن تقديم برنامج ثلاثة أيام موزعة بين المحافظات. وهو أمر يناسب كأس العالم؛ فالمدة بين المباراة والأخرى تصل إلى عدة أيام إلى جانب الراحات بين الأدوار.
في مطار اسطنبول مثلًا، يتم تنظيم رحلات لعدة ساعات للسائحين المنتظرين بوسط المدينة. ذلك باستخدام “السيجواي” (وسيلة تنقل بعجلتين). كما يمكنهم تفقد الأسواق التقليدية والتراثية والتسوق عبرها.
يطالب عبداللطيف بتوقيع اتفاقيات تعاون مع قطر حول الطيران، وتوقيع برامج مشتركة، واستغلال قرب المسافة بين البلدين في تسيير رحلات مشتركة. خاصة وأن التنقل الداخلي في قطر منخفض المسافات في ظل تقارب المسافات بين الاستادات.