في تطور جديد استجابت نيابة أمن الدولة لطلب المحامي الحقوقي هيثم محمدين المحبوس احتياطيا على ذمة القضية رقم 1956 لسنة 2019. إذ قررت عرضه على طبيب متخصص في المخ والأعصاب لفحصه ومتابعة حالته الصحية التي تدهورت بشكل كبير مؤخرا.

وكان “محمدين” طالب خلال جلسة التجديد الأخيرة له يوم 6 سبتمبر/ آيلول الجاري بعرضه على الأطباء لفحصه. كما أوضح أنه بحاجة إلى رعاية طبية. خاصة أنه يعاني من خدر في الجهة اليسرى من الجسم، كما يشكو دوارا مستمرا ومشكلات في التنفس.

ووفق رئيس هيئة الدفاع عن محمدين، المحامي طاهر أبو النصر في تصريح لـ”مصر 360″ أصدرت النيابة قرارا بعرض موكله على المستشفى. لكنه أكد أنه لم يتمكن حتى الآن من تنفيذ القرار.

من ناحيته قال بسام محمدين شقيق “هيثم” لـ”مصر 360″ إنه تأكد من تحويل طلب النيابة إلى إدارة السجن بعرض شقيقه على الطبيب خلال الزيارة الأخيرة يوم 10 سبتمبر/ أيلول الجاري. لكنه أكد أن القرار لم ينفذ حتى الآن. كما قال إن إدارة السجن أبلغته أن سبب التأخير هو أن طبيب المخ والأعصاب في إجازة. كما أشار إلى أن إدارة السجن أبلغته أيضا أنه فور عودة الطبيب سيتم عرض “هيثم” عليه.

ووفق طاهر فإن “هيثم” يعاني من حالة صحية مضطربة لم تظهر عليه خلال سنوات حبسه الثلاث الماضية. كما يعاني من عدة أعراض أولها اضطراب في ضغط الدم وصعوبة في التنفس خاصة وأنه كان مصابا بفيروس كورونا. يضيف المحامي: “طالبنا بعرضه على مختصين في أمراض الصدر والقلب والمخ والأعصاب. فضلا عن مختص في العيون لتشخيص حالته الصحية بشكل دقيق وتقرير العلاج اللازم”.

اقرأ أيضا.. بينهم ماهينور والعليمي وباقر.. “جائزة حقوق الإنسان تذهب لمحامين جلبوا الشرف للمحاماة”

40 شهرا بالحبس الاحتياطي

هيثم محمدين أثناء أحد اللقاءات العمالية

وكانت محكمة جنايات القاهرة (دائرة الإرهاب) جددت حبس “هيثم” 45 يوما ليكمل 40 شهرا كاملين في الحبس الاحتياطي. ويقبع “هيثم” في الحبس الاحتياطي منذ مايو/ آيار 2019 عقب إلقاء القبض عليه أثناء أداء فترة التدابير الاحترازية في قسم شرطة الصف بالجيزة. ليختفي لمدة ثلاث أيام وينقطع أي تواصل معه. قبل أن يظهر مجددا أمام النيابة للتحقيق معه في القضية رقم 741 لسنة 2019 أمن دولة. بعدها قررت النيابة إخلاء سبيله في مارس/آذار 2020، وجرى تدويره بعد ذلك على ذمة قضية أخرى محبوس على ذمتها حاليا في 16 سبتمبر/أيلول من نفس العام.

ويواجه “هيثم” اتهامات بمشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها وأهدافها والترويج لها، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ونشر أخبار وبيانات كاذبة.

يقول طاهر إنه ألقي القبض على “هيثم” عام 2016 ليحبس احتياطيا على ذمة القضية 4757 إداري بولاق بالجيزة. وبعد ما يقرب من عام أخلي سبيله ثم تم حبسه على ذمة القضية 718 لسنة 2018 حصر أمن دولة. تلك القضية حبس فيها أيضا لما يقرب من عام ثم أفرج عنه بتدابير احترازية.

في 16 مايو/ آيار 2019 ألقي القبض عليه وانقطع أي تواصل معه، حتى ظهوره بعدها بـ3 أيام في نيابة أمن الدولة للتحقيق على ذمة القضية 741 لسنة 2019 حصر أمن دولة. وما أن أخلي سبيله مجددا حتى عرض في اليوم التالي لقرار الإخلاء ليحبس من جديد على ذمة القضية 1956 لسنة 2019 حصر أمن دولة.

 سيرة ومسيرة

ينتمي هيثم لأسرة بسيطة من أحد قرى مركز الصف جنوب الجيزة، والده “فوزي محمدين”، اليساري الذي انتمى للحركة العمالية في شركة الحديد والصلب بحلوان.

“هيثم” الأخ الأكبر لشقيقين هما “بسام” و”باسم” من مواليد سنة 1984، وورث عن والده الانخراط بطريق النضال. إذ انتمى للحركة الطلابية واهتم بقضايا الحريات في الجامعة. وبعد تخرجه في كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 2004، عمل محاميا ودافع عن حقوق العمال والفلاحين في مكتب المحامي والمناضل نبيل الهلالي. ثم باحثا في المفوضية المصرية للحقوق والحريات. بالإضافة إلى أنه كان عضوا في حركة الاشتراكيين الثوريين كما عمل في مركز النديم لمناهضة العنف قبل إلقاء القبض عليه عام 2019.

يقول “بسام” شقيق “هيثم” إنه عندما ألقي القبض على شقيقه كان يعاني من اكتئاب حاد وكان شبه منقطع عن العمل العام أو ممارسة أي نشاط. “هيثم” كان متأثرا بوفاة شقيقه الأصغر “باسم” قبل شهرين.

“بسام” أكد أنه لم يزر شقيقه منذ شهر نوفمبر/ كانون الثاني الماضي بناء على طلبه. إذ يرفض “هيثم” الزيارة دائما مفضلا العزلة في السجن. كذلك لا يدري “بسام” حالة شقيقه الذي لا يحب أن يظهر ضعفه حتى لأقرب الناس إليه. الأخ الأصغر يقول إن “هيثم” من الشخصيات الكتومة كما أنه قليل الشكوى. إذ أنه يحاول دائما حل وتجاوز أزماته بنفسه. يقول بسام محمدين إنه لكل هذه الملابسات والظروف يطالب أن تأخذ شكوى شقيقه المرضية بعين الاعتبار.

مصطفى بسيوني صديق “هيثم” قال إنه يرفض الزيارة لتخفيف الأعباء المادية عن كاهل أسرته. كما أضاف أن محمدين دائم المقاومة لأي زيارة من جانب أسرته ودائما يبرر الأمر بأنه “مش محتاج حد يزوره لأنه بخير”.

ووفق بسيوني يحرص “هيثم” على أن ينحاز كل محيطه وأصدقاءه للعمال والبسطاء. كما أنه شارك في تأسيس أول نقابة عمالية للضرائب العقارية بمصر سنة 2008. ولعب الدور الرئيسي في تكوين الهيكل القانوني والتظيمي لها في المحافظات.

“هيثم” أيضا بحسب بسيوني شارك في تأسيس العديد من النقابات المستقلة عقب ثورة 25 يناير 2011 منها نقابة الفنيين الصحيين وعمال الإنتاج الإعلامي. كما لعب دور المحامي المباشر لهيئة الدفاع عن المحبوسين في انتفاضة 6 إبريل/نيسان في 2008. كما كان أول من تم اعتقالهم خلال أحداث ثورة 25 يناير.

بسيوني يقول إن وفاة شقيق هيثم الأصغر المفاجئة أثرت على حالته النفسية بشكل كبير لدرجة أنه اعتزل الناس قبل حبسه. لكن ورغم ذلك ألقي القبض عليه وهو في فترة الحداد رغم انتظامه في المراقبة الشرطية.