نجح بطل أوروبا وإسبانيا نادي ريال مدريد في تحقيق انتصار ثمين للغاية على جاره أتلتيكو في ديربي مدريد بمعقل الأخير “واندا ميتروبوليتانو”. وذلك بنتيجة هدفين لهدف في قمة الجولة السادسة من عمر الدوري الإسباني “الليجا“.
وبهذا الفوز حقق الملكي رقما قياسيا نادرا يتمثل في فوزه بأول 6 مباريات على التوالي من الموسم للمرة الخامسة طوال تاريخه. كان آخرها عام 1984. ليحصد 18 نقطة بالتمام والكمال ينفرد بها بصدارة المسابقة قبل التوقف الدولي بفارق نقطتين عن أقرب ملاحقيه -برشلونة 16 نقطة- والتي حصدها من تعادل و5 انتصارات متتالية.
وبذلك الانتصار نجح الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب الميرنجي مدريد في مواصلة تفوقه على غريمه الأرجنتيني دييجو سيميوني مدرب روخي بلانكوس العاصمة الإسبانية. وكذلك نجح الريال في استمرار زعامته على مدريد وكسب الصراع المحلي بالديربي خارج ملعبه وداخله ليؤكد هيمنته الكبيرة على جاره اللدود.
ما أسباب هذا الانتصار؟ وكيف تمكن الريال من حسمه بسهولة واضحة؟ ولماذا فشل أتلتيكو في صنع الفارق على أرضه؟ كل ذلك نرصده تفصيلاً في النقاط الآتية.
اللعب الهجومي المباشر ومباغتة الدفاع الثقيل
نجحت حيلة أنشيلوتي في قهر سيميوني وفريقه بشكل مبكر وحاسم في الديربي. وقتل المباراة بالشوط الأول بسبب تكتيكه وحيلته الفنية الرائعة في ضرب أسلوب وتكتيك أتلتيكو المعتاد. حيث لعب بشكل مباشر خلف ثلاثي دفاع الأتليتي البطيء عن طريق كرات بينية مباشرة لثنائي هجومه السريع فينيسيوس ورودريجو. من قبل نجوم الوسط الكبار مودريتش وكروس وتشاوميني.
فمع غياب مهاجمه الرئيسي كريم بنزيما للإصابة عن هذه المباراة نجح أنشيلوتي في استغلال سرعات الثنائي البرازيلي وتوظيفهما بشكل رائع لخلخلة دفاع أتلتيكو البطيء والمتكتل بالخلف مثل عادة أسلوب لعب سيميوني. وكان لفالفيردي دور ساحر لإنجاح هذه الحيلة بلعبه جناح أيمن ثم دخوله للعمق وإحداث فراغات بدفاعات الخصم لصالح ثنائي هجومه. وقد كان ما أراد أنشيلوتي ونجح الملكي في إحراز هدفين بالطريقة نفسها عن طريق رودريجو وفالفيردي بالشوط الأول. ليحسم القمة مبكرًا بالتفوق التكتيكي الواضح ولعبه المباشر على خصمه الثقيل والمتراجع دفاعيًا بلا داع.
تألق فني وبدني واضح لعناصر الريال على أتلتيكو
بعد تفوق مدرب الريال تكتيكيًا على خصمه سيميوني منذ بداية المباراة وتحضيره الجيد لفريقه لهذه القمة، جاء الدور على لاعبي الملكي ليكملوا منظومة النجاح، حيث كان لهم الكفة الأعلى فنيًا وبدنيًا ورغبةً في الفوز والقتال عليه أكثر بكثير من لاعبي أتلتيكو على أرضية الميدان.
ففاز نجوم الريال بأغلب المواجهات الفردية بفضل مهارات لاعبيه وتركيز لاعبي أتلتيكو على عرقلتهم فقط دون المبادرة نحو مرمى كورتوا، كذلك على مستوى التمريرات تفوق وسط الريال بشكل كاسح على غريمه وكان لهم السيطرة الكاملة على الوسط ما صنع الأفضلية وأدى لتسجيل الهدفين بالشوط الأول، وفشل لاعبي الأتليتي في مجاراة نسق لعب نجوم الميرنجي وسرعتهم الكبيرة في الثلث الهجومي تحديدًا ما صنع الفارق والتفوق الكامل للوس بلانكوس بالديربي.
ردة فعل متأخرة وسيميوني مفلس
انتظر المدرب سيميوني لأكثر من ٦٠ دقيقة حتى يتدخل ويحدث تغييرات في تشكيلته البائسة كليًا أمام الريال، وعندما تدخل لم تكن بالتغييرات الموفقة وفشل تمامًا في مجاراة خبرة وذكاء وتفوق المتمرس أنشيلوتي عليه، وبات مفلسًا بطريقة لعبه المحفوظة والتي باتت عبء على أتلتيكو أكثر من نافعة له ولابد للمدرب تغيير أسلوبه القديم الذي بات يضر به وبفريقه بشكل بليغ ويؤدي بهم إلى الهاوية إذا ما استمر على نفس النهج والفكر المروي العقيم ذلك، مع اللعب بعنف وعدوانية أكثر على لاعبي الريال ما أدى لمخالفات كثيرة وعصبية أكثر للاعبيه أدت لطرد هيرموسو في نهاية اللقاء.
كذلك كانت ردة الفعل من اللاعبين أنفسهم متأخرة للغاية وكأنهم استسلموا مبكرًا لتفوق الملكي ونجومه عليهم، ورفعوا الراية البيضاء منذ الشوط الأول وتلقي هدفين مباغتين، فجاءت ردة الفعل بعد الدقيقة ٨٢ بآخر المباراة بالهدف الأول الذي جاء مصادفة عندما ارتطمت الكرة بمدافع أتلتيكو بعد خطأ حارس الريال وتحولت للشباك من كرة عرضية، وبعدها لم تكن هناك محاولات جيدة ومحققة على مرمى الملكي لينتهي الديربي بتفوق وفوز مستحق للحلوى البيضاء على الروخي بلانكوس في قمة العاصمة الإسبانية مدريد.