دراسة جديدة ربطت بين ارتفاع درجات الحرارة وزيادة خطابات الكراهية والعنصرية نشرها معهد معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ. وسبق للمعهد ذاته نشر دراسة أخرى تربط بين الخطاب العنصري على الإنترنت وارتفاع درجات الحرارة.

وخلصت الدراسة إلى أن درجات الحرارة أعلى أو أقل من 12-21 درجة مئوية تُشعر الأشخاص بعدم الارتياح. وتشير إلى احتمالية  السلوك العدواني عبر الإنترنت.

منهجيا استندت الدراسة إلى رصد وتحليل مليارات التغريدات من أنحاء متفرقة من الولايات المتحدة. وذلك عبر استخدام خوارزمية الذكاء الاصطناعي ومقارنتها مع بيانات الطقس للخروج بعوامل الارتباط بين المناخ وأنماط التغريدات.

وتعد هذه دراسة كمية تجريبية بحكم استنادها إلى تحليل مجموعة بيانات تحتوي على نحو 4 مليارات تغريدة محددة جغرافيًا من 773 مدينة عبر الولايات المتحدة. فيما كانت فترة الدراسة بين 1 مايو/أيار 2014 و1 مايو/أيار 2020.

وكان ضمن نتائج البحث الأخير بشأن خطابات الكراهية أنه يتزايد في المناطق المناخية شديدة الحرارة أو شديدة البرودة. مشيرة إلى  حدود التكيف مع درجات الحرارة القصوى. وأن هناك تأثيرا مجتمعيا للمناخ ينعكس على الخطابات في الفضاء الإلكتروني. ويظهر في خطاب يتصف بالصراع والمواجهة. كما ينعكس على التماسك المجتمعي وله تأثير في الصحة النفسية والعقلية لشركاء المجتمع.

 

للاطلاع على الدراسة كاملة اضغط هنا

تغير المناخ والعنصرية

العنصرية والتغيرات المناخية
العنصرية والتغيرات المناخية

يعتبر التغير المناخى قناة محتملة لتصاعد خطاب الكراهية عبر الإنترنت. وكذلك الصراع بين الأشخاص والعدوان المجتمعي. مما يؤدي إلى تفاقم الميول العدوانية عبر الإنترنت. ويطرح أسئلة حول قيود في قدرة البشر على التكيف مع درجات الحرارة القصوى.

وتلفت الدراسة النظر إلى أن الكراهية عبر الإنترنت يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الصحة النفسية للشباب والفئات المهمشة. ويشير ستيشيميسر -أحد الباحثين الذين أعدوا الدراسة- إلى علاقة الكراهية بدرجات الحرارة فيقول: “نرى أن الكراهية عبر الإنترنت تزيد بنسبة تصل إلى 12 في المائة لدرجات الحرارة الأكثر برودة. وما يصل إلى 22 في المائة لدرجات الحرارة المرتفعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة”.

خطاب الكراهية على الإنترنت

تغير المناخ وآثاره على الأفراد
تغير المناخ وآثاره على الأفراد

وقد حلل المعهد نحو 75 مليون تغريدة في كاليفورنيا تحض على الكراهية باللغة الإنجليزية في مجموعة بيانات تتكون من أكثر من 4 مليارات تغريدة منشورة على Twitter بين عامي 2014 و2020 للوصول إلى هذه النتائج.

ولاحظ الباحثون تغير عدد التغريدات التي تحض على الكراهية عندما ارتفعت درجات الحرارة المحلية أو انخفضت. واستند البحث في تحديد خطاب الكراهية طبق تعريف للأمم المتحدة: “حالات اللغة التمييزية مع الإشارة إلى شخص أو مجموعة على أساس الدين أو العرق أو الجنسية أو العرق أو اللون أو النسب أو الجنس أو أي عامل هوية آخر”.

وبالمقابل وجدت الدراسة أن هناك مستويات منخفضة من التغريدات التي تحض على الكراهية في درجات الحرارة من 12-21 درجة مئوية. وكان الحد الأدنى لتغريدات تتسم بالكراهية بين 15 و18 درجة مئوية.

واشارت الدراسة إلى أن درجات الحرارة التي تزيد على 30 درجة مئوية ترتبط باستمرار بالزيادات القوية في الكراهية عبر الإنترنت في جميع المناطق المناخية والاختلافات الاجتماعية والاقتصادية. مثل الدخل أو المعتقدات الدينية أو التفضيلات السياسية.

 

للاطلاع على الدراسة كاملة اضغط هنا

الدخل وحدود التكيف

وخلصت الدراسة إلى أن خطاب الكراهية يمتد في المناطق ذات الدخل المرتفع. حيث يستطيع الناس تحمل تكاليف تكييف الهواء وخيارات تخفيف الحرارة الأخرى.

ورصدت الدراسة زيادة خطاب الكراهية في الأيام شديدة الحرارة. بمعنى آخر: “هناك حدود للتكيف مع درجات الحرارة القصوى”. حسب ما يقول أندرس ليفرمان -الباحث في جامعة كولومبيا الولايات المتحدة- وزملاؤه مؤلفو الدراسة.

تغير المناخ وتهديد الصحة النفسية

المزاج النفسي وتغيرات المناخ
المزاج النفسي وتغيرات المناخ

يدفع خطاب الكراهية آثارا سلبية على الصحة العقلية لضحايا الكراهية عبر الإنترنت. ويمكن أن يكون ذلك أيضًا تنبؤا بجرائم الكراهية في العالم الواقعي.

 

للاطلاع على الدراسة كاملة اضغط هنا

 

توضح ليوني وينز -قائدة مجموعة العمل في معهد بوتسدام التي قادت الدراسة: “على مدى قرون تصارع الباحثون بشأن كيفية تأثير الظروف المناخية على السلوك البشري والاستقرار المجتمعي. الآن مع تغير المناخ المستمر صار الأمر أكثر أهمية من أي وقت مضى. تسلط نتائجنا الضوء على خطاب الكراهية عبر الإنترنت كقناة تأثير جديدة يمكن بها أن يؤثر تغير المناخ في التماسك المجتمعي العام والصحة النفسية للناس. وهذا يعني أن كبح الانبعاثات بسرعة كبيرة وجذرية ضرورة”.

حسب الدراسة فإن التغيرات في درجة الحرارة تدفع إلى تزايد فرص الصراعات. خاصة أن الصراع لم يعد يقتصر على المساحة المادية. وصار متجسدا في أشكال من الكراهية والتمييز على وسائل التواصل الاجتماعي. إذ يتصاعد المحتوى العنصري وكراهية الأجانب في المواد المنشورة على منصة التواصل الاجتماعي تويتر  تأثرا بارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة.