ماذا حدث للمرأة هذا الأسبوع؟ حدث أن ماتت فتاة في طهران أثناء احتجازها في قسم الشرطة بسبب أنها لا ترتدي حجاب يتوافق مع “معايير” الحجاب في إيران ما فجر العديد من التظاهرات المحدودة ومطالبات الحقوقيين والأمم المتحدة بمنح نساء إيران الحرية في ارتداء الحجاب والتحقيق في مقتل مهسا أميني، كما تم تعيين الدكتورة نهلة الصعيدة كأول سيدة في منصب مستشار شيخ الأزهر، وقضية الختان يبدو أنها لن تنتهي قريبا على الرغم من تراجع أعداد الفتيات المُختنات.

16 سبتمبر/ أيلول

مهسا أميني

صباح الجمعة الماضية لقيت مهسا أميني حتفها وهي شابة تبلغ 22 عاما من كردستان إيران، كانت تزور طهران للسياحة، وحين كانت برفقة أخيها قرب إحدى محطات المترو أوقفتها شرطة الأدب والأخلاق في طهران لمراجعة طريقة ارتدائها للحجاب، ولأنه لم يعجبهم طريقتها في ارتداؤه ألقوا القبض عليها وأخذوها إلى قسم الشرطة وبعدها نُقلت للمستشفى في حالة غيبوبة، ثم ماتت صباح الجمعة وسط حالة من الغضب الشديد بين الحقوقيين الإيرانيين والمعارضة ومطالبتهم بمحاسبة المتسبب في وفاتها وانطلاق دعوات لإنهاء عمل دوريات شرطة الأدب ورفض الحجاب الإلزامي الذي فرضته الثورة الإسلامية منذ عقود في إيران.

واتهم شهود عيان ضباط الشرطة بأنهم ضربوا الشابة أثناء إلقاء القبض عليها، لكن عميد الشرطة حسين رحيمي نفى ذلك، واصفا ما قالوه بأنه “اتهامات جبانة” ووصف رئيس الشرطة في العاصمة الإيرانية مقتل أميني بأنه حادث “مؤسف”.

ما حدث لمهسا من الممكن حدوثه لأي فتاة ترتدي ما يعرف بالحجاب السيء أو “باد حجاب” كما يُعرّف محليا، وتستخدم الشرطة الإيرانية هذا المصطلح لاعتقال أي امرأة لا تظهر في المجال العام بالشكل الذي حددته السلطة للمرأة الإيرانية، فهو أيضا قانون لا يستهدف فقط اللاتي لا يضعن الحجاب ولكن أيضا اللاتي يضعنه بشكل غير الذي تروج له السلطة.

الشهر الماضي وتزامنا مع يوم “العفة والحجاب” الحكومي في إيران، انتشر وسم “حجاب.. لا حجاب” في الشبكات الاجتماعية باللغة الفارسية، كما تم إطلاق حملة ميدانية بنفس الاسم في بعض الأماكن العامة من البلاد.

ومنذ هذا اليوم وتبعه ولعدة أيام حملات لنشطاء حقوق المرأة ونشطاء الحقوق المدنية طالبوا فيها المواطنين الإيرانيين من الذكور والإناث بإظهار معارضتهم للحجاب الإلزامي في البلاد في هذا الأسبوع بالذات، وبالفعل انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو والصور، والتي تظهر فيها بعض النساء والفتيات في الشوارع والمواصلات العامة والمتاجر بدون حجاب، وفي بعض مقاطع الفيديو، يعارض الرجال مع نساء عائلاتهم الحجاب الإلزامي بل ويتركون الأوشحة والشالات في الشارع ويلقون بها بعيدا.

وبوفاة مهسا أميني تجددت هذه الفيديوهات وانتشرت التظاهرات مرة أخرى في عدة أماكن في إيران تقوم خلالها بعض النساء بحرق أغطية رؤوسهن احتجاجا على قانون الحجاب الإلزامي.

من المعروف أنه تم فرض إلزامية الحجاب عام 1983 بعد 5 سنوات من الثورة الإسلامية في إيران، وحينها اعترض الكثيرين على هذا القانون لأنه يتنافى مع مباديء الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني والذي وعد بمنح الشعب الإيراني حريته، لكن البرلمان حينها فرض القانون والذي بموجبه تعاقب المرأة بالسجن إن لم تظهر بدون حجاب، ومؤخرا شددت السلطات على منع دخول غير المحجبات إلى الدوائر الحكومية والمصارف والخدمات الإدارية.

17 سبتمبر/أيلول

ختان الإناث

وفق دراسة علمية نشرتها دورية “بلوس ميدسان” فقد تعرضت حوالي 100 مليون فتاة في سن الإنجاب في 28 دولة لعملية تشوية أو بتر في الأعضاء التناسلية.

وحسب ما ترجمه موقع “ساينتيفك أمريكان” للدراسة فإن هناك دولا مثل مصر والصومال والسودان وإندونيسيا وغينيا ومالي لن تُحقق هدف اقتلاع تلك الظاهرة الإجرامية بحلول عام 2030 ما لم يتم بذل المزيد من العمل لوقف ختان الإناث، وانخفضت نِسب إجراء عمليات الختان في مصر 97% داخل عينة البحث المكونة من 14779 سيدة في عام 1995 إلى 87.2% داخل عينة البحث المكونة من 7906 من السيدات عام 2015.

وخلال الفترة نفسها، انخفضت نسبة الفتيات اللاتي أجرين عملية الختان تحت عمر 14 سنة من 49.7% إلى 14.1%، وتنوعت نسب توزيع عمليات الختان عند السيدات في الفئة العمرية من 15 إلى 49 عامًا في مصر عام 2014؛ إذ أجرت 0.6% من السيدات في تلك الفئة عملية الختان في عمر ثلاث سنوات، في حين أجرت 1% منهن تلك العملية في عمر ما بين 3-4 سنوات، وأجرت 7.4% منهن العملية في عمر 5-6 سنوات، و13.4% منهن في عمر 7-8 سنوات، و40.9% منهن في عمر 9-10 سنوات، و24.6% منهن في عمر 11-12 سنة، و5.3% منهن في عمر 13-14 عامًا، و2.6 أجرين العملية في عمر 15-17 عامًا، وحوالي 0.1% منهن في عمر 18-19 عامًا، أما النسبة الباقية فلا تعرف على وجه الدقة متى أُجريت لها عملية الختان.

ووفق المسح نفسه، أجرى تلك العمليات (ختان تقليدي) حلاق صحة في الغالب، لنسبة تزيد عن 60.5%، في حين أجرى الطبيب تلك العملية لنسبة 37.9% من السيدات، ولم يُعرف على وجه الدقة مَن أجرى عملية الختان في النسبة الباقية.

كما تنوعت نسب توزيع عمليات الختان عند السيدات في الفئة العمرية من 0 إلى 14 عامًا في مصر عام 2014؛ حيث أجرت 3.5% من الفتيات في تلك الفئة عملية الختان في عمر ثلاث سنوات، في حين أجرت 3.4% منهن تلك العملية في عمر ما بين 3-4 سنوات، وأجرت 10.1% منهن العملية في عمر 5-6 سنوات، و14.1% منهن في عمر 7-8 سنوات، و32.8% منهن في عمر 9-10 سنوات، و28.6% منهن في عمر 11-12 سنة، و5.4% منهن في عمر 13-14 عامًا، والنسبة الباقية غير معروفة على وجه الدقة، وأجرت 81.9% من تلك الفتيات عملية الختان بواسطة إجراء طبي، في حين أجرت 17.7% منهن العملية نفسها بواسطة ختان تقليدي.

يذكر أنه تم التعديل على بعض أحكام قانون العقوبات فيما يخص جريمة الختان، حيث وافق البرلمان والرئيس عبد الفتاح السيسي على تغليظ العقوبة على كل من أجرى ختانا لأنثى بإزالة جزء من الأعضاء التناسلية أو كلها بالسجن لمدة لا تقل عن 5 سنوات، وزيادة المدة إلى 7 سنوات إذا ما أدت هذه العملية إلى عاهة مستديمة وإلى 10 سنوات إذا أفضت هذه الجريمة إلى موت الضحية.

وفي مطلع 2020 توفت فتاة في الرابعة عشر عاما من عمرها اسمها ندى، أثناء إجراء عملية ختان لها في عيادة خاصة بإحدى قرى محافظة أسيوط، وبحسب أخر مسح سكاني صحي في 2014، يُعد ظاهرة تطبيب ختان الإناث هو الأكثر شيوعا في مصر، إذ تعرضت 8 من كل 10 فتيات للختان على أيدي أفراد طبيين. وعند مقارنة الأمهات والبنات، فإن اتجاهات التطبيب تزداد بحدة على ما يبدو، إذ خضعت 37.9% من الأمهات للإجراء على يد مهنيين طبيين، مقارنة بـ 81.9% من البنات.

ويعتقد الكثيرين خاصة في الأرياف وقرى الصعيد أن الختان من تعاليم الدين الإسلامي، على الرغم من أن الأزهر ودرا الإفتاء صرحا أكثر من مرة أن الختان عادة وليست من صحيح الدين. وتعتبر مصر هي الدولة الوحيدة التي يتم ختان الإناث فيها على يد الأطباء وليس على يد الختّان او حلاق الصحة مثلما يحدث في العديد من الدول الأفريقية.

19 سبتمبر/ أيلول

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء رد السلطات الإيرانية على الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لمخالفتها القواعد المتعلقة بارتداء الحجاب.

وقالت منظمات لحقوق الإنسان إن ثلاثة أشخاص قتلوا الاثنين عندما فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين من الرجال والنساء والأطفال الذين نزلوا إلى الشوارع في محافظة كردستان شمال غربي إيران لليوم الرابع على التوالي للاحتجاج على وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها لدى ما يعرف بـ “شرطة الأدب والأخلاق” في إيران.

وحضت الأمم المتحدة القادة الإيرانيين على السماح بخروج المظاهرات السلمية وفتح تحقيق محايد في وفاة مهسا.

وقالت نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ندى الناشف في تصريحات للبي بي سي أن هناك تقارير أفادت بأن أميني تعرضت للضرب على الرأس بهراوة من ضباط “شرطة الإرشاد” وإن رأسها ارتطمت بإحدى السيارات التابعة لهم.

وانتشرت في الساعات الأخيرة العديد من الفيديوهات لفتيات ونساء إيرانيات يخلعن الحجاب ويحرقنه ويسرن في الشوارع بدون أغطية الراس ويتم نشر الفيديوهات تحت وسم مهسا أميني، ويطالبن بمنح الحرية في أرتداء الحجاب ومحاسبة المسئولين عن موت أميني.

20 سبتمبر/ أيلول

الدكتورة نهلة الصعيدي

قرر الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر تعيين الدكتورة نهلة الصعيدي، كمستشار شيخ الأزهر لشئون الوافدين، لتصبح أول سيدة تشغل منصب مستشار شيخ الأزهر.

تخرجت نهلة الصعيدي في جامعة الأزهر عام 1996 وحصلت على تقدير ممتاز تخصص اللغة العربية، كما حصلت على درجة الماجستير في البلاغة والنقد 2001، وعلى درجة الدكتوراه في التخصص نفسه عام 2004، وتدرجت وظيفيا في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالقاهرة، من معيد إلى مدرس مساعد، إلى مدرس إلى أستاذ مساعد ثم إلى أستاذ دكتور، وعُينت يناير 2019 وكيلة لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، وعميدة لكلية العلوم الإسلامية للوافدين.

وفي تصريحات صحفية قالت الدكتورة نهلة: “أن ثقة شيخ الأزهر فيها جاءت بمثابة تكليف بحمل الأمانة الثقيلة وتكريم وتقدير لدور المرأة المصرية”.

كذلك أشارت إلى أنها تعمل منذ عام 2015 في ملف الوافدين، وترأست أيضاً مكتب تططوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب حيث تمكن المكتب من تنفيذ فكرة التطوير على صعيد البنية التحتية والمناهج الدراسية والطلاب والمعلم، وقالت إنها تلقت دعما من بنات جنسها اللواتي عبرن عن فرحتهن بتعيينها في هذا المنصب، وهو ما جعل المسؤولية مضاعفة عليها لتشريف بلادها والأزهر والمرأة المصرية.