خاض منتخب مصر الأول التحدي الأول له مع مدربه الجديد البرتغالي روي فيتوريا، في مباراة دولية ودية أمام منتخب النيجر مساء الجمعة على ستاد الإسكندرية وفاز بها بنتيجة كبيرة 3-0. في مباراة عكست ضربة بداية مختلفة للمدرب الجديد مع الفراعنة. كما شهدت تألق أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي وهداف ليفربول، ملك مصر محمد صلاح وسجل هدفين من الثلاثة.

اقرأ أيضا.. رغم ضياع اللقب.. 8 غنائم خرج بها منتخب مصر من أمم أفريقيا

ونجح الفراعنة في فرض أسلوبهم أمام النيجر منذ بداية اللقاء، وحسموا الأمور من الشوط الأول بعد هدف التقدم الرائع لمو صلاح بالدقيقة 42 منذ زمن المباراة، ثم في الشوط الثاني ضاعف مصطفى محمد النتيجة بالدقيقة 55 بعد 10 دقائق من انطلاقة الشوط الثاني. وأخيرا صلاح ختم الأهداف من علامة الجزاء بالدقيقة 67.

في مباراة قدم بها المنتخب الوطني عرضا جيدا رغم ضعف المنافس بكل تأكيد، ولكن ظهرت بها إيجابيات عديدة وصورة أفضل كثيرًا من تلك الشاحبة التي كانت في آخر مباراتين لنا، أمام إثيوبيا بالتصفيات ثم كوريا الجنوبية وديًا مع المدرب السابق إيهاب جلال في شهر يونيو/حزيران الماضي، نستعرض أبرزهم في التالي..

منظومة ضغط رائعة

صلاح بعد إحراز الهدف الأول

الانطباع الأول الذي ظهر ويبدو أن فيتوريا فعل الكثير مع اللاعبين منذ بداية المعسكر، وأول هذا الذكثير هو تحفيظ اللاعبين سمات أسلوبه وفلسفته الفنية والتكتيكية. والتي كان أهمها منظومة الضغط لديه في الملعب.

وغاب هذا الأمر عن الفراعنة في أوقات كثيرة، حيث كان يغلب على الفريق طابع الرعونة والتراخي في مباريات عديدة سابقا، وجعل الضغط القوي استرجاع الكرة يتم بشكل سريع. وبالإضافة إلى ذلك جعل خطورة المنافس تقل، وأتاح لنا فرص عديدة للهجوم المباغت وجاء منها الهدف الثالث ومثله الأول لصلاح.

كثافة هجومية مفقودة وتحرير صلاح

تواجد لاعبي المنتخب المصري بشكل كبير في نصف ملعب منتخب النيجر، وكون الفريق بذلك خطورة كبيرة على المنافس، حيث اندفعوا بعدد كبير داخل منطقة جزاء الخصم خاصة في حالة امتلاك الكرة، وهو ما كان مفقودا تماما في السنوات الأخيرة.

الميزة الأهم هو محاولة فيتوريا الواضحة لتحرير صلاح فنيا وتكتيكيا، ودفعه نحو المرمى لاستغلال قدراته الكبيرة أمام شباك الخصوم لتسجيل الأهداف، بوضع أحمد سيد زيزو تحته كلاعب رقم 8 وليس كجناح مركزه الأصلي.

مع تغطية عمر جابر الظهير الأيمن الجيدة دفاعيا ورائه واقتحاماته هجوميا جيدا، ما حرر صلاح وخلق معهم مثلثات داخل الملعب جعلته أكثر خطورة وأكثر ظهورا عن كل ما سبق من مباريات كان مختفيا بها.

وقبل اللقاء كان صلاح يمر بفترة صعبة رفقة فريقه ليفربول من حيث التهديف والتأثير، وفي لقاء النيجر نجح في تسجيل هدفين وقدم مباراة رائعة من كافة النواحي بالتحركات وتقديم الحلول لزملائه، وكسر صيامه التهديفي الذي امتد لأكثر من 236 يومًا مع الفراعنة.

تكتيك مميز هجوميا ولعب ممتع

فيتوريا مدرب منتخب مصر

افتقد منتخب مصر للعب الممتع منذ فترة طويلة والهجومي بشكل كبير، مثلما كنا نلعب مع جيل حسن شحاتة الذهبي، الأمر الذي جعل الجماهير تحبط من الفريق القومي وتنصرف عنه في العقد الأخير. لكن ورغم ضعف الخصم في مباراة أمس، لكننا كنا جيدين إلى حد كبير هجوميًا مع فيتوريا الذي يبدو أنه لديه بصمات واضحة ومباشرة وسريعة على شكل الفريق.

وظهرت ثنائيات وجمل تكتيكية بين لاعبي الهجوم في منتخب مصر، وشكلت خطورة كبيرة على مرمى النيجر، حيث تواجد زيزو بالقرب من مصطفى محمد في الجانب الأيمن، بالإضافة إلى عمر مرموش ومحمد صلاح بالجانب الأيسر.

وبجانب ذلك ظهرت بعض الاختراقات من العمق لدى لاعبي منتخب مصر، وهو ما أسفر عن هدف رائع لمصطفى محمد، وأيضًا هدف محمد صلاح الأول، وتمركز طارق حامد كلاعب رقم 6 دفاعي مع لعب مباشر للأمام أكثر من لاعب الدائرة الثاني محمود حمادة لكسر خطوط الخصم وهو ما كان مفقودًا تمامًا لدينا مع هذه الطريقة من اللعب 4-3-3.

وطبقناها مع كيروش كثيرًا ولكن بعقم هجومي أكثر، وقلة في الوصل بين الدفاع والهجوم وصناعة لعب مفقودة، ما جعل شكلنا سيء في مباريات كثيرة.

كما حقق الفراعنة فوزًا كبيرًا بثلاثية نظيفة وهو ما يوضح حالة الهجوم المكثف للفريق أمام النيجر بقيادة فيتوريا، وكان الأمر في صفوف الفراعنة لا يسير على أفضل حال، من حيث معدل التهديف بقيادة أكثر من مدير فني.

وبالتأكيد هناك بعض الجمل والتحركات يعمل عليها فيتوريا لتقديم العديد من الحلول للاعبي الفراعنة في القادم، وتعد تلك النتيجة الكبيرة في بداية انطلاقة المدرب البرتغالي مع مصر حتى مع ضعف المنافس، فأل حسن لمنتخب مصر وبداية مبشرة جدًا لاستعادة هوية المنتخب وتقديم كرة هجومية وإحراز أهداف كثيرة بكافة المباريات خاصة الرسمية منها في التصفيات وكأس الأمم المقبلة.