على قدر انتشارها جماهيريًا عرفت رياضة كرة القدم منذ ستينيات القرن الماضي كوارثًا فجعت متابعيها وخلفت ضحايا بالعشرات، كان آخرها حادثة مقتل 125 مشجعًا خلال مباراة في الدوري الإندونيسي. تلك الحادثة التي سلطت الضوء على كوارث سابقة شهدتها ملاعب الساحرة المستديرة، وحولت لحظات السعادة والترفيه إلى ذكريات مريرة وقاسية.
التقرير التالي يرصد أبرز 6 كوارث ومجازر شهدتها ملاعب كرة القدم عبر التاريخ:
إندونسيا.. اقتحام خلف مئات الضحايا
شهد الدوري الإندونيسي ثالث أكبر كارثة في تاريخ كرة القدم، حينما قُتل 125 مشجعًا على الأقل الشبت في تدافع وشغب شهده ستاد كانجوروهان بمقاطعة جاوة الشرقية. وقد أصيب في الحادث أكثر من 320 شخصًا في المباراة التي شهدت أعمال شغب عنيفة.
وأعلنت رابطة الدوري عن توقف المسابقة لمدة أسبوع. وذكر الاتحاد الإندونيسي للعبة أنه سيبدأ تحقيقًا في الأحداث.
وقد بدأت الأحداث بعد المباراة، التي فاز فيها بيرسيبايا سورابايا 3-2 على أريما مساء السبت 1 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، حينما اقتحم مشجعو الفريق الخاسر أرض الملعب، وأطلقت السلطات قنابل غاز، ما تسبب في التدافع وحالات اختناق، وفق ما أوضح قائد شرطة مقاطعة جاوة الشرقية، نيكو أفينتا.
قال نيكو: “تحولت الأمور إلى فوضى.. بدأ المشجعون في مهاجمة الضباط وألحقوا أضرارًا بالسيارات، وقد حدث التدافع مع فرار الجماهير إلى بوابة الخروج”.
وأظهرت لقطات فيديو نشرتها وسائل إعلام محلية تدفق المشجعين داخل الملعب واشتباكات وقنابل غاز، إلى جانب صور لأشخاص فاقدين للوعي يحملهم آخرون.
وقال رئيس أحد المستشفيات القريبة التي يعالج فيها ضحايا الحادث إن بعض الضحايا أصيبوا في الرأس، وإن القتلى بينهم طفل في الخامسة من العمر.
سلتيك-رينجرز.. كارثة اسكتلندا
لطالما سُجلت مباريات الغريمين الاسكتلنديين التقليديين -الأقدم في العالم- سلتيك ورينجرز أحداثا كارثية. لكن أكثرها مأساوية وقع عام 1971، والتي اعتبرت واحدة من أشرس وأعنف مباريات الديربي في العالم.
يومها كان سلتيك متقدمًا في النتيجة حتى اللحظات الأخيرة. الأمر الذي أصاب جماهير رينجرز بالإحباط واليأس، لتندفع بعدها لمغادرة الملعب. وخلال خروجها، سمعوا صياحًا داخل الملعب، فعادوا أدراجهم حتى لا يفوت عليهم الاحتفال بتعادل فريقهم، وتدافعوا بشكل هستيري على طريقة لعبة “الدومينو”، ليلقى ما يقرب من 66 مشجعًا لرينجرز حتفهم.
ريفر بليت-بوكا جونيورز.. عاصفة الأرجنتين الدموية
قد يبدو غريبًا عدم وجود السوبر كلاسيكو الأرجنتيني في هذه القائمة، فالمعروف عنه العنف والتهور والخشونة والاندفاع المبالغ فيه. إذ انتهت المباراة التي أُقيمت عام 1968 بالتعادل السلبي بين ريفر بليت-بوكا جونيورز. لكن الأحداث التي أعقبت صافرة النهاية، هي التي خدشت تاريخ الكلاسيكو. حينما فوجئ الجمهور الذي بدأ بمغادرة الملعب، بإغلاق البوابة رقم 23 في ملعب المونيمنتال، ليتسبب ذلك في تدافع هائل، أسفر عن مقتل 77 شخصًا، والغريب في الأمر أنه لم تتم محاسبة أي من المسئولين عن الملعب.
المصري-الأهلي.. مجزرة بورسعيد
عند ذكر المصري والأهلي، تعود الذاكرة تلقائيًا إلى ملعب “بورسعيد” في فبراير/ شباط 2012؛ اليوم الذي أدخل الكرة المصرية في حقبة جديدة. حينما فاز المصري (صاحب الأرض) على ضيفه الأهلي بنتيجة 3-1، في مباراة كانت مشحونة قبل بدايتها.
حينها، نزلت الجماهير إلى الملعب أثناء عمليات الإحماء وبين شوطي المباراة. وعند النهاية، بدلًا من الاحتفال، هاجمت جماهير بورسعيد لاعبي وأنصار الأهلي الذين قُتل منهم 73 مشجعًا، في كارثة هي الأكبر في تاريخ الكرة المصرية.
وقد تسببت تلك الحادثة في إيقاف الدوري المصري لمدة موسمين كاملين، وعند عودة الحياة إلى الملاعب كانت دون حضور جماهيري.
ليفربول-نوتنجهام فورست وكارثة هيلزبرة
استضاف ستاد “هيلزبرة” يوم 15 إبريل/ نيسان 1989 مباراة الدور نصف النهائي من مسابقة كأس الاتحاد الإنجليزي بين ليفربول ونوتنجهام فورست. وقد وقع اختيار الاتحاد الإنجليزي على هذا الملعب، رغم أنه لا يتسع إلا لحوالي 35 ألف متفرج، في وقت كانت فيه التوقعات بحضور جماهير أكثر بكثير، خاصة من جانب ليفربول صاحب الشعبية الكبيرة في بريطانيا.
لم تمر وقتها سوى 3 دقائق على بداية المباراة حتى بدأت المأساة. لم تحتمل المدرجات حالة التدافع بين الجماهير وسط غياب واضح للتنظيم. وكانت الملاعب حينها تضع سياجًا بين المدرجات والملعب. وهو الأمر الذي حال دون هروب المشجعين، ليسقط حوالي 96 قتيلًا، من بينهم عدد كبير من صغار السن، عُرفت فيما بعد بـ”كارثة هيلزبرة”.
بيرو-الأرجنتين.. الحادثة الأكثر دموية
سُجلت هذه المباراة التي أقيمت في 24 مايو/ أيار 1964 بأنها الأكثر دموية في تاريخ كرة القدم، بعد مقتل 328 مشجعًا في المواجهة التي جمعت البلدين على ملعب “ناسيونال” في العاصمة البيروفية ليما.
وكانت بيرو بحاجة إلى الفوز على الأرجنتين من أجل حجز مكان في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، طوكيو 1964، علمًا أن البلدين كانا وقتها في حالة عداء سياسي كبير.
تقدمت الأرجنتين بالهدف الأول، وسط غضب جماهير البيرو، التي اعتبرت أن الحكم منحاز للتانجو. قبل أن ينجح المحليون في إحراز هدف التعادل الذي ألغاه الحكم.
وانقلبت المدرجات التي كان يحتشد فيها أكثر من 50 ألف متفرج رأسًا على عقب، ونزل المشجعون إلى أرض الملعب لمهاجمة الحكم، بينما اشتعلت أعمال الشغب والحرائق.
كان المشهد مفزعًا حتى لرجال الشرطة، الذين ألقوا قنابل الغاز بكثافة، وأطلقوا أعيرة نارية في الهواء بشكلٍ عشوائي. لكن ذلك زاد من ذعر الجماهير، وهو ما رفَع أعداد الضحايا في الملعب.