من الواضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عوَّل على ثلاثة عناصر مهمة لدرء خطر الغرب وتفادي سمومه وسهامه. العنصر الأول، كان اختبار قدرة هذا الغرب على الرد في أغسطس/آب 2008 عندما قامت القوات الروسية باجتياح جورجيا، والاعتراف بانفصال كل من “أوسيتيا الجنوبية” و”أبخازيا” عنها، ثم إقامة علاقات دبلوماسية معهما باعتبارهما دولتين مستقلتين ذواتي سيادة. وكان العنصر الثاني، هو اختبار ضم شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول في مارس/أذار 2014 تحت أنف الغرب الذي أعلن في “ميوعة” عن فرض بعض العقوبات التي استعد لها الرئيس بوتين جيدا.

اقرأ أيضا.. جسر القرم وخطط موسكو المقبلة.. هل تعود روسيا إلى ما كانت عليه قبل الغزو!

أما العنصر الثالث القاتل، فهو التصريحات الخطيرة التي وردت على لسان الرئيس بوتين يوم 21 فبراير/شباط 2022 عندما أعلن عن اعتراف روسيا بانفصال “دونيتسك” و”لوجانسك” عن أوكرانيا، وإعلان إقامة العلاقات الدبلوماسية معهما كدوليتين مستقلتين ذات سيادة. هذه التصريحات كانت تقول بالحرف الواحد “إننا نعرف أن أي حرب تنتهي بمفاوضات. وفي كل الأحوال سيتفاوض معنا الغرب، وسينسى موضوع أوكرانيا والقرم ودونيتسك ولوجانسك وكل ما جرى مثلما حدث في موضوع جورجيا”… هذه التصريحات تكررت على لسان نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي دميتري ميدفيديف، وعلى لسان رئيس المجلس نفسه، وعلى لسان رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، ثم أصبحت تتكرر يوميا على ألسنة رؤساء البرلمان والأجهزة الأمنية وزعماء الأحزاب السياسية.

اختبر الكرملين قوة الغرب ونواياه، وحقق ما كان يريد إلى أن وصل لضم 4 مناطق أوكرانية، على الرغم من أن روسيا ليست بحاجة إطلاقا إلى أي أراض، نظرا لأنها ببساطة أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، ولأن عدد سكانها لا يزيد عن 142 مليون نسمة. وبالتالي، فضم الأراضي الأوكرانية ليس إطلاقا بسبب شح الأراضي أو ندرة المياه في روسيا، وليس بسبب احتياج روسيا إلى مساحات إضافية بنتيجة التضخم السكاني!

في مقالات سابقة، تحدثنا عن اعتماد النخبة القومية الروسية الحاكمة حاليا سياسة “الحافة” بالتصريحات الحادة، والتلويح باستخدام الأسلحة النووية والاستراتيجية الهجومية، والسعي بهدوء إلى وضع العالم أمام تهديدات نووية وتهديدات بالمجاعات وأزمات الطاقة، كل ذلك على مسار تكرار مقاربة الكاريبي عام 1962. وهذا بطبيعة الحال انطلاقا من اليقين المطلق لدى بوتين بأن الغرب سيخضع لروسيا وللأمر الواقع وسيتفاوض مع موسكو التي أشعلت حربا إعلامية شديدة الوطأة تؤكد أنها الأكثر قوة وتفوقا، وأنها ليست خاسرة على الإطلاق، وأن الغرب يسقط وينتهي وستقوم فيه ثورات شعبية تقضي على الأخضر واليابس. ولكن للأسف الشديد تكاد الحرب تدخل شهرها التاسع وتسير وفق مسارات معاكسة تماما لكل التقديرات والافتراضات والاختبارات الروسية، وعلى رأسها النقاط الثلاث المذكورة أعلاه.

ردود الغرب المحبطة

تفجير جسر القرم

بعد تفجير “جسر القرم” وقيام القوات الروسية في 10 أكتوبر/تشرين أول 2022 برد شامل وكاسح بقصف وسط العاصمة كييف نفسه، والعديد من المدن الكبرى شرقا وشمالا وغربا، لم يرتبك الغرب أو يتراجع، وإنما سار على نفس المسار الذي اتبعه منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، من حيث الاستغناء التدريجي عن موارد الطاقة الروسية، وفرض المزيد من العقوبات، والبحث عن قنوات لحل أزماته المتوقعة. وظهرت ثلاثة تصريحات مهمة للغاية على هذا المسار، حيث أشار متحدث الخارجية الأمريكية نيد برايس إلى أن واشنطن تعتبر أن المفاوضات حول تسوية الأزمة الأوكرانية يجب أن تجرى في نهاية المطاف بين موسكو وكييف، وليس مع الغرب. وذلك في تعليقه على تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بشأن استعداد روسيا للتفاوض مع “الدول الغربية” بشأن الأزمة الأوكرانية. وذهب برايس إلى أنه “إذا سعت روسيا إلى إظهار موقف جاد تجاه المفاوضات مع أوكرانيا، فعليها التوقف عن قصف التجمعات السكنية الأوكرانية “وإلا ستبقى مجرد كلمات جوفاء”.

أما التصريح الثاني فكان يوم 9 أكتوبر/تشرين أول، حيث جدد الأمين العام للناتو ينس ستولتنبيرج رفض الحلف فرض حظر جوي فوق أوكرانيا على الرغم من دعوات كييف لفرضه.

وقال صراحة إنه “فيما يخص الحظر الجوي، يجب إدراك أن الحديث لا يدور عن مجرد إعلان حظر جوي فحسب، إذ لا بد من ضمانه. والسبيل الوحيد لتحقيق ذلك في ظل تلك الأجواء العدائية التي نشاهدها في أوكرانيا هو شن هجمات مكثفة ضد مضادات الجو الروسية. ونحن لا نستطيع ضمان الحظر الجوي في ظروف عمل سلاح الدفاع الجوي الروسي. كما سيسفر ذلك أيضا عن وقوع اشتباكات مباشرة مع طائرات روسية. وسيكون ذلك صداما مباشرا بين القوات الجوية الأطلسية والروسية”. وشدد على أن هذه التطورات “لن تقود فقط إلى تصاعد كبير للحرب في أوكرانيا، بل وإلى التهديد بوقوع حرب شاملة في أوروبا بمشاركة أعضاء الناتو”.

وفي 11 أكتوبر/تشرين أول، أعلنت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الناتو جوليان سميث، أن الحلف لا يخطط لتغيير موقفه الرافض لفرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، تفاديا لأن يصبح الحلف طرفا في النزاع. وقالت بالنص: “من المهم ألا يصبح الناتو طرفا في هذه الأزمة. هذه أزمة بين روسيا وأوكرانيا. الناتو تحالف عسكري دفاعي ولا أرى أي تغيير في هذا الموقف”.

هذه الردود المحبطة للغاية للتوقعات والحسابات الروسية، مدروسة من البداية ويكررها قادة الناتو والدول الكبرى المتنفذة، وعلى رأسها الولايات المتحدة. وبينما يراها البعض ضعفا وخوفا ورعبا أمام إرادة الرئيس بوتين وانتصارات روسيا، يراها البعض الآخر أدوات استفزاز لنخبة الكرملين وإحباط لكل الآمال الروسية بتطوير الأمور في اتجاه “الحافة” وفرض حالة من الرعب النووي والتهديد بالمجاعات وأزمات الطاقة والبطالة في العالم، وكذلك إثارة الثورات الشعبية في أوروبا للتخلص من أنظمتها السياسية. أي ببساطة، يسعى الغرب لتفويت أي فرصة لحدوث مقاربات مشابهة لمقاربة الكاريبي التي مر عليها 60 عاما بالضبط.

ومع ذلك، وعلى الرغم من أن الحديث عن تكرار مقاربة الكاريبي كان مبنيا على مؤشرات واستنتاجات واقعية، إلا أنه تأكد يوم 14 أكتوبر/تشرين أول عبر تصريح يعتبر الأول من نوعه منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن “الولايات المتحدة ترفع من حدة المخاطر في أوكرانيا، وتأمل بقدرتها على السيطرة عن بعد دون الإضرار بنفسها”. لكنه من جهة أخرى، أشار إلى أن “موسكو تأمل بأن تقوم واشنطن بإدراك مسؤوليتها، كما حدث في قضية حل أزمة الكاريبي ولا يوجد بدائل معقولة غير ذلك”، حسب وصفه.

هذا التصريح أكد الكثير من التوقعات والاستنتاجات التي تدور حول حالة “الارتباك” التي وإن كانت تعكس وضع القيادة الروسية بعد إفراطها في المغامرات وفي الحسابات غير الدقيقة، فإنها أيضا لا تبشر بأي خير، خاصة في حال إذا وجد بوتين نفسه محاصرا تماما ولا توجد أي آفاق للخروج من “الحارة المسدودة” التي ورَّط نفسه فيها.

التهديد بالنووي والرد الأمريكي الصارم

القوات الروسية في أوكرانيا

منذ بداية فبراير/شباط 2022، بدأت وسائل الإعلام الأمريكية المتنفذة في إطلاق إشارات حول إمكانية قيام روسيا بغزو عسكري لأوكرانيا. وبعد أيام بدأ المسؤولون الأمريكيون يُلمِّحون لغزو روسي محتمل للأراضي الأوكرانية. هنا خرجت وزارة الخارجية الروسية لتنفي هذا الكلام جملة وتفصيلا. وبدأت وسائل الإعلام الروسية تسخر من البيت الأبيض، ومن الرئيس بايدن، ومن تخبط الاستخبارات الأمريكية. وفي 10 و11 فبراير/شباط أطلق البيت الأبيض أول تصريحاته حول نية الكرملين غزو أوكرانيا. وكان الكرملين قد بدأ مناورات عسكرية واسعة النطاق مع بيلاروس. وخرج الكرملين ليسخر سخرية شديدة الوطأة ليس فقط من تصريحات البيت الأبيض، بل ومن بايدن وإدارته المخرفة ومخابراته المرتبكة.

وفي 12 و13 فبراير/شباط، بدأ الجانب الأمريكي بتحديد موعد الغزو الروسي إما بـ15 وإما بـ16 فبراير/شباط. ومن جديد ظهرت التصريحات الساخرة من جانب كل من وزارة الخارجية الروسية والكرملين. وشرعت وسائل الإعلام الروسية في تدبيج النكات والإسقاطات الكوميدية الساخرة بشأن التصريحات الأمريكية، وطالبت العالم كله بأن ينتبه للكذب والتدليس الأمريكيين و”العته” الذي يمارسه بايدن هو وإداراته.

وكانت بعض وسائل الإعلام العربية، وكتاب المقالات، قد بدأوا حملة سخرية من الإدارة الأمريكية ووصفوها بكل الأوصاف الممكنة. وفي يومي 15 و16 فبراير/شباط، اشتدت حملات السخرية، وأطلقت الخارجية الروسية والكرملين تصريحات شديدة الوطأة بشأن كذب الأمريكيين وتجنيهم على روسيا التي تجري مناورات عسكرية مع بيلاروس. وبدأ الإعلام الروسي في إثبات أن الإدارة الأمريكية كاذبة، وأن يومي 15 و16 جاءا ولم يحدث أي غزو. وكأنهم كانوا يطالبون الجانب الأمريكي بالإفصاح عن مصدر معلوماته وأدواته، وأنه يجب أن يقدم مذكرة تفسيرية تبرر “رعونته!” في تحديد مواعيد الغزو الروسي الذي لم يتم. ولكن الأمريكيين كانوا يرسلون إشارات ورسائل مهمة لموسكو بأنهم يعرفون أن الرئيس بوتين قرر غزو أوكرانيا وأن المسألة مسألة وقت لا أكثر، وسيبدأ الغزو خلال أيام. لكن الجانب الروسي صمم على مواصلة السخرية، ونفي كل “الكذب!” الأمريكي.

من الواضح أن واشنطن كانت تعرف جيدا أن هناك قرارا بالغزو. وأنها كانت تعرف فعلا بموعد الغزو بشكل دقيق. وبنتيجة ذلك أجلت موسكو غزو أوكرانيا. ولكن العالم كله تقريبا كان مستعدا لمشاهدة هذا الغزو في أقرب وقت ممكن. أي أن الأمريكيين أفسدوا أهم عنصر من عناصر شن الحروب وكشفوا عن الموعد. لا أحد يعرف كيف عرف الأمريكيون، ولا أحد يمكنه أن يطالبهم بالإفصاح عن مصادرهم، سواء كانت عناصر داخل الكرملين أو في نسق السلطة الروسية أو الأقمار الصناعية أو أي قدرات أخرى لدى الأمريكيين. ولكن موعد الغزو كان معروفا. وإذا كان الكرملين قد أجل الغزو، ظنا منه أنه بذلك سيفضح الأمريكيين ويظهرهم بمظهر المخبولين والكذابين، فلم يكن هناك وقت أمام بوتين للتأجيل أكثر من مرة. وفي 21 فبراير/شباط أعلن الكرملين اعترافه بانفصال منطقتي دونيتسك ولوجانسك عن أوكرانيا. ما أكد حقيقة بدء الغزو في أقرب وقت ممكن. وهو ما بدأ فعلا في الساعات الأولى من صباح 24 فبراير/شباط.

أما بخصوص التهديدات باستخدام الأسلحة النووية، فالكرملين هدد فعلا بذلك أكثر من مرة حتى قبل غزو أوكرانيا. وتوعد مجلس الأمن القومي الروسي صراحة وبشكل مباشر باستخدام ليس مجرد الأسلحة النووية أو الأسلحة النووية التكتيكية، وإنما الأسلحة النووية الاستراتيجية التي لا تطال فقط أوكرانيا وإنما تطال الولايات المتحدة نفسها. ويبدو أن واشنطن أدركت أن الكرملين جاد فعلا في تهديداته. وربما تكون قد أخذت هذه التهديدات على محمل الجد، وهو ما أكدته تصريحات البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية. ولذلك، اتصلت الإدارة الأمريكية مباشرة وعلى وجه السرعة بالكرملين وحذرته. لكن لا أحد يعرف صيغة التحذيرات الأمريكية. بينما شاع في موسكو أن أحد التحذيرات المفترضة دار حول أن الرئيس بوتين سيكون هو المسؤول الأول والوحيد في حال استخدام أي شكل من أشكال الأسلحة النووية. وهذا يعني إنذارا وتحذيرا مباشرين للرئيس بوتين بشخصه. ما يعني بدوره أنه في متناول يد الجانب الأمريكي. وهذا الأمر خطير لأنه يحوِّل الرئيس الروسي إلى شخصية مشابهة للحكام المنبوذين وأن مصيره الشخصي قد يكون مشابها لبعضهم. وهو ما لا يليق برئيس دولة كبرى مثل روسيا لها موقعها وأهميتها.

أما التحذير الافتراضي الثاني، فقد دار حول أنه إذا كانت روسيا لديها أسلحة نووية، فإن 3 دول في حلف الناتو لديها أيضا أسلحة نووية، وأن أسلحة حلف الناتو موزعة على مواقع كثيرة ومتفرقة. أي أنه إذا أطلق الرئيس الروسي أي أسلحة نووية فإنه سيتلقى أكثر من ضربة نووية من أكثر من اتجاه في وقت واحد. لكن التحذير الثالث كان الأخطر، وربما الأقرب إلى الواقع. هذا التحذير (الافتراضي أيضا) دار حول أن روسيا لن تتمكن من إطلاق أي أسلحة نووية قبل أن تصيبها أسلحة حلف الناتو والأسلحة الأمريكية النووية. هذا التحذير (الذي لا يزال افتراضيا) يعكس أهمية استثنائية للدولتين الكبيرتين، روسيا والولايات المتحدة، ويضع بعض الثلج على الرؤوس الحامية.

من المفهوم، كما أشرنا أعلاه، لماذا يقوم الكرملين والخارجية الروسية بالتصعيد النووي وإطلاق إشارات باستخدام الأسلحة النووية. ولكن للأسف الشديد كان من الممكن أن تنجح هذه الطريقة في الشهر الثاني من الغزو. وكان من الممكن تكرار مقاربة الكاريبي. ولكن الكرملين تمادى في الغزو حتى الشهر السابع، وبداية الشهر الثامن، من دون أن ينجح في استفزاز القوى الغربية ويدفعها لمواجهة مباشرة تبرر استخدام الرئيس بوتين للسلاح النووي، أو على الأقل تكرار تجربة المواجهة، ثم الانفراج والهدوء والمفاوضات، والخروج بصيغة لا غالب ولا مغلوب.

لقد أفشل الغرب كل محاولات روسيا في تكرار مقاربة الكاريبي. ولكن هذا يعني من جهة أخرى أن الكرملين لا يزال متوقفا عند عام 1962 وأنه يفكر بنفس الطريقة في ظل نفس الزمن والظروف التي أصبحت غير موجودة أصلا. وبدأ الغرب يدبر أموره بشأن ملف الطاقة، والاستغناء تدريجيا عن موارد الطاقة الروسية، ويمد أوكرانيا بترسانات من الأسلحة التي غيرت بالفعل من مسارات المعارك، ويفرض العقوبات الصارمة، ويجبر الرئيس بوتين على مخالفة كل تصريحاته السابقة بشأن استدعاء قوات الاحتياط وتجنيد المواطنين. وبالفعل، قبيل انتهاء الشهر السابع من الغزو، أعلنت روسيا عن خسائرها البشرية، وأعلن الرئيس الروسي عما أسماه بـ “التعبئة العسكرية الجزئية!”.

بالعودة إلى التحذيرات الأمريكية، يمكن أن نرى، ولو نظريا، أن التحذيرات كانت جادة وصارمة ونهائية. وأن الرئيس بوتين لن يتمكن من إطلاق أي أسلحة نووية قبل أن تطاله أسلحة نووية أكثر ومن أكثر من مكان في نفس الوقت. وبالتالي، فلا حديث الآن عن مقاربة الكاريبي. لقد نجح الغرب في تفويت هذه الفرصة، وربما تكون حسابات الكرملين غير الدقيقة هي السبب في تفويت الفرصة. ومع ذلك، لا يمكن استثناء مقاربات ما. لكن يبدو أن الطرفين تورطا أكثر فأكثر في مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات، بصرف النظر عن الحسابات، لأن الكوارث عادة ما تقع ببساطة لأسباب خارجة تماما عن كل الحسابات.