كتب- محمود السقا:
سنتان و6 أشهر تقريبًا قضاها الصحفي والمعد التلفزيوني أحمد علام في الحبس الاحتياطي، دون محاكمة، عن الاتهامات الموجهة له في القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن الدولة العليا. سنتان ونصف كاملة تجاوزت المدة المقررة قانونًا، والأمل في إطلاق سراحه، وسراح “الفرحة بزفاف إيمان”؛ شقيقته الصغرى، التي ذكرها في رسالتها الأخيرة لوالده من خلف أسوار زنزانته: “ما فيش داعي تأجلوا أكتر من كده، جايز الحبسة تطول، خلي أختى تفرح”.
من هو أحمد علام؟
أحمد محمد أحمد علام (34 عامًا) صحفي ومعد تلفزيوني عمل بعدد من الصحف والقنوات المصرية والعربية؛ أبرزها قناة سي بي سي، والميادين اللبنانية، وجريدة المصري اليوم، والسفير.
ألقي القبض عليه في 25 إبريل/ نيسان 2020، بعد مداهمة منزل أسرته بمدينة العياط، في محافظة الجيزة. ولم تستدل أسرته على مكان احتجازه ليومين حتى ظهر في نيابة أمن الدولة بالتجمع الخامس، متهمًا على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن دولة.
وقد شمل التحقيق معه سؤاله عن نشاطه وعمله الإعلامي والصحفي وعلاقته بإعداد برنامج يتم إذاعته على قناة الجزيرة. كما سألته النيابة عن مضمون ما جاء في تحريات الأمن الوطني حول انضمامه لجماعة إرهابية.
وجهت إليه نيابة أمن الدولة -وقتها- اتهامات؛ من بينها الانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، واستخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي لتنفيذ الاتهام الثاني. وأمرت بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
تعرض “علام” لقرارات عدة دورية بتجديد حبسه كان آخرها قرار محكمة جنايات القاهرة (دائرة الإرهاب) في 3 أغسطس/ آب الماضي حبسه 45 يومًا أخرى على ذمة التحقيقات في القضية.
لـ 30 شهرًا حافظت أسرة “علام” على قرارها تأجيل عُرس شقيقته الصغرى “إيمان”، على أمل أن تناله إحدى قوائم الإفراج المرسلة إلى الجهات الأمنية عبر أعضاء لجنة العفو الرئاسي، عساه يغادر محبسه وتكتمل الفرحة، إلا أن شبح هذا الأمل بدأ في التلاشي أخيرًا، برسالة من الابن المحبوس إلى الأب المنتظر عودته: “ما فيش داعي تأجلوا أكتر من كده، جايز الحبسة تطول، خلي أختى تفرح”.
مناشدة بالإفراج الصحي
قبل أشهر قليلة، أعلنت أسرة “علام” عن أنباء بشأن إصابته بخرّاج في الفم. ما أدى إلى تآكل في الفك. الأمر الذي أدخله في أزمات صحية أخرى، نتيجة دخول الصديد إلى جسده. ذلك في وقت لم يستطع المسئولون عن عيادة السجن علاجه سوى بمضادات حيوية ومسكنات، بدعوى ضعف الإمكانات، وحاجته إلى العلاج داخل مستشفى تابع لمصلحة السجون.
لم يتم نقل أحمد علام إلى مستشفى حتى الآن، ولم يتم إخلاء سبيله رغم مناشدات كثيرة من شخصيات سياسية ونقابية ومراكز ومؤسسات حقوقية. بينما تعددت مطالبات الأسرة بالإفراج الصحي عنه.
وفي تصريحاته لـ “مصر 360″، قال المحامى طارق العوضى عضو لجنة العفو الرئاسي، إن هناك ضغوطا كبيرة من الحركة المدنية والقوى السياسية بكل أشكالها في سبيل إطلاق سراح “علام”، مؤكدًا أن اسمه ضمن القوائم التي أرسلت بالقوائم. لكنه أشار إلى أن قرار الإفراج ليس بيد أحد من أعضاء لجنة العفو، وإنما مرهونًا بموافقة الأجهزة المختصة.
وفي تصريحات سابقة، قالت “إيمان علام”: “تلقينا وعودًا كثيرة بالإفراج عن شقيقي. إلا أنها لم تترجم إلى واقع حتى الآن.. في كل زيارة نمني أنفسنا أن تكون الأخيرة له. لكن الأمل يتبدد شيئًا فشيئًا مع كل تجديد لحبسه”.
“أحمد” الشقيق الوحيد لأختيه، ووالديه كبارًا في السن، وهم في حاجة ماسة لوجوده معهما. يقول والده: “بعد زواج الابنتين، لم يتبق لي سوى أحمد ليكون سندًا لي ولأمه في هذه الفترة العصيبة.. ابني لم يرتكب ما يستحق عليه كل هذه الفترة داخل السجن”.
الرفاق في فرح الأخت
قبل سنوات، انتشرت صورة على السوشيال ميديا للرفقاء الثلاثة؛ الصحفيان سامح حنين، وأحمد علام، والمحامي الحقوقي عمرو إمام؛ ثلاثة أصدقاء جمعتهم قهوة “غزال” الشهيرة بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، وفرقتهم قضبان السجن.
خرج اثنان منهم؛ الصحفي سامح حنين والمحامي عمرو إمام. وحفاظًا منهم على الصداقة التقي الثنائي مع بعض الأصدقاء الذين حرصوا على حضور حفل زفاف شقيقة علام. أرادوا أن يكونوا السند وقت غياب الشقيق الأكبر، والتعويض للأسرة التي نال منها اليأس والحزن.
حضور رسم بهجة مؤقتة، انتهت بعد الزفاف، بينما لا تزال تنتظر عودة مرهونة بعودة “علام”. فلعلها قريبة.