تمثل المياه أهم التحديات البيئية التي يرى المصريون أنها تواجه بلادهم. في دراسة “الباروميتر العربي” حول الرأي العام تجاه القضايا البيئية والتغير المناخي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

واعتبر 45% من المصريين المشاركين في الدراسة المياه التحدي البيئي الأول. مقابل 8% اعتبروا تلوث الهواء المشكلة الأهم. فيما كان الخيار الأول لـ20% هو إدارة النفايات. بينما كانت نسبة التغير المناخي لا تتعدى 4%.

نسبة 93% من المصريين الذين اعتبروا المياه أكبر التهديدات البيئية حذروا من تلوث مياه الشرب. لكن من المفارقة أن فكرة وجود المياه لم تكن السبب وراء اختيارهم الماء كتحدٍ بيئي. فـ2% منهم فقط رأوا في نقصها تحديًا.

تختلف اختيارات المصريين المشاركين في الدراسة وفقا لتوزيعهم السكاني. فالقاطنون في الريف كانوا النسبة الأكبر ممن اختاروا المياه كأهم التحديات البيئية بنسبة (51%) مقابل 38% للذين يعيشون في الحضر.

تتماشى تلك الخيارات مع دراسة تؤكد أن من بين 7.3 مليون مصري محرومين من الحصول على المياه الآمنة فإن 5.8% مليون منهم يعيشون في المناطق الريفية. وكانوا أعلى بنحو 13 نقطة مئوية عن أهالي الحضر في توصيف المياه كأهم تحد بيئي.

 

للاطلاع على دراسة الباروميتر كاملة.. اضغط هنا

المناخ.. جهود إضافية

نسبة 4% فقط من المصريين يعتبرون أزمات تغير المناخ أولوية
نسبة 4% فقط من المصريين يعتبرون أزمات تغير المناخ أولوية

ورغم ضعف نسبة الذين اعتبروا المناخ التهديد البيئي الأول في مصر فإن 52% منهم طالبوا الحكومة ببذل جهود أكثر للتصدي للتغيرات المناخية. وهي نسبة تتركز في فئة الشباب.

ارتباط فئة الشباب بقضايا التغير المناخي ظاهرة أكد الباروميتر انتشارها في مختلف دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتصل إلى 68% في موريتانيا في الفئة العمرية بين 18 و29 عاما. مقارنة بنحو 41% في الفئة العمرية الأكبر من 30 عامًا.

ثمة علاقة أيضا بين التعليم وقضايا المناخ. فذوو التعليم العالي كانوا النسبة الأكبر في المطالبة بزيادة التحركات الحكومية لمواجهة تغير المناخ بنسبة بلغت 60% من المصريين الحاصلين على تعليم عال. مقابل 50% من ذوي التعليم المتوسط والأقل.

ويلعب العامل المادي أيضا كعنصر فاصل. ففي ستة من أصل عشر دول تبين أن المواطنين القادرين على تغطية نفقاتهم  هم الأكثر مطالبة بأن تفعل الحكمة المزيد من أجل قضايا المناخ. وكانت الفجوة بين القادرين وغير القادرين في مصر 11 نقطة مقابل 12 في موريتانيا و10 في لبنان والسودان.

 

للاطلاع على دراسة الباروميتر كاملة.. اضغط هنا

اختيار جغرافي

كما يلعب الموقع الجغرافي دورا في الخيارات أيضًا. إذ تبين أن القاطنين في المناطق الحضرية يميلون أكثر لضرورة زيادة دور التدخل الحكومي في المناخ. مقارنة بسكان المناطق الريفية. وهي فجوة بين سكان الريف والمدن تصل في مصر إلى 9 نقاط.

ولا تعكس تلك الأرقام عدم رغبة المناطق الريفية في أن تبذل حكوماتها جهودا أكبر لمواجهة تغير المناخ. لكنها تعبر عن رضاهم عن مستوى الجهود الحكومية المبذولة لمواجهة التغير المناخي.

وعلى مستوى تدوير المخلفات قال 67% من المصريين إنهم كثيرا أو أحيانا يعيدون استخدام القوارير البلاستيكية أو الزجاجية. واعتبر 71% منهم أن الهدف من إعادة استخدام تلك القوارير هو التوفير. بينما لم يتجاوز هدف حماية البيئة حاجز 1٪. فيما عزا 22% الأمر للراحة الشخصية.

المياه تسبق

نسبة 10% من المصريين يحددون التلوث البيئي كأولوية في الإنفاق الحكومي
نسبة 10% من المصريين يحددون التلوث البيئي كأولوية في الإنفاق الحكومي

كثير من المواطنين المشاركين في دراسة الباروميتر يرغبون في أن تلتزم الحكومات أكثر بقضية تغير المناخ. لكن هناك تحديات أكثر إلحاحا على مستوى الأولويات. فعند السؤال عن أولويات الإنفاق الحكومي يقول أقل من 10% إن الحد من التلوث البيئي يجب أن يأتي في الصدارة.

يسري الأمر نفسه على ترتيب المساعدات الخارجية وأولوية عمل الأمم التحدة في الملفات الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة. إذ قال واحد من كل عشرة إن البيئة أو التعامل مع التغير المناخي هو القضية الأكثر إلحاحا. قياسا بقضايا أخرى مثل التنمية وإصلاح التعليم.

وتُظهر نتائج دراسة الباروميتر أن المواطنين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعتريهم القلق إزاء تحديات البيئة التي تواجه بلدانهم. حيث المياه القضية الأهم والأبرز. كما يقر المواطنون بتشارك المسئولية مع الحكومات فيما يخص الإسهام في تلك التحديات.

ويطالب المواطنون بتدخل حكومي أكبر لمواجهة تغير المناخ. لكن تلك القضية تقل عند قياسها بتحديات أكثر إلحاحا مثل انعدام الأمن الغذائي أو انعدام الاستقرار الاقتصادي.

 

 

للاطلاع على دراسة الباروميتر كاملة.. اضغط هنا