في إصرار عجيب يُكرر الشيخ أحمد كريمة تبريره لتعدد الزواج ويُحمل الزوجة المصرية الأسباب وينصح بـ”التغندر” للزوج مثل المرأة الشامية، وفريق السلة للفتيات الإيرانيات ينشر صورته بدون حجاب تضامنا مع حركات الاحتجاج في إيران عقب مقتل مهسا أميني منذ شهرين، وكذلك المنتخب الأول لكرة القدم الإيراني يمتنع عن ترديد النشيد الوطني قبل لقاء منتخب إنجلترا في أولى مباراته في كأس العالم، وينتهي الأسبوع بالجدل حول مسئولية “شغل البيت” من خلال ترند “الفرخة” الذي أثارته رانيا يحيي.
19 نوفمبر/ تشرين الثاني
الشيخ أحمد كريمة، كما عودنا أسبوعيا يضرب من جديد ويثير الجدل بتصريحاته حول الزوجة والزوج والتعدد والعلاقة الزوجية، قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف في تصريحات تلفزيونية، إن الرجل يتزوج للمرة الثانية في الغالب بسبب برودة المشاعر عند المرأة، وهذا في عالمنا العربي والمصري.
وعن رأيه في قول الدكتورة آمنة نصير، إن الرجل يسعى إلى الحصول على أكبر استفادة من الشريعة الإسلامية وعلى رأس ذلك تعدد الزوجات، وأن الغرض من ذلك إرضاء شهواته ونزواته، قال كريمة: “كل الاحترام لها وهي تخصص عقيدة وفلسفة لكن نحن نتكلم عن الحكم والمقاصد، وتخصصي الفقه الإسلامي، وأقول اتهام الرجل بأن ذلك لقضاء الشهوة والنزوات شيء لا أوافق عليه”.
وأضاف: “قد يكون الأمر بسبب المشاعر أو قصورا من الزوجة لا سيما بعد الإنجاب، وأقول شيئا وأتمنى ألا يغضب أو يصدم أحدًا، وهو أن المرأة العربية أو المصرية بالذات بعد الإنجاب الثاني، تنسى أنوثتها غالبا، حيث تصبح مشغولة بالحمل والرضاعة، ويصبح هناك برود عاطفي، ومن ثم وبطبيعة الحال يكون الرجل قد وصل لسن نضج معين فيحتاج إلى مشاعر وليس مجرد إفراغ الشهوة، أنا شرفت بزيارة سوريا والأردن وفلسطين منذ زمن، هم عندهم بعد العصر المرأة تتفرغ تماما من حاجيات المنزل وعندهم حاجة في المسا اسمها غندرة وهي أنها تتهيأ لزوجها وتترك المطبخ والعجين والطبخ وتسامره وتؤانسه، ما يؤدي إلى أن الرجل يأنس ويسعد جدًا؛ لأنه حصل له ارتياح وجداني”.
واستكمل: “لكن إحنا عندنا المرأة الليل مثل النهار والنهار مثل الليل مع الاحترام لمجهودها، لكن الحياة ليست كلها مطبخ، فأين حظ الرجل فالله جعل المرأه واحة أمن وأمان وسلم وسلام ومشاعر وسعادة”.
حسنا، يبدو أن شيخنا منفصل عن الواقع أو يتحدث عما يتمناه بشكل شخصي، فأولا وبداية فالمرأة المصرية لا تجد وقتا فبعد العودة من عملها إن كانت تعمل تبدأ في إعداد الغداء ثم تنضيف المطبخ ثم المذاكرة للأولاد، وإن كانت أم لأطفال رُضع فهي تقريبا لا تعرف أن تدخل الحمام بمفردها ولا تستطيع الحصول على عدد ساعات كاملة، ولو كانت ربة بيت بدون عمل فهي لا تكف عن التنظيف وإعداد الطعام ومتابعة دروس الأبناء، فهي كالنحلة لا تكف عن العمل داخل البيت وخارجه، ثّلث الأسر المصرية تعولها أمرأة، هذا بخلاف الأعمال المنزلية التي تعتبر نشاطا اقتصاديا بلا أجر، لأنها ببساطة توفر للزوج أجور عاملة تنظيف وطباخة ومُدرسة للابناء، فهي تقدم مجهود طوال اليوم ما يؤثر على صحتها ونفسيتها سواء ربة منزل أو تعمل أو أنجبت طفلا واحدا أو ثلاثة أو هم رُضع أو كبار في المدرسة، لا توجد أجازة أو راحة.
ثانيا برودة مشاعرها ليست برودا أعزك الله بل هي “لخمة” المسئولية، و”سحلة” مشاوير التمارين والدروس والسوق والتنظيف والتفكير في تدبير الأمور بما تبقى من مصروف حتى قبض الأجر أول الشهر، ثالثا هناك رجالا يعملون ليل نهار أيضا لتوفير طلبات البيت في ظل الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار، الكل لا يجد وقتا للراحة و”الغندرة”.
وأخيرا: من لا يتمنى توفر الوقت للدلع والغندرة والتعبير عن المشاعر؟ من لا يريد أن يأخذ راحة ويصف ذهنه من الأعباء خاصة النساء؟ أرجو يا شيخنا أن تتحدث بواقعية عن العلاقات الزوجية وأن تكف عن تكرار أفكارك فيما يخص التعدد، وتنصح الرجال أن يهتموا بنسائهم وزوجاتهم بدلا من البحث عن أخرى تأخذ من رزق البيت الأول وتؤثر على تعليم وعلاج الأبناء من الزوجة الأولى، وأن يكتفي الرجل وينظر لبيته ويفكر كيف يخفف عن امرأته ويساعدها ويشاركها مسئولية الأبناء والبيت، ساعتها سيرى أنوثتها موجودة وسيسعد بها وببيته.
– في نفس اليوم نشرت فرزانه جمامي مدربة فريق “كنكو” لكرة السلة للسيدات في إيران صورة جماعية لها ولاعبات فريقها بدون حجاب، وكتبت: “علمي ابنتك أنكِ ذات قيمة ولا يمكن تعويضك. لا تخفي نفسك. وقاومي”.
يأتي هذا بينما لا تزال إيران تشهد العديد من الاحتجاجات التي تبعت مقتل مهسا أميني في سبتمبر/آيلول الماضي أثناء التحقيق معها بعد اعتقالها بسبب ارتدائها الحجاب بشكل “لا يتوافق” مع معايير الدولة، ورغم حجب السلطات للإنترنت انتشرت مقاطع فيديو عديدة لهذه الاحتجاجات وتعدي الشرطة على المتظاهرين في عدة مدن إيرانية، كما أن لاعبي المنتخب الإيراني امتنعوا عن ترديد النشيد الوطني قبل بدء أولى مباراتهم أمام منتخب انجلترا، ضمن مبارايات كأس العالم المقامة فعالياته في قطر، احتجاجا على الأوضاع في بلادهم.
20 نوفمبر/ تشرين الثاني
شهدت قرية المسلمية التابعة لنطاق ودائرة صان الحجر القبلية في محافظة الشرقية الأحد الماضي، ما يشبه الاحتفالية؛ إذ انتشر مقطع فيديو تظهر خلاله فتاة يحملها أحد الأشخاص وهي تلوح بقطع قماش بيضاء.
كانت هذه الزفة بعد أن طلب والدها توقيع الكشف الطبي عليها ليثبت عذرية ابنته، حيث إنها تزوجت ليوم واحد فقط ثم طُلقت، وتلاسن عليها طليقها وأهل القرية أنها ليست عذراء، فقام والدها بطلب الفحص الطبي حتى يخرس ألسنة الذين تحدثوا عن ابنته بالسوء.
وأظهرت صورة التقرير الطبي المتداول أن الفتاة “م ال. م.” عمرها 16 سنة، قد تم توقيع الكشف الطبي عليها بناءً على طلبها وطلب ولي أمرها، وتبين أنها عذراء وأن غشاء بكارتها سليم تمامًا.
ووفق الفيديو المتداول عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، فإن الاحتفالية حدثت في قرية الفتاة المعروفة باسم المسلمية التابعة لدائرة ونطاق مركز صان القبلية في نطاق مركز ومدينة الحسينية في محافظة الشرقية.
الفتاة تحت السن القانوني للزواج، فزوجها والدها عرفيا وتطلقت اليوم التالي بدعوى أنها ليست عذراء، فكان ما كان من والدها.
المشهد يبدو منطقيا، أب يدافع عن ابنته وعن نفسه العار بهذا التصرف ولكن عقباته النفسية على الفتاة ستكون ثقيلة وستلازمها “تروما” الكشف العذري والزفة لسنوات، بخلاف أنها قاصر ويجب أن يعاقب الأب على تزويجها قبل بلوغ 18 سنة.
بالنسبة لارتكاب جريمة الكشف العذري: فالأب كان مضطرا وإلا كان من الممكن أن تٌقتل الفتاة ببساطة لمجرد شك الأهل في عذريتها، وبالنسبة لزواجها عرفيا قبل السن القانوني: فيجب أن يتم حسابه على هذه الجريمة: زواجها من الأساس، والتي تعتبر أمرا عاديا في الريف، ففتيات كثيرات يتزوجن عرفيا قبل بلوغ السن القانوني ثم يعقدن الكتاب بعد أن يبلغن الـ18 عاما، ما يعني أن الطلاق لو حدث قبل العقد الرسمي/الشرعي فليس لها حقوق ولا لطفلها إن أنجبت، فلماذا الاستعجال؟ حتى أنها كلما كبرت كان أفضل جسديا ونفسيا لتصبح زوجة تتحمل المسئولية وتُجيد الاختيار.
الريف يحتاج لحملات توعية من مجلسي المرأة والطفولة والأمومة، توعية تجاه الأفكار التي تتعلق بالعذرية وخصوصية هذا الأمر والانتهاء من إجراء “منديل الشرف” وتدخل الداية والأم أثناء ممارسة العلاقة الجنسية أول مرة يوم الزفاف، أفكار أدت إلى مشهد الزفة المخزي لتأكيد الشرف، وتوعية الأهل بأهمية بلوغ الفتاة السن القانوني حتى تتزوج لضمان حقها الشرعي وحق الأبناء وأيضا حتى تنضج عقليا وجسديا ونفسيا ما يؤهلها لتكون زوجة وأم.
23 نوفمبر/ تشرين الثاني
ينتهي الأسبوع مع “ترند” لطيف، حيث قالت فتاة اسمها رانيا يحيي إنها لا تتخيل حياتها منتظرة “الفرخة تفك.. ومش أقصى طموحي واللي لو حصل وبقت كدة مش هكون سعيدة مع احترامي يعني للناس اللي بتستنى الفرخة تفك”.
وبعد تداول كلامها “الظريف” على صفحات التواصل الاجتماعي أصبح “ترند الفرخة” مثار للسخرية وللمناقشة الجادة حول أوضاع المرأة وعملها في البيت بدون أجر، بالطبع يدل كلام “رانيا” على سطحية نظرتها للأمور، فلا يصح أبدا التحقير والاستهانة بوظيفة ربة المنزل والتي حسب الكثير من الإحصائيات العالمية طبعا –ليست في مصر ولا الدول العربية- تشير إلى أن “العمل غير المدفوع للمرأة يشارك اقتصاديا بنسبة تتراوح من 10 إلى 60% من إجمالي الناتج للمحلي للدول” وهذا حسب دراسة لجامعة هارفورد عام 2019.
إذن فالعمل في البيت اقتصاديا مهم ليس فقط لتوفير أجر طباخة وعاملة تنظيف يستحقون الأجر من أموال الزوج فهي أيضا تُسهم اقتصاديا في الناتج المحلي للدولة كلها وليس فقط لزوجها، فلماذا يُحقر الكثيرين سواء فتيات أو رجال من “شغل البيت” فكثير من الرجال يرددون “مانتي قاعدة طول اليوم في البيت ما بتعمليش حاجة”؟ لا حضراتكم هي بتُسهم في الدخل المحلي وتوفر لك أجور المفروض أن تدفعها لعاملات غيرها، ولماذا لا نحترم الاختيارات وتفضيلات البعض؟ فهناك سيدات “مزاجهن” شغل البيت وبيحبوا قعدة البيت، بالتالي التوجه للمطبخ وترك الفرخة حتى “تفك” هي حركة صغيرة ولكنها تؤثر في الاقتصاد وتستحق الإشادة.. وأخيرا نصيحة: يجب تنظيف قطع الدجاج قبل تجميدها حتى يتسنى طهيها مباشرة فور خروجها من الفريزر.. “سهلة أهي”.