تمكن المنتخب المغربي الأول لكرة القدم من تحقيق انتصار ثمين للغاية على المنتخب البلجيكي، بهدفين دون رد، في الجولة الثانية من دور المجموعات لكأس العالم 2022 بقطر، ليرفع رصيده إلى 4 نقاط، متصدرًا المجموعة السادسة التي تضم معه بلجيكا وكرواتيا وكندا.

شهدت المباراة حضورًا جماهيريًا مغربيًا كثيفًا في ستاد الثمامة بالعاصمة القطرية الدوحة، ما أعطى لهذا اللقاء مذاق مختلف وخاص، ساهم في تحفيز لاعبي أسود الأطلس ليحقق الانتصار الثاني للعرب بالمونديال بعد فوز السعودية على الأرجنتين بالجولة الأولى.

جاء انتصار المغرب مستحق عن جدارة، بعدما فرض أسود الأطلس أسلوبه وشخصيته على منتخب بلجيكي ضعيف وقليل الحيلة، لم يظهر أي خطورة طوال الشوطين.

تفوق كاسح للركراكي على مارتينيز

بلا شك تفوق المدرب المغربي وليد الركراكي بشكل كاسح على نظيره الإسباني روبرتو مارتينيز مدرب بلجيكا، في كل الجوانب تكتيكيًا وفنيًا وإدارة للمباراة، حيث منح لهم الاستحواذ السلبي وأغلق المساحات تمامًا ولم يترك لهم منفذ للوصول للمرمى والحارس المحمدي، ولعب بانضباط خططي محكم قاده للتفوق.

من لقاء المغرب وبلجيكا بكأس العالم (وكالات)
من لقاء المغرب وبلجيكا بكأس العالم (وكالات)

ولعب الكراكي على الهجمات المرتدة السريعة والمباغتة وكانت له الغلبة بهذا الأسلوب الذي اختاره وتفوق به على نظيره مارتينيز، الذي واصل أخطائه الكبيرة في التشكيل ثم التغييرات، حيث كان سبب الهزيمة الأول لبلجيكا اليوم وخارج الخدمة تمامًا.

تغييرات رائعة صنعت الفارق

كما أن الهدفين أحرزهما بديلين وهما الصبيري وأبو خلال، ما يعني أن المدرب متعايش بشدة مع اللقاء وحاضر وأحدث التغيير الناجح واستحق الفوز بكل جدارة.

كما أنه كان واعيًا لتغييرات بلجيكا وأشرك مدافع ثالث جواد اليامق ليزيد الحصانة الدفاعية ومراقبة لوكاكو بعد نزوله، لينجح في الحفاظ على شباكه ويثبت أنه نجم المباراة الأول اليوم.

فيما فشل نظيره مارتينيز تمامًا في استغلال تغييراته ولم تحدث أي فارق وجاء أغلبها متأخرًا، حيث أدخل لوكاكو المهاجم الخطير بالدقيقة 81، كذلك ظل محتفظًا بطريقة لعبه غير الناجحة باعتماد ثلاثي في الدفاع حتى وهو متأخرًا بالنتيجة، ما قلل لاعبيه في الهجوم ولم يستطع صنع خطورة قوية على مرمى المغرب.

طموح ورغبة أكبر وجماهير تهز الحجر

آخر تلك العوامل هي الجوانب المعنوية فبعد التفوق الفني والتكتيكي في كل شيء للمغرب ومدربه على بلجيكا ومدربها، كان الدور المتبقي في الفوز يعود لبعض الأمور المعنوية مثل الرغبة الأكبر والإصرار على تحقيق الفوز والطموح الأعلى من لاعبي بلجيكا في اقتناص النقاط الثلاث، كل هذا كان له دورًا رئيسيًا في فوز الأسود.

بالإضافة لامتلاء مدرجات ملعب الثمامة بأكثر من 40 ألف متفرج مو جماهير المغرب، التي شجعت طوال المباراة بحرارة كبيرة دون توقف كا أشعل الحماس والعزيمة في نفوس اللاعبين، وكان له مفعول السحر في لعبهم بقتالية وفنية أكبر وأعلى بكثير من نجوم بلجيكا وقادهم للتفوق والفوز المستحق وصدارة المجموعة بكأس العالم.