مع انتشار وتطور الملفات الصوتية “البودكاست”، تعددت أغراض ومزايا هذه المساحة الحرة من التدوين الصوتي، والتي أخذت طريقها في الانتشار. صار الجميع يستخدمها، حتى أن ملفات البودكاست ذات الميول النسوية، والتي بدأت قاصرة على المستمعين المهتمين بذات الملف، في اكتساب أرض لها في مصر، حتى وإن جاء ذلك ببطء.

في تقريره المنشور في المونيتور/ Al Monitor، يلفت مارك إسبانول، وهو صحفي كاتالوني مقيم في القاهرة، يهتم بحقوق الأقليات والسياسة والدين. إلى ان البودكاست النسوي “أضاف أصواتًا جديدة إلى الحوار العام في البلاد، ورواية مضادة لمعايير الأبوية الصارمة”، حسب تعبيره.

البودكاست النسوي أضاف أصواتًا جديدة إلى الحوار العام ورواية مضادة لمعايير الأبوية الصارمة

اقرأ أيضا: جراح “علياء” التي لم تلتئم.. عن العلاقة بين الآباء والأبناء

خلق مساحة

في حين أن طبيعة المجال الرقمي تجعل تعقب ما يحدث في الفضاء الإلكتروني صعبًا. لكن إسبانول استعان في تقريره بالباحث كيم فوكس من الجامعة الأمريكية في القاهرة، والذي درس هذه الموضوعات لسنوات.

يقول التقرير: فوكس، الذي قام بتدريس الصحافة والاتصال الجماهيري لأكثر من عقد. وشارك مؤخرًا في تأليف دراسة حول أربع برامج بودكاست متاحة للجمهور، أشار إلى أن الموضوعات التي يتم تناولها يمكن أن تتراوح من الزيجات المدبرة “الزواج القسري”، والتاريخ، إلى الحياة اليومية للنسوة من باعة الأطعمة في الشوارع، وقضية الاستقلال النسوي.

وأضاف التقرير: يحاول بحثه أيضًا توفير سياق حول متى وكيف تصبح المرأة المصرية على دراية بعدم المساواة الثقافية والاجتماعية. والبدء في تشكيل المثل العليا والهويات النسوية.

قال فوكس لـ “المونيتور”: عندما تستمع إلى القصص، من المستحيل ألا تتأثر.

وينقل التقرير عن ياسمين عبادة، المدربة في قسم الصحافة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والمؤلفة المشاركة في الدراسة، قولها: كان أهم شيء بالنسبة لي هو النظر في كيفية تأثير التقاطع في كل من هؤلاء البودكاست. من اختيار الموضوع إلى تطوير البودكاست نفسه.

ويشير التقرير إلى الكاتبة والمُتعلمة ذاتيا “بيشاي” التي قال إنها أنتجت أكثر من 20 حلقة مدة كل منها نصف ساعة تقريبًا.

يقول: تناولت بيشاي مواضيع متعددة، مثل الرعاية الذاتية، والطلاق، ووضع الحدود. حيث تشارك تجربتها الشخصية من أجل بناء جسور التعاطف والتضامن.

وقالت للمحرر: نحن نفتقر لذلك في مصر. الكثير من الأشياء من المحرمات ولا تريد التحدث عنها. أردت أن أخلق مساحة للناس ليشعروا أنهم يمكن أن يكونوا بشرًا.

وأضافت بيشاي إنها كافحت في البداية لبناء جمهور، لكنه آخذ في الازدياد “عندما تتحدث بصدق عن شيء ما، يشعر الناس بالراحة لفعل الشيء نفسه. ثم نبدأ في الحديث وخلق مساحة.

الموضوعات يمكن أن تتراوح من الزواج القسري والتاريخ إلى الحياة اليومية للبائعات المتجولات

قضايا متعددة

يشير التقرير إلى تدوين صوتي آخر عرف في هذا المجال، وهو The Mother Being Podcast، الذي أنتجته المؤثرة المعروفة نور إمام. والذي يعالج القضايا المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية.

أيضا، في Mommy’s Happy Hour، ناقشت رائدة الأعمال والمؤلفة هبة شنبو، باللغة الإنجليزية، موضوعات حساسة بنفس القدر مثل العقم، والجنس، ومزايا وعيوب الأمومة، وكونها أماً عزباء، والمشاركة في تربية الأطفال.

كذلك، تنتج صحفية الوسائط المتعددة نوران مرسي/ البودكاست لموقع إخباري مصري، والذي يضم نساء من خلفيات مختلفة. وتتنوع موضوعاته من الموسيقى والسينما وتصميم الجرافيك، إلى النشاط العابر.

تقول: لقد فوجئت -بصراحة- بجودة المحتوى الذي تمكنا من إنشاؤه عن بُعد فقط. البودكاست كان صوتيًا فقط، وتحدثت مع ضيوفي في محادثة فيديو، تمكنا من الاتصال بطريقة قوية سمعها الناس.