تلقى منتخب المغرب الأول لكرة القدم هزيمة حزينة -وليست مخزية- أمام فرنسا (حامل اللقب)، بهدفين نظيفين في نصف نهائي مونديال قطر 2022، مساء أمس الأربعاء، ليتوقف الحلم الكبير بالصعود لنهائي المونديال لأول مرة في التاريخ لمنتخب إفريقي وعربي، وإن كان المغرب وصل لما لم يصل إليه أي منتخب عربي إفريقي من قبل. ولم يكن هذا لسوء الأداء بقدر ما كان للمشاكل البدنية والإرهاق ولعنة الإصابات دور في عرقلة استمرار القصة الجميلة.

الإرهاق يضرب المغرب

قبل إعلان التشكيلة الأساسية للمغرب، ثارت شكوك حول مشاركة ثنائي الدفاع القوي: نايف أكرد والقائد رومان سايس، والظهير الأيسر نصير مزراوي، في ظل إصاباتهم في مباريات سابقة.

لم يشارك أكرد ومزراوي في الفوز 1-0 على البرتغال بدور الثمانية. بينما خرج سايس مصابًا أمام فريق كريستيانو رونالدو. ورغم ذلك، أعلن وليد الركراكي مدرب المغرب، التشكيلة الأساسية بوجود الثلاثي معًا. لكن بعد الاستراحة لم يظهر أي منهم.

اقرأ أيضًا: أسود المغرب يعانقون المجد في سماء مونديال قطر

بدأت مبكرًا آثار المعاناة البدنية على المغرب. وخرج أكرد من التشكيلة قبل بداية المباراة مباشرة، بسبب تجدد الإصابة خلال الإحماء، ليشارك أشرف داري بديلًا بشكل مفاجئ.

لم يكن المغرب يتوقع بداية أسوأ، حين استقبل هدفًا في الدقيقة الخامسة عبر الظهير الفرنسي الأيسر تيو هرنانديز. ليجبر الجمهور المغربي الكبير في ستاد البيت على الصمت مؤقتًا.

فبعد خطأ دفاعي، وصلت الكرة إلى أنطوان جريزمان ومرر إلى كيليان مبابي الذي التف حوله سبعة لاعبين، سدد رغمًا عنهم كرة ارتدت إلى هرنانديز غير المراقب والذي تمكن من التسديد في الزاوية الضيقة للحارس الرائع ياسين بونو.

الصورة من لقاء المغرب وفرنسا في نصف نهائي المونديال (وكالات)
الصورة من لقاء المغرب وفرنسا في نصف نهائي المونديال (وكالات)

كان بإمكان أوليفييه جيرو هداف فرنسا التاريخي مضاعفة النتيجة، حين استغل معاناة القائد رومان سايس البدنية. وأفلت منه، لكنه سدد في القائم في الدقيقة 17.

طلب سايس التغيير بعد هذه الفرصة، ليفقد المغرب المنهك عقله وقائده، ويتعرض لضربة جديدة، حيث اضطر الركراكي للتراجع عن اللعب بخمسة مدافعين في الخلف، وأشرك سليم أملاح في خط الوسط لتحسين الأداء.

الإصابات غيرت طريقة اللعب

قال الركراكي، للصحفيين عقب اللقاء: “لم نكن متأكدين من مشاركة رومان قبل المباراة، وهو لاعب مهم جدًا وقائدنا، وكذلك نايف”. وأضاف المدرب الذي حقق إنجازًا تاريخيًا رغم توليه المسئولية قبل أسابيع من انطلاق المسابقة بعد إقالة وحيد خليلوزيتش: “اخترنا اللعب بثلاثة مدافعين في الخلف مع وجود جناحين، وكنا نريد إيقاف الثنائي كيليان مبابي وعثمان ديمبلي”.

بين الشوطين، خرج الظهير مزراوي المنهك أيضًا، وشارك يحيى عطية الله، الذي صنع هدف الفوز 1-0 على البرتغال في دور الثمانية، والذي كاد أن يساهم في إدراك هدف تعادل لم يتحقق. حين نفذ هجمة خطيرة في بداية الشوط الثاني، اخترق بها الجانب الأيسر ممررًا الكرة إلى المهاجم يوسف النصيري. قبل أن يقطع المدافع إبراهيما كوناتي الكرة أمام المرمى في الوقت المناسب.

اقرأ أيضًا: الدلالات غير الكروية لانتصارات المغرب

تخلى المغرب الذي استقبل هدفًا واحدًا في البطولة قبل مباراة الأربعاء، عن حذره الدفاعي المعتاد، وضغط في الهجوم. لكنه افتقد الكفاءة في اللمسة الأخيرة. خاصة بعد نزول عبد الرزاق حمد الله، الذي تعثر أمام المرمى بغرابة في أكثر من محاولة.

الأعين على ثالث المونديال

في ظهور نادر لمبابي، اخترق نجم باريس سان جيرمان من اليمين وراوغ عدة مدافعين. ثم سدد كرة غيرت اتجاهها لتصل إلى البديل راندال كولو مواني، ليسجل بسهولة من أول لمسة له بالدقيقة 79.

حسمت فرنسا الانتصار بهذا الهدف وضمنت منذ هذه الدقيقة مباراة النهائي أمام الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي، والمقررة يوم الأحد المقبل.

وعن هذه الهزيمة، قال سايس قائد المغرب في تصريحات تلفزيونية: “لعبنا منقوصين من المصابين والحمد لله وصلنا إلى هذا المستوى وحققنا إنجازًا وكان بإمكاننا الأفضل ونحن سنبحث عن المركز الثالث”. إذ ستتكرر المواجهة بين المغرب وكرواتيا، التي بلغت نهائي كأس العالم 2018، على المركز الثالث يوم السبت المقبل، بعدما تعادل المنتخبان دون أهداف في دور المجموعات.