نجح النادي الأهلي في تحقيق فوز قاتل بالوقت بدل الضائع، وتحديدًا في الدقيقة 97، على نادي “فاركو”، بهدفين مقابل هدف في مباراة مثيرة، ضمن الجولة الثامنة من بطولة الدوري الممتاز، على ملعب برج العرب بالاسكندرية.
وعلى الرغم من الفوز الصعب الذي حققه الأحمر على فاركو، وكفل له بقائه في صدارة الترتيب للمسابقة بفارق نقطتين عن ملاحقه الزمالك حامل اللقب، إلا أن هناك الكثير من المشاكل والعيوب الفنية ظهرت في أداء الشياطين الحمر، أثارت قلق وخوف الجماهير قبل المشاركة في مونديال الأندية بعد أسابيع قليلة في المغرب.
تبديلات كولر تصنع الفارق
بدأ السويسري مارسيل كولر مدرب الأهلي اللقاء بالرسم التكتيكي المعتاد 4-2-3-1. ولكن دون اللعب بمهاجم صريح، معتمدًا على البرازيلي برونو سافيو كمهاجم وهمي.
ورغم التقدم للأهلي بأول الأهداف مستغلا انطلاقات أحمد عبد القادر خلف دفاع فاركو بقيادة المدرب الجديد إيهاب جلال. إلا أن أصحاب الأرض نجحوا سريعًا في العودة في نتيجة اللقاء بهدف عن طريق المهاجم أحمد شريف مستغلا خطأ في دفاع الأحمر.
ومع استمرار المباراة بالتعادل واصل كولر أخطاءه سواء بتأخر التغييرات وعدم الدفع بمهاجم صريح، إلا في الدقائق العشرة الأخيرة. حيث مع التراجع الواضح لفريق فاركو بالكامل من أجل الحفاظ على نقطة التعادل، ساهم الضغط الأهلاوي بعد إجراء كولر عدة تغييرات هجومية بنزول حسين الشحات ومحمد شريف وحسام حسن، في تغيير واقع النتيجة.
وقد أسفرت التبديلات عن هدف الفوز للأهلي بالنهاية، بعدما رفع الشحات البديل كرة عرضية يحولها سافيو برأسية بالعرض ويسجلها محمد شريف البديل أيضًا في الشباك.
ويبدو أن التغييرات العديدة في خطوط الأهلي بالتشكيل الأساسي لتلك المباراة أثرت سلبيًا على الفريق. حيث لعب كل محمد هاني وأليو ديانج وبرونو سافيو وياسر إبراهيم وأفشة من البداية رغم عدم مشاركتهم في آخر المباريات.
عيوب فنية مقلقة قبل المونديال
ظهرت عدة عيوب ونواقص فنية واضحة على المارد الأحمر تثير مخاوف الجماهير، كان أبرزها عدم وجود مهاجم صريح وإضاعة الفرص بسهولة ورعونة كبيرة، فلم يظهر البرازيلي سافيو بشكل ناجح باللعب في مركز المهاجم، حيث لم يشكل أي خطورة مطلقة على المرمى كما لم يلعب دورًا واضحًا في خلق مساحات للاعبي الأطراف من أجل التقدم والوصول للمرمى.
وأصبح الأهلي بحاجة ملحة للتعاقد مع مهاجم جديد في انتقالات يناير يجيد إنهاء الفرص ولديه حس تهديفي عالٍ، للعب في مركز المهاجم الصريح قبل المشاركة في كأس العالم للأندية بالمغرب.
كما أن هناك أزمة بمركز الظهير الأيمن في حال غياب أكرم توفيق عن المشاركة، فعودة محمد هاني للعب أساسيًا بعد غياب طويل شكل أزمة في الجبهة اليمني للقلعة الحمراء.
ولا يظهر أي تطور على مستوى هاني سواء دفاعيًا أو هجوميًا وأصبح لغزًا محيرًا، يقدم أداء ضعيفا ودون المستوى دائمًا ولا يفيد الأهلي مطلقًا وفي حال غياب توفيق تصبح ثغرة وأزمة كبيرة.
كما أن الأهلي بات يعاني كذلك من غياب صانع الألعاب أو مركز اللاعب رقم 10، في ظل تراجع أداء محمد مجدي أفشة في المباريات الأخيرة واعتماد الفريق بشكل كامل على الظهير الأيسر علي معلول في صناعة الأهداف.
حتى مع وجود برونو سافيو في هذا المركز لا يقنع بالشكل الأمثل ويحتاج الفريق لدعم جيد بهذا المركز خلال انتقالات يناير، وإلا سيعاني كثيرًا منه فيما تبقى من الموسم.
أخيرًا شهدت المباريات الماضية غياب الروح المعهودة للاعبي الأهلي، فعلى الرغم من الفوز على فاركو في الوقت القاتل إلا أن الأحمر كاد أن يخسر نقطتين إضافتين بعد التعادل مع فيوتشر في الجولة الماضية.
بالإضافة إلى أن المدرب السويسري مازال لم يستقر بشكل كامل على تشكيل وقوام أساسي للفريق، ويظهر ذلك جليًا في كثرة التغييرات المستمرة بجميع المراكز من مباراة لأخرى خاصة بالجانب الهجومي، وهذا جعل الأهلي يعاني بشكل كبير على المستوى الفني لعدم ثبات التشكيل بعد انقضاء 7 جولات كاملة من الدوري وهو أمر مقلق للغاية.