نظّم المكتب الإعلامي الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية، إحاطة صحفية هاتفية، مع الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية، لعدد من وسائل الإعلام بالشرق الأوسط، من بينها “مصر 360”.

خلال حديثه، تناول الجنرال كوريلا ما وصفه بـ “الجهود المبتكرة لتعظيم العمليات عبر القيادة المركزية. من خلال توظيف التقنيات والمفاهيم الجديدة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والأنظمة غير المأهولة”. كما تناول عددا من القضايا الدائرة. مثل قوة العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة ودول المنطقة.

تناول الحديث مع كوريلا عددا من القضايا الدائرة مثل قوة العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة ودول المنطقة

وأشار إلى أنه من الضروري بالنسبة له التحدث وجهًا لوجه مع نظرائه. يقول: إنها الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها بناء النوع العميق من العلاقات الثابتة التي سنحتاجها. أنا على اتصال دائم بجميع نظرائي العسكريين وسفرائنا في الدول الشريكة. حيث تساعد سفرياتي وارتباطاتي في تشكيل نهجي الاستراتيجي للقيادة المركزية، والذي يمكن تلخيصه بشكل أفضل في ثلاث كلمات: الأشخاص، والشركاء، والابتكار.

وأضاف: الحكومة الأمريكية، وقادة الحكومات في جميع أنحاء المنطقة، وعمال الإغاثة، والصحافة. جميعًا أصحاب مصلحة في المنطقة. لقد وجدت، بعد خدمتي لأكثر من ثلاثة عقود في المنطقة، أن ضمان أن تكون هذه العلاقات صريحة ومبنية على الثقة أمر بالغ الأهمية لتحقيق النجاح العسكري والأمني.

اقرأ أيضا: الممثل الأمريكي للشؤون الفلسطينية: نعمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين لمصلحة الشعبين

وأكد أن “الشركاء هم الميزة النسبية لأمتنا مقابل المنافسين مثل الصين وروسيا. لا توجد دولة تستطيع مواجهة التعقيد في المنطقة بمفردها. يجب علينا تنمية وتقوية تلك الشراكات والاعتماد عليها في الأشهر والسنوات المقبلة”.

وأوضح أنه على مدار العشرين عامًا الماضية، كانت القيادة المركزية محور اهتمام الكثير من وزارة الدفاع الأمريكية.

وقال: كان ذلك وقتًا غير عادي في التاريخ الأمريكي. كنا نخوض حربين في نفس الوقت. لقد انتهت تلك الحروب، والآن من المفهوم أننا قللنا من حجم قوتنا في الشرق الأوسط. لذلك ليس لدينا العدد الهائل من الطائرات والسفن والقوات وأنظمة الدفاع الجوي التي كانت لدينا في المنطقة منذ خمس سنوات فقط.

مضيفا: بدلاً من ذلك، يتعين علينا تنمية شراكات عميقة ودائمة، يمكن أن تكون بمثابة تحوط ضد التهديدات في المنطقة مع ردع إيران عن سلوكها الأسوأ والأكثر تدميراً.

نحو الابتكار

الابتكار هو العنصر الأخير في النهج الاستراتيجي للقيادة المركزية الأمريكية، وفق قائدها الذي قال: الابتكار هو النسيج الضام لشركائنا. سيعزز الابتكار شراكاتنا، ويساعد في العمليات، ويضمن استقرار المنطقة. سيؤدي إلى توسيع قيمة شراكاتنا، وسد بعض الفجوات في الموارد، والسماح لنا بالتحرك بشكل أسرع، والعمل بشكل أكثر كفاءة، وزيادة التقدم في جميع الجهود التشغيلية.

وأضاف: الابتكار لا يتعلق فقط بالتكنولوجيا بالنسبة لنا. إنه ابتكار الفكر، ابتكار المفهوم، ابتكار العملية. نحن نبني ثقافة الابتكار وشركاؤنا معنا في هذه الرحلة.

وأوضح أن قياس الالتزام الأمريكي بالمنطقة بالجنود على الأرض “هي الطريقة القديمة في التفكير”.

بدأ يشرح: نحن نبني على الأصول التي لدينا بالفعل، وننشئ شبكة مترابطة من المستشعرات التي تنقل البيانات في الوقت الفعلي. ويتم عرضها معًا من خلال تكامل البيانات، ومنصات الذكاء الاصطناعي التي تساعد في بناء صورة أوضح لبيئة التشغيل. نستخدم أنظمة غير مأهولة مقترنة بالذكاء الاصطناعي لتزويدنا بمعلومات أفضل بشكل أسرع.

وأكد أن “هذا يسمح لنا بتوظيف أنظمتنا المأهولة بشكل أكثر كفاءة واستراتيجية. كل هذا يساعدنا على تحقيق هيمنة القرار. نحن قادرون على تنمية المعلومات واستخدام الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارات بشكل أسرع من خصومنا واستخدام أنظمتنا المأهولة بشكل أكثر كفاءة”.

وأوضح أن القيادة المركزية الأمريكية شكلت مؤخرًا ثلاث فرق عمل للابتكار: فرقة العمل 59، فرقة العمل 99، فرقة العمل 39.

فرق العمل الخاصة

أولها فرقة العمل 59، وهي فرقة الابتكار البحرية الخاصة. أساس فرقة العمل 59 هو السفن الأمريكية غير المأهولة، سواء على سطح الماء أو تحت الماء.

يقول كوريلا: تحمل هذه السفن غير المأهولة أجهزة استشعار تقوم بجمع كميات هائلة من البيانات. تساعد هذه البيانات، التي يتم دفعها من خلال تكامل البيانات ومنصات الذكاء الاصطناعي، في بناء صورة أوضح لبيئة التشغيل. نحن في طريقنا الآن لتحسين الكشف عن التهديدات البحرية بسرعة، وبناء شبكة ذكاء اصطناعي وغير مأهولة ومتكاملة، لتحقيق بحار أكثر أمانًا، وحماية أقوى للتجارة العالمية.

وأضاف: تعاونت فرقة العمل 59 مع البحرين العام الماضي وأنشأنا مركزًا هناك وآخر في العقبة، الأردن. في الشهر الماضي فقط، شاركت البحرين في مناورة بحرية في الخليج، حيث تعاونت سبع سفن مأهولة من السعودية والبحرين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة مع أنظمة غير مأهولة.

أما فرقة العمل 99 ومقرها قطر، وتعمل في المجال الجوي. ستعمل على تكرار الجهود البحرية التي تبذلها فرقة العمل 59، باستخدام طائرات بدون طيار مزودة بحمولات مخصصة وقدرات أخرى، تعمل معًا لمراقبة واكتشاف وجمع البيانات التي تغذي مركز العمليات.

وأكد كوريلا: سيفرض أسطول فرقة 99 من الطائرات بدون طيار معضلات على خصومنا، ويكشف ويهزم التهديدات لأنظمتنا وشركائنا.

وبالنسبة لفرقة العمل 39، فريق عمل الابتكار القائم على الأرض. فهي ستختبر المفهوم والتكنولوجيا، لتشمل أسطولًا من المركبات البرية غير المأهولة المقترنة بمركبات أرضية مأهولة، للسماح بحماية القوة الأمريكية والقوة المشتركة، مع تعظيم قوة ووضعية القوة.

وأشار إلى أن فرقة العمل 39 تبحث في تقنية جديدة لهزيمة الطائرات بدون طيار الإيرانية “نريد أن نكون بمثابة مركز تجريبي لأنظمة وأفكار وتقنيات جديدة لتدمير الطائرات بدون طيار، لتشمل الطاقة الموجهة”.

الفريق أول محمد زكي وزير الدفاع المصري يستقبل الجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية في القاهرة- وكالات

اقرأ أيضا: مساعِدة الخارجية الأمريكية: ننتظر نتائج الحوار الوطني في مصر

التعاون العسكري مع مصر

عن آفاق التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر لحماية أمن المنطقة، أوضح كوريلا أنه “يقدر بشدة دور مصر القيادي في المنطقة”. وأنها طالما لعبت مصر دورًا حاسمًا في الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.

قال: القيادة المركزية الأمريكية ملتزمة بهذه العلاقة الاستراتيجية. هناك تعاون عسكري بين الولايات المتحدة ومصر على مدى عقود. على مدار 30 عامًا، ساعدت الولايات المتحدة مصر في تدريب وتجهيز جيش كبير وحديث وقوي يساهم في الأمن المصري والاستقرار الإقليمي.

وأوضح أن مصر لعبت دورًا حاسمًا في محاربة الإرهاب مع الولايات المتحدة منذ 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

وأضاف: الشراكة العسكرية الأمريكية مع مصر تجني حصادًا غنيًا لكل من بلدينا والمنطقة، وستواصل القيام بذلك في المستقبل. العلاقة لا تزال قوية للغاية وتظل مهمة للأمن والاستقرار الإقليميين.

تابع: قبل ثلاثة أشهر كنت في القاهرة مع الفريق أول محمد زكي والفريق أسامة عسكر. أتحدث مع الفريق عسكر عبر الهاتف بشكل متكرر. إنه رئيس أركان القوات المسلحة، ولدينا مناقشات مهمة حول أمن الحدود، وفرص تعزيز تدريب الشركاء لعمليات مكافحة الإرهاب، وفرص تعزيز الشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة ومصر.

وأكد أن “الشراكات القائمة على الثقة تسمح بإجراء محادثات صريحة وصعبة، وهذا هو نوع العلاقة التي نتمتع بها مع مصر. نحن لا نتفق على كل موضوع، لكن ليس علينا ذلك. علينا فقط أن نجري مناقشات صريحة حول كل موضوع، ونعمل من خلال التحديات لتقوية هذه العلاقة الاستراتيجية الدائمة.

وذكر أنه في العام الماضي، لعبت مصر دورا في تخفيف حدة النزاعات الأخيرة بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني وحركة حماس. وقبل 10 أيام فقط تولت مصر قيادة قوة المهام المشتركة 153، وهي قوة بحرية شريكة مكلفة بأمن البحر الأحمر.

وأوضح: إنها المرة الأولى لمصر في فرقة العمل هذه. إنها جزء من قوة بحرية مشتركة تعتبر أكبر شراكة عسكرية بحرية في العالم. هذه هي المرة الأولى التي تتولى فيها مصر قيادة إحدى فرق العمل البحرية لدينا منذ انضمامها إلى التحالف في عام 2021.

مكافحة داعش وإيران

أوضح قائد القيادة المركزية الأمريكية أن قواته، إلى جانب شركاء وقوات سوريا الديمقراطية، تواصل الضغط على فلول تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

يقول: قمنا بسلسلة من المداهمات مع شركائنا في قوة سوريا الديمقراطية، أسفرت عن القبض على العديد من قادة داعش. في غضون ذلك، في العراق، نواصل تقديم المشورة والمساعدة وتمكين قوات الأمن العراقية من القتال ضد التنظيم.

وأضاف إلى أن الأسبوع المقبل ستنشر القوات الأمريكية عرضًا شاملاً لعمليات هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا: الحصيلة الكاملة للعمليات، والغارات، والاعتقالات، وقتل عناصر التنظيم.

ولفت إلى أنه بينما تدهورت داعش بشكل كبير في العراق وسوريا، فإن التنظيم يحتفظ بالقدرة على القيام بعمليات في المنطقة “ونحن نعلم أن التنظيم لديه الرغبة في الضرب خارج المنطقة”.

وقال: نرى داعش في ثلاث فئات، “الطلقاء”، وهم الجيل الحالي من قادة ومقاتلي التنظيم الذين نحاربهم حاليًا. وبينما قللنا من قدراتهم بشكل كبير، فإن الأيديولوجية لا تزال غير محكومة وغير مقيدة. بعد ذلك، لدينا “رهن الاعتقال”، حيث ما يقرب من عشرة آلاف مقاتل في معسكرات الاعتقال في جميع أنحاء سوريا. وحوالي عشرة آلاف آخرين في العراق في مراكز الاحتجاز.

أخيرًا، هناك “الجيل القادم”، وهم أكثر من خمسة وعشرون ألف طفل في مخيم الهول معرضون لخطر التلقين العقائدي.

يقول كوريلا: هؤلاء الأطفال في المخيم هم أهداف رئيسية لتطرف داعش. الظروف المروعة في المخيم تجعلهم أكثر عرضة لفكر التنظيم.

وأكد أنه “في الوقت نفسه، تواصل إيران تقويض الأمن والاستقرار الإقليميين. من خلال مجموعات الميليشيات، وقدرات الصواريخ الباليستية، والطائرات بدون طيار، والتهديدات الروتينية للممرات المائية الدولية”.

وتابع: تواصل إيران انتهاك العقوبات والحظر، ونشر الأسلحة لشبكتها من الوكلاء والشركات التابعة لها، والاستيلاء على الشحنات في المياه الدولية، ونشر الفوضى من خلال مجموعات تضرب القوات الأمريكية وشركائنا في العراق وسوريا.

أحد تدريبات “النجم الساطع” بين القوات المصرية والأمريكية- أرشيفية

اقرأ أيضا: المبعوث الأمريكي لليمن لـ “مصر 360”: على جميع الأطراف اختيار السلام

التحديث العسكري السعودي

رغم الوضع السياسي البارد بين واشنطن والرياض، يشير كوريلا إلى أن “العلاقة العسكرية قوية للغاية”. مدللا بحديثه في يوم الإحاطة الصحفية مع الفريق فياض الرويلي رئيس أركان القوات المسلحة السعودية. حيث أجريا مناقشة حول العمليات والفرص لتعزيز التعاون العسكري.

وقال: كنت في الرياض الشهر الماضي كجزء من رحلة متعددة البلدان إلى الشرق الأوسط. تمكنت أنا وفريقي من المشاركة في لجنة التخطيط العسكرية المشتركة التي استضافها اللواء الرويلي. ناقشنا العديد من القضايا الأمنية التي نناقشها اليوم، لتشمل توظيف الذكاء الاصطناعي والأنظمة غير المأهولة، والتكنولوجيا، والأفكار الجديدة لهزيمة الطائرات بدون طيار المعادية.

وأكد: أتحدث معه بشكل منتظم حول مجموعة واسعة من التحديات الأمنية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. بما في ذلك الحرب في اليمن، والتهديدات البحرية، والمنظمات المتطرفة العنيفة.

وأضاف: السعوديون مهتمون جدًا بالخطط الاستراتيجية معنا، ويسافر مخططونا الاستراتيجيون إلى المملكة بانتظام للعمل مع العسكريين السعوديين لبناء أفكارهم من أجل رؤية استراتيجية طويلة المدى.

ولفت إلى أنه في العام المقبل، ستنشر القوات المسلحة الملكية السعودية -لأول مرة- استراتيجية عسكرية وطنية واستراتيجية دفاع وطني تقنن رؤية المملكة الاستراتيجية للأمن القومي والأمن الإقليمي.

يقول: أعتقد أن هذه خطوة حاسمة للقوات السعودية. يركز السعوديون على بناء قوة عسكرية حديثة ومبتكرة. أنا معجب حقًا بتحديثهم وتركيزهم على الابتكار. وهو أمر مهم حقًا بالنسبة لنا، ونحن نعمل على تطوير أنظمة وتقنيات أنظمة الطائرات بدون طيار، أعتقد أنهم مستعدون للمستقبل، وأنا أتطلع إلى شراكة عسكرية مستمرة.