لو أن شرارة انطلقت وأصابت عينين، تآكلت المسافات والزمن ذاب بينهما، مثل هذه اللحظات نادرة في حياة المرء، وما إن تحدث يتبعها انجذاب مباغت، قافزة كل الحواجز والأسوار فتجد نفسك متورطًا في علاقة في مراحلها الأخيرة.. نعم إنها مرحلة أخيرة.

كيف نبدأ؟

المشاعر المباغتة جالبة للسعادة في اقصى درجاتها، لكن الشرارة المفاجئة وحدها لا تصنع نارًا، وإنما تحتاج إلى مكونات حتى يمكن أن تتحول الشرارة إلى نارًا، قد تكون الشرارة مفيدة لجذب الانتباه نحو شخص بعينه، بتوجيه عقلك وروحك باتجاه إنسان لم تكن تعرفه من قبل، نعم فالشرارة عادة ما تحدث مع أشخاص لا نعرفهم مسبقًا، ولكي تكون علاقة طويلة فأنت بحاجة للتعرف على الطرف الآخر.

يقول المثل الشعبي “داري على شمعتك تقيد (تنور)” والغرض من المثل هو احاطة الأمر بالسرية حتى يتم، في العلاقات تمثل الشمعة تلك الشرارة، التي تحتاج أن نُحيطها بالصبر والهدوء حتى لا تُصبح مجرد ومضة سرعان ما تنطفئ.

عندما تحدث تلك الشرارة لا تستسلم، اهدأ وحاول أن تُفكر فإذا كان انجذابك قوي للطرف الآخر، فحتى تُحافظ على الانجذاب ويتحول لعلاقة سوية فعليك السيطرة على طوفان الانجذاب الذي يباغتك، اهدأ وحافظ على مسافة، فمثل تلك الإشارات مؤهلة بكفاءة لميلاد علاقات مكسورة، لا تحتمل ولا تكمل، بل تنتهي أسرع مما تتوقع.

مراحل الدخول في علاقات مكسورة توجعك

صبغت الحياة السريعة التي نعيشها تفاصيلنا، فبات كل شيء يحدث بسرعة، والبعض يظنه يحدث بسهولة ويُسر، فمن السير أن تتعرف على الشريك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويمكن أيضًا أن يحدث انجذاب منم خلف الشاشات، فتخرج لتُقابله، مشبع بانجذاب ما قبل اللقاء، وقد ينطفئ عند اللقاء، ولكنه أيضًا قد تتولد شرارة أخرى تدعم حال الجذب، تلك السهولة واليسر في التواصل الأول تُمهد الطريق وتدفع قطار الأحلام في المسافة الصغيرة الممهدة، مثل هذه اللحظات تُصبح بمثابة فرس جامح يتجاوز الحواجز، فلا يعرف كل طرف الآخر، ولا تتكون مشاعر بهدوء، ولا تُبني الثقة، لكن هناك انجذاب قوي، وطموح ورغبة، وسرعان ما يتورط الطرفان في علاقة، ربما أخذت جانب حسي، بل وهو من الصعب تتحول المحادثات والصور المتبادلة لأدلة وأدوات يمكن أن تجرح أو تبتز النساء.

ينجذب النساء بسهولة أكبر خاصة إذا كن تعشن فراغًا عاطفيًا، فالفراغ العاطفي، ووحدة القلب والروح لفترة تجعلك مؤهل بشدة للسقوط في فخ الانجذاب، يعقب ذلك الفراغ أن تكون مشبعًا بحكايات عاطفية ولحظات رومانسية شاركت آخرين فيها، كأن تكون (رجلًا أو امرأة) صديقًا مقربًا لطرفين يعيشان علاقة عاطفية في بداياتها، ومن ثم فخيالك وعقلك منشغل بتفاصيلهما، وثمة شعور خفي يتنامى بداخلك أن تعيش مثل هذه الحالة.

وعندما تكون لديك رغبة قوية في الارتباط لكن لا مواصفات بعينها ولا شخص بعينه، فأنت مؤهل للوقوع في الحب بأي صورة، وربما ترضى بحالات وهمية لمجرد تلبية رغبتك واحتياجك النفسي.

إذن فالفراغ العاطفي هو الأكسجين الذي يُساعد على الاشتعال، وتبدأ الشرارة في كل الظروف المواتية لتجد نفسك شريكًا في علاقة عاطفية بدأت بلا أي مقومات للحياة.

حتى لا تنكسر في علاقة

الانجذاب المباغت أمر لا نملك حياله شيء، فقد يحدث بلا أي مقدمات، تُفاجئ بنظرة أو كلمة أو طلّة تلتهم عينك وقلبك، تُصبح عاجز أمام ذلك الجذب والحالة التي نقرأ عنها ونُشاهدها في الأفلام، ونتمنى السقوط فيها، إنها لحظات نتمناها جميعًا، ولكن!

ليس كل الانجذاب حقيقة، فهناك مجالات مغناطيسية وهمية، وهناك سيدات ورجال لهم من الجاذبية التي تأخذك من اللحظات الأولى، فتُصبح أسير، ولا تعرف دية للخروج من دائرتها سوى السقوط أو الجرح، ولذا لابد أن تنتظر تصنع مقاومة مقابلة، ولا تستسلم، عليك أن تتعرف إلى شريك، وتتروى قبل الإعلان عن سقوطك معجبًا للطرف الآخر، تذكر أن العلاقات السوية طويلة العمر تحتاج ثقة وأمان وليست شرارة تخطفك.

شرارة تخطفك ألا تُنبهك هذه العبارة إلى شيء؟ فعل الخطف، أي أنك أسير، لم تكن لك إرادة وعندما تنتفي الإرادة تفشل العلاقات، حين لا تملك القرار ولا تعرف المشاركة، العلاقات التي تكون منسحق فيها هي خاسرة، لا تكمل، مثل جنين وُلِدَ قبل موعده.

والشرارة الخاطفة لا تقف عند الحب ولكنها تدخل كذلك في مسارات العلاقات الإنسانية، وعندما تحدث لا يتفهمها الطرف الآخر، فيعقبها خوف وارتباك قد يدفع الطرف الآخر للهروب منك، فالبعض لا يتفهم حالة الانجذاب لتكوين صداقة، فكل العلاقات على تنوعها تحتاج الوقت والثقة والأمان.

الشرارات الخاطفة هامة وممتعة لكنها لا تؤسس لعلاقات حقيقية، هي فقط تصنع سعادتها من فراغك العاطفي ووحدتك، وعندما تسقط في هذا الفخ، اسعى لإخفاء انجذابك وتهدئة مشاعرك فهذا هو سبيلك لتحويل تلك الشرارة لنار تدفع علاقة للاستمرار.