في دورته السابعة قررت إدارة مهرجان أسوان لسينما المرأة تكريم صاحبة برنامج “نادي السينما”، المذيعة التي أحببنا ترشيحاتها للأفلام الأجنبية المختلفة كل أسبوع، في وقت لم تكن هناك منصات مشاهدة ولا إنترنت ولا حتى أجهزة فيديو متاحة للجميع، ورئيس نادي الزمالك يقرر التخلي عن فريق نادي كرة السلة للسيدات، بعد خسارتهن أمام الأهلي في بطولة السوبر، ويطالبهن بالزواج أو التوجه للمطبخ وكأنها سُبة أو عار، والمدعي العام في إيران يصدر قرارا بمعاقبة من تخلع حجابها بعقوبات تصل لعشر سنوات، وفي الأردن يبرز وسم “مُعنفة إربد” فما هي حكاية السيدة التي يضربها رجل وتستنجد في تسجيل صوتي؟
اقرأ أيضا.. ورقة حقوقية.. تكاليف التقاضي وتأثيرها على وصول المرأة للعدالة في مصر
9 يناير/كانون الثاني
قررت إدارة مهرجان أسوان لأفلام المرأة، في دورته السابعة تكريم الإعلامية الكبيرة الدكتورة درية شرف الدين، تقديرا لدورها في دعم الثقافة السينمائية على مدى سنوات طويلة. “شرف الدين” تقلدت مناصب مهمة مثل رئاستها جهاز الرقابة على المصنفات الفنية بوزارة الثقافة، ورئاستها لقطاع القنوات الفضائية بالتلفزيون المصري، قبل أن تتقلد منصب وزارة الإعلام في الفترة مابين يوليو 2013 وحتى يونيو 2014.
بدأت عملها كمذيعة في الإذاعة المصرية عام 1971، وبعد سنوات تقدمت لاختبارات مذيعي قراءة نشرة الأخبار ونجحت فيها، ولأنها خريجة كلية اقتصاد وعلوم سياسية التحقت بدراسة النقد السينمائي في أكاديمية الفنون وهو ما أهلها فيما بعد لتقدم برنامجها الشهير “نادي السينما” وهو فكرة وإعداد الناقد يوسف شريف رزق الله.
كان برنامجها الشهير نافذة مهمة للجمهور المصري لمتابعة الأفلام العالمية وإلقاء الضوء على أبرز صانعيها ومكوناتها الفنية من تمثيل وإخراج وموسيقى وتصوير ومونتاج وهو ما ساهم في نشر الوعي بصناعة السينما لجيل كامل، ولكن للأسف تم إيقافه ضمن خطة تطوير التلفزيون في عام 2009.
واحتفى مهرجان أسوان بها في بيانه قائلا: “تعد الدكتورة درية شرف الدين رمزا من رموز الإعلام المصري، درست الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، وحصلت على درجة الدكتوراة من أكاديمية الفنون. كما تعتبر الدكتور درية شرف الدين نموذجا مشرفا لعطاء المرأة المصرية في مجال الثقافة بشكل عام، حيث أثرت المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات المهمة، منها أوراق الزمن والسياسة والسينما في مصر وإبحار في عقل وقلب البابا شنودة واسترداد وطن، فضلا عن عطائها في مجال العمل الثقافي والإعلامي”.
في اليوم التالي لإعلان تكريمها في المهرجان، تواجدت درية شرف الدين كمتحدثة في ندوة بمكتبة الإسكندرية بعنوان “السياسة والفن: علاقة جدلية”، وعبرت عن حزنها من الوضع السينمائي في مصر حاليا، خاصة في ظل حالة التراجع الكبير التي يشهدها بسبب تراجع دور العرض، مشيرة إلى أنها أجرت إحصائية سريعة حول عددها في مصر، حيث وصلت إلى 20 دار عرض فقط وبعض المحافظات لا يوجد بها دار واحدة، بعد أن كان عددها 470 دار عرض، وأوضحت أن هذا الوضع أثر على صُناع السينما، فمصر تمتلك مبدعين على أعلى مستوى ولكن هذا الإبداع يحتاج إلى أن يصل إلى الناس، مؤكدة أن الفن هو عنصر مهم في حياة الشعوب وللأسف هناك مقولة: “الفن الرديء يطرد الفن الجيد”، ولذلك نرجو أن يكون هناك اهتمام أكبر بالفن بمختلف أنواعه.
10 يناير/كانون الثاني
قرر مرتضى منصور، رئيس مجلس إدارة نادي الزمالك، تسريح فريق كرة السلة للسيدات بعد خسارته أمام نظيره النادي الأهلي بفارق 70 نقطة في المباراة التي أقيمت في صالة النادي الأهلي بالجزيرة الأحد الماضي، ضمن منافسات الجولة الثالثة من بطلوة دوري السوبر.
وقال منصور في تصريح صحفي: “استغنينا عن فريق السلة للسيدات بالنادي لأنهم لا يستحقون البقاء في النادي بعد الخسارة بنتيجة 122- 52، يروحوا يطبخوا أو يتجوزوا، وسنلعب بالناشئاتو فريق كرة الماء أيضا قمنا بتسريحه، والزمالك نادي بطولات ولا يصح ما حدث، وسنوفر الأموال لأمور أخرى”.
رجل القانون والعدل والمساواة يتحدث مثل أي رجل رجعي أمي، كلما أحب إهانة فتاة أو امرأة يخبرها أن تذهب للمطبخ وأن تترك الأمور المهمة كالعمل الجاد والفوز وتحقيق الذات والنجاح وحتى إبداء الرأي للرجال العظماء أمثاله، أولا كيف يقوم بتسريح فريق لمجرد خسارته في بطولة؟ ثانيا لو العمل في المطبخ إهانة، نظن أنه يحتاج لأن يعرف عدة حقائق وأرقام.
لا يصح أبدا التحقير والاستهانة بوظيفة ربة المنزل والتي حسب الكثير من الإحصائيات العالمية طبعا –ليست في مصر ولا الدول العربية- تشير إلى أن “العمل غير المدفوع للمرأة يشارك اقتصاديا بنسبة تتراوح من 10 إلى 60% من إجمالي الناتج للمحلي للدول” وهذا حسب دراسة لجامعة هارفورد عام 2019، كما أن تقرير التنمية البشرية لعام 2015 أشار إلى أن النساء في 63 دولة -أكثرهن دول نامية- يشاركن بثُلث وقتهن في اعمال المنزل غير الدفوعة الأجر.
إذن فالعمل في البيت اقتصاديا مهم، ليس فقط في ظل الأزمة التي تعاني منها كل البيوت المصرية بسبب ارتفاع الأسعار الذي يحدث كل يوم في السلع الأساسية، وليس لأن الأم والزوجة والأخت هي التي تحمل هم تدبيق البيت وتدبير الفواتير والشراء والفصال وطهي الطعام بمكونات قليلة بطريقة يعجز عن إدارتها رجل سواء رجل اُمي أو محامي شهير، والعمل في البيت وتحديدا المطبخ ليس فقط لتوفير أجر طباخة وعاملة تنظيف يستحقون الأجر من أموال الزوج فهو أيضا يُسهم اقتصاديا في الناتج المحلي للدولة كلها وليس فقط لزوجها، فلماذا يُحقر الكثيرين سواء فتيات أو رجال من “شغل البيت” فكثير من الرجال يرددون “مانتي قاعدة طول اليوم في البيت ما بتعمليش حاجة”؟ لا حضراتكم هي بتُسهم في الدخل المحلي وتوفر لك أجور المفروض أن تدفعها لعاملات غيرها، ولماذا لا نحترم الاختيارات وتفضيلات البعض؟ فهناك سيدات “مزاجهن” شغل البيت وبيحبوا قعدة البيت، بالتالي التوجه للمطبخ هي حركة صغيرة ولكنها تؤثر في الاقتصاد وتستحق الإشادة.. كما أن سيدات فريق كرة السلة يستحققن الدعم أو حتى العقاب من رئيس ناديهم وليس إهانتهم على الملأ بطريقة رجل جاهل لا يعرف كيف يتحدث أو يقول بيان صحفي متزن.
11 يناير/كانون الثاني
يبدو أن قرار ارتداء الحجاب أو خلعه سيظل قرار بيد خامنئي وحكومته، وليس بيد المرأة الإيرانية، فقد أصدر الادعاء العام في إيران مرسوما إلى الشرطة وأمرا بمواجهة حازمة مع خلع الحجاب، ووصف نائب المدعي العام الإيراني، عبدالصمد خرم آبادي، “خلع الحجاب” بأنه “جُرم صريح”، وطالب ضباط الشرطة باعتقال النساء اللاتي لا يرتدين الحجاب الإلزامي، وإحالتهن إلى “السلطات القضائية المعنية”.
وجاءت هذه الأوامر بعد يوم من تسلم أحمد رضا رادان، الرئيس الجديد للشرطة، منصبه بتعيين من المرشد خامنئي، كما حدد الادعاء العام عقوبات أشد على الذين يعتبرهم النظام مشجعين على خلع الحجاب الإجباري، وبحسب المرسوم، فإن عقوبة “التشجيع على الفساد” هي السجن من سنة إلى 10 سنوات، والمحاكم ملزمة بمعاقبة كل من “يشجع الآخرين على خلع الحجاب بأي شكل من الأشكال”.
وقال خرم آبادي إنه طُلب من رؤساء المحاكم تنفيذ هذه الأوامر بشكل فوري، وفرض غرامات مالية على “مرتكبات جرم خلع الحجاب” إضافة إلى عقوبة “تكميلية وثانوية”، كما يجب على رؤساء المحاكم العامة في جميع أنحاء البلاد التخطيط “بشكل فوري لمواجهة جدية ورادعة مع جرم خلع الحجاب”.
وبعد اندلاع الانتفاضة الشعبية في إيران ضد النظام عقب مقتل الشابة مهسا أميني، بيد “شرطة الأخلاق” الإيرانية، خلعت العديد من المتظاهرات حجابهن في الاحتجاجات الشعبية وقمن بإحراقه، كما شوهد العديد من النساء الإيرانيات في الشوارع والأماكن العامة بدون الحجاب الإجباري.
في نفس اليوم فاز منتخب لبنان لكرة القدم للناشئات تحت سن 17 عاما، ببطولة غرب آسيا لقكرة القدم بعد تغلبه على نظيره الأردني في مدينة العقبة التي احتضنت مباريات البطولة والتي انطلقت في 4 يناير/كانون الثاني.
وفي الأردن برز على موقع تويتر وسم “مُعنفة إربد“، حيث تداول ناشطون وحقوقييون تسجيلا صوتيا لسيدة تتعرض للضرب على يد رجل يُرجح أنه زوجها، تضمن التسجيل أصوات صراخ وتوسلات من الضحية للتوقف عن ضربها، وصوت الجاني وهو يتوعدها بالقتل، ما أثار غضبا واسعا في أوساط الأردنيين وطالبوا بمساعدة وتأمين المرأة فورا.. ومن ناحيتها قالت مديرية الأمن في بيان رسمي إنها تحركت وحددت مكان التسجيل وأن كوادر حماية الأسرة تتابع التحقيق في المقطع الصوتي المنتشر، وقامت بتحديد مكان وصفة الضحية، وأنها علمت أن السيدة والجاني مسافران إلى إحدى الدول العربية وفي انتظار عودتهما لإجراء تحقيق في الواقعة.