بدأت وزارة التموين تجربة جديدة لإتاحة شراء الخبز لغير المشمولين بدعم السع التموينية، عبر كروت مستحدثة، يتم شرائها من مكاتب البريد المصري. ذلك في محاولة للسيطرة على ارتفاع الأسعار في مخابز القطاع الخاص. وقد قفزت إلى جنيهين للرغيف الواحد صغير الحجم ببعض المناطق.
يحصل المواطن على الخبز من خلال منظومة الكروت الجديدة، التي بدأ تطبيقها تجريبيا على مستوى التقنية اليوم الأربعاء، بالسعر الحر “سعر التكلفة”، المقرر أن يتراوح بين 60 و75 قرشًا. على أن يتم خصم مقابلها من البطاقات الجديدة التي ستكون مدفوعة مسبقًا، وسيتم شحنها بمبالغ من 50 أو 100 جنيه.
تعتمد “الكروت”، المقرر أن تتوافر بدءًا من الأسبوع المقبل، على التعاون بين وزارة التموين وهيئة البريد. فمن حق كل من لديه حساب في الهيئة استخدام كروتها العادية مباشرة للاستفادة من المنظومة الجديدة، ودون أدنى مجهود، ويتم الخصم مباشرة من حسابه الشخصي.
من لا يملك حساب في الهيئة عليه إما أن يفتح حسابًا في البريد يحصل بموجبه على كارت، أو يصدر الكارت المدفوع مسبقًا، وتكلفة إصداره 30 جنيهًا فقط، تدفع مرة واحدة، ويتم تسلمه فورًا، أو بمعنى آخر إصدار بطاقة دون امتلاك حساب.
مواجهة أسعار القطاع الخاص
بحسب إبراهيم عشماوي، مساعد أول وزير التموين، فإن الدولة تتدخل عندما تحتاج السوق لضبط الأسعار. وهو أمر مطلوب حاليًا، بعد رصد زيادات سعرية على سعر الخبز في المخابز المعروفة بالسياحية. موضحًا أن تجارب الكارت المدفوع مقدمًا بدأت، وسيتم توسيع رقعتها لتشمل جميع المناطق.
ووفق ذلك، تخلق منظومة الكروت الجديدة منافسة بين مخابز العيش البلدي “التمويني” والسياحي “الخاص والحر”. وستجبر الأخيرة على زيادة الوزن والجودة وتقليل هامش الربح من أجل الحفاظ على زبون لها. خاصة في ظل توسيع وزارة التموين منافذ البيع الصغيرة “الأكشاك”، التي تعمل على التوزيع فقط وليس إنتاج الرغيف.
اقرأ أيضًا: كيف ننقذ الرغيف المدعم دون الإضرار بـ71 مليون مصري؟
تخدم منظومة الخبز المدعوم 73 مليون مواطن من حملة البطاقات التموينية بإجمالي 275 مليون رغيف يوميًا. بينما تنتج المخابز السياحية (مخابز القطاع الخاص)، ما بين 25 و30 مليون رغيف.
بحسب الشعبة العامة للمخابز، فإن مصر تضم 30 ألف مخبز بلدي على مستوى الجمهورية ملتزمة بالسعر والوزن، أما مخابز الخبز السياحي والافرنجي فتختلف في الجودة من منطقة أخرى ويبلغ عددها 5 آلاف مخبز على مستوى الجمهورية.
تحديات التنفيذ
“محمود. س”، صاحب فرن تمويني، قال إن المواطن غير المشمول بالبطاقة يحصل على الخبز من الأفران حاليًا بسعر التكلفة بالفعل، وهناك مواطنون يحصلون أيضًا على كميات أكبر من المحددة بسعر البطاقات. وبالتالي لا يفهم حتى الآن ما الفرق بين الطريقتين.
يضيف محمود أن عدد المقبلين على شراء الخبز من خارج البطاقات زاد في الفترة الأخيرة. فحتى لوكان سعر الرغيف بجنيه واحد بالنسبة لهم لأنهم غير مشمولين بالدعم. لكن هناك اختلاف كبير في وزن الرغيف بين مخابز التموين والخاص.
يختلف معه “علي. أ”، صاحب مخبز من الغربية، إذ يرى أن المنظومة الجديدة جيدة. لكنها تحتاج لدعم نظام صرف الخبز، حتى لا يتعرض للبطء، مع كثرة الاستخدام وزيادة الوقت اليومي والحصص لإنتاج الرغيف، ولتلاشي الزحام والأعداد الكبيرة التي قد تشتري البطاقات الجديدة.
ضبط سوق متقلب
تأتي المنظومة الجديدة من أجل ضبط أسعار الخبز التي تشهد ارتفاعات كبيرة لم تنجح القرارات الحكومية في ضبطها.
ففي شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أصدرت وزارة التموين القرار رقم 44، وحددت فيه سعر رغيف الفينو 40 جرامًا بـ 75 قرشًا، و60 جرامًا بجنيه واحد، والخبز السياحي وزن 75 جرامًا بجنيه واحد.
كما حددت الوزارة سعر بيع الخبز المميز “الحر” في مارس/ آذار الماضي، والذي يزن 45 جرامًا بـ 50 قرشا، والـ 65 جرامًا بـ 75 قرشا، والـ 90 جرامًا بجنيه.
ورغم فرض القرار عقوبات تصل إلى 10 آلاف جنيه. لكن المخابز طبقته لأيام وعادت للتلاعب بتخفيض الوزن واستحداث رغيف فينو جديد بسعر جنيهين، بزعم ارتفاع أسعار الدقيق.
تبيع مخابز الفينو حاليًا الرغيف وزن 40 جرامًا بجنيه واحد، ووزن 90 جرامًا بجنيهين. ورغم تراجع الطن بقيمة ألف جنيه أخيرًا، ظلت الأحجام والأسعار كما هي دون تغيير.
يقول عبدالله غراب، رئيس شعبة المخابز باتحاد الغرف التجارية، إن الكروت الجديدة ستتيح للمواطن شراء الخبز التمويني بسعر حر وفقًا لتكلفته المتغيرة شهريًا، والذي من المتوقع أن يتراوح بين 60 و75 قرشًا.
وكانت الشعبة العامة للمخابز بالاتحاد العام للغرف التجارية، هي صاحبة ذلك المقترح الذي تم تقديمه لوزارة التموين، وقامت بدراسته بصرف الكارت الجديد على أن يتم شحنه على غرار كروت الهواتف المحمولة بأسعار تبدأ من 20 جنيهًا.
أضاف غراب أن الدولة يمكنها مواجهة استغلال بعض المخابز ورفعها سعر الخبز عبر المنظومة الجديدة التي ستكلف الدولة بعض الأعباء فيما يتعلق بالكروت والربط. لكنه سيساعدها على إحكام قبضتها والحد من الجشع في المقابل.