في التاسع عشر من يناير/ كانون الثاني الجاري، وخلال خطاب للأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، تطرق الأخير إلى الوضع الاقتصادي لمصر. وحملت كلماته بين طياتها انتقادًا للسياسة المصرية.
“أدعوكم إلى مراقبة موضوع مصر والأردن. لكن مصر على وجه الخصوص التي هي أول دولة أقامت سلام مع العدو الإسرائيلي وعملت كامب ديفيد وملتزمة بالمعاهدة التزام دقيق، حسنًا مع الأمريكان إلى ما شاء الله، أفضل العلاقات مع السعودية، أفضل العلاقات مع دول الخليج، وتسير مع صندوق النقد الدولي. أين أصبحت مصر، ما هو وضعها الآن؟”، هكذا قال نصر الله.
وتابع بنبرة ساخرة: “هل لبنان أهم لأمريكا من مصر؟ هل لبنان أهم لأوروبا من مصر؟ هل لبنان أهم للسعودية من مصر؟ هل لبنان أهم للخليج من مصر؟ ما الذي ينقص دول الخليج أن تأتي بـ 100 مليار، 200 مليار، 300 مليار -يحسبوا حالهم عم يلعبوا كرة قدم. توجد دولة عربية على حافة الانهيار، الآن ومن سوء حظنا أنه في مصر رغم وجود لاعبين كبار ومهمين ومحترمين ودوليين، لكن ليس لدينا لا رونالدو ولا ميسي. حسنًا هذا نموذج ولا يوجد داع لنشرح فيه أكثر”.
في اليوم التالي مباشرةً، ردت القاهرة واصفةً تلك التصريحات بـ”العبثية، وليست سوى محاولة لاستدعاء بطولات زائفة”. غير أن مصدرًا مصريًا مطلعًا تحدث إلى صحيفة “الشرق الأوسط” ربط بين تصريحات نصر الله، و”تجاهل مصر للمغازلات الإيرانية الداعية لفتح قنوات اتصال بينهما”.
اقرأ أيضا: مصر وإيران ومراوحة المكان.. الرغبة باستعادة العلاقات لا تزال رهن التفاعلات الإقليمية
وقال المصدر: “هناك طلبات واتصالات متكررة من جانب طهران لمحاولة التقدم بالعلاقات مع مصر. وكان هناك تصور لدى الإيرانيين، بعد حضور وفدهم في قمة المناخ (كوب27) التي عُقدت في مدينة شرم الشيخ، ثم المشاركة إلى جانب مصر في قمة بغداد 2 التي استضافتها الأردن، أن هناك إمكانية لتطوير الأمور، لكن مصر لم تتفاعل مع ذلك”. وأضاف “حسابات مصر بشأن إيران دقيقة، وترتبط بعلاقات إقليمية وعربية. وتلتزم في إطار ذلك بالرؤية الشاملة لا المتغيرات اللحظية”.
تضعنا رابحة سيف علام، الباحثة في الشأن اللبناني وشؤون المشرق العربي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في الإطار الأوسع لتلك التصريحات ضمن سياق استهداف الحاضنة العربية للبنان عموما. “حزب الله اليوم هو جزء من مشروع التمدد الإيراني، ورأس حربة هذا المشروع بالمنطقة… ومصر عضو مهم في أي معادلة عربية. صحيح أنها لا تصطدم بإيران على شاكلة دول الخليج، ولكن هدفها وجود حاضنة عربية للبنان وليس إيرانية”.
وتضيف لـ”مصر 360″ أن الدبلوماسية المصرية عمومًا في لبنان تنتهج سياسة التواصل مع جميع الأطراف السياسية، على أرضية الإعلاء من قيمة الدولة اللبنانية ودون الدخول في حسابات طائفية أو حزبية؛ ما جعلها على مسافة واحدة من الجميع، وأكسبها موثوقية الجميع.
يدعونا ذلك إلى النظر في طبيعة الدور المصري بلبنان وجذوره، وما هي المقاربة السياسية التي تعتمدها في التعامل مع الأزمة السياسية التي تعيشها بيروت حاليًا، في ظل فراغ رئاسي وتقييد لعمل الحكومة وأزمة اقتصادية حادة، وسخط شعبي كبير.
نظرة تاريخية
كانت مصر أول دولة عربية اعترفت باستقلال لبنان في الأربعينيات. إذ شكّلت القاهرة مركزًا للتفاوض على استقلال لبنان عام 1943. واستضافت اجتماعًا حضره رئيس الجمهورية اللبنانية بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح، برعاية رئيس وزراء مصر الأسبق مصطفى النحاس باشا.
بلغت العلاقات المصرية اللبنانية أوّجها فى عهد جمال عبد الناصر، خصوصًا مع إعلان الجمهورية العربية المتحدة (الوحدة المصرية مع سوريا). لم يكن وجود لبنان كدولة جوار مع دولة الوحدة هو مصدر الاهتمام فقط، فقد كانت الدولة المصرية تعتبر أن الأردن وسوريا ولبنان جزءٌ لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.
في تلك المرحلة مرت العلاقة بمنعطفات حادة إذ كان الانقسام اللبناني قائمًا على الولاء والعداء للقومية العربية والمد الناصري. رفض الرئيس اللبناني كميل شمعون، قطع العلاقات مع دول العدوان الثلاثي على مصر، وتقرب من حلف بغداد (أحد أحلاف حقبة الحرب الباردة، للوقوف بوجه المد الشيوعي في الشرق الأوسط، وضم بريطانيا والعراق وتركيا وإيران).
وعند قيام الوحدة بين مصر وسوريا، دعم رئيس الوزراء اللبناني السني رشيد كرامي، جمال عبد الناصر. كما طالب اللبنانيون المسلمون من الحكومة اللبنانية انضمامهم للدولة العربية المتحدة. في حين أبقى المسيحيون على تحالفهم مع الدول الغربية، بحسب “المعهد المصري للدراسات“.
ومن العلامات الفارقة في تلك المرحلة “اجتماع الخيمة” عام 1959، بين الرئيسين عبد الناصر وفؤاد شهاب على الحدود بين لبنان وسوريا، كتعبير عن الاحترام الكامل للسيادة اللبنانية. إلا أن تلك العلاقة المتشابكة ظلت تؤثر داخليًا على الوضع السياسي بلبنان، وحملت معها آثارًا مختلفة من صراع بين “التيارات العروبية” و”التحالفات المسيحية”.
بعد رحيل عبد الناصر وتولي أنور السادات الحكم، استمرت العلاقة إلى أن توترت مع توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978. دون إغفال ما كان يعنيه لبنان في تلك المرحلة، كساحة تقاطعات دولية وإقليمية كان حضور منظمة التحرير الفلسطينية أحد أبرز ركائزها، بحسب ما يشير الكاتب اللبناني مهدي عقيل.
لكن مع عودة مصر للصف العربي مجددا في عهد حسني مبارك، شكلت حقبة رفيق الحريري (1992ـ 2005)، فترة ذهبية في تاريخ العلاقات. ولعبت القاهرة دورًا في عملية إعادة الإعمار عقب انتهاء الحرب الأهلية.
بعد اغتيال الحريري، ظهر الدور المصري على الساحة اللبنانية. وازداد تأثيره في المجريات الداخلية مع تصاعد الصراع السوري-السعودي، فساهمت مصر في إنهاء الفراغ الرئاسي الأول مع انتخاب الرئيس ميشال سليمان -عام 2008- الذي طرحت القاهرة اسمه لحل الأزمة.
وخلال العدوان الإسرائيلي عام 2006، أكدت مصر على حق لبنان في مقاومة الاحتلال. كما قررت التكفل بإصلاح كافة محطات الكهرباء التى دمرها العدوان الإسرائيلى، بأيدي المهندسين المصريين والمعدات المصرية. كما نفذت جميع الأعمال الكهربائية اللازمة لإعادة التيار إلى الشبكة الكهربائية بالأماكن المتضررة جراء القصف الإسرائيلي.
العلاقات بعهد السيسي
مع قدوم الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحكم، كانت العلاقات الخليجية اللبنانية تمر بأزمة حادة على خلفية أن الدولة اللبنانية لم تحد من تورط حزب الله -المدعوم من إيران- في اليمن. لكن بقيت العلاقات المصرية اللبنانية بمنأى عن الأزمة الخليجية الإيرانية. وتبدى ذلك في تصريحات السيسي عام 2018 حين أرادت السعودية فرض عقوبات على “حزب الله”.
وقال الرئيس وقتها، إنه يعارض فكرة توجيه ضربات عسكرية ضد إيران أو جماعة حزب الله. “لست مع الحرب… أنا ضد الحرب.. لنا تجربة في الحرب.. إنها خسائر في كل شيء.. خسائر مادية وبشرية. ممكن الحوار والنقاش أن يجد حلًا لأزمات كثيرة موجودة”.
وأضاف “أمن الخليج خط أحمر ويجب على الآخرين ألا يتدخلوا في شؤوننا.. وكما نقول إننا لا نريد حروبًا عليهم أيضا أن يحرصوا على ألا تصل الأمور إلى شكل من أشكال التصادم لأن هذا ليس من مصلحتنا كلنا”.
في تحليله لمجلة “ناشيونال إنترست“، يقول عدنان ناصر، مُحلّل مستقل للسياسة الخارجية وشؤون الشرق الأوسط: “من وجهة نظر مصر، فهي غير مهتمة باستهداف أي حزب سياسي معين، وتصر على العمل مع لبنان دون شرط تعطيل أي نشاط إقليمي مزعوم لحزب الله… لا يمكن التقليل من هذه النقطة. من خلال قبول الواقع السياسي الحالي للبنان، تعتبر مصر حليفًا موثوقًا ويمكن أن تحقق بالدبلوماسية والمشاركة الاقتصادية ما لم يستطع الخليج تحقيقه بسياسة العزلة. وهو تقريب لبنان من العالم العربي”.
ووفق الكاتب اللبناني مهدي عقيل، تعد مصر “الدولة العربية الوحيدة القادرة على التحدث مع جميع الأطراف اللبنانية”. إذ يرى أنها قاربت عددًا من الملفات اللبنانية “بطريقة استثنائية” في السنوات الأخيرة.
فمن المساهمة في انتخاب مفتٍ جديد للجمهورية اللبنانية -بعد خلافات سنية- إلى المشاركة الفاعلة في الجهود التي أدت إلى إطلاق سراح رئيس الحكومة، سعد الحريري “خلال وجوده بالسعودية”، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017. فضلاً عن حضورها على خط التماس اللبناني ـ الإسرائيلي عند حدوث توترات. وكذلك المساهمة في حل أزمة انتخاب ميشال عون (عام 2016) بعد فراغ رئاسي دام لسنتين ونصف.
كيف صنعت مصر مكانتها؟
تقول الباحثة رابحة علام، إن مصر “لديها تأثير وكلمتها مسموعة” نظرًا للعمق والامتداد التاريخي. لكن خلال الأعوام الماضية كان هناك صدى جيد للجهود المصرية ضمن المجتمع اللبناني العادي، وليس فقط النخبة السياسية لتوفر حالة من الدعم -رغم قلة الموارد- مثل المنتجات التي تدخل السوق اللبناني بأسعار جيدة وتعوّض المنقوص.
وعند انفجار مرفأ بيروت -عام 2020- حدث دعم غير مسبوق من جسر جوي مفتوح وضخم في مساعدات بكل المجالات الطبية والبناء والغذاء وغيره. بجانب المشاركة في المؤتمر الدولي لدعم لبنان. وهو ما “خلق حالة من الامتنان لمصر”.
إضافة إلى ذلك، نشط المستشفى المصري العسكري -تأسس عام 2006- خلال أزمة جائحة كورونا وفي أعقاب انفجار المرفأ. وقد ساهم إجمالًا في علاج ما يزيد عن مليون ونصف المليون مريض. وتعززه مصر باستمرار بالأطقم الطبية والمعدات اللازمة.
توضح علام أن المشفى “يدخله الجميع في لبنان دون أن يسئلوا عن هويتهم أو جنسيتهم ودون مقابل. وذلك في ظل انهيار الخدمات الصحية اللبنانية، ما يخلق صورة إيجابية أمام الجمهور العادي قبل النُخب، حيث دول أخرى تقدم خدمات على أساس الهوية والطائفة وتمارس بعض العنصرية”.
يُذكر أن مصر أنشئت جامعة بيروت العربية كأول جامعة تعليمية عربية في لبنان. كما تستمر في إرسال البعثات الأزهرية لمساجد لبنان، الأمر الذي يجعلها وإلى هذا اليوم المؤثر الأول في دار الفتوى اللبناني. ناهيك عن التدريبات والمساعدات التي تقدمها للجيش اللبناني.
تُضفي أيضًا جمعية الصداقة المصرية – اللبنانية بُعدًا آخر داعمًا لتلك العلاقة. وتحظى باهتمام بالغ من قبل المسئولين. ويُبنى التواصل الاقتصادي إلى حد كبير من خلال تكثيف الزيارات التي باتت عنوانًا رئيسيًا لتطور العلاقة، بحسب صحيفة “الحياة” اللندنية.
وتحتل لبنان المرتبة الـ13 للدول المستثمرة في مصر باستثمارات وصلت 1.2 مليار دولار، ونحو 1904 شركات لبنانية تتركز استثماراتها في القطاع المالي والصناعي والخدمي والعقاري. وارتفع حجم التجارة المتبادلة لنحو 580 مليون دولار في 2021، مقابل 420 مليونًا خلال 2020، بنمو 35.4%.
وفي يونيو/حزيران 2022، وقع مسئولون من لبنان وسوريا ومصر صفقة لاستيراد ما يقارب 23 مليار قدم مكعب سنويًا من الغاز الطبيعي المصري عبر خط أنابيب يمر عبر الأردن وسوريا إلى لبنان. ما يمنح المنازل اللبنانية أربع ساعات إضافية من الكهرباء في اليوم. وقد جاءت الصفقة بدفع أمريكي في محاولة لتقويض النفوذ الإيراني بلبنان.
تنبع قدرة مصر على التواصل مع مختلف الأطراف من جهودها الإنسانية والخدمية في المقام الأول. وهي دبلوماسية ذكية جدا -بحسب علام- لأنها تتواصل وتستثمر في الشعب على المدى الطويل. وتضيف الباحثة أن التواصل مع الكتل السياسية المختلفة جيد كذلك لأن “مصر لا تطرح أو تُملي أسماء -مثلما تفعل دول أخرى- وإنما تواكب المداولات الداخلية للبنانيين حتى يتوافقوا على مرشح يعًبر عنهم”.
الوضع السياسي الراهن
يمر لبنان الآن بفراغ رئاسي مجددًا، بعد انتهاء ولاية ميشال عون، وتعطيل عمل حكومة نجيب ميقاتي؛ نظرًا للخلافات بين الكُتل السياسية المختلفة، ما تسبب في شل عمل أجهزة الدولة، وسط تدهور اقتصادي.
تنحصر تلك الكُتل في أربع: كُتل حليفة مع حزب الله، سواء شيعة أو مسيحيين. وكتل مناوئة لنفوذ حزب الله وتسمى تيار السيادة. وكتلة قوى المجتمع المدني. وكتلة “قوى الاعتدال” من سُنة وبعض الطوائف الأخرى، ونشأت على تشرذم تيار المستقبل بعد انسحاب سعد الحريري من الحياة السياسية، بحسب ما توضح علام.
مصادر دبلوماسية عربية كشفت أن مصر انضمت إلى الدول التي ستعقد اجتماعًا دوليًا خاصًا بملفي الرئاسة والحكومة اللبنانيين، والمقرر عقده بداية الشهر المقبل. وحسب دبلوماسي عربي -تحدث لـ”عربي بوست” الممول قطريًا- فإن مصر تراجعت عن فكرة دعمها لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية (حليف النظام السوري ومرشح حزب الله) للرئاسة اللبنانية.
كما تراجعت عن فكرة إعادة تكليف رئيس الحكومة الحالية نجيب ميقاتي. وباتت، حسب المصدر نفسه، أقرب لتبني الموقف الأمريكي والخليجي لوصول قائد الجيش جوزيف عون للرئاسة، والإتيان بشخصية اقتصادية لرئاسة الحكومة.
اقرأ أيضًا: الأزمة السياسية في لبنان بين الاقتصاد والمجتمع
يرى “المعهد المصري للدراسات” أنه لم يكن ممكنًا للقاهرة أن تلعب هذا الدور لولا أنها تحظى بعلاقة ودية مع الرياض وجماعتها في لبنان من جهة. كذلك علاقاتها غير العدائية مع الأطراف المحسوبة على إيران والنظام السوري التي تتيح لها هامشًا أوسع في التأثير. كما تتمتع بقراءة سياسية متقاربة مع الموقف الفرنسي.
تقول رابحة علام: “السياسة المصرية في لبنان يميزها عن بعض الأطراف الأخرى -الأجنبية والعربية- أنها لا تنظر إلى أسماء وإنما معايير محددة. ففيما يتعلق بانتخابات الرئاسة التي تستدعي اهتمامًا دوليًا وإقليميًا فمصر فاعل أساسي فيه مثل فرنسا والولايات المتحدة والسعودية. وفي أوقات كثيرة كانت جزءًا من معادلة الحل للوصول لمرشح الرئاسة”.
وتضيف “مصر تطرح معاييرًا في المقام الأول وليس أسماءً. وترغب في شخص قادر على التواصل مع كل الأطراف -خاصة الخارجية والخليجية- وعلى إحياء العلاقات اللبنانية العربية بشكل جيد. وأن يكون واجهة للمجتمع الدولي الذي يملك كلمة السر في تمرير الإصلاحات المطلوبة والإنقاذ المالي. وفي نفس الوقت قادر على رأب الصدع الداخلي إثر حالة الاستقطاب السياسي متعددة الأوجه بين نخب قديمة وجديدة. أو من يصطفون مع حزب الله أو ضده”.
لذا تبحث مصر -والحديث لعلام- عن من يمد الجسور بين الطرفين ويُعلي قيمة الدولة لأن ما تمر به لبنان من انهيار يحدث بسبب التعدي على كيان الدولة سواء من ميليشيات أو كارتلات “تجمعات وتحالفات”الأعمال والمحتكرين ممن يعرقلون الإصلاح السياسي والأمني. “في النهاية المصلحة العليا لمصر وجود دولة لبنانية قوية على امتداد جوارها، فلبنان من ضمن البوابات الشرقية لمصر”.