بحث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ونظيره المصري سامح شكري، سُبل التهدئة في الأراضي الفلسطينية عقب موجة التصعيد الأخيرة، إضافة إلى ملفات أخرى كانت على أجندة الاجتماع أهمها سد النهضة والأوضاع في ليبيا والسودان.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي جمع الوزيرين بعد لقاءات أجراها بلينكن في القاهرة مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية سامح شكري، صباح اليوم الاثنين.

اقرأ أيضا.. مساعِدة الخارجية الأمريكية: ننتظر نتائج الحوار الوطني في مصر.. ولا تأكيد على حضور “بايدن” قمة شرم الشيخ

وفي حوار له مع قناة (العربية) أمس الأحد، قال وزير الخارجية الأمريكية إنه كان هناك هجمات إرهابية مروعة في اليومين الماضيين ندينها ونأسف لها، حدثت في فلسطين وإسرائيل، بحسب ما قال.

وأضاف أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث عنها، مضيفا أن هناك خسائر في أرواح المدنيين وهو أمر مقلق للغاية، كما أن الشيء الأكثر أهمية على المدى القريب بحسب قوله، هو محاولة الحصول على بعض الهدوء.

بلينكن الذي توجه مساء اليوم إلى إسرائيل بعد زيارة القاهرة، قال إنه سيتحدث عن الوضع هناك بعد التحدث إلى الحكومة الإسرائيلية وقيادة السلطة الفلسطينية.

السيسي يستقبل وزير الخارجية الأمريكي
السيسي يستقبل وزير الخارجية الأمريكي

أما عن الوضع في إيران والموقف الأمريكي مما يحدث حيال المظاهرات المستمرة هناك منذ أشهر، قال بلينكن:
“الفرصة أتيحت لإيران للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة نهاية الصيف الماضي. ولسوء الحظ، رفضوا ما كان مطروحًا على الطاولة ووافق عليه الجميع حينها، لكن ينصب تركيزنا الآن على العديد من الأشياء التي حدثت منذ ذلك الحين، بما في ذلك القمع المروع للشعب الإيراني في شوارع إيران حيث دافع الشباب والنساء على وجه الخصوص، عن حقوقهم الأساسية”.

وأضاف: “مصدر قلق العديد من بلدان العالم يتركز في دعم إيران لروسيا في حربها العدوانية ضد أوكرانيا، وتزويدها بطائرات بدون طيار وأنظمة أسلحة أخرى محتملة. هذا هو ما يتم التركيز عليه”.

كما أوضح بلينكن: “ما زلنا نعتقد أن الطريقة الأكثر فعالية للتعامل مع مخاوف المجتمع الدولي بشأن برنامج إيران النووي تتم من خلال الدبلوماسية. الدبلوماسية ليست أبدا خارج الطاولة. لكن الرئيس بايدن أوضح أيضًا أننا مصممون على ألا تمتلك إيران سلاحًا نوويًا، ويظل كل خيار مطروح على الطاولة لضمان عدم حدوث ذلك. لكن طريقنا المفضل سيكون الدبلوماسية”.

وعن الانتهاكات التي تقع في إيران ضد المتظاهرين قال بلينكن: “نقف ونتحدث نيابة عن أولئك الذين يحاولون ببساطة إيصال أصواتهم ودعم حقوقهم. لقد طاردنا أولئك الذين تورطوا في قمعهم، من خلال العقوبات، ومن خلال تصنيفهم بطرق مختلفة. كما أننا سعينا إلى مساعدة الشعب الإيراني ليكون قادرًا على الاستمرار في التواصل مع بعضه البعض وكذلك مع بقية العالم من خلال تكنولوجيا الاتصالات”.

يؤكد بلينكن: “أعتقد أن هناك تضامنا هائلا حول العالم مع الشعب الإيراني، الذي يحاول ببساطة أن يدفع النظام لاحترام حقوقه الأساسية”.

من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الأمريكي أن أمريكا تدعم الشعب الإيراني في مطالبه، لكن هذه القرارات تخصهم وحدهم: ” لا نحن ولا غيرنا”.

وفيما يخص تطور العلاقات مع السعودية بعد قرار “أوبك +” بخفض إنتاج البترول، علق “بلينكن”: “كانت هناك علاقة مهمة مع المملكة العربية السعودية لعقود، ولأجيال، عبر الإدارات الأمريكية وعبر القادة في المملكة العربية السعودية. والآن تتطور”.

وأضاف: “من وجهة نظرنا، فإن الشيء المهم الذي يجب فعله هو التأكد أن هذه العلاقة تعكس تمامًا اهتماماتنا وقيمنا، وهذا شيء غير ثابت”.

وأثنى بلينكن على بعض الخطوات السعودية، قائلا: “كانت لدينا المخاوف التي عبرنا عنها بشأن قرار أوبك + في أكتوبر، أعتقد أننا منذ ذلك الحين رأينا المملكة العربية السعودية تفعل بعض الأشياء الإيجابية للغاية، على سبيل المثال، تقديم دعم كبير للغاية ودعم إنساني لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، وكذلك التصويت لصالح ميثاق الأمم المتحدة ضد هذا العدوان”.

يشير بلينكن كذلك إلى: “العمل الذي تقوم به الإدارة الأمريكية والحكومة السعودية في محاولة إنهاء حرب اليمن، وهي واحدة من أسوأ الحالات الإنسانية في العالم”. هذا أمر مهم للغاية”.

وفيما يخص تغير المشهد العراقي بوصول رئيس وزراء جديد، يقول وزير الخارجية الأمريكية: “تحدثت مع رئيس الوزراء السوداني ونحن منخرطون للغاية مع الحكومة العراقية. أعتقد أن هناك شيئين مهمين. أولا بالطبع، الشراكة الدائمة لمواصلة التعامل مع داعش حسب الضرورة للتأكد من عدم قدرتها على الانخراط في أعمال تقتل الأبرياء مجددا. وما زلنا منخرطين للغاية في دعم قوات الأمن العراقية والتأكد من أن لديهم الوسائل للاستيلاء على ما تبقى من داعش والتأكد من أنه لا يمكن أن يرتد مرة أخرى”.

في الوقت ذاته يؤكد بلينكن أن هناك أيضا شراكة أوسع بكثير مع العراق، هناك اتفاقية إطار عمل استراتيجي مع العراق تقوم أمريكا بتنفيذها. يضيف: “نعمل على سبيل المثال لمحاولة مساعدة العراق على تطوير اقتصاده بشكل أكبر. هذا شيء نأخذه على محمل الجد، ونأمل أن يساعد هذا الأمر في تحسين حياة الشعب العراقي.

وزير الخارجية الأمريكي أشار إلى أهمية أن يستمر العراق في الاندماج الكامل في المجتمع العربي الأكبر، وأن تساعد الدول الأخرى في قيادة هذا الجهد، بما في ذلك مصر.

وعن تطورات الوضع الليبي، قال وزير الخارجية الأمريكية: “ما نؤيده في هذه المرحلة هو الحاجة إلى إجراء انتخابات حتى تكون هناك حكومة واضحة وشرعية تعكس متطلبات الشعب الليبي. ومن الواضح أن هذا ما يريده الشعب الليبي. لذا فإن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لديه خطة لمحاولة الانتقال إلى الانتخابات في أقرب وقت ممكن. هذه هي الخطوة التالية الأكثر أهمية. هكذا تحصل أخيرًا على الوحدة في البلد وحكومة شرعية تستجيب لما يريده الشعب”.

أما الموقف على الحدود التركية السورية وموقف الولايات المتحدة قال وزير الخارجية: “دفعنا الجميع لمحاولة تهدئة الأوضاع. وما لا نحتاجه، وأعتقد أن الجميع كذلك، هو توغل عسكري في شمال سوريا. بطبيعة الحال، لأنه وبطبيعة الحال يسبب أضرارا جسيمة للمدنيين والأبرياء”.

كما أكد: “تركيا لديها مصالح أمنية مشروعة. ليس هناك خلاف على ذلك. لكن يمكن التعامل مع هذه المصالح بشكل فعّال دون تدخل عسكري”.

أما ما يتعلق بتعامل الولايات المتحدة مع النظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد، قال بلينكن: “نحن واضحون للغاية. لا ندعم التطبيع. مضيفا: “الأمم المتحدة اقترحت عملية تدريجية تؤدي إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة في سوريا، طريقة سياسية للمضي قدمًا. نحن ندعم ذلك. لكن لسوء الحظ، لم يفعل نظام الأسد الأمر نفسه ورفض الانخراط في هذه العملية”.