خلال مراهقته، تردد الفتى الهادئ الانطوائي باستمرار على مسجد “فجر الإسلام” في شبين الكوم بمحافظة المنوفية. لا نعلم تحديدًا متى تأثر بتنظيم “الجهاد الإسلامي” المصري. ولكن ما نعلمه أنه في ذلك المسجد تأثر بالأفكار المتشددة.

بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، حصل على درجة البكالوريوس في الأعمال، ثم التحق بالجيش، حيث تخصص في القفز بالمظلات. لسنوات، تدرج في الرتب حتى وصل إلى رتبة عقيد بالقوات الخاصة عام 1987.

ولكن في ربيع ذلك العام أُلقي القبض عليه فيما سمي بقضية الأمن القومي رقم 401 حيث محاولة تنظيم الجهاد -المتورط في اغتيال السادات- اغتيال وزير الداخلية حسن أبو باشا وتفجير مبنى البرلمان.

كان ضمن آلاف آخرين، ولم تكن الأدلة كافية لإثبات تورطه. لذا أُطلق سراحه مع تسريحه من الخدمة في الجيش. وبنفس العام قاده شقيقه إلى مطار القاهرة ليصعد على متن رحلة متجهة إلى مكة، حيث كان ينوي أداء فريضة الحج ثم البحث عن عمل.

ستكون هذه المرة الأخيرة التي يراه فيها أي فرد من عائلته. بعد عام، سيصل شخص غريب إلى عتبة منزل أخيه حاملًا سترة صاحبنا. قال الغريب للأخ إن شقيقه وجد بالفعل عملًا في السعودية كبائع، لكنه قُتل في حادث سيارة. طلبت عائلته المفجوعة من السلطات السعودية معرفة المزيد من التفاصيل حول كيفية الوفاة، دون جدوى.

بسبب الحزن، تدهورت صحة والدته وأصيبت بسكتة دماغية ماتت بسببها. وفي غياب أي اتصال، أعلنت محكمة الأسرة في شبين الكوم وفاة محمد صلاح الدين عبد الحليم زيدان. وقد كان ذلك صحيحا بشكل ما؛ فمحمد زيدان مات بالفعل، وولد مكانه شخصُ آخر يٌدعى: “سيف العدل”.

“سيف العدل” زعيمًا جديدًا للقاعدة

في السادس عشر من فبراير/شباط 2023، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن المواطن المصري المقيم في إيران، سيف العدل، أصبح زعيم تنظيم القاعدة بعد مقتل أيمن الظواهري في يوليو/تموز 2022. وقالت الوزارة “تقييمنا يتوافق مع تقييم الأمم المتحدة، أن الزعيم الفعلي الجديد للقاعدة سيف العدل يتخذ من إيران مقرًا له”.

لكن الجماعة لم تعلن عنه رسميًا “أميرًا” بسبب الحساسية لمخاوف سلطات حركة “طالبان” في أفغانستان، التي لم ترغب في الاعتراف بأن الظواهري قُتل بصاروخ أمريكي في منزل في كابول العام الماضي، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة. بالإضافة إلى الحساسية الكبيرة لتنظيم “القاعدة” الإسلامي السني تجاه قضية سيف العدل المقيم في إيران الشيعية.

غير معروف على وجه الدقة تاريخ ميلاد سيف العدل، ويرجح أنه إما في 11 إبريل/نيسان 1960 أو ذات اليوم من 1963. وهو أحد الذين ساعدوا في بناء القدرة العملياتية للتنظيم، ودرّب بعض الخاطفين الذين شاركوا في هجوم 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة، وقبلها تفجير السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا.

في مذكراته لعام 2005 عن أبو مصعب الزرقاوي (أحد أبرز القيادات الجهادية)، كتب سيف أن “الله أرشدني لفهم الإسلام النقي في أوائل الثمانينيات”، في إشارة لتحوله إلى “الإسلام الراديكالي” في أوائل العشرينات من عمره.

اقرأ أيضًا: “القاعدة” تفقد هويتها.. مواجهة “العدو البعيد” أصبحت “بعيدة”

وقد أظهر في تلك المرحلة من حياته الجهادية –بحسب مركز مكافحة التطرف الأمريكي– ميلًا نحو استقلالية العقل. إذ كتب في وقت القضية 401 “وجدت أن الإخوة في حركة الجهاد والجماعة الإسلامية يفتقرون إلى الخبرة العملية التي تمكنهم من تحقيق التغيير المنشود [بالمجتمع]. في رأيي، كان ذلك بسبب الحماس المفرط الذي أدى للتسرع في العمل أو التهور أحيانًا”.

ووفق الباحث في الحركات الإسلامية، أحمد سلطان، فإنه “كان هناك عهد من عناصر وقيادات التنظيم بتولّي سيف العدل القيادة حال غياب الظواهري، وحدثت خلافات حول تولّي شخص قيادة القاعدة يُعتقد أنه موجود في إيران. وكان هناك اتجاه لتصعيد شخص آخر، لكن الوحيد الذي جرت مبايعته كان سيف العدل، وكان صعبًا على التنظيم نقض البيعة”.

وأضاف “سيف العدل يتحكم في المجلس العالمي للقاعدة، مجلس الشورى، الذي يضم قادة الأفرع الخارجية، وداخله أبو همام السوري صِهر سيف العدل، وأحمد عمر ديري، أمير حركة الشباب الصومالية والمحسوب على سيف العدل، وعبد الكريم المصري، وغيرهم من القيادات المرتبطة بسيف العدل”.

صورة سيف العدل كما نشرتها وزارة العدل الأمريكية معنونة بـ"أخطر الإرهابيين المطلوبين"
صورة سيف العدل كما نشرتها وزارة العدل الأمريكية معنونة بـ”أخطر الإرهابيين المطلوبين”

ويذكر علي صوفان، المحقق السابق بمكتب التحقيقات الفيدرالية، أن سيف العدل كان في إيران منذ عام 2002 أو 2003. في البداية رهن الإقامة الجبرية، ثم حرًا فيما بعد بما يكفي للقيام برحلات إلى باكستان.

وكتب صوفان، في مقال لمجلة “سي تي سي”: “سيف أحد أكثر الجنود المحترفين خبرةً في الحركة الجهادية العالمية، وجسده يحمل ندوب المعركة.. عندما يتصرف، يفعل ذلك بكفاءة لا تعرف الرحمة”.

وقد سافر من السعودية إلى أفغانستان عام 1989، ومنذ ذلك الحين  قدم تدريبات عسكرية واستخباراتية في دول مختلفة، بما في ذلك أفغانستان وباكستان والسودان واليمن، لأعضاء القاعدة والجماعات التابعة لها.

في عامي 1992 و1993، قدم تدريبات عسكرية لرجال القبائل الصومالية الذين قاتلوا ضد القوات الأمريكية في مقديشو خلال عملية “استعادة الأمل”. ثم في 1998 تورط في تفجير السفارتين الأمريكيتين بنيروبي ودار السلام.

وأشرف لاحقًا على تهريب أفراد القاعدة إلى إيران بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان. وكان أحد القلائل داخل القاعدة الذين عارضوا تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول بسبب مخاوفه من تسببها في إسقاط حركة “طالبان”. ولكن عُرف بولائه الشديد لزعيم التنظيم أسامة بن لادن، رغم الخلافات الكثيرة.

لسنوات، أعتقد بعض المحللين أن سيف العدل كان عقيدًا مصريًا سابقًا في القوات الخاصة اسمه محمد إبراهيم مكاوي. في الواقع، لا يزال مكتب التحقيقات الفيدرالي يدرج هذا الاسم كأحد الأسماء المستعارة لسيف العدل، والمعروض 10 ملايين دولار للقبض عليه.

بدت الحقائق متوافقة مع هذه الفرضية. مثل سيف، ينحدر مكاوي من الدلتا وخدم كلا الرجلين في القوات المسلحة، وواصل كلاهما قتال السوفييت في أفغانستان في أواخر الثمانينيات، وكلاهما يتبنى آراء سلفية جهادية. لكنهما ليسا نفس الشخص. “لقد أوهم وكالات الاستخبارات الأجنبية بموته منذ شبابه، وجعلها تعتقد أنه شخص آخر تمامًا”، يقول علي صوفان.

الرحلة تبدأ من أفغانستان

يقول أحد مسئولي المخابرات المصرية “لم يكن أبدًا جزءًا من أي منظمة جهادية … حتى انتقل إلى أفغانستان ووجد هدفه”.

يُعتقد أن سيف العدل التقى بابن لادن في السعودية خلال إحدى رحلات الأخير إلى مسقط رأسه لجمع التبرعات للجهاد الأفغاني. ويرجح أن سيف العدل انتقل منها إلى أفغانستان حيث شارك في المعارك ضد القوات السوفيتية التي كانت بصدد الانسحاب.

في العامين الأولين من التسعينيات، كان مقره في بيشاور بباكستان، حيث قام برحلات عبر الحدود الأفغانية ليخدم خلال هذه الفترة كمُدرب في معسكر بالقرب من خوست، أفغانستان. وتولى مهمة تدريب المقاتلين على استخدام الصواريخ التي أعطتها أمريكا للمجاهدين ضد الطائرات العمودية الهجومية الروسية من طراز “مي 24” المزودة برشاشات ثقيلة والتي كانت تثير الرعب بين المقاتلين الأفغان، قبل الحصول على هذه الصواريخ.

في نهاية 1992 قال سيف لأحد الجهاديين الفلسطينيين: “الحرب في أفغانستان على وشك الانتهاء. سننقل الجهاد إلى أجزاء أخرى من العالم”.

وبعد الانسحاب السوفييتي ودخول المجاهدين إلى العاصمة كابول اندلعت المواجهات والمعارك بين رفاق السلاح السابقين. في هذه الفترة قرر بن لادن نقل نشاطات القاعدة إلى السودان، وساعده سيف العدل في إقامة معسكرات تدريب هناك على استخدام المتفجرات في تدمير الأبنية.

وانطلاقًا من السودان وسّعت القاعدة أنشطتها في القرن الإفريقي. قدم سيف العدل التدريب للمقاتلين في الصومال لمواجهة القوات الأمريكية حيث تم إسقاط طائرتين عموديتين من طراز “بلاك هوك” في مقديشو عام 1993 وقتل 18 جنديًا أمريكيًا، وأصيب العشرات في المعارك.

بالإضافة لذلك، درب المقاتلين على عمليات الخطف والاغتيال. وبفضل القدرات والمؤهلات العسكرية التي يمتلكها تدرج سريعًا في التسلسل الهرمي للقاعدة، ليشغل منصب رئيس اللجنة الأمنية بمنتصف التسعينيات. وقد طوّر نظامًا لحماية اتصالات القاعدة، استخدم فيه معرفته بعلم التشفير لابتكار نظام كود “صلاح الدين”. وانشأ جهاز مخابرات للقاعدة لاكتشاف الجواسيس، وقد تمتع هذا الجهاز بفاعلية كبيرة وأنقذ بن لادن من الاغتيال في مناسبات عدة.

ويعود الفضل لسيف العدل في إقناع أسامة بن لادن بتقديم المساعدة المالية لمجموعة أبو مصعب الزرقاوي -التي ستتحول لاحقًا إلى تنظيم الدولة “داعش”- لإقامة معسكر تدريب في ولاية هيرات الأفغانية بالقرب من الحدود الإيرانية. ولعب المعسكر دورًا كبيرًا في تسهيل حركة الجهاديين من وإلى أفغانستان عبر إيران، بعد أن بدأت الحكومة الباكستانية في ملاحقة “الأفغان العرب” الذين كانوا ينشطون على أراضيها.

وحسب شهادة خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، فإن بن لادن والمسئول العسكري في التنظيم محمد عاطف (أبو حفص المصري) وافقا في ربيع 1999 على تنفيذ الهجمات. وتم إطلاع سيف العدل على المخطط في إبريل/ نيسان 2001، رغم معارضته لتنفيذه.

البقاء والتكيّف في طهران

نجح سيف العدل في إقامة علاقات مع أطراف متعاطفة في إيران، وأقام محطات طريق بمدينتي طهران ومشهد للمجاهدين المتجهين إلى أفغانستان. وكانت رحلاته متكررة من قندهار إلى هرات لمراقبة عمليات الزرقاوي والمساعدة فيها. كما استغل هذه الفرص لتعميق اتصالاته في إيران، رغم أنه يقول إنها كانت مع “أشخاص فاضلين” هناك وليس مع الحكومة الإيرانية.

ويُعتقد أنه أنشأ صلات في التسعينيات مع “حزب الله” اللبناني، ودرب عماد مغنية، أحد أهم وأخطر قيادات الحزب العسكريين، على استخدام المتفجرات لتدمير المباني.

بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان، لعب سيف أيضًا دورًا رائدًا في توجيه الموارد البشرية للقاعدة في محاربة الولايات المتحدة وقوات التحالف، وقد كان زعيمًا للجنة “حطين” التي تحكم وتنسق أنشطة الجماعة العابرة للحدود. وبينما فر بعض القادة إلى الجبال على الحدود الشرقية لأفغانستان، عبر بعضهم الحدود الغربية إلى إيران. وكان سيف مسئولًا عن هذه الوحدة.

مستغلًا التمويل من الداعمين في السعودية والإمارات والكويت، أجّر منازل لأفراد القاعدة في إيران. بعد ذلك بوقت قصير، أعاد سيف العدل الاتصال بقيادة القاعدة في أفغانستان وبدأ في تنظيم مجموعات من المقاتلين للعودة إلى هناك ودعم التمرد.

في أوائل 2003، اعترفت إيران علنًا بأن لديها العديد من أعضاء القاعدة، بمن فيهم قيادات، رهن الاحتجاز. لكنها لم تذكر علنًا أيًا من هؤلاء الأشخاص. وكانوا تحت الإقامة الجبرية في حراسة الحرس الثوري الإيراني. وقال حينها محللون إنه من المحتمل أن تكون الحكومة الإيرانية تحتجز سيف العدل والآخرين كورقة مساومة وكرادع في تعاملاتها المتوترة مع الحكومة الأمريكية.

ويعتقد بعض مسئولي المخابرات الأمريكية أنه ربما لعب دورًا مباشرًا في تنظيم هجمات في المملكة العربية السعودية وأماكن أخرى، حينما كان في إيران.

بحلول نهاية عام 2010، سُمح له بالعودة إلى وزيرستان في شمال باكستان، حيث كانت مركزًا للقاعدة. وفي مايو/أيار 2011 تمتع سيف العدل بحرية كافية للعمل كقائد مؤقت للقاعدة، بعد وفاة بن لادن وقبل تنصيب الظواهري.

ورغم الولاء، غالبًا ما كان لديه خلافات مريرة حول الاستراتيجية مع بن لادن ونائبه الظواهري. ووصفه الحارس الشخصي السابق لبن لادن، ناصر البحري، بأنه الزعيم “الأقل تأثرًا بمقتل المدنيين الأبرياء”.

سيف العدل (وكالات)
سيف العدل (وكالات)

أي مستقبل للقاعدة؟

في يناير/كانون الثاني 2021، أي قبل أسبوع تقريبًا من تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن، قال وزير الخارجية آنذاك مايك بومبيو، إن سيف كان يضع “تركيزًا جديدًا على العمليات العالمية والتخطيط لهجمات في جميع أنحاء العالم”.

ليس من الصعب تخيل أن سيف العدل، الذي كان مع القاعدة منذ البداية وساعد في التخطيط للعديد من هجماتها الأكثر قوةً، قد يسعى إلى توجيه المنظمة مرة أخرى نحو “الجهاد العالمي”. “باستثناء بن لادن نفسه”، من الصعب التفكير في أي شخص لعب دورًا مركزيًا في جميع الأحداث التكوينية للقاعدة أكثر من سيف العدل”، يشير مركز مكافحة التطرف.

ويضيف أنه “قائد عسكري عنيد ومبتكر. لديه خبرة في تطوير بروتوكولات استخباراتية وأمنية فعالة. لقد عمل على تطوير علاقات شخصية قيّمة وطويلة الأمد بين المجموعات القوية من بلاد الشام (تحديدا في شمال سوريا) إلى أفغانستان”.

ويُقال إنه “يتمتع بمستوى عالٍ من التعليم ولديه لغة إنجليزية جيدة”. ويصفه زملاؤه السابقون بأنه “دبلوماسي ماهر” يمتلك “لسانًا لاذعًا”، ومن المعروف أنه يواجه عدم الولاء بقوة سريعة وقاسية. ورغم ذلك أظهر موهبةً في كرة القدم وميلًا للنكات.

اقرأ أيضًا: “سيف العدل”.. هل يخلف رجل الاستخبارات الإيرانية “الظواهري” في قيادة “القاعدة”؟

تقول إذاعة NPR الأمريكية: “كونه في إيران لفترة طويلة من الزمن خلال معظم الحرب الأمريكية ضد القاعدة، حافظ على حياته من نواح كثيرة. والآن وضعه في موقع تولي قيادة المنظمة”.

لا يُعرف سوى القليل عن تحركاته أو أنشطته الحالية. ومع ذلك، فإن مكانة سيف الموقرة داخل الحركة، فضلًا عن خبرته العميقة كقائد عسكري واستخباراتي وأمني ومخطط إرهابي، تجعله أميرًا يحتمل أن يكون خطيرًا، بحسب “ويست بوينت“.

“كان سيف عضوًا مخلصًا، وقائدًا عسكريًا واستخباراتيًا ساعد في تحويل القاعدة من عصابة فضفاضة من الميليشيات السابقة المناهضة للسوفييت إلى منظمة إرهابية دموية عالمية”. هكذا يقول المركز الذي يعتقد أن “سيف الأمير سوف يتمتع بفرصة نادرة لاجتذاب بعض أعضاء الدولة الإسلامية السابقين إلى القاعدة”.

ويلفت مركز “توني بلير للتغيير العالمي” إلى أنه رغم اضطراب القاعدة، فإن القدرة الأكثر أهمية للجماعة اليوم تظل قدرتها على إحداث ومفاقمة الصراعات التي تؤثر على الأمن الغربي بشكل غير مباشر على جبهات متعددة. ونرى هذا اليوم في إفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا بشكل متزايد.

لقد أثبتت القاعدة والجماعات التابعة لها أنهم الأكثر تكيفًا من بين مئات الجماعات الإرهابية اليوم. أظهرت عملياتهم في اليمن وأفغانستان وسوريا، كمثال، قدرة أكثر تعقيدًا على المدى الطويل، حيث أمّنت الطرق مع الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية على مدار العقد الماضي، وبنت درجة من الشرعية -وإن كانت صغيرة وهشة- بين السكان المحليين في مناطق تواجدها.