في الأيام المباركة، يلفتنا أن حالة نورانية تتشكل بداخلنا، نور يأتي مفاجأة أو نتواطؤ ليدخل قلوبنا، مثل هذا الحالة يكون هناك الظروف والأسباب والعوامل التي يمكن فهم بعض المشاعر المباغتة في ظلها، ولكن ماذا عن تلك المشاعر التي تقتحمنا ونرحب بها؟

الانجذاب المفاجئ، ما يقول عليه أحدهم انخطف، أو انخطفت، بعض الاوصاف التي ترافق اللقاءات الأولي، وبهذه المناسبة ليست هذه أوصاف تقتصر على العلاقات العاطفية، بل تمتد إلى علاقات الصداقة، وكل الأشكال المحتملة.

فمثل هذا الشعور الخاطف ملازم للقاءات الأولي وبدايات التعارف، وكما هي مرهقة البدايات.

مهيؤون للحب

نحن أبناء الظروف والبيئة المحيطة بنا، لا تعني كلمة البيئة هنا الحيز الجغرافي أو الاجتماعي، ولكنها تمتد لتشمل كل ما يحيط الانسان من ظروف، وضغوط، تلك التركيبة المعقدة والمتآلفة من ضغوط اجتماعية واقتصادية، إخفاقات، وأحلام انزوت أمام صعوبة الواقع، وفى كل هذا الكثير مهيأ للحب، مستعد للوقوع فيه.

الاستعداد لحدوث شيء أو الانتظار يضعف وربما يقضي على المقاومة، هذه المقاومة التي تعادل حالة الانجراف والانجذاب المفاجئ،  وليس هناك أسوأ من التسليم دون مقاومة، فمثل تلك الحالات تكون متجاوبًا ومنسحقًا، فأنت مهيأ للحب، وتُعيد تفسير كل شيء وفق هذا الاستعداد، فيتشعر بأي إحساس بشكل مضاعف مرة واثنين وربما ثلاث،  وهذا ما يعرضنا للتجارب الحزينة، والخسارات الكبيرة.

 

الأنوار المبهرة تُعمي

يحدث أن تلتقي بأحدهم فتشعر بانجذاب مبالغ تجاهه، نُصبح مثل الفراشات نقترب دون أن ننتبه لحقيقة مصدر الضوء أو مصدر الجذب.

في حالات الانجذاب المفاجئ يقع الانسان فريسة لأكثر من صياد، بدء من استعداده النفسي ورغبته في السقوط في الحب، واحساسه بالاحتياج، كل ذلك يقضى على أي فرصة لإعمال العقل ومحاولة تفحص وكشف حقيقة هذا الانجذاب، والصياد الآخر هو الانجذاب نفسه، والذي يكون من القوة بحيث تقع أسيرًا للشخص.

ورغم أن الناس تردد حكم ومقولات بشكل دائم، وتبقي الامثال الشعبية مفردات حوارية دائمة، ولكن ساعة القدر يعمي البصر، عندما ننجذب لأحدهم نتجمد، لا نفكر، وننسى تماما أن من يقبل عليك مسرعًا، ينصرف أيضاً بسرعة.

التأجيل المفيد

تدفعنا الذاكرة الجمعية لعدم التأجيل وإنجاز كل مهمة في وقتها، ويصبح هذا صحيح وحقيقي إلا فيما يخص المشاعر، فكرة الحب من اول لحظة، والخطف وما إلى ذلك من عبارات وحالات خيالية أليق بقصائد أو أغنيات،  أو حتى مشهد في فيلم رومانسي يتجاوز الحاجز الزمني وصولا للنهاية السعيدة، لكن الواقع غير ذلك.

الانجذاب القوي والمفاجئ لابد أن يرافقه جرس انذار، عليك أن تهدأ تتراجع إلى الخلف،  أو تدور حول شريكك، انت بحاجة لتقليل أثر طاقة الجذب، كل ثمر يحتاج الوقت لينضج.

الجذب يصنع حالة معطلة للعقل، يمنعك من اكتشاف الطرف الآخر، من محاولة الوقوف على أوجه التوافق والاختلاف مع الطرف الآخر، وتتميز حالات الجذب هذه بأنه قوية ومفاجئة، وأنها تصدر من شخص لديه حضور قوي ومبهر، وعندما تقع أسيرًا لهذه المشاعر عليك أن تهدأ تؤجل أي فعل وأي علاقة.

صاحب الجذب

كثير ممن يمتلك طاقة الجذب المبالغ فيها لا يعرفون عن أنفسهم ذلك، وهنا تكون المنطقة الفارقة والقرار الواضح بالابتعاد، إذا أن هذه النوعية التي يصدر عنها طاقة عالية سرعان ما تُصاب بالتوتر نتيجة القرب المبالغ فيه من آخرين، ومن ثم تحاول الهروب سريعًا، فإن كانت امرأة فإن اقتراب سيدة منها فهو أمر يدعو للريبة والقلق، وإذا كان رجل فهي ايضاً في حالة قلق، لا يختلف الأمر كثيرًا عندما تكون تلك الجاذبية مصدرها رجل، وإن كان الرجال اقل قلقا وتوترًا من النساء.

المشاعر تحتاج أن تنضج، أن تتشكل بالوقت، مفاهيم الجذب والخطف أليق بالعلاقات العابرة، بأجواء لعلاقة ستنتهي بعد قليل.