يبدو أن هوسا ما أصاب النساء هذا العام لتخزين الخضروات والفاكهة بطريقة التجميد، فانتشرت قبل شهر رمضان فيديوهات كثيرة مقارنة بالعام الماضي لسيدات يقمن بعملية “التفريز” وهي عملية تجميد لتخزين خضروات وفواكه الموسم الحالي بغرض استخدامها في أيام رمضان لتحضير الإفطار بدون تعب زائد، وبمجهود أقل، وربما ارتفاع الأسعار الأخير أدى للإحساس بعدم الأمان في الأسابيع القادمة.. ما دفع العديد من النساء لزيادة الكميات والأصناف المجمدة في فريزراتهن.

اقرأ أيضا: نون| 3 نساء ضحايا للعنف الزوجي.. واغتصاب طفلة في السودان.. وانتشار وسم “بناتنا فخرنا” تضامنا مع لاعب منتخب العراق

(1)

الفريزر: هو وحدة تخزين منفصلة أو متصلة بالثلاجة، وثبت علميا أنه كلما أمتلأت رفوفه بالأكياس والعلب والأطباق الفوم المغلفة بالنيلون.. كلما شعرت المرأة بالأمان والسعادة.

(2)

منذ أن زادت الأسعار في حركة التعويم الأخير للجنيه، والحِمل كله أترمى على ستات البيوت، فهمت كل السيدات العاملات وربات البيوت بأن الأيام القادمة مرحلة أخرى من التحدي، وبنصائح الرجال أو بدونها وبسماعها وعود الحكومة بتراجع الأسعار عما قريب أو بإحساسها أنها لن تعود كما كانت، فالمرأة المصرية معروفة بطرقها الخاصة في تدبير الأمور وخلق وجبات من أقل الموارد، واخترعت نظام “الجمعية” لتدبير فلوس لملابس الأطفال أو لسداد قسط مصروفات مدرسة أو تجهيز البنت، طرق مثل حفظ الخضروات في مواسمها لتفادي زيادة سعرها في غير موسمها مثل التجميد والتخليل والتجفيف هي كلها طرق اقتصادية رائعة عرفتها المرأة المصرية بفطرتها وخبرتها في ظل ظروف غلاء وبطالة تعرضت لها على مر العقود الأخيرة، وورثتها البنات من الجدات ليستمر فتح البيوت وإطعام الصغار ورتق الملابس وتدبيق الأمور المادية.

وفي شهر رمضان العبء يزيد، فالأيام التي كانت تمر ببيض مسلوق وبطاطس محمرة، أو بكشري أصفر أو شوية عدس.. لا تصلح في أيام شهر رمضان، فالصيام يستلزم أكلة تمام ومُشبعة، ربما في أواخر الشهر تلجأ الأمهات لهذه الأصناف او مرة في الأسبوع، ولهذا فتجد الأم نفسها هذا العام أمام خصم جديد، ففي الأعوام السابقة كانت تواجه عبء ضيق الوقت لإعداد الطعام وعبء المجهود وهي تقف وحدها قبل الإفطار وبعده في المطبخ، فهي هذا العام تواجه تحدي ارتفاع الأسعار وثبات الدخل، ويظل رجال البيت كما هم، بلا دور في المنزل، فهو يعتبر دوره ينتهي بعد انتهاء ساعات العمل.

(3)

الرجل المصري في رمضان: يتواجد في مكانين محددين في الفترة ما بين عودته للمنزل عقب العمل أو وحتى قبل مدفع الإفطار، المكانين هما: الكنبة أمام التليفزيون ممسكا بيده الريموت وفي اليد الأخرى هاتفه المحمول، والسرير حيث ينام، لأنه يا للهول صائم ومصدع ويعاني من الفرهدة لذا يجب أن يُريح جسده بالنوم او الاستلقاء. بينما زوجته أو أمه التي عادت من العمل أو الدراسة أو قضت يومها في المنزل تعاني مع صغارها لا تعاني من صداع ولا تعب ولا دوخة من المواصلات.

(4)

تقول الدراسات العلمية أن الصداع النصفي تزداد نسبته عند النساء بمقدار 3 أضعاف عن الرجال، وتشير الأرقام إلى إصابة 18% من النساء بالصداع مقابل 6% من الرجال.

كذلك هشاشة العظام تُصيب واحدة من بين كل 3 سيدات، وبذلك فهو من الأمراض التي تصيب النساء أكثر من الرجال.

كما أن الفتيات والنساء أكثر عرضة للإصابة بآلام الظهر من الرجال، وتشير الأرقام إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهابات مفاصل العظام من الرجال بمعدل الثلثين، وكذلك مرض التصلب اللويحي الذي يعد من الأمراض المزمنة، يُصيب هو الآخر النساء بمعدل 3 أضعاف أكثر من الرجال.

(5)

“دي بتشوف غلاوتها عندك”

“إنتي ما فيكيش حاجة بطلي دلع”

“شربها بس شوية مية بسُكر وهي هتفوق وتصحصح”

الجُمَل السابقة تسمعها كثيرا من الفتيات والسيدات حين يلجأن للرعاية الصحية من أطباء أو تمريض، وقت تعبهن وما يعانينه من أعراض مثل الدوخة والإرهاق والصداع.

(6)

الحال الآن يا عزيزاتي كالآتي: أنت وحدك تماما في فضاء المطبخ، أليس كذلك؟ كذلك التدبيق والشراء هي مهامك وحدك، التجهيز للطعام قبل نزولك للعمل هو ما تفعليه تقريبا يوميا، العودة من العمل مباشرة على المطبخ والوقفة على الأقل ساعتين ثم الوقفة مجددا عقب الإفطار لغسل المواعين وتوضيب المطبخ وظيفتك أنت، حين تتعبين لن تجدي أحد.. حين تذهبين مغمي عليكي ربما يتسلمك طبيب طوارئ يستهين بشكواك، أو ستسمعينه يخبر زوجك أو ابنك بدون توقيع الكشف الطبي بأنك تمام وبتشوفي غلاوتك عنده، كما أن الدراسات تقول إنك تفقدين الكثير من الحديد مما يعرضك للهشاشة والأنيميا وتوابعها من صداع وإرهاق دائم وفقدان أسنانك والتهاب المفاصل وآلام الظهر..

والعقل يقول: ما حدش هياخد باله منك، خدي إنتي بالك من نفسك، اطلبي دايما المساعدة من الأبناء ومن زوجك وابنك، والأهم أن تكوني مدركة إن ده مش دورك لوحدك، أي فرد بالغ عاقل سواء ذكر أو أنثى يجب أن يُطعم نفسه ويخدم نفسه ويلم كوباياته وطبقه ويُنظف المطبخ ويُجهز طاولة الطعام، خذي فترات راحة كلما تعبتي، لو تأخر وضع الطعام على الطاولة لن تنهدم الدنيا، الدوالي تعرف طريقها سريعا لسيقاننا الجميلة..

اجلسي قليلا دائما، ولو حامل لا تصومي، فهي رخصة منحك إياها الدين و”الله يحب أن تؤتى رخصه”، استمتعي بحملك ووقت رضاعتك وكُلي واشربي وارفعي رجلك على مسند عال، أيام حيضك اهتمي بالسوائل وبالمأكولات التي بها حديد.. خذي منابك من البروتين زي أخوكي وزوجك، نامي ساعات طويلة لتعوضي التعب.. لو حالتك المادية على القد فأبسط مصدر للغذاء: الخضروات.. طبق سلطة يوميا والماء ومعلقة عسل أسود، وبيضة يوميا على الأقل، الحبوب الكاملة مثل القمح والشعير والأرز وحبة فاكهة يوميا مهمة.

استمتعي بوقتك مع أبناءك وأمام التلفزيون وفي السرير نائمة مرتاحة أوقات تعبك الشهري، اهتمي ببشرتك حتى لا تصابي بهالات سوداء سخيفة، ولا دوالي سيقان ولا مفاصل هشة ولا آلام أسفل ظهر مميتة.. لماذا تبقين واقفة تُعدي الطعام وأنت تعانين من بعض هذه الأعراض؟ هل يشعر بك أحد ويقدم المساعدة؟ أنت وحدك تماما.. لا داعم ولا راعي لنفسك وصحتك سواك أنت.