شكل قرار إقالة الألماني جوليان ناجلسمان من تدريب نادي بايرن ميونيخ، مفاجأة مدوية لجمهور الفريق الألماني بشكل خاص، ومتابعي كرة القدم الأوروبية بشكل عام، إذ لم تسبقه أية مقدمات أو تلميحات إلى إمكانية التخلي عن خدماته.
في وقت متأخر من ليلة الثالث والعشرين من مارس، بدأت وسائل الإعلام الألمانية وعلى نحو مفاجئ في الحديث عن إقالة ناجلسمان من تدريب بايرن ميونيخ، وما هي إلا ساعات قليلة حتى تحولت تلك المعلومات إلى حقيقة واقعة، بإعلان العملاق “البافاري” إقالة مدربه ذي الـ35 عامًا من منصبه.
وكان ناجلسمان قد تسلم تدريب بايرن ميونيخ في صيف عام 2021، بعدما قامت إدارة النادي بدفع الشرط الجزائي في عقد المدرب الشاب مع لايبزيج والمقدر بـ25 مليون يورو.
ومنذ ذلك الحين، قاد ناجلسمان الفريق لمدة 19 شهرًا وبالتحديد في 84 مباراة بجميع البطولات، فاز في 60 وتعادل 14 وخسر 10 مرات، وتوج بلقبي الدوري الألماني والسوبر الألماني.
هذا القرار سبّب صدمة كبيرة لدى عشاق كرة القدم، ولجماهير بايرن ميونيخ على وجه الخصوص، وهي التي ترى أن فريقها ما زال يحتفظ بكامل حظوظه للفوز بجميع البطولات هذا الموسم.
4 عوامل وراء الإقالة الغريبة:
صحيفة “ماركا” الإسبانية كشفت أسباب تلك الإقالة الغريبة والمفاجئة، ونعرضها في السطور التالية.
الأداء أقل جاذبية
فرّط بايرن ميونيخ في العديد من النقاط السهلة خلال منافسات الدوري الألماني، بعد العودة من نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، وهو الأمر الذي سمح لبوروسيا دورتموند باعتلاء الصدارة، بفارق نقطة واحدة.
وبالموازاة مع ذلك، أدركت إدارة بايرن ميونيخ أن ناجلسمان لم يتمكن من تحقيق الاستفادة القصوى من التعاقدات أبرمتها في الموسمين الأخيرين، مثل ماتياس دي ليخت، ساديو ماني، جواو كانسيلو، نصير مزراوي، دايوت أوباميكانو، ومراسيل سابيتزر الذي رحل إلى مانشستر يونايتد، في سوق الانتقالات الشتوية الأخيرة.
وعن ذلك قال أوليفر كان، رئيس النادي: “جودة فريقنا تبرز بشكل أقل فأقل، بعد كأس العالم قدمنا كرة قدم أقل جاذبية، والنتائج جعلت أهدافنا لهذا الموسم موضع شك، وكذلك أهدافنا المستقبلية”.
كما لم تنسَ إدارة بايرن ما حدث في الموسم الماضي 2021-2022، وأولها الإقصاء المرير من كأس ألمانيا بالخسارة الكبيرة من بوروسيا مونشنجلادباخ (0-5)، والخروج الصادم من الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا أمام فياريال (1-2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب).
علاقة متوترة مع اللاعبين
أكدت تقارير ألمانية أن علاقة ناجلسمان بلاعبيه في غرفة تبديل الملابس غير موجودة، كما أنها انهارت تمامًا باستثناء لاعب وحيد هو جوشوا كيميتش.
ويُعد كيميتش هو اللاعب الأكثر ثناءً على ناجلسمان بين زملائه، حيث قال: “إنه مدرب استثنائي، لقد كان لديّ واحد من أفضل المدربين في العالم، جوليان هو أحد أفضل ثلاثة عملت معهم”.
الغرور في التعامل مع الإدارة
على ما يبدو أن صبر إدارة بايرن ميونيخ قد نفد من طريقة تعامل ناجلسمان معها، لدرجة أنه تم وصف ما جرى مع الإدارة على أنه “معركة غرور” دائمة.
ناجلسمان الذي يحب التركيز على أدق التفاصيل في فريقه، كان يرفض تدخلات الإدارة ولا يستمع لنصائحها، وهو ما تسبب له في بعض العداوات، بعد أشهر قليلة من تعيينه مدربًا للفريق.
علاقة عاطفية بصحفية
ذهب ناجلسمان في رحلة تزلج إلى النمسا مع صديقته لينا فورزينبيرجر الصحفية في “بيلد”، بعد الخسارة الأخيرة من باير ليفركوزن، وترك مهمة الإشراف على تدريب الفريق لمساعديه وكان ذلك بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
علاقة المدرب بالصحفية فورزينبيرجر كانت أمرًا مزعجًا للاعبي ومسؤولي النادي البافاري على حد سواء، حيث كانت بمثابة “مشكلة بايرن ميونيخ”.
وعن ذلك قال ماركوس بابل، نجم بايرن الأسبق: “كان هناك نقص في الثقة، لأن بعض اللاعبين لم يعودوا قادرين على إيصال ما كانوا يفكرون فيه؛ لأنهم كانوا يخشون أن ينتهي الأمر بكل شيء في الصحف”.
جاسوس في غرفة الملابس
أصبحت مسألة البحث عن الواشين هاجسًا تاريخيًا في بايرن ميونيخ، مشكلة عاشها الفريق في زمني جيوفاني تراباتوني وبيب جوارديولا.
ناجلسمان عاش الأمر ذاته، حيث كشفت صحيفة “سبورت بيلد” وبالصور، عن الخطط التكتيكية للفريق قبل مباراة الدوري ضد بوخوم، وعلق المدرب على الأمر قبل مباراة باير ليفركوزن: “ما يزعجني حقًا هو ذلك الشخص الذي ينقل شيئًا يضر كل لاعب”.
وأضاف: “كشف هذا الشخص معقد جدًا لذا فإن ما يهمني هو القدرة على النظر إلى نفسي في المرآة، بالنسبة إليه (الجاسوس) سيكون من الصعب عليه النظر إلى نفسه في المرآة”.