يستحوذ ملف بيع نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي وانتقاله إلى ملكية جديدة على اهتمام وسائل الإعلام البريطانية، في ظل الأنباء المتسارعة عن تقديم عروض مختلفة من عدة مستثمرين، واقتراب انتقال ملكيته لرئيس مجلس إدارة مصرف قطر الإسلامي الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني.

وتنحصر المنافسة على شراء أسهم النادي بنسبة كبيرة على مستثمرين اثنين، هما الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، والسير جيم راتكليف رئيس مجلس إدارة شركة INEOS للمواد الكيماوية، المالكة لناديي نيس الفرنسي ولوزان السويسري.

وخلال الساعات الأخيرة، أكدت وسائل إعلام بريطانية أن المستثمرين تنافسا على تقديم عروض جديدة لشراء مانشستر يونايتد، مع أفضلية للعرض القطري.

صراع عربي أوروبي

قدّم الشيخ جاسم بن حمد، عرضًا ثانيًا وجديدًا في الساعات الأخيرة من أجل الاستحواذ على مانشستر يونايتد، وأوضحت شبكة “سكاي سبورتس” البريطانية أن العرض القطري وصل إلى 5 مليارات جنيه إسترليني (أي ما يعادل 5.6 مليار يورو).

وأكدت الشبكة البريطانية أن أهم ما في العرض، أن الشيخ جاسم ومجموعته واثقون جدًا من اعتباره الأفضل والأقوى بالنسبة للنادي، وللمجتمع المحلي أيضًا كما أنه يتمتع بأن كل خطوة فيه مدروسة ومنطقية.

من جانبه، سار راتكليف -الذي يُعتبر أغنى رجل في بريطانيا وفق صحيفة الصن البريطانية- على نفس النهج، وقدم عرضه بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني أيضًا.

وإلى جانب الشيخ جاسم وراتكليف، ظهر عرض رجل الأعمال الفنلندي توماس زيلياكوس، دون الإشارة إلى المقابل المالي الذي طرحه لملاك مانشستر يونايتد الحاليين.

ويخطط زيلياكوس إلى شراء نصف ملكية النادي، على أن يكون نصف الأسهم الأخرى ملكًا لجماهير الفريق، الذين سيكونون جزءًا أصيلاً من عملية اتخاذ القرار، وفق خطة الملياردير الفنلندي.

كما تطمح شركة إليوت مانجمنت، وهي شركة أمريكية لإدارة الاستثمارات، إلى شراء حصة أقلية في النادي، فيما أبدى صندوق استثمار أمريكي جاهزيته لتمويل رجال أعمال آخرين من أجل الاستثمار في مانشستر يونايتد، وما زال العرض قائمًا.

وكان أفضل مبلغ في العروض الأولى قد وصل إلى 4.5 مليار جنيه إسترليني، في وقت تصر فيه عائلة جليزر الأمريكية على الحصول على مبلغ 6 مليارات جنيه إسترليني مقابل بيع مانشستر يونايتد.

وعود المستثمرين

أصدر الشيخ جاسم بن حمد يوم 18 فبراير/ شباط الماضي، بيانًا رسميًا كشف فيه عن خطته لشراء النادي، بالإضافة إلى رؤيته لوضعية النادي في المستقبل، دون أن يتطرق حينها للمقابل المادي. وحسب ذلك البيان، فإن العرض يهدف إلى الاستحواذ الكامل على نادي مانشستر يونايتد، من أجل إعادته إلى أمجاده السابقة.

وأضاف: “سيكون العرض خاليًا من أي دين، عبر مؤسسة 9 2 التابعة للشيخ جاسم، والتي تسعى للاستثمار في مجال فرق كرة القدم، والملاعب الرياضية، ومراكز التدريب، ومجالات البنية الأساسية الأوسع”.

وزاد البيان: “إن الرؤية التي ينطلق منها العرض هي جعل مانشستر يونايتد رقمًا مميزًا في عالم الكرة وجعله أعظم نادٍ في العالم”.

أما شركة “إنيوس” التي يترأس مجلس إدارتها السير راتكليف، فقالت في بيانها: “سنرى دورنا كأوصياء على المدى الطويل لمانشستر يونايتد نيابة عن الجماهير والمجتمع الأوسع، نحن طموحون ولدينا قدرة تنافسية عالية، ونرغب في جعل النادي هو الأول في العالم مرة أخرى”.

وأضاف: “نريد استعادة مانشستر يونايتد، الفخور بتاريخه وأصوله، والتركيز على الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا”.

من جهته، طالب رجل الأعمال الفنلندي زيلياكوس، الشيخ جاسم والسير راتكليف بـ”توحيد الجهود” معه من أجل تقديم خطة مشتركة لشراء النادي، لكنه قرر في النهاية التنافس وحيدًا بعدما لم يلقَ جوابًا من أي أحد.

وقال زيلياكوس: “لقد ناشدت السير جيم راتكليف والشيخ جاسم كي نتحد سوياً من أجل شراء النادي معاً، وبهذه الطريقة نضخ المزيد من الأموال للنادي، ونجلب لاعبين آخرين ونطور منشآت النادي”.

وأضاف: “مع ذلك لم أتلقّ أي رد، لذلك قمت بزيادة العرض، أعتقد أن عرض شركتنا الذي يتضمن مشاركة الجماهير بطرق لم يسبق لها مثيل، بالإضافة إلى القيم التي سيبنى عليها مستقبل النادي، هو الأفضل للنادي ومشجعيه”.

وأتم: “نحن جادون للغاية في رغبتنا بشراء النادي، سنجعله أفضل ناد في العالم، وسننمّي بشكل كبير قاعدة الجماهير العريضة بالفعل في جميع أنحاء العالم، من خلال تقديم طرق غير مسبوقة للمشجعين، في كل مكان للمشاركة والتواصل مع النادي واللاعبين”.

من هم ملاك النادي الحاليون؟

استحوذت عائلة جليزر على ملكية مانشستر يونايتد عام 2005، ويعود الفضل في ذلك إلى الثري الراحل مالكوم جليزر، من خلال شركته “ريد فوتبول” الاستثمارية، حيث أخذ بنصيحة أحد أولاده.

مالكوم الخبير في مجال العقارات، أصيب بجلطة دماغية في أبريل 2006، توفي على إثرها في مايو 2014، لتنتقل ملكية 90% من أسهم النادي إلى ورثته، وهم أبناؤه الستة أفرام، جويل، كيفين، برايان، دارسي، وإدوارد جليزر، وتولى أفرام وجويل إدارة النادي منذ مرض والدهما، لكن الرئاسة أصبحت مقسمة بين الأبناء الستة بعد وفاة الأب مالكوم.

ومرّ النادي بالكثير من المشاكل في عهد عائلة جليزر، التي تسلمت النادي وهو صافي من الديون، التي تراكمت فيما بعد بسبب تمويل صفقات الاستحواذ بواسطة القروض.

تأثر النادي بذلك على الصعيد الرياضي، خاصة مع إعلان السير أليكس فيرجسون، الرحيل عن تدريب الفريق مع نهاية موسم 2012-2013، ومنذ ذلك الحين، لم يحصد النادي لقب الدوري الإنجليزي، كما تراجعت النتائج كثيرًا في معظم المواسم، الأمر الذي أدى إلى غضب عارم في أوساط الجماهير، التي احتجت أكثر من مرة على وضع ناديها.

وكلفت عائلة جليزر الأمريكية مجموعة رين المصرفية الأمريكية للإشراف على عملية البيع، والتي ستتولى حاليًا دراسة العروض، واتخاذ القرار فيما يتعلق بالخطوة القادمة.

وأكدت “سكاي سبورتس” أنه سيتم خلال أسبوع واحد الإعلان عن صاحب العرض الأفضل، أو ربما سيكون هناك جولة ثالثة لتقديم عطاءات أخرى.