صدر حديثا تقرير معمق، اشترك فى تنفيذه المركز الوطني للابتكار، والتكنولوجيا، والتعليم لمكافحة الإرهاب/NCITE في جامعة نبراسكا، وبرنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن.

يركز التقرير على عمليات إعادة دمج أسر الإرهابيين الأجانب في الولايات المتحدة، ويتناول جوانب إعادة الاندماج الاجتماعي وتقليل مخاطر العودة إلى التطرف.

اعتمد التقرير على عدة أدوات، منها دراسة الحالة، والمقابلات مع المنخرطين، وأصحاب المصلحة، ويقترح إطارا جديدا لإعادة دمج عائلات المقاتلين، الذين دعموا تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

اعتمد التقرير على عدة أدوات منها دراسة الحالة والمقابلات مع المنخرطين وأصحاب المصلحة

يذكر أنه بين عامي 2013 و2019، سافر ما يقدر بنحو 53000 رجل وامرأة وقاصر من ثمانين دولة إلى سوريا، والعراق، وأماكن أخرى، للقتال أو دعم تنظيم داعش. وكان من بينهم مئات الأمريكيين، الذين أحضر بعضهم عائلاتهم معهم أو شكلوا أسرهم أثناء وجودهم هناك.

وعبر الإدارتين السابقتين في البيت الأبيض، دعت الولايات المتحدة إلى سياسة لإعادة هؤلاء الأفراد إلى أوطانهم. الذين تم احتجاز العديد منهم فيما وصفه التقرير بـ “ظروف غير إنسانية وخطيرة”، في معسكرات الاعتقال في الخارج، منذ انهيار ما سمي بدولة “الخلافة” في العراق.

اقرأ أيضا: تقارير 2021 حول الإرهاب| أمريكا تواصل الشراكات الدولية.. وجهود مصرية مستمرة

ويقيِّم هذا التقرير التحديات المشتركة التي تواجه إعادة عائلات المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وإعادة إدماجهم، ويعرض أهدافًا وغايات، وممارسات قائمة على الأدلة لضمان الإدارة الأكثر فعالية لعودتهم.

لقراءة التقرير كاملا اضغط هنا

يلخص التقرير إطارًا شاملاً لأفضل الممارسات في إعادة دمج زوجات، وأطفال المقاتلين الإرهابيين الأجانب.

ويجمع التقرير عددا من المبادئ المتشابكة، لتوجيه سياسة إعادة الإدماج والتنفيذ. والتي تغطي التحديات العملية، والأهداف البرنامجية، والهيكل التنظيمي، وعملية إدارة إعادة الإدماج في سياق الولايات المتحدة، ودور الاتصالات الاستراتيجية، والرعاية الواعية بالصدمات، واستخدام أدوات تقييم المخاطر المتخصصة.

واستندت النتائج إلى جهد بحثي متعدد التخصصات، بما في ذلك توليفة من الأدبيات الأكاديمية، وتحليل دراسة الحالة، وتقييم البيانات الكمية، ومقابلات العمل الميداني في بلدان متعددة في جميع أنحاء أوروبا، والشرق الأوسط وأمريكا الشمالية.

تحديات عملية

تشير المراجعة المنهجية إلى ستة تحديات برنامجية رئيسية مستمرة، تواجهها الحكومات المشاركة في أعمال إعادة دمج عائلات المقاتلين الإرهابيين الأجانب. وفي الواقع، كل من هذه الأسباب وثيق الصلة بالولايات المتحدة.

أول التحديات هي كون بيئة التهديد العالمية متطورة.

منذ الانهيار الإقليمي لتنظيم الدولة الإسلامية، استمرت ظاهرة المقاتلين الأجانب في التطور، في وقت يتصارع المجتمع الدولي مع جائحة COVID-19، والحرب في أوكرانيا، والنمو السريع للتطرف العابر للحدود في إفريقيا ومناطق أخرى، وتصاعد المنافسة بين القوى العظمى.

إعادة الدمج

لذلك، يشير التقرير إلى أنه من المهم تقييم سياسة إدارة عائلات المقاتلين الأجانب -أي إعادتهم إلى أوطانهم وإعادة دمجهم- ضمن هذا السياق الأمني الديناميكي المشبع.

يقول: في بعض الحالات، سيتشكل موقف الدولة بشأن هذه القضايا من خلال مجموعة من القضايا، التي تتحدى أمنها القومي والوطني، والموارد السياسية، والمادية التي يمكن أن توفرها للتأثير في ذلك اليوم.

أيضا، إدارة الأزمة لها آثار مباشرة على مجموعة متنوعة من مجالات السياسة المحلية. بما في ذلك مكافحة الإرهاب، والأمن الداخلي، ومنع التطرف، وكذلك الهجرة، والعدالة الجنائية، والرعاية الاجتماعية، والصحة العامة.

كما أن إعادة وضعهم في المجتمعات المحلية، هي قضية مثيرة للجدل في بعض الحالات، إذ ستواجه العائلات التي أعيدت إلى الوطن -وحتى الأطفال- وصمة عار لارتباطهم بالتنظيم.

إدارة الأزمة لها آثار مباشرة على مجموعة متنوعة من مجالات السياسة المحلية بما في ذلك مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي ومنع التطرف

اقرأ أيضا: “على حافة الهاوية”.. الدروس غير المكتسبة من أزمة الصواريخ الكوبية

نتائج الدمج

ويشير التقرير إلى أربع نتائج رئيسية مركزية، أولها أن الهدف الأساسي من برامج إعادة إدماج عائلات المقاتلين الإرهابيين الأجانب، هو أن ينفصل الأفراد المشاركون عن أي تورط سابق في السلوكيات المتطرفة، ويختارون عدم ارتكاب جريمة عنيفة بدوافع أيديولوجية، أو إعادة ارتكاب الجريمة في حالات الإدانة السابقة. لذلك، من المهم إعادة التأهيل الشخصي الشامل، وإدماج العائدين، وعائلاتهم في مجتمعهم.

أيضا، يجادل التقرير في أنه يمكن تحسين تنسيق، وفعالية أنشطة إعادة الإدماج، مع التركيز بشكل أكبر على دور الاتصالات الاستراتيجية مع الاطراف الدولية، وأيضا مستوي التخطيط والإدارة الشامل.

يقول: من المسلم به على نطاق واسع أن جهود إعادة الإدماج لا ينبغي أن تتوقف. وهو الدور الذي يمكن أن يلعبه نهج قوي ومتكامل للاتصالات الاستراتيجية.

تقييم المخاطر

يسلط التقرير الضوء على الحاجة إلى دمج أفضل للجنس، والعمر، والاعتبارات الواعية بالصدمات أثناء عملية الإعادة إلى الوطن، وإعادة الإدماج، وهو أمر حيوي يستلزم أن يكون مديرو الحالات مجهزين بشكل مناسب، لتطوير خطط مصممة خصيصًا؛ لتسخير العوامل الجنسانية، والعمر، والعائلية أيضًا.

وأوضح التقرير: أن التكامل المتسق لجهود إعادة الإدماج المتوافقة والأنشطة الداعمة معًا، سيمكن من اتباع نهج أكثر تركيزًا من الناحية الاستراتيجية.

قدم التقرير كذلك، المعايير العامة لإطار تقييم المخاطر لتقييم العائدين من المقاتلين الإرهابيين الأجانب وأسرهم. ويعتمد الإطار على منهجية صارمة، ونظرية التغيير القائمة على الأدلة.

ومن أفضل الممارسات دمج تقييم منهجي، ومتكرر للمخاطر في عملية إعادة الإدماج. في حين يتم استخدام العديد من أدوات تقييم المخاطر الرئيسية، ويقيم هذا التقرير التحديات المشتركة التي تواجه إعادة عائلات المقاتلين الإرهابيين الأجانب وإعادة إدماجهم، ويعرض أهدافًا، وممارسات قائمة على الأدلة لضمان الإدارة الأكثر فعالية لعودتهم.

توصيات لنجاح عمليات الدمج

تدريب خاص

وقدم التقرير عددا من التوصيات. منها، تطوير برنامج تدريبي موحد للقوى المسئولة عن تنفيذ سياسات، وبرامج إعادة الإدماج في الولايات المتحدة، وخارجها “والتي لن تتطلب فقط نموذجًا عقليا مشتركا، وإمكانية الوصول إلى موارد الدعم المشتركة، بل تتطلب تدريبًا خاصًا بهذه المجموعة، والمشكلات”.

وأشار: إلى أن فريق البحث يقوم بتطوير مجموعة من المواد التعليمية المتعلقة بإعادة دمج أزواج، وأطفال المقاتلين الإرهابيين الأجانب.

تقييم المخاطر

النقطة الثانية، هي تنقيح إطار تقييم المخاطر بالتعاون مع الممارسين، والشركاء الدوليين. يشير التقرير إلى أنه من أفضل الممارسات دمج تقييم المخاطر المنهجي في عملية إعادة الإدماج. حيث من المحتمل أن يتميز عدد أزواج وأطفال هؤلاء المقاتلين وطبيعة عودتهم بخصائص فريدة ملحوظة قد تستدعي تطوير نهج تقييم مفصل.