ما هي المدة التي تقضيها في التحديق في الشاشة كل يوم؟
في هذا العصر، معظمنا يفرط في استخدام الأجهزة الرقمية، ويقضي معها وقتا طويلا. إما في العمل، أو الاستمتاع باللعب أو التصفح على الهواتف أو الأجهزة اللوحية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو حتى سماعات الرأس/ VR.
في الواقع، صرنا متهمين بإدماننا على التكنولوجيا، رغم الأخطار التي تهدد صحتنا الجسدية والعقلية.
ووفقًا لأحد التقارير، يقضي الشخص العادي حوالي سبع ساعات يوميًا على شاشات متصلة بالإنترنت. وسيكون هذا الرقم أعلى، إذا كانت وظيفتك تتم بشكل أساسي أمام الكمبيوتر.
تتمثل إحدى المفارقات المهمة هنا في أننا -غالبا- ما نتراجع إلى العالم الرقمي للهروب من ضغوط العالم المادي. ولكن، يمكن أن ينتهي بنا الأمر -ببساطة- إلى جمع أنواع أخرى من الإجهاد الرقمي والجسدي على طول الطريق.
اقرأ أيضا: “خدعة البابا”.. كيف تكتشف صورة موّلَدة بالذكاء الاصطناعي؟
لذلك، يشير الباحث بول ليفي، المحاضر في الابتكار والقيادة الرقمية بجامعة برايتون. في مقاله المنشور في موقع ذا كونفيرسيشن/ The Conversation، إلى شعوره -كوالد- بالقلق بشأن تأثير حياته الرقمية على عمله وعائلته.
يقول: قمت ببعض أبحاثي الخاصة، وغيرت طريقة استخدامي لأجهزتي. بل، وكتبت كتابًا عن مخاطر ما اسميه “الجحيم الرقمي”.
مشاكل متعددة
لم يتم نشر دراسات طويلة المدى حول مخاطر التكنولوجيا، والاستخدامات الرقمية على صحة الإنسان العقلية، والجسدية إلا في السنوات الأخيرة. تشكل هذه الدراسات مجتمعة مجموعة كبيرة ومتنامية من المعرفة، والتي يصعب تجاهلها. فالكثير من التكنولوجيا يمكن أن تسبب مشاكل لنا كبشر.
يضيف ليفي: لكي نكون واضحين، تقدم الأجهزة الرقمية فوائد كبيرة. مثل الاتصال والتعليم والترفيه. لكن، يكمن الخطر عندما يصبح الإفراط في استخدامها ضارًا بصحتنا.
أيضا، يشير إلى أن إجهاد العين، وآلام الرقبة، وقلة النوم، والإجهاد، وضعف وظيفة اليد، ليست سوى عدد قليل من الأعراض التي عانى منها بشكل شخصي على مر السنين. بفضل الإفراط في استخدام الشاشات والأجهزة.
تابع: إذا شعرت بأي من هذه الأعراض -أو أي شخص تعرفه- أو إذا شعرت أنك تقضي الكثير من حياتك مشغولا بالتحديق في الشاشة. فقد تجد أن نصيحتي حول كيفية استعادة سيطرتك على التكنولوجيا مفيدة.
كيف تستعيد السيطرة؟
تدرب على “ترك” أجهزتك بوعي
احتفظ بها بعيدًا عن الأنظار، وضعها بعيدًا عند عدم استخدامها، خاصةً في الليل.
أبعد الأجهزة عن غرفة النوم. احصل على منبه، حتى لا تستخدم منبه الهاتف، وستنام بشكل أفضل دون البقاء حتى وقت متأخر من الليل.
تخلص من عادة مشاهدة التلفزيون بينما هاتفك بجوارك. ركز فقط على مهمة واحدة في كل مرة، دون تشتيت انتباهك بشاشة أخرى.
حدد لنفسك “وقت الشاشة”
إن الكثير من الوقت أمام الشاشات يمكن أن يسبب لك الصداع.
لذلك، ضع في اعتبارك الطريقة التي تستخدم بها تقنيتك. واستفد من ميزات مثل الملاحظات الصوتية، والتي تتيح لك البقاء على اطلاع دائم بالتواصل، دون التحديق في الشاشة لفترة طويلة.
توقف عن السماح بـ “الإلهاء الرقمي”
يمكن أن يؤدي الانقطاع المستمر إلى إحداث ضغوط جسدية وعقلية. لذلك قم بإيقاف تشغيل الإشعارات والتنبيهات عندما تريد التركيز بشكل كامل على مهمة ما.
احتفظ بهاتفك بعيدًا عن مكتبك. تظهر الأبحاث أن وجود هاتفك بالقرب منك، حتى لو لم يكن يصدر رنينا، وحتى في حالة انقطاع التيار الكهربائي، يمكن أن يضر بأدائك.
جدولة “وقت فراغ رقمي” مناسب
يُعد الاكتئاب والقلق أحد نتائج الحمل الرقمي الزائد. لذا، من المهم الابتعاد عن عالمك الرقمي لفترة من الوقت.
تجول في الطبيعة، واقرأ كتابا، واذهب في جولة بالدراجة. أي شيء يأخذك بعيدًا عن الشاشات لفترة من الوقت.
جعل الشاشات أسهل للعيون
يمكن أن يؤدي الإفراط في استخدام الشاشة إلى إجهاد أعيننا والتأثير على بصرنا.
لا تحدق في الشاشة الصغيرة للقيام بعمل من الأفضل القيام به على جهاز كمبيوتر محمول بشاشة أكبر.
قلل الضوء الأزرق على الأجهزة، واستفد من جميع ميزات إمكانية الوصول المفيدة الأخرى.
ابدأ بهذا الوهج على الشاشة، وتأكد أيضًا من أن مستوى الصوت لا يكسر طبلة الأذن.
السيطرة على فوضى المعلومات الزائدة
نستعيد إتقان أجهزتنا الرقمية عندما نصبح أكثر استباقية في استخدامها. نظّم هاتفك وجهاز الكمبيوتر والجهاز اللوحي، بحيث يمكنك استخدامها بكفاءة أكبر.
تساعدك بعض التطبيقات، بالفعل، في تولي مسؤولية حياتك والعمل بهدوء وفعالية أكبر.
تقيس تطبيقات تتبع الوقت مقدار الوقت الذي تقضيه -تهدره- على شاشتك. استعد للرعب!
اجلس جيدًا عندما تكون مشاركًا رقميًا
التراخي فوق الهاتف أو الانحناء فوق الكمبيوتر المحمول سيؤذي رقبتك وظهرك.
اجلس في وضع مستقيم، وتمدد بانتظام، ومارس الرياضة كثيرًا. لكن بدون هاتفك.
كن مُقررًا رقميًا
يجب أن تساعدك هذه النصائح السبعة على استعادة الشعور بالتحكم في حياتك الرقمية.
يقول ليفي: بالنسبة لي، يتعلق الأمر بالنوم والاستيقاظ بشكل أفضل بعد ترك هاتفي في الطابق السفلي. يتعلق الأمر بوقت رقمي مخصص ومخطط وأوقات محددة لا مكان فيها للهاتف فيما أفعله.
ومع ذلك، فإن الأمر يتعلق أيضًا بالاستمتاع بهذه المعجزات التقنية بطريقة أكثر إرضاءً، واستخدامها بوعي أكبر. أحب أن أعتبر نفسي الآن صانع قرار رقمي، وليس مجرد ضحية رقمية أخرى.