مع اشتداد القتال بين الجيش السوداني، الموالي للفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي الانتقالي، وقوات الدعم السريع الموالية لنائبه الفريق محمد حمدان دقلو/ حميدتي. دعت كل من الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، ومصر، والمملكة العربية السعودية، ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي. إلى إنهاء سريع للأعمال العدائية التي تهدد بتفاقم حالة عدم الاستقرار، في منطقة أوسع مضطربة بالفعل.
ونشر مكتب الرئيس الكيني وليام روتو، تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، قال فيها إن مصر عرضت التوسط.
بينما تخطط الكتلة الإفريقية، لإرسال رؤساء كينيا وجنوب السودان وجيبوتي في أقرب وقت ممكن، للتوفيق بين الجماعات السودانية المتنازعة. كما أفادت وسائل الإعلام العالمية.
وخلال الساعات السابقة، بينما الجيش السوداني يقصف قواعد الميليشيا شبه العسكرية بضربات جوية في صراع على السلطة، تصدرت أخبار الاقتتال السوداني صحف العالم. حيث تباينت التصريحات وأعداد القتلى والجرحى، وتعددت روايات الشهود في شوارع الخرطوم.
رويترز: أول قتال بين الحليفين منذ الإطاحة بالبشير
أبرزت تغطية وكالة رويترز/ Reuters، قصف الجيش السوداني قواعد قوات الدعم السريع بضربات جوية. في أول قتال يندلع بينهما، منذ أن توحد الطرفان للإطاحة بالحكم الإسلامي للرئيس المخضرم عمر البشير في عام 2019.
ونقلت رويترز عن نقابة الأطباء، قولهم إن 97 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب 365 منذ بدء القتال في السودان. مع تزايد الأعداد بسبب استمرار الاشتباكات.
وكانت اللجنة المركزية للأطباء السودانيين، قد أفادت في وقت سابق بمقتل 56 مدنيا على الأقل، وإصابة 595 شخصا بينهم مقاتلون منذ اندلاع القتال.
وقالت لجنة الأطباء إن العشرات من العسكريين قتلوا، دون أن تذكر رقمًا محددًا بسبب نقص المعلومات من المستشفيات.
وأشار التقرير إلى اتفاق البرهان وحميدتي على وقف القتال لمدة ثلاث ساعات، للسماح بعمليات إجلاء إنسانية اقترحتها الأمم المتحدة “لكن الاتفاق تم تجاهله على نطاق واسع بعد فترة وجيزة من الهدوء النسبي”.
وقال شهود عيان لرويترز إن الجيش استأنف الضربات الجوية على قواعد قوات الدعم السريع في أم درمان، وحي كفوري وشرق النيل في بحري المجاورتين، مما دفع مقاتلي قوات الدعم السريع إلى الفرار.
وفي وقت سابق يوم الأحد، قال شهود إن الجيش نفذ ضربات جوية على ثكنات، وقواعد قوات الدعم السريع في منطقة الخرطوم. وتمكن من تدمير معظم منشآتها، وأن الجيش استعاد السيطرة على جزء كبير من القصر الرئاسي بالخرطوم من قوات الدعم السريع. بعد أن ادعى الجانبان السيطرة عليه، وعلى منشآت رئيسية أخرى في العاصمة، حيث اندلعت معارك بالمدفعية الثقيلة والأسلحة النارية حتى يوم الأحد.
كما قطع التلفزيون الحكومي بثه بعد ظهر الأحد. في خطوة قال موظفون إنها تهدف إلى منع البث الدعائي لقوات الدعم السريع، بعد أن دخلت قواته مبنى الإذاعة الرئيسي للدولة في أم درمان، وبدأت في بث برامج مؤيدة لقوات الدعم السريع.
الجارديان: السيطرة على القصر الرئاسي ومطار الخرطوم “موضع شك”
تحت عنوان “الصراع في السودان: لماذا القتال؟ وما هو الخطر في المنطقة؟”، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية/ The Guardian، تقريرا حول ما وصفته بـ “اندلاع الصراع على السلطة بين الفصائل العسكرية، بعد تعثر الانتقال إلى حكومة بقيادة مدنية”.
وأشار التقرير إلى أن الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني، ومقاتلي الدعم السريع خلفت، حتى الآن، ما لا يقل عن 56 قتيلا. مشيرا إلى أن السيطرة على القصر الرئاسي، والمطار الدولي في الخرطوم “أصبحت موضع شك”، بعد مزاعم متنازع عليها من الجانبين، في قتال يهدد بزعزعة استقرار السودان، وربما نطاق أوسع.
وأوضح التقرير أن انقلاب أكتوبر/ تشرين الأول 2021 على السلطة المدنية في البلاد “أعاد السيطرة إلى الجيش، لكنه واجه احتجاجات أسبوعية، وتجدد العزلة، وتفاقم المشاكل الاقتصادية”.
لذلك “تأرجح حميدتي وراء خطة انتقال جديدة، مما رفع التوترات مع البرهان إلى السطح” في وقت “، يمتلك ثروة هائلة مستمدة من تصدير الذهب من المناجم غير القانونية، ويقود عشرات الآلاف من قدامى المحاربين، ولطالما شعر بالاستياء من منصبه كنائب رسمي في المجلس الحاكم في السودان”.
ولفت التقرير إلى تأثر العديد من جيران السودان -بما في ذلك إثيوبيا وتشاد وجنوب السودان- بالاضطرابات السياسية والصراعات. بينما تلعب الأبعاد الجيو سياسية الرئيسية دورا أيضا في الأزمة. حيث تتصارع روسيا والولايات المتحدة والسعودية والإمارات، وقوى أخرى على النفوذ في السودان.
“حميدتي” لـ CNN: كان يجب أن ندافع عن أنفسنا
في مقابلة مع شبكة سي إن إن الأمريكية/ CNN، ألقى محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع باللوم على الجيش في بدء الصراع، وادعى أن قوات الدعم السريع “كان عليها مواصلة القتال للدفاع عن أنفسها”.
وقالت مصادر في الحركة المدنية السودانية، ومصادر عسكرية سودانية لشبكة CNN إن نقاط الخلاف الرئيسية شملت الجدول الزمني لدمج القوات، والمكانة الممنوحة لضباط الدعم السريع في التسلسل الهرمي المستقبلي، وما إذا كان ينبغي أن تكون قوات الدعم السريع تحت قيادة قائد الجيش. بدلا من القائد العام للسودان، المنصب الذي يشغله حاليا البرهان.
وزعم حميدتي أن خصمه عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش فقد السيطرة على القوات المسلحة. مؤكدا أن قوات الدعم السريع تسيطر على مطار العاصمة، بالإضافة إلى العديد من المباني الحكومية الأخرى في العاصمة.
لكن، تم نفي هذه التأكيدات، بعد أن أفادت تقارير بانسحاب قوات الدعم السريع من بعض المناطق.
وعندما سُئل عما إذا كان غرضه النهائي هو حكم السودان. قال دقلو إنه “ليس لديه مثل هذه النوايا”، وأنه يجب أن تكون هناك حكومة مدنية.
وأكدت الشبكة الإخبارية الأمريكية أن “الوصول إلى المعلومات محدود، مع توقف بث القناة التلفزيونية الوطنية المملوكة للحكومة”.
سكان الخرطوم لـ BBC: قلقون بشأن الماء والطعام والأدوية
في الوقت الذي تنشر فيه بي بي سي تحديثات القتال على مدار الساعة، وأطلقت دليلا مبسطا للقارئ الغربي، لاستيعاب سبب اندلاع الاشتباكات في الخرطوم. تحدث سكان الخرطوم إلى مراسلي بي بي سي/ BBC، عن الخوف والذعر، وتحدثوا عن إطلاق النار المتبادل والانفجارات.
قالت هدى وهي من سكان الخرطوم “نحن خائفون. لم ننم منذ 24 ساعة بسبب الضجيج واهتزاز المنزل. نحن قلقون بشأن نفاد الماء والطعام والأدوية لوالدي المصاب بالسكري”.
بينما قالت خلود خير وهي من سكان الخرطوم، إن السكان لا يمكن التأكد من سلامتهم في أي مكان “لقد تم حث جميع المدنيين على البقاء في منازلهم. لكن هذا لم يحافظ على سلامة الجميع”.
وتقول كاتارينا فون شرودر من منظمة “انقذوا الأطفال” Save The Children، والتي كانت تحتمي مع ابنها في مدرسة بالخرطوم منذ بدء القتال قبل ثلاثة أيام، إنهم كانوا يأملون أن تهدأ الأمور عندما وصلوا بحثًا عن مأوى. لكنهم قرروا البقاء في مكانهم بعد تصاعد الاشتباكات في المدينة، وانتشارها إلى خارج العاصمة.
وتقول إن عدة مئات من الأطفال، على الأقل، محاصرون في ظروف خطرة مماثلة حول الخرطوم. لكنها تشير إلى تقارير عن قيام السلطات المحلية بإنقاذ بعضهم.
أطباء صينيون: لا يزال القتال شديدا
نشر موقع القناة الإخبارية الصينية/ CGTN، شهادة لفريق طبي صيني يعمل في مستشفى “الصداقة”، بأم درمان وطالب صيني في السودان. والذين روى كل منهم عن أحداث الأحد الدامي في الخرطوم.
وقال شينج تشينج رئيس الفريق الطبي الصيني في السودان ” نعمل هنا منذ 11 شهرا. الآن، نسمع أصوات إطلاق النار من وقت لآخر. رأينا يوم السبت الدبابات، والمدفعية الثقيلة والطائرات المقاتلة والمروحيات. ولا يزال القتال شديدا للغاية”.
وأشار آن بينج، وهو عضو في فريق تشينج الطبي، إلى أنه “طُلب من فرقنا الطبية البقاء في منازلهم. والآن تم إغلاق جميع الطرق”.
بينما ذكر لو بن، وهو رئيس اتحاد الطلاب الصينيين المحلي، أن قتال السبت كان الأسوأ منذ أربع سنوات “المدارس أغلقت تماما والطلاب يخافون من الخروج. يوجد معسكر للجيش خلف مدرستنا، وهذا المعسكر كان يتبادل النيران مع آخر.