قبل ما يزيد قليلًا عن قرنين من الزمان، كانت قوات محمد علي باشا تغزو السودان، فيما وصفه المؤرخ المعاصر للحدث عبد الرحمن الجبرتي 1753م – 1825م بوصف “الإغارة على السودان”، لكن المؤرخين المصريين الذين كتبوا تاريخ محمد علي باشا في ثلاثينيات القرن العشرين مثل عبد الرحمن الرافعي 1889م – 1966م ومثل الدكتور محمد صبري السوربوني 1894م – 1978م قطع كلاهما شوطًا بعيدًا في نقل الغزو من مجرد إغارة مسلحة إلى نشر الحضارة، ومن السعي وراء المغانم المادية إلى إنجاز رسالة وطنية، يزيد من مشروعيتها ما يذكره تأريخ أحدث منشور في 2016م أن الغزو جاء تلبيةً لمطالب وفود سودانية جاءت تطلب من الباشا أن يضم السودان إلى مصر.

لم يكن السودان أرضًا بلا صاحب، كانت تتوزع السلطة فيه بين عدة ممالك وسلطنات خلال الفترة من القرن السادس عشر حتى نهاية القرن الثامن عشر، ضعفت قواها بفعل الصراع الدائم فيما بينها، تمامًا مثلما ضعفت مصر بفعل الصراعات الدائمة بين المماليك ثم بين المماليك والولاة العثمانيين. ومثلما لم يجد نابليون بونابرت مشقة في غزو مصر 1798م، كذلك لم يجد محمد علي باشا مشقة في غزو السودان بعد ذلك بعقدين أو أكثر قليلًا من الزمن 1820م. ومثلما كانت لبونابرت في غزو مصر أهداف سياسية واقتصادية، كذلك كان لمحمد علي باشا من غزو السودان أهداف سياسية واقتصادية. ومثلما زعم بونابرت أنه لا يقصد غير تخليص مصر من بغي المماليك، كذلك كان من أهداف الباشا التخلص من المماليك الفارين والمتمركزين في دنقلة لذلك رحب السودانيون – أول الأمر – بجيوش الباشا على أساس أنها إنما جاءت فقط في مهمة مؤقتة تنتهي بتشتيت شمل المماليك والقضاء عليهم. الفارق الوحيد أن بونابرت زعم أنه مسلم محب للإسلام والمسلمين، بينما محمد علي باشا مسلم على وجه الحقيقة.

لم تكن ممالك السودان وسلطناته منعزلة عما حولها ولم تكن هملًا في التاريخ ولا همجًا في الثقافة والحضارة، فسلطان دارفور أرسل يهنيء بونابرت بانتصاره على المماليك ويطلب منه ضمانات لتأمين القوافل التجارية بين سلطنة دارفور ومصر، وكان سلطان دارفور يرسل الهدايا والأعطيات مع مواكب الحج إلى الحجاز، كما كان يراسل السلاطين العثمانيين في استانبول ويرسل لهم الهدايا في دار الخلافة. لكن مثلما كان غزو نابليون لمصر والشام فاتحة حقبة جديدة في تاريخ مصر والشرق الأوسط، فكذلك كان غزو محمد علي باشا للسودان مثل حكمه لمصر فاتحة حقبة جديدة في تاريخ وادي النيل بل وفي تاريخ إفريقيا، ومثلما كانت حملة نابليون على مصر والشام حافزًا لكل ما جاء بعدها من استعمار أوروبي، كذلك كان غزو محمد علي باشا للسودان منبهًا وحافزًا لكل ما جاء بعده من استعمار أوروبي في وادي النيل ثم وسط إفريقيا حتى مديرية خط الاستواء. سواء كان ما فعله الباشا مجرد إغارة كما يقول الجبرتي أو إنجاز وطني كما يقول الرافعي أو رسالة لنشر المدنية والحضارة كما يقول السوربوني أو مجرد إعادة انتشار عسكري في إطار الشرعية العثمانية كما تقول دكتورة تحية محمد أبو شعيشع في رسالة دكتوراة عن ” الحكم المصري في غرب السودان 1821 – 1899م ” سواء كان بعض ذلك أو كله، أو لم يكن، فالمؤكد أن تاريخ السودان الحديث مثل تاريخ مصر الحديث يبدأ من هذا الباشا بغض النظر عن الاختلاف الواسع في تقييم بواعثه الشخصية كذلك بغض النظر عن الاختلاف في تقييم نتائج سياساته العسكرية والمدنية.

***

في ص 437 من المجلد الرابع من تاريخ الجبرتي، تحت عنوان ” واستهل شهر جمادى الأولى 1235 هجرية ” يقول: ” وفيه، أي في التاريخ المذكور، قوي عزم الباشا على الإغارة على نواحي السودان، فمن قائل أنه متوجه إلى سنار، ومن قائل إلى دارفور، وصاري العسكر – أي قائد الجيش – ابنه إسماعيل باشا، ووجه الكثير من اللوازم إلى الجهة القبلية، وعمل البقسماط – الخبز المجفف لطعام الجيش – والذخيرة، ببلاد قبلي والشرقية، واهتم اهتمامًا عظيمًا، وأرسل أيضًا بإحضار مشايخ العربان والقبائل”.

وقبلها في ص 433 تحت عنوان “ودخلت سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف” يبدأ بالحديث عن انتشار ظواهر السرقة في الأرياف والمدن، وأنها تسببت في سريان الانزعاج، وكثر الحديث عن كثرة المناسر والحرامية، وبدأ الناس يحرسون البيوت والدروب، وفرضت السلطة حظر تجول من بعد غروب الشمس، وصار كتخدا بك – أي نائب الوالي – وأغوات التبديل والوالي يطوفون ليلًا بالمدينة، وكل من صادفوه قبضوا عليه، وحبسوه، ولو كان ممن لا شبهة فيهم، واستمر هذا الحال إلى آخر الشهر”. انتهى الاقتباس، وقد أوردته لما فيه من كشف عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية في عموم البلاد بعد 15 عامًا من حكم محمد علي باشا.

ثم في سابع عشرينه أي في السابع والعشرين من شهر المحرم، حضر الباشا من الصعيد بعد أن وصل في سرحته – أي رحلته – إلى الشلال. ثم يرصد الجبرتي تكهنات المصريين عن الأسباب التي تقف وراء رغبة الباشا القوية في الإغارة على السودان فيقول: ” وكان الناس تقولوا على ذهابه إلى قبلي أقاويل، منها أنه يريد التجريد، أي الهجوم، على بواقي المصريين، يقصد المماليك، المتقطعين في دنقلة، فإنهم استفحل أمرهم، واستكثروا من شراء العبيد، وصنعوا البارود والمدافع وغير ذلك “، ومنها : ” أنه يريد أخذ بلاد دارفور والنوبة ويمهد طريق الوصول إليها “، ومنها أنهم – أي عامة المصريين – قالوا أنه ظهر بتلك البلاد معدن الذهب والفضة والرصاص والزمرد وأن ذهابه للكشف عن ذلك، وامتحانه، وعمل معدنه، ومقدار ما يصرف عليه حتى يستخرج صافيه “. أي التعدين ونفقات الاستخراج والفوائد الممكن تحقيقها.

ثم في آخر صفحة من تاريخ الجبرتي، وآخر ما كتب قبل وفاته، وتحت عنوان ” واستهل شهر ذي الحجة بيوم الجمعة سنة 1236هجرية ” يقول ” فيه خرجت عساكر كثيرة، ومعهم رؤساؤهم، وفيهم محو بك ومغاربة، وآلات الحرب كالمدافع، وجبخانات البارود، والغمجية، وجميع اللوازم قاصدين بلاد النوبة وما جاورها من بلاد السودان”.

ثم يقول، وفيه، أي في الشهر ذاته، وصلت بشائر من جهة قبلي، باستيلاء إسماعيل باشا – نجل محمد علي باشا – على سنار، بغير حرب، ودخول أهلها تحت الطاعة، فضُربت لتلك الأخبار مدافع من القلعة”.

ويختتم الجبرتي حديثه عن غزو السودان بخاتمة تاريخه كله بحديث عن الأوضاع المعيشية لعموم المصريين ” غلو الأثمان في جميع المبيعات من ملبوسات ومأكولات والغلال، حتى وصل سعر الأردب إلى الألف وخمسمائة نصف، والرطل السمن إلى خمسين نصفًا وإلى ستين نصفًا وقس على ذلك “. ثم توقف الجبرتي عن الكتابة قريبًا من أربع سنوات حتى مات 1240 هجرية – 1825م.

شهادته مختصرة لكن فيها روح العصر وتصلح في الاستدلال على حضارة مصر في لحظة غزو السودان وهي المستوى الحضاري العادي الذي تركها عليه المماليك والعثمانيون والذي وجدها عليه بونابرت لم تفرق إلا في انتهاء حكم المماليك وتمكن محمد علي باشا من مقاليد الأمور، يعني الحديث اللاحق عن رسالة وطنية مجيدة للباشا أو عن رسالة حضارية له في نشر المدنية في السودان وإفريقيا كلام ابن القرن العشرين وليس ابن الحقيقة، ابن الوطنية المصرية بعد ثورة 1919م وليس ابن الواقع الفعلي قبل ذلك بمائة عام أو أكثر، هو كلام لزم خلق سردية تاريخية للوطنية المصرية البازغة لا أكثر.

***

نخرج من واقعية الجبرتي لتواجهنا رومانسية وطنية مفرطة عند الرافعي، حيث تحولت الإغارة على السودان عند الجبرتي إلى أسطورة وطنية في خيال الرافعي الذي يقول في ص 158 من كتابه “عصر محمد علي” فتح السودان هو حرب قومية بحتة، والغرض منها من أسمى أغراض الحروب وأنبلها قصدًا، إذ كانت الغاية منها تأليف وحدة وادي النيل، ولا يخفى أن مساحة السودان تزيد عن ضعف مساحة مصر، إذ أنه يبلغ مسطح القطر المصري مرتين ونصفًا، ومساحته تضاهي ربع مساحة القارة الأوروبية. فبفتح السودان اتسعت رقعة الدولة المصرية فبلغت ثلاثة أمثال ما كانت عليه، ووصلت إلى معظم حدودها الطبيعية، فلا غرو أن فتح السودان خير حروب مصر في عهد محمد علي باشا “.

ثم يقول في ص 157 ” إن تجريد الحملة على السودان يدل على قوة إرادة محمد علي باشا ومضاء عزيمته، فلم يكد يفرغ من بسط نفوذ مصر على جزيرة العرب – يقصد حرب الوهابيين بتكليف من السلطان العثماني – حتى بادر إلى خوض غمار حرب أخرى أعظم غاية، وأكثر منفعة، وأعود بالخير والرفاهية على مصر والسودان وعلى الحضارة وعلى الإنسانية. هذه الرومانسية الوطنية هي بنت ثلاثينيات القرن العشرين حيث صدر الكتاب 1930م أي بعد أكثر من قرن على الغزو، ثم هذه الرومانسية الوطنية فيها من ظلال الوطنية الفرنسية التي كانت ثورية في داخل فرنسا واستعمارية في خارجها، ثم هذه الرومانسية الوطنية كانت من ظلال نظريات المجال الحيوي الألمانية التي تجعل حدود الدولة تمتد أينما كانت مصالحها الرئيسية وأمنها القومي، فإذا كانت حدود ألمانيا يجب أن تمتد حيث تمتد مصالحها وأمنها القومي في وسط أوروبا وشرقها وصولًا إلى أوكرانيا فإن حدود مصر ينبغي أن  تمتد إلى حيث تمتد مصالحها وأمنها القومي جنوبًا حتى منابع النيل، ثم هذه الرومانسية الوطنية كانت إعادة تسكين للباشا وسلالته في الوجدان المصري بعد ثورة 1919م وبلورة مفاهيم الوطنية المصرية وتنصيب محمد علي باشا عميدًا لها ومؤسسًا رغم أن مصر لم تعرف فكرة الوطنية في عهده، مصر كانت رعوية عثمانية، وهو كان واليًا عثمانيًا عاش ومات تتجدد له فرمانات الولاية كل عام، ولم تكن حروبه في الجزيرة العربية ولا في السودان ولا في اليونان ولا في الشام باسم مصر ولا باسم المصريين ولا باسم الوطنية المصرية ولا تحت أي مصلحة قومية مصرية، حروبه كانت من شقين: شق عثماني محض كما في حرب الوهابيين وحرب اليونان ثم شق مطامح شخصية محضة مثل حروب السودان وحروب الشام. هذه الرومانسية الوطنية – بمجافاتها للمنطق وتجاوزها للواقع – سممت وشوهت الفكر السياسي لأجيال متلاحقة من المصريين حتى يومنا هذا، وطنية تغلب فيها العواطف الهائجة على العقول الهادئة بدأها مصطفى كامل ومازالت العقلية السياسية المصرية تعاني من سلبياتها إلى اليوم والغد.

محمد علي باشا 1769 م – 1849 م هو بالقطع من كبار القادة الذين صنعوا مجد القرن التاسع عشر، مثل نابليون بونابرت في مطلع القرن والذي يشاركه عام مولده 1769 – 1821م، ومثل أوتو فون بسمارك 1815 – 1898م في خاتمة القرن، مع فارق السبق في التحديث الذي قطعته كل من فرنسا وألمانيا قبل مصر بعدة قرون فإن الباشا – بذاته – يملك من دهاء القيادة وغريزة التاريخ ومصانعة الزمن ما يجعله في مصاف عظماء القرن التاسع عشر هو ونجله القائد إبراهيم باشا 1789 – 1848م، وأمثال هؤلاء ليسوا أنبياء تحركهم العقائد، وليسوا مصلحين تحركهم المبادئ، هؤلاء رجال سلطة وقوة وشهرة ونفوذ يركبون لأجلها المخاطر مهما عظمت، هؤلاء تحركهم فقط الوقائع والمصالح والمطامح والمطامع ولا يوقفهم إلا حساب المخاطر والحذر من المهالك، هكذا كان محمد علي باشا في كل ما أنجز وما لم يُنجز، وهكذا كان فيما نجح وفيما أخفق، ينقاد لغريزة جبارة في داخله تصنع له أقداره وتهدي إليه أفكاره وتبصره بطريقه وتُريه مصالحه ولو كانت في أبعد مكان وأصعب منال، أهدافه من غزو السودان كانت – ببساطة شديدة – ما ذكر الجبرتي أن عوام المصريين يتقولون به، من القضاء النهائي على المماليك، إلى توسيع التجارة، إلى تحقيق المزيد من الموارد، إلى البحث عن المعادن، إلى استجلاب الرقيق سواء للتجنيد أو لأغراض أخرى، وكل ذلك بالطبع معناه السيطرة على مقاليد الحكم فيما يفتحه بقواته من أنحاء السودان وهو ما يعني – بالبداهة – زيادة في قوته وسلطته ونفوذه وملكه، بعيدًا عما لم يكن له وجود من أفكار ومبادئ ونظريات في ذلك الوقت من النصف الربع الأول من القرن التاسع عشر مثل وحدة وادي النيل والوصول بحدود مصر السياسية إلى ما يسميه عبد الرحمن الرافعي حدود مصر الطبيعية من البحر المتوسط إلى مديرية خط الاستواء ، لم تكن توجد وطنية مصرية يسعى الباشا تحت رايتها، ولم تكن تبلورت فكرة الدولة القومية ذات الحدود السياسية الجامعة للمصريين المانعة لمن سواهم، أصلًا لم يعرف المصريون الجنسية المصرية بالمعنى الوطني إلا عام 1929م بصدور أول قانون للجنسية.

لذلك يقع الرافعي في تناقض، فهو إذ يضطر لذكر الأسباب الفعلية كما ذكره غيره من المؤرخين الأجانب، إلا أنه يستدرك عليها ليقول في ص 157 من الكتاب المذكور ” هذه هي الأسباب والبواعث التي يذكرها جمهور المؤرخين لفتح السودان، وكلها كما ترى أسباب وجيهة وصحيحة، ولكن يلوح لنا – يقصد له كمؤرخ – أن ضمان سلامة مصر، وتأليف وحدتها السياسية، والاطمئنان على منابع النيل، كانت من أهم البواعث التي حفزت محمد علي باشا إلى فتح السودان “.  وهذا الذي يفترضه الرافعي هو صناعة تاريخ جديد للتاريخ القديم، تاريخ افتراضي يبيض وجه التاريخ الواقعي، وهذا التاريخ ليس أكثر من انتحال صفات جديدة لموصوف قديم، صفات تعيد خلق وإنتاج صورة محمد علي باشا ليس فقط كمؤسس للدولة الحديثة لكن أيضًا بل وقبل ذلك مؤسس للوطنية الحديثة مع أنهما لا يلتقيان، فإذا كان الباشا وسلالته يدعون تأسيس الدولة الحديثة فإن الوطنية الحديثة من إنتاج المصريين وحدهم وهي إسهامهم الحديث في خلق هويتهم ووجودهم، وهم أنشأوها – بالدرجة الأولى – في وجه الباشا وسلالته ورجاله ثم في وجه ما تسلل من وجود أجنبي، الدولة الحديثة أسهم فيها كل الغزاة المحدثون من بونابرت إلى الباشا وذريته من بعده إلى الأوروبيين من اثني عشر جنسية ثم الإدارة البريطانية ثلاثة أرباع قرن، لكن الوطنية المصرية هي اختراع مصري صرف للفلاحين سواء من أعيان وكبار ملاك أو أفندية ومتعلمين وتجار ومزارعين إلى آخره.  باختصار شديد: الوطنية المصرية كما عبرت عن نفسها في ثورتين العرابية ثم 1919م كانت رد الفلاحين المصريين على استعمار ثم استعباد ثم استغلال ثم استبعاد الباشا وسلالته والأجانب للمصريين. فلو جاز وصف الباشا بتأسيس الدولة فلا يجوز وصفه بتأسيس الوطنية ناهيك أن يكون قائدها أو رمزها.

لكن الرافعي يؤسس لصناعة رمز وطني من الباشا فيقول “إن ما اشتهر به ذلك الرجل العبقري من بعد النظر وصدق العزيمة لا بد قد جعله يقدر أهمية السودان لمصر، ويدرك أن الاستقلال لا يتحقق إلا إذا تملكت مصر مجرى النيل من منبعه إلى مصبه “. كل ما فعله الرافعي أنه أخذ أفكار مطلع القرن العشرين وألبسها للباشا في مطلع القرن التاسع عشر، هذا الخلط كان ومازال أساس ما حدث من اضطراب في تاريخ مصر والسودان لايزال ساري المفعول اليوم والغد.

***

الحديث مستأنف في مقال الأربعاء المقبل بمشيئة الله تعالى.