ازدادت التكهنات في الأيام الأخيرة حول مستقبل الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم باريس سان جيرمان، الذي ينتهي عقده مع الفريق الفرنسي أواخر يونيو/ حزيران المقبل. ولعل ما زاد الشكوك ما أكدته تقارير فرنسية عدة حول إيقاف النادي الباريسي اللاعب لمدة أسبوعين، على خلفية سفره إلى السعودية دون الحصول على إذن رسمي.
ورغم أن ميسي اعتذر لاحقًا عن هذا الخطأ، فإن اسمه غاب عن قائمة باريس سان جيرمان لمباراته أمام تروا أمس الأحد، وسط إجماع في الصحافة الفرنسية على عدم رغبة سان جيرمان في تمديد عقد اللاعب.
لمن سيلعب ميسي؟
أفردت صحيفة “ذا أثلتيك”، البريطانية مساحة واسعة للحديث عن الخيارات المطروحة على طاولة ميسي، وضمنها إمكانية البقاء في باريس، على الرغم من أن هذا الاحتمال ضئيل للغاية، لكنها لم تستبعده.
يُذكر أن ميسي كان قد رحل عن برشلونة في صيف عام 2021، وانتقل إلى باريس سان جيرمان في صفقة انتقال حر، ووقّع على عقد لمدة موسمين مع خيار التمديد لموسم ثالث.
العودة إلى برشلونة
تؤكد “ذا أثلتيك”، أن هذا الخيار هو حلم الجميع في برشلونة، من الرئيس خوان لابورتا إلى المشجعين، والدلائل كلها تشير إلى أن هذه هي رغبة ميسي الشخصية أيضًا.
ولكي يصبح الحلم بالنسبة لبرشلونة حقيقة على الإدارة بذل جهود كبيرة؛ لتجاوز الأزمة المالية وتجاوز قواعد الرواتب في الدوري الإسباني، والبحث عن حلول؛ لتسجيل العقود الجديدة للاعبيه جافي ورونالد أراوخو، وأليخاندرو بالدي، وماركوس ألونسو، وسيرجي روبيرتو.
وتطالب رابطة “الليجا”، برشلونة بخفض فاتورة رواتب لاعبيه بنحو 200 مليون يورو، من أجل السماح للنادي بتسجيل العقود الجديدة أو اللاعبين القادمين لموسم 2023-2024.
وقبل أسبوعين أبلغ برشلونة الرابطة الإسبانية بتفاصيل خطة جدوى للرواتب، لكن تفاصيلها غير واضحة للإعلام، لكن اللافت أن برشلونة أخبر خافيير تيباس رئيس الرابطة، رسميًا بنيته استعادة ميسي، وأنه لا يريد الانتظار حتى الساعات الأخيرة من الصيف المقبل لإتمام العملية.
وفي غرفة ملابس برشلونة، يوجد انقسام بين اللاعبين حول عودة ميسي، فهناك قسم من الجماهير يشارك في الحلم بذلك، لكن هناك عدداً لا بأس به لا يريد مجرد التفكير في ذلك.
في المقابل، أخبر مقربون من ميسي صحيفة “ذا أثلتيك”، بأن عودة البرغوث إلى برشلونة لا يمكن تصورها إلا من منظور رومانسي.
ميسي في الدوري السعودي
حسب الصحيفة البريطانية، فإن هناك عرضًا مذهلًا على طاولة ميسي من السعودية، يجعله يتقاضى 400 مليون يورو سنويًا.
وقبل أشهر لم يكن خيار الانتقال إلى الدوري السعودي، المصنف بأنه البطولة الثامنة والخمسون على مستوى العالم من حيث الجودة، هو الأكثر جاذبية لميسي، الذي يسعى للاستمرار في أوروبا، والتنافس في أعلى مستوى للمشاركة مع الأرجنتين في كوبا أمريكا 2024.
لكن “أثلتيك” تشير إلى أن ذلك تغيّر الآن، فعدم وجود عروض أوروبية على طاولة ميسي (باستثناء برشلونة)، تجعل من إمكانية عدم ظهوره في دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل أمرًا واردًا.
وحسب تقارير سعودية فإن ميسي اتفق مع الهلال على كافة تفاصيل التحاقه بـ”الزعيم”، لكن ذلك مرهون بمدى قدرة برشلونة على استعادة أسطورته.
ميسي إلى إنتر ميامي
لا يُعتبر اهتمام النادي الأمريكي بضم ميسي أمرًا سريًا، وما زال مسؤولوه وعلى رأسهم ديفيد بيكهام، يحلمون برؤية صاحب الكرات الذهبية السبع، وهو يرتدي قميص الفريق هذا الصيف أو ربما في يوم ما.
وخلال الشتاء الماضي، جرت العديد من الاجتماعات بين بيكهام والأخوين خورخي وخوسيه ماس، شريكي اللاعب الإنجليزي الأسبق في نادي ميامي، من جهة وخورخي ميسي والد ليو من جهة أخرى.
وما يعزز إمكانية سفر ميسي إلى الولايات المتحدة وتحديدًا إلى ميامي، هو وجود منزل له هناك، حيث اعتاد قضاء إجازاته في ذلك المكان.
وأكد دون جاربر مفوض الدوري الأمريكي، استعداد مسؤولي الدوري للتحلي بالمرونة الكافية لجعل وجود ميسي في الولايات المتحدة حقيقة.
البقاء مع “الباريسي”
بعد فوز ميسي بكأس العالم في ديسمبر/ كانون الأول 2022، بدت فكرة بقاء ميسي مع باريس أكثر منطقية، خاصةً أن النادي الفرنسي مملوك لقطر.
في تلك الفترة اعتُبر تمديد عقد ميسي نتيجة طبيعية، خاصةً أن الفريق ما زال ينافس على كافة الألقاب، وتعلقت الآمال بانفجار جديد لـ”البرغوث” الذي بدأ الانسجام مع كيليان مبابي.
لكن بعد ذلك انقلب المزاج الباريسي رأسًا على عقب، بعد الخروج من دوري أبطال أوروبا، وتلقي الفريق 9 هزائم في عام 2023.
وفق “ذا أثلتيك” لا يمكن لوم ميسي على ما حدث، بقدر ما هو ضعف في تجهيز الفريق للمنافسة على جميع الجبهات، لكن ما زاد الطين بلة في الأيام الأخيرة هو عقوبة النادي، إضافة إلى الشتائم التي أطلقها “ألتراس” باريس ضد البرغوث، فضلاً عن الصفير المتكرر من الجماهير تجاه ليو.
كل هذه الأمور توحي بأن ميسي لن يبقى في باريس، الذي يركّز على البناء حول مبابي، والاعتماد على المواهب في أكاديمية النادي، ما يشير إلى انتهاء زمن التعاقد مع الأسماء الرنانة والكبيرة، لكن مفاجآت اللحظة الأخيرة لا تزال واردة.