قبل أيام، أطلقت سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة، بالشراكة مع الجامعة الأمريكية الأرشيف الرقمي المصري من إذاعة صوت أمريكا/ VOA، بشكل مجاني للجمهور على الإنترنت، والذي يضم آلاف التسجيلات الصوتية العربية.
ونفذت مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة مشروع الأرشيف، والذي سيضاف إلى مركز الرقمنة بالمكتبة.
ضمن الأرشيف مقابلات مع شخصيات تاريخية مصرية بارزة، من بينها نجيب محفوظ، الأديب المصري الحائز على جائزة نوبل في الآداب عام 1988، والأديب الكبير الراحل يوسف إدريس، وكوب الشرق الفنانة أم كلثوم، والمخرج السينمائي الكبير صلاح أبو سيف، والممثل الكبير عادل إمام.
ويحوي الأرشيف كذلك برامج موسيقية لمطربين مصريين وعرب مشهورين. وأيضا، أخبارا كانت تركز على البرامج المصرية والأمريكية في مصر. بالإضافة إلى التحقيقات الإخبارية التي تغطي الأخبار اليومية عن مصر، وتحليلات متعمقة لدور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
ويعود تاريخ أرشيف صوت أمريكا الإذاعي إلى أواخر السبعينيات من القرن العشرين، وحتى أوائل عام 2010 -حيث تم إغلاق القسم المصري عام 2011- ويتضمن آلاف المقابلات مع شخصيات بارزة في مصر والعالم العربي. وتتضمن التسجيلات أكثر من 10000 آلاف تسجيل، منهم 2300 تسجيل خاص بمصر.
كما تشمل البرامج الخاصة نسخًا منطوقة من أعمال مثل “سارة” للأديب الكبير الراحل عباس العقاد، وبرامج وثائقية عن المطربة الأسطورية أم كلثوم.
اقرأ أيضا: لماذا لا تجذب “صوت أمريكا” جمهور إيران؟
الحنين إلى الماضي
احتفالاً بهذا الحدث، استضاف القائم بأعمال السفير الأمريكي في مصر، السفير جون ديروشر، حفل استقبال ضم مجموعة من الشخصيات السينمائية والفنية والموسيقية والثقافية. وعدد من الصحفيين والإعلاميين.
وقال ديروشر: “حتى وقت قريب، لم تكن هذه التسجيلات متاحة للجمهور. حيث لم تكن المعدات القادرة على هذا متاحة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وحتى لو كانت متوفرة، فسيقوم مستخدم واحد فقط في كل مرة باستخدامها”.
وأوضح أن “منحة السفارة الأمريكية هذه قد فتحت مجالا لهذا المورد الثري، ليصبح متاحًا عبر الإنترنت. ليس فقط لخدمة المستمعين المصريين، ولكن أيضًا لجمهور عالمي مهتم بالفنون والثقافة المصرية”.
ولفت القائم بالأعمال الأمريكي، إلى أن “الاهتمام العام بتاريخ مصر ومجتمعها وثقافتها مستمر في النمو. كما يتضح من برامج التاريخ والفنون في وسائل الإعلام المصرية والدولية، ومواقع وسائل التواصل الاجتماعي التي تميل إلى “الحنين إلى الماضي”.
وتابع: في حين أن معظم المصادر عبر الإنترنت مرئية أو مكتوبة، فإن طلبات البحث التي يتلقاها موظفو مكتبة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، تشير إلى تعطش للمصادر الصوتية أيضًا. هكذا، تسمح منحة السفارة الأمريكية للجامعة الأمريكية بالقاهرة لرقمنة هذا المورد للمستخدمين في جميع أنحاء العالم بالوصول إليه، ومعرفة المزيد عن مصر ومساهمات إذاعة صوت أمريكا في مصر.
وأكد ديروشر أنه “على مدار أكثر من 50 عامًا، دعمت السفارة الأمريكية بالقاهرة الفنون والثقافة المصرية من خلال مهرجان القاهرة السينمائي. وكذلك برنامج “فيلم ماي ديزاين”، والعديد من الفعاليات الثقافية الأخرى”.
وأشار، إلى أن بلاده ساهمت خلال النصف قرن الماضي بأكثر من 100 مليون دولار؛ للحفاظ على التراث الثقافي في مصر بما في ذلك مشاريع لحماية المواقع مثل أبي الهول، ومعبد كوم أمبو في أسوان.
55 ألف دولار
شارك في الحفل، الذي استضافه السفير جون ديروشر، في مقره بجاردن سيتي، عدد من الفنانين، وممثلي وزارة الثقافة المصرية، والدكتور أحمد دلًال، الرئيس الثالث عشر للجامعة الأمريكية بالقاهرة وهو أول عربي- أمريكي يرأس الجامعة، والدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم السابق، ومستشار الجامعة الأمريكية. وعدد من الصحفيين والإعلاميين.
وقال القائم بأعمال المتحدث الإعلامي باسم السفارة الأمريكية، خالد وولفسبرج، في حديث للصحفيين -من بينهم محرر مصر 360- على هامش الاحتفالية، إن مشروع رقمنة الأرشيف الإلكتروني لإتاحته للجمهور العام استمر لمدة عامين بتكلفة 55 ألف دولار، كمنحة مقدمة من السفارة إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وذكر وولفسبرج، أن أغلب التسجيلات للشخصيات المصرية المؤثرة في حياة المجتمع المصري في مختلف المجالات السياسية والفنية والثقافية، فضلا عن تسجيلات لعدد من الأدباء والسياسيين العرب، منهم الكثير إبان فترة الحرب على العراق.
فردوس عبد الحميد وحوار منذ 40 عاما
“أنا مغرمة بالإذاعة. وحتى الآن العلاقة بيننا مستمرة بسبب إصراري على قيادة سيارتي بنفسي. هكذا أقود بينما أتنقل عبر الأثير. وإذاعة صوت أمريكا كانت لفترة طويلة ضمن قائمة استماعي المفضلة”.
هكذا، وصفت الفنانة الكبيرة فردوس عبد الحميد، والتي شاركت في حفل إطلاق الأرشيف الرقمي، علاقتها بالإذاعة الأمريكية. التي تضمن أرشيفها حوارا أجرته مع الفنانة المصرية في إحدى دورات مهرجان قرطاج السينمائي في تونس، بمناسبة حصولها على جائزة أحسن ممثلة عن فيلم “الطوق والإسورة” عام 1986.
كانت ابتسامة كبيرة ترتسم على شفتي الفنانة المصرية، وهي تستمع إلى ذلك الحديث بعد ما يقرب من أربعين عاما. قالت للصحفيين: لهذا، من المهم أرشفة هذا التاريخ الإذاعي «إلكترونيا» مواكبة للتقدم التكنولوجي. هناك أجيال لا تعلم شيئا عن هذا التراث الثقافي والفني. الآن أصبح متاحا للجميع.
وذكرت عبد الحميد، أن صوت أمريكا والإذاعة المصرية كانا دائما معها. وكانت دوما تحرص على الاستماع إليهما لاهتمامهما بالثقافة والتوعية، خاصة خلال قيادة السيارة بنفسها.