رغم الأزمة الاقتصادية، بما فيها من ركود فى الأسواق، إلا أن احتجاجات الشوارع لا تحظى بشعبية في المجتمع المصري. وفقا لنتائج استطلاع رأى أجراه مؤخرا معهد واشنطن/ TWI، في الفترة من مارس/ آذار- إبريل/ نيسان، الماضي.
ووفق الاستطلاع، على الرغم من أن “أكثر من نصف المصريين لا يؤيدون فكرة احتجاجات الشوارع في بلدهم”. لكن، اعتبر ما يقرب من الثلثين، أن الاحتجاجات في إسرائيل ضد حكومة نتنياهو الجديدة “إيجابية إلى حد ما”، أو “إيجابية للغاية”.
منهجيا، اعتمد استطلاع الرأي على العمل الميداني، واستخدم المقابلات الشخصية في جمع البيانات. بما تتضمنه المقابلات من توجيه أسئلة للقياس.
وقد شمل الاستطلاع، عينة بلغت 1000 مواطن مصري، تم اختيارهم بمراعاة المعاير والتنوع الجغرافي والعمري.
ويقول التقرير الصادر عن المعهد بشأن الاستطلاع: على الرغم من التدهور المستمر للوضع الاقتصادي، والاستياء المتزايد من سياسة الحكومة، يوافق أكثر من نصف المصريين إلى حد ما، أو يوافقون بشدة، على “إنه من الجيد أننا لا نشهد احتجاجات شوارع جماهيرية ضد الفساد، كما يحصل في بعض الدول العربية الأخرى”.
في حين لا يوافق ما يقرب من نصف المصريين (47%) على هذا الطرح.
وتتوافق هذه النتائج الحديثة مع نتائج استطلاع العام الماضي. والذي كان من ضمن نتائجه “أن أي احتجاجات ناتجة عن الأزمة الاقتصادية ستكون متقطعة وغير منتظمة”.
التطبيع
رغم نظرة ثلث المصريين بسلبية إلى الصواريخ التي تطلقها حماس باتجاه إسرائيل، ومعارضتهم انخراط “حماس” في صراع مسلح مع إسرائيل. إلا أن أغلبية المصريين يعتقدون أن “اتفاقيات إبراهيم” لها تأثير سلبي على المنطقة ويعلنون رفضهم للعلاقات مع إسرائيل.
لا يظهر الاستطلاع اختلافات تُذكر بين إجابات المصريين تحت سن الثلاثين، والجيل الأكبر سنًا، فيما يتعلق بهذه المسألة. مع أن مصر كانت أول دولة عربية تنخرط في معاهدة سلام مع إسرائيل، وتطبّع العلاقات معها.
الصين شريك اقتصادي مُفضّل.. وأمريكا الشريك الأمني
على الرغم من أن ثلاثة أرباع المصريين الذين شملهم الاستطلاع في خريف عام 2022، رأوا أن للعمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا تأثيرًا سلبيًا على المنطقة، إلا أنه في آخر استطلاع في ربيع 2023، صنف المصريون “روسيا شريكًا اقتصاديًا” (48%) أو “صديقًا” (24%) أو “شريكًا أمنيًا” (23%). بينما رفض أقل من الربع (21%) هذه النظرة.
أما المواقف تجاه الصين، فقد اعتبر 91% من المصريين، أن الصين شريك وليس منافسًا أو عدوًا، ومالوا إلى وصف الصين “بالشريك الاقتصادي” (60%)، في حين وصفها 19% “بالصديق” أو “بالشريك الأمني” (12%).
واعتبر (84%) الولايات المتحدة شريكًا، حيث قال 34% منهم إنها “شريك اقتصادي”، وقال 28% إنها “شريك أمني” واعتبرها 22% “صديقًا”. تتفوق الولايات المتحدة على الصين وروسيا كشريك امنى مفضل للمصريين.
وانقسم المصريون بشكل مفاجئ، حول “استعادة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة السعودية وإيران”، حيث ترى أقلية طفيفة (45%) من المصريين أنها خطوة إيجابية إلى حد ما، أو إيجابية جدًا في حين اعتبر حوالي النصف (51%) أنها خطوة سلبية، إلى حد ما، أو سلبية جدًا.
الإصلاح الديني
يظل ربع المصريين منذ استطلاع آب/أغسطس 2022، يوافقون على التصريح التالي: “علينا الاستماع إلى الذين يحاولون تفسير الإسلام بطريقة حديثة أكثر اعتدالًا وتسامحًا”. ومن اللافت للنظر أن المصريين لا يؤيدون تغيرًا كهذا، أي إحداث إصلاح ديني. يفسر الاستطلاع ذلك بالدور الذي تلعبه فكرة الإصلاح الديني في خطاب النظام المصري، والذي غالبا ما كان يوظفها ضد الشخصيات المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين.