تترقب الدول المستوردة للحبوب الموقف النهائي لروسيا من اتفاقية تمديد اتفاق الحبوب في البحر الأسود، التي يفترض انتهاء موعدها في  17 يوليو الحالي.

وتسمح الصفقة بتصدير المواد الغذائية والأسمدة من 3 موانئ أوكرانية، وهي تشورنومورسك، وأوديسا، وبيفديني، وتم تمديد الاتفاق 3 مرات، ينتهي أمد أحدثها في 17 يوليو الحالي.

هذا وتتصاعد التخوفات مع ارتفاع أسعار القمح لأعلى مستوياتها منذ فبراير 2023 في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية، وفي ظل مضاربات على الأسعار، مع قلق حول الإنتاج في ظل ظروف الجفاف في الولايات المتحدة، وتلف جزء من محاصيل  الصين بسبب الأمطار.

 

أظهر تقرير لجنة تداول السلع والعقود الآجلة، أن المضاربين على أسعار الحبوب وسعوا رهاناتهم القصيرة على أسعار القمح (الشتوي الأحمر الناعم)، مع اضطرار التجار إلى إعادة تقييم صفقاتهم.

 

وتراجعت جودة القمح الأمريكي الربيعي عند 2٪ ممتاز و48٪ جيد مقارنة بـ 6٪ و53٪ في الوقت ذاته من العام الماضي. وصُنف 9٪ على أنهم ضعيفون مقارنة بـ 5٪ للفترة ذاتها.

 

التغيرات المناخية ومحصول القمح

تسببت درجات الحرارة المرتفعة في مختلف أنحاء الصين وحدوث فيضانات في مناطق بها بفعل التغير المناخي، إلى أضرار جسيمة في محاصيل القمح.

 

وأكدت دراسة حديثة لمجلة علوم المناخ والغلاف الجويالأمريكية، أن موجات الحر الشديد والجفاف بسبب المناخ وتداعياته تهدد الإمدادات الغذائية العالمية ما قد يرفع  الأسعار.

ورصدت الدراسة قدرة التحمل للقمح الشتوي في نماذج مناخية مختلفة واكتشفت أن درجات الحرارة المرتفعة، يمكن أن تبطئ نمو القمح في كل من الغرب الأوسط الأمريكي، وشمال شرق الصين.

 

وباتت بكين، أكبر مستورد للذرة وفول الصويا في العالم، على بعد خطوات من إزالة  مصر وتركيا من قائمة أكبر مشتر للقمح، بعد أن تجاوزت مشترياته 12 مليون طن في أول 11 شهراً من العام التسويقي الذي يمتد حتى يونيو.

 

 

تهديدات روسيا تسيطر على الأسواق

يبدو أن روسيا مصممة حاليا على الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب بعدما اعتبرت موقف الغرب من الاتفاقية  مخزفي ظل استمرار العقبات أمام تصدير الحبوب والأسمدة الروسية، مؤكدة أنه  لا يوجد مبرر لاستمرارها.

 

روسيا قالت إنها ستواصل إمداد الدول الفقيرة بالحبوب الروسية، وحال توقف العمل بمبادرة البحر الأسود، ستقدم شحنات حبوب بحجم مماثل أو أكبر إلى أفقر البلدان على نفقتها الخاصة.

 

هبطت صادرات المواد الغذائية بشكل كبير من 4.2 مليون طن في أكتوبر 2022 إلى 1.3 مليون في مايو، وهو أقل حجم منذ بدء مبادرة تصدير الحبوب العام الماضي.

تطلب روسيا أيضا ربط البنك الزراعي الروسي بنظام الدفع المالي سويفتواستئناف واردات الآلات الزراعية وقطع الغيار إلى روسيا، ورفع القيود المفروضة على التأمين وإعادة التأمين.

 

مصر.. هل الاحتياطي كاف؟

تراجعت واردات مصر من الاقماح بنسبة 41.9% خلال مارس لتصل إلى 224.4 مليون دولار، مقابل 386.1 مليون دولار، بقمية انخفاض بلغت 161.7 مليون دولار، وفقا لنشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

 

الاحتياطي الاستراتيجي

واشترت الحكومة 3.15 مليون طن حتى السابع من يونيو 2023 مقابل3.58 مليون في اليوم ذاته من العام الماضي، رغم توقعات قوية بعدم تحقيق التوريد المحلي المستهدفات.

بحسب وزارة التموين، فإن الاحتياطي الاستراتيجي من القمح يكفي 5.9 شهر،  دون احتساب جميع كميات القمح المحلى، الموردة في الموسم الذي يستمر حتى نهاية أغسطس المقبل.

 

وقال مسئول بوزارة المالية  أنها تستهدف بالموازنة الجديدة  340 دولاراً لطن القمح وهو سعر أعلى من طن القمح حاليًا في البورصة العالمية الذي يبلغ 291 دولارًا للطن.

 

 وقال إن الموازنة، التي بذا تطبيقها يوم السبت، تحوطت من إمكانية عدول روسيا عن اتفاقية تصدير الحبوب، أو تطور الحرب، أو ارتفاع أسعار القمح مجددًا بفعل نقص الإنتاج لظروف مناخية بأي دولة منتجة.