في صيف عام 2002، وفي خضم الانتفاضة الفلسطينية الثانية، قرر الاحتلال الإسرائيلي، أنه لم يعد هناك مجال لإيقاف المقاومة المستعرة سوى بتحويل مخيم جنين إلى ركام كامل، فالمخيم الذي لا تتجاوز مساحته نصف كيلو مترمربع –ويتصف بالكثافة السكانية العالية والبنية التحتية المتدهورة- تحوّل إلى بؤرة تجمع للمقاومين من كافة الفصائل الفلسطينية.

استعان الاحتلال بالطائرات والدبابات دون جدوى. سبعة أيام مرت دون تحقيق أهدافه، فانتقل من الاقتحام إلى التدمير. وهنا ظهرت الجرافات المصفحة كسلاح أول، يدك منزلًا تلو الآخر.

10 أيام من القتال المحتدم، أسفرت عن سقوط 53 فلسطينيًا و23 جنديًا إسرائيليًا -منهم 13 في كمين واحد نصبه المقاومون- فيما وصفته منظمة العفو الدولية آنذاك بأنه “جريمة حرب” و”قتل جماعي”، متهمةً إسرائيل بانتهاك قوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي، وهي توصيفات لها تداعيات قانونية، لا تمس إسرائيل بطبيعة الحال.

الآن، وبعد 21 عامًا تقريبًا، لا يبدو أن الاحتلال قد نجح في تصفية مخيم جنين كمركز للمقاومة في شمال الضفة المحتلة، فالأطفال الذين شهدوا مآسي اجتياح عام 2002، اشتد عودهم وساروا على درب سابقيهم.

لذا، في فجر الثالث من يوليو/تموز الجاري، وبينما كان صدى أذان الفجر يتردد، اقتحم نحو ألف جندي إسرائيلي المخيم مستعينين بالمروحيات والطائرات المُسيّرة. والهدف “القضاء على التنظيمات الإرهابية بجنين”، حيث كانت نقطة انطلاق لكتائب المقاومة المسلحة؛ لشن الهجمات وصد العدوان.

اقرأ أيضا: مخيم جنين.. زنابق المقاومة تُنبت دوما من بين الشقوق

(الدخان يتصاعد من المخيم بعد شن غارة إسرائيلية - الصورة: أسوشيتد برس)
(الدخان يتصاعد من المخيم بعد شن غارة إسرائيلية – الصورة: أسوشيتد برس)

مآسٍ متكررة

عملية شرسة أسفرت -حتى موعد كتابة هذه السطور- عن استشهاد12 فلسطينيا وأكثر من140 مصابا بينهم حالات خطرة. بينما حل الدمار بعشرات المنازل، واضطرت مئات الأسر إلى النزوح من منازلها؛ انتظارًا لهدوء القتال.

أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي: انسحاب قوات الاحتلال من جنين صباح اليوم، بعد عملية استمرت يومين دُفع فيها بقوات برية وجوية.

وقالت منظمة “أطباء بلا حدود”، إن الجرافات الإسرائيلية دمرت الطرق المؤدية إلى المخيم؛ مما عرقل وصول الإسعاف إلى المرضى. وأضافت التصريحات الإسرائيلية، بأن البنية التحتية العسكرية هي فقط المستهدفة “تتعارض بشكل صارخ مع ما نراه”. في حين أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بأنه لم يستطع دخول المخيم لإسعاف الجرحى.

توقفت خدمات المياه والكهرباء عن أجزاء واسعة من المخيم؛ لتعُرب منسقة الشؤون الإنسانية الأممية في فلسطين، لين هاستينجز، عن قلقها البالغ من حجم العملية العسكرية مؤكدةً، أن الجيش الإسرائيلي قصف المخيم المكتظ بالسكان بالطائرات.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مسؤول سياسي كبير قوله، إنه لا توجد أي ضغوط دولية على إسرائيل؛ لوقف العملية في جنين. وأضاف ذات المصدر، أن “العملية محدودة الزمن في جميع الأحوال”. ولكنها ستستمر “حتى تحقيق الأهداف المرصودة”.

ويبدو أن العملية تمت الموافقة عليها، بعد أحداث التاسع عشر من يونيو/حزيران الماضي، حين أصيب ثمانية من عناصر قوات الاحتلال في القتال الذي اندلع بعد أن تحولت مداهمة؛ لاعتقال فلسطينيين إلى تبادل إطلاق نار طويل.

وأرسلت طائرات هليكوبتر حربية إسرائيلية إلى المنطقة لأول مرة منذ عقود؛ لمساعدة القوات التي تحاول تخليص المركبات المدرعة التي تعطلت؛ بسبب انفجار قنبلة على جانب الطريق. واستشهد حينها خمسة فلسطينيين على الأقل، كان بينهم فتاة تبلغ من العمر 15 عاما، وأصيب العشرات.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، عن أن العملية العسكرية الأخيرة خُطط لها منذ عام، وتمت الموافقة عليها قبل 10 أيام. بينما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال جلسة المشاورات الأمنية، إن “المعادلة قد تغيّرت وسنضرب الإرهاب في أي مكان وزمان. من لم يفهم ذلك قبل شهرين سيفهمه في الأيام المقبلة”.

وبدأت العملية بضربات جوية متعددة، قال سكان المخيم، إنها اشتملت على إطلاق صاروخ من الجو؛ مما أدى إلى اندلاع اشتباكات بالأسلحة النارية. وبحسب وكالة رويترز، حلّقت ما لا يقل عن ست طائرات بدون طيار على ارتفاع منخفض فوق المدينة.

كسر عقلية الملاذ الآمن

ويقول مسؤولون عسكريون إسرائيليون، إن أكثر من 50 هجومًا بالرصاص نفذت من منطقة جنين ضد أهداف إسرائيلية في الأشهر الستة الماضية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ريتشارد هيشت، إن الهدف من العملية هو “كسر عقلية الملاذ الآمن” لمخيم اللاجئين.

 

(مقاومون فلسطينيون في أحد شوارع جنين - الصورة: فرانس برس)
(مقاومون فلسطينيون في أحد شوارع جنين – الصورة: فرانس برس)

“ما يجري حرب حقيقية”

“ما يجري حرب حقيقية”، هكذا قال خالد الأحمد، سائق سيارة إسعاف فلسطيني: “كانت هناك ضربات جوية، وفي كل مرة (سُمح) ندخل فيها كانت هناك حوالي خمس إلى سبع سيارات إسعاف ونعود مليئين بالمصابين”.

فيما قال سليم عوض: وهو عامل مطعم يبلغ 34 عامًا، من منزل لجأ إليه 19 من سكان جنين: “تقع مجزرة في المخيم. الأطفال يبكون ويصرخون خائفين مما يحدث”.

“جميع مداخل المخيم مغلقة، القنابل تنفجر. يتم إطلاق الرصاص في جميع الاتجاهات. يتم تجريف السيارات والطرق. تم قطع الاتصال ولا يمكنك الوصول إلى أحد. إنه وضع إنساني مؤلم. لا نعرف من يحتاج إلى المساعدة ومدى إلحاحها”. كانت هذه كلمات أحمد طوباسي، المدير الفني لمسرح الحرية الشهير بالمخيم، والذي هدمت قوات الاحتلال بعضًا من أجزائه خلال الاقتحام.

وأضاف، “ما يحدث يعيدني 20 عامًا إلى الوراء”، في إشارة إلى اجتياح “عملية السور الواقي” أثناء الانتفاضة الثانية. “إنه نفس الجو ونفس الخطر والدمار. ليس لدينا كهرباء ولا إنترنت، لقد كسروا أنابيب المياه، وقطعوا جميع الأسلاك الكهربائية، وهناك قناصة إسرائيليون في كل مكان. ينتقل الجنود في مجموعات الآن من منزل إلى آخر -نفس الاستراتيجية التي استخدموها عام 2002”.

في المقابل، قالت كتيبة جنين: -وهي مظلة عسكرية تضم مسلحين من فصائل فتح وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطينية “سنقاتل قوات الاحتلال حتى آخر نفس ورصاصة، ونعمل معًا وموحدين من جميع الفصائل والتشكيلات العسكرية”.

وذكرت، أنها نجحت في إسقاط طائرتين مسيرتين لجيش الاحتلال، وفجرت عبوات ناسفة في آليات لقواته. وفي اليوم التالي -الرابع من يوليو/تموز- نفذ فلسطيني عملية دهس في تل أبيب؛ ما أسفر -حتى موعد كتابة هذه السطور- عن إصابة 10 إسرائيليين. وذكرت حركتا حماس والجهاد، إنها جاءت ردًا على ما يحدث في جنين.

ترى رهام العودة، وهي محللة فلسطينية مستقلة، أن إسرائيل شنت العملية في هذا التوقيت؛ لأن حسب المعلومات الاستخبارية والأمنية الإسرائيلية بدأ ناقوس الخطر يدق بشدة مع إطلاق أول صاروخ من جنين على المستوطنات الإسرائيلية خلال شهر يونيو/حزيران الماضي، مما أثار “جنون” حكومة نتانياهو تخوفًا من أن ينسخ مخيم جنين تجربة غزة في المقاومة المسلحة التي تعتمد على تصنيع صواريخ محلية، يتم إطلاقها على المدن الإسرائيلية.

وتلفت العودة، إلى تصريحات سابقة للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، قال فيها، إن تطور العلاقة مع إيران سمح بمراكمة بعض الخبرات على مستوى التصنيع والتسليح. “لذا أرادت إسرائيل أن ترسل رسالة حربية للجهاد الإسلامي وإيران بنيتها الجدية تفكيك البنية التحتية للمقاومة في جنين، خاصة التابعة للجهاد؛ لمنع تعاظم قدراتها وإفشال المشروع الإيراني الداعم لتسليح المقاومين الفلسطينيين سواء بالضفة أو غزة”، حسبما تقول المحللة لـ”مصر 360”.

(جريح فلسطيني في مستشفى خلال الغارة العسكرية الاسرائيلية - الصورة: أسوشيتد برس)
(جريح فلسطيني في مستشفي خلال الغارة العسكرية الاسرائيلية – الصورة: أسوشيتد برس)

السياق السياسي الفلسطيني

على جانب ردود الأفعال، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إن الدم الذي يراق على أرض جنين سيحدد طبيعة المرحلة المقبلة. فيما دعا نائبه، صالح العروري، المقاتلون في المخيم إلى محاولة أسر أي من الجنود المهاجمين. وقال: “الاحتلال الذي جاء بأمل تحطيم المقاومة في جنين سيخرج جارًا أذيال الخيبة”.

وأوعزت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- إلى مجاهديها وخلاياها المنتشرة في الضفة، والقدس المحتلة بضرب المحتل في جميع أماكن وجوده بكل السبل. وقالت الكتائب -في بيان-، إن جميع الخيارات مفتوحة للرد على تغوّل الاحتلال ولجم عدوانه على أهالي جنين.

اقرأ أيضا: الوساطة وإظهار النفوذ الإقليمي.. دلالات استعادة العلاقات السعودية مع حماس

فيما اعتبر النخالة، الأمين العام للجهاد الإسلامي، إن ما يجري مذبحة. وأضاف، أن فصائل المقاومة الفلسطينية وسرايا القدس -الجناح العسكري لحركته- ستقوم بواجبها؛ لوقف هذه المذبحة.

في المقابل، وصفت الرئاسة الفلسطينية ما يجري في جنين بـ”جريمة حرب ضد شعبنا الأعزل”. وأعلن رئيس السُلطة الفلسطينية، محمود عباس، إيقاف التنسيق الأمني مع الاحتلال.

وبطبيعة الحال، أدانت مصر بأشد العبارات “العدوان الذي شنته القوات الإسرائيلية على مدينة جنين”. كما حذرت من “المخاطر الجسيمة للتصعيد الإسرائيلي”.

جيورا إيلاند، وهو جنرال إسرائيلي متقاعد ومستشار سابق للأمن القومي، قال، إنه يتوقع أن تنهي إسرائيل العملية بسرعة في غضون أيام قليلة على الأكثر؛ لمحاولة “تجنب انتشار الأعمال العدائية إلى مناطق أخرى، مثل غزة”.

تقول رهام العودة، إن هناك قناعة كبيرة لدى الفصائل بغزة، أن المقاومة بالضفة مؤهلة ومستعدة ومدربة  للرد على أي عدوان اسرائيلي بالضفة. وبما أن العملية الإسرائيلية حتى الآن هي محدودة المدة، كما صرح الجيش الإسرائيلي، فمن المستبعد، أن يكون هناك إطلاق صواريخ من غزة.

وذكرت قناة الجزيرة في وقت لاحق، نقلاً عن مصدر من المقاومة الفلسطينية من غزة، أن الفصيلين -حماس والجهاد- أبلغا الوسطاء المصريين؛ بأنهم سينضمون إلى القتال إذا لم تنته العملية قريبًا.

اقرأ أيضا: في ظل حكومة صهيونية متطرفة.. مهام الوساطة المصرية باتت أكثر تعقيدًا

وعلى الجانب الإسرائيلي “لا أعتقد أنه سينجح في القضاء كليًا على بنية المقاومة بالضفة، لكنه ربما ينجح في تفكيك جزء من تلك البنية في مخيم جنين أو في نابلس، والتخفيف من خطر عملية تصنيع صواريخ محلية الصنع؛ وذلك هدف مرحلي إسرائيلي، لأن إنهاء البنية التحتية للمقاومين قد يحتاج إلى حرب طويلة الأمد، والاستراتيجية التي تتبعها إسرائيل حاليًا، هو التفكيك عبر عدة مراحل تدريجية”، وفق ما تظنه المحللة الفلسطينية.

وتشير العودة، إلى أسباب أخرى مثل الحاضنة الشعبية الواسعة لفصائل المقاومة، ودعم الفصائل العسكرية من حماس والجهاد والجبهة الشعبية وفتح. كما أن الطبيعة الجغرافية في الضفة الغربية تتسم بأنها جبلية، وليس من السهل السيطرة عليها مثل المدن الساحلية.

“خلق الاستيطان الإسرائيلي المستمر والانقسام الفلسطيني شعورًا كبيرًا عند شباب الضفة بالغضب، والرغبة بالانتقام، لذا حتى لو استطاع الجيش الإسرائيلي تجريد بعض المناطق من السلاح، فلن يستطيع تجريد الشاب الفلسطيني من شعوره بالغضب من الاحتلال ومن استخدام أدوات مقاومة أخرى، مثل عمليات الطعن والدهس”، توضح المحللة المقيمة في غزة.

ويعاني مخيم جنين منذ عقود من أعلى معدلات البطالة، والفقر بين مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، وفقًا للأمم المتحدة. الآلاف من سكان المخيم مدرجون على قوائم المراقبة الإسرائيلية، مما يجعلهم غير مؤهلين للحصول على تصاريح عمل.

(فلسطينيون يحرقون الإطارات بعد بدء الغارة الإسرائيلية - الصورة: فرانس برس)
(فلسطينيون يحرقون الإطارات بعد بدء الغارة الإسرائيلية – الصورة: فرانس برس)

الأهداف الإسرائيلية الداخلية

تقف أهداف سياسية أخرى خلف شن نتنياهو العملية في هذا التوقيت، إذ دفعه أعضاء حكومته اليمينية المتطرفة؛ للرد بقسوة على الهجمات الفلسطينية. وعلى الجانب الآخر، فقد تزامنت تلك العملية مع عودة الشارع الإسرائيلي للاحتجاج على مضي رئيس الوزراء قُدمًا في عملية الإصلاح القضائي من جديد.

وشن عملية عسكرية ضد الفلسطينيين، هي استراتيجية معهودة لطالما اتبعها نتنياهو، إذ تجلب وحدة الصف الإسرائيلي فورًا. وهو ما تبدى سريعًا في تصريحات زعيم المعارضة، يائير لابيد، الذي أيّد الإجراءات “ضد البنى التحتية الإرهابية، ومحاولات بناء أنظمة إنتاج الصواريخ في جنين بمساعدة إيرانية”.

وانضم إليه زعيم حزب “الوحدة الوطنية”، بيني جانتس، وهو أيضًا أحد قادة المعارضة: “كلنا جبهة واحدة ضد الإرهاب”. وغرّد جانتس، رئيس الأركان الأسبق ووزير “الدفاع” السابق: “كل عملية حازمة ومسؤولة من قبل الحكومة ستحظى بالدعم الكامل”.

كما خرج الرئيس، إسحاق هرتسوج، للتعبير عن دعمه، قائلًا: “أنا أقف مع جيش الدفاع الإسرائيلي وقوات الأمن، وأدعو من أجل رفاههم. دولة إسرائيل ستواصل محاربة الإرهاب بيد حازمة لا هوادة فيها”.

(نتنياهو خلال حضوره جلسة إحاطة أمنية لعملية للجيش الإسرائيلي في جنين في 3 يوليو/تموز 2023 - الصورة: مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي)
(نتنياهو خلال حضوره جلسة إحاطة أمنية لعملية للجيش الإسرائيلي في جنين في 3 يوليو/تموز 2023 – الصورة: مكتب الصحافة الحكومي الإسرائيلي)

تريد حكومة نتنياهو تعزيز مكانتها في الساحة الإسرائيلية، وزيادة شعبيتها إذًا وفق ما تذهب إليه العودة في حديثها مع “مصر 360”.

وتشير كذلك إلى السياق الدولي، حيث ترغب تل أبيب في تمرير رسالة سياسية دولية للعالم، بأن إيران تُشكّل تهديدًا جديًا على أمنها عبر تسليح المقاومين بالضفة “مما قد يبرر رفض إسرائيل للاتفاق النووي، ويعطيها ذريعة مُستقبلًا لبذل محاولات حثيثة لإفشاله دون إثارة غضب المجتمع الدولي والولايات المتحدة”.

وبينما تمرر إسرائيل رسائلها وتستعرض عضلاتها، كان هذا العام حتى الآن من أكثر الأعوام دمويةً بالنسبة للفلسطينيين في الضفة المحتلة، منذ أكثر من عقد، حيث قُتل أكثر من 140 شخصًا خلال الأشهر الستة الماضية.

لكن الشرق الأوسط الآن مشغول في قضية الاتفاق النووي الإيراني المحتمل، وتحسين العلاقات بين إيران وبعض الدول العربية، وفي قضايا داخلية أخرى. أما إسرائيل فعلاقاتها بالدول العربية بأزهى فتراتها، وبالتالي لا تخشى أي ضغوط أو انتقادات، ولن تُثنيها بيانات تدين بأشد العبارات.