مثل الطرح الأول لسهم “طاقة عربية” بالبورصة المصرية في مستهل تعاملات الأسبوع لغزًا، فعلى مدار خمس ساعات كان السهم يواصل الصعود بمستويات قياسية، وصلت إلى 83,6 ألفا في المئة خلال خمس ساعات فقط، وسط غياب تام؛ لتنفيذ الصفقات التي لم تتجاوز 75 صفقة فقط.

استقطب رخص سعر  السهم الذي لا يتجاوز 50 قرشًا فقط المتعاملين بسوق المال المصري، الذين مارسوا دعاية مجانية له مع تجزئة رأسمال الشركة إلى 1.352 مليار سهم، وهو مبلغ أغرى صغار المستثمرين على وضع محافظ صغيرة؛ للاستثمار بها بمبالغ تتراوح بين 500 و10 آلاف جنيه، ولو على سبيل التجربة.

استطاع السهم أن يسجل ارتفاعًا بنسبة قياسية وصلت إلى 83,6 ألفا في المئة؛ ليقفز من نصف جنيه في أول التعاملات لمستوى 500 جنيه، ويستقر عند مستوى  418.455 جنيها قبل إغلاق البورصة بنحو نصف ساعة فقط، قبل أن يعاود التراجع ويستقر قرب مستوى 300 جنيه بختامها، مستغلاً عدم تطبيق الحدود السعرية المعتادة عليه في أول أيام الطرح.

لا تطبق البورصة الحدود السعرية أو آليات الإيقاف المؤقت المعمول بها خلال الجلسة الأولى للطروحات الجديدة، ويتم تطبيقها بداية من اليوم الثاني، والحدود السعرية يتم تطبيقها حال صعود أو هبوط سهم بنسبة  20%، محسوبة من إقفال اليوم السابق، وتشمل يوم التداول بالكامل على أن يتم إيقاف التداول على الورقة المالية لمدة 10 دقائق، في حالة تخطى سعر إقفال الورقة المالية 10% صعوداً أو هبوطاً.

مع إغلاق السوق، فاجأت إدارة البورصة الجميع؛ بإلغاء جميع العمليات المنفذة على السهم بالسوق الرئيسي، وكذلك إلغاء جميع العروض والطلبات المُسجلة على الورقة المالية، وتعديل سعر الفتح لجلسة الاثنين الموافق 10/07/2023؛ ليصبح 0.500 جنيه للسهم أو بمعنى أخر  العودة إلى ذي بدء.

البورصة بررت قرارها، بأن نحو 75 صفقة تم تنفيذها عن طريق الخطأ من قبل بعض المستثمرين الأفراد بقيمة تناهز 395 ألف جنيه على أسهم الشركة، وتم إلغاءها، من بينها صفقة وحيدة ذات حجم كبير بقيمة تجاوزت 3.6 مليارات جنيه.

تكشف تداولات البورصة عن عدم تلبية طلبات الشراء، إذ لم يتم بيع 1362 سهماً فقط في 75 صفقة، ساهمت في رفع السهم للمستوى القياسي، وانعكس ذلك على أداء سهم القلعة للاستشارات المالية المرتبطة، الذي هبط بنسبة 16.10% ليبلغ مستوى 2.92 جنيهين بتداول 83,44 الف سهم بقيمة 226,20 مليون جنيه من خلال 4277 صفقة.

ما هي طاقة عربية؟

طاقة عربية
طاقة عربية

طاقة عربية، هي شركة خاصة تابعة لشركة القلعة، وتنشط في مجال تشغيل شبكات البنية الأساسية لقطاع الطاقة، من توزيع الغاز الطبيعي إلى توليد وتوزيع الطاقة الكهربائية وتسويق المنتجات البترولية، وتولت إنشاء وتشغيل محطة طاقة شمسية بقدرة 65 ميجاوات، وبتكلفة استثمارية بلغت 1.35 مليار جنيه في مجمع بنبان للطاقة الشمسية بمحافظة أسوان.

كما أسست الشــركة قطاعًا للمياه في مارس 2021؛ لخدمة الشركات العاملة في قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة والتطوير العقاري عبر تنفيذ أعمال التصميم والإنشاء، والتحكم الآلي والتشغيل لأنظمة معالجة المياه الفعالة؛ سواء بتخفيض تكلفتها  أو تقليص استهلاكها للطاقة.

هل استهدفت القلعة التخلص من ديونها عبر “طاقة عربية”؟

 

رئيس مجلس إدارة شركة طاقة عربية خالد أبو بكر
رئيس مجلس إدارة شركة طاقة عربية خالد أبو بكر

بحسب رئيس مجلس إدارة شركة “طاقة عربية”، خالد أبو بكر، فإن حصة “القلعة” (المساهم الرئيسي) ستنخفض خلال 4 سنوات مع بيع  جزء من الأسهم لأحد الدائنين مع وعد بالشراء خلال 4 سنوات؛ لحصة في حدود 20%، بجانب مفاوضات أخرى بين القلعة وبعض البنوك المصرية؛ لبيع حصة أخرى مع وعد بالشراء”.

يقول أبوبكر، إن إدراج الشركة في البورصة المصرية يستهدف الوصول إلى منصة سهلة لزيادة رأس المال لتمويل المشاريع المستقبلية للشركة قد يكون في وقت قريب خلال الشهور القادمة.

ارتفع إجمالي الديون المجمعة لشركة القلعة، التي يديرها رجل الأعمال أحمد هيكل، إلى 71.55 مليار جنيه في 31 ديسمبر 2022، مقابل 55.59 مليار جنيه في 31 ديسمبر 2021 ، بينها ديون الشركة المصرية للتكرير والديون المرتبطة بها، التي تبلغ نحو 56.15 مليار جنيه مقابل 45.55 مليار جنيه في الفترة المقارنة ذاتها.

ترجع الزيادة بشكل أساسي إلى تغير أسعار الصرف، إذ سجلت خسائر فروق العملة بقيمة 4.7 مليارات جنيه في 2022 مقابل مكاسب بقيمة 228.6 مليون جنيه في العام السابق، بينها 3.2 مليارات جنيه خلال الربع الأخير عام 2022، مقابل أرباح قدرها 73.6 مليون جنيه خلال الفترة ذاتها، خاصة أن غالبية ديون القلعة بالدولار الأمريكي وليس الجنيه المصري.

أعلنت الشركة،في بيان أخيرًا، أن إتمام عملية إعادة هيكلة ديون الشركة، ما يزال على رأس أولويات الإدارة، وذلك الأمر قد يدفعها لبيع عدد محدود من الأصول المختارة؛ لتسوية بعض الديون، مع الاحتفاظ بإمكانية إعادة شراء تلك الأصول مستقبلًا.

هل نجح الطرح أم فشل؟

 

حنان رمسيس، خبيرة البورصة
حنان رمسيس، خبيرة البورصة

تقول حنان رمسيس، خبيرة البورصة، ورئيس قسم البحوث بإحدى شركات تدوال الأوراق المالية بالبورصة، إن الطرح شهد كواليس غريبة، فالطلبات تزايدت عليه منذ بدء التعاملات، لكن في نفس الوقت لم يحدث عرض للأسهم؛ لتظهر أول صفقة الساعة 1.30 ظهرًا ببيع 30 سهمًا فقط بسعر نصف جنيه، ثم 500 بسعر 50 جنيهًا، وبعدها ارتفع بوتيرة سريعة.

تتولى شركة المجموعة المالية “هيرميس”؛ لترويج وتغطية الاكتتاب، إدارة الطرح، بينما تلعب شركة “بيكر تيللي” دور المستشار المالي المستقل، فيما يقدم مكتب “ذو الفقار وشركاؤه” الاستشارات القانونية. ويقوم مكتب “برايس ووتر هاوس كوبرز عز الدين ودياب وشركائهم” بدور مراقب الحسابات والمدقق المالي.

أضافت رمسيس ـ لـ”مصر 360″، أنه كان من المفترض طرح 25% من الأسهم، لكن لم يحدث ذلك، ووصل السهم بعيد عن السعر العادل الذي حدده المستشار المالي المستقل للشركة عند 8.50 جنيهات؛ لينتهي عند مستوى 299 جنيها، وهو المستوى الذي كان يفترض أن تبدأ به تعاملات الغد قبل أن تلغي البورصة جميع العمليات.